بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » أحاديث كانت ـ ولازالت ـ لي مُلهِمَة

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 25-08-2005, 03:44 PM   #1
قشعة
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 306
أحاديث كانت ـ ولازالت ـ لي مُلهِمَة

بعض الأحاديث التي قرأتها في الصغر ـ أو قل أغلبها ـ لا زلت راسخة في الفؤاد ..

تلهمني وتدلني .. وتواسيني وتسليني ..

أذكر أن حديثاً كان معلقاً في جدار المسجد بلوحته الجميلة :
روى الإمام البخاري في صحيحة :
‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد العزيز بن عبد الله ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن سعد ‏ ‏عن ‏ ‏ابن أخي ابن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏سالم بن عبد الله ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏يقول ‏
‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏يقول : كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه

آخر من قام بالتعديل قشعة; بتاريخ 25-08-2005 الساعة 04:02 PM.
قشعة غير متصل  


قديم(ـة) 25-08-2005, 04:08 PM   #2
قشعة
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 306
نسخة من البخاري مع شرح الحديث من فتح الباري

صحيح البخاري الأدب ستر المؤمن على نفسه



[align=justify]‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد العزيز بن عبد الله ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن سعد ‏ ‏عن ‏ ‏ابن أخي ابن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏سالم بن عبد الله ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏يقول ‏
‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه ‏





فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( عبد العزيز بن عبد الله ) ‏
‏هو الأويسي . ‏

‏قوله : ( عن ابن أخي ابن شهاب ) ‏
‏هو محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري , ووقع في رواية لأبي نعيم في " المستخرج " من وجه آخر عن عبد العزيز شيخ البخاري فيه " حدثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن عبد الله ابن أخي ابن شهاب " وقد روى إبراهيم بن سعد عن الزهري نفسه الكبير , وربما أدخل بينهما واسطة مثل هذا . ‏

‏قوله : ( عن ابن شهاب ) ‏
‏في رواية يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن أخي ابن شهاب عن عمه أخرجه مسلم والإسماعيلي . ‏

‏قوله : ( كل أمتي معافى ) ‏
‏بفتح الفاء مقصور اسم مفعول من العافية وهو إما بمعنى عفا الله عنه وإما سلمه الله وسلم منه . ‏

‏قوله : ( إلا المجاهرين ) ‏
‏كذا هو للأكثر وكذا في رواية مسلم ومستخرجي الإسماعيلي وأبي نعيم بالنصب , وفي رواية النسفي " إلا المجاهرون " بالرفع وعليها شرح ابن بطال وابن التين وقال . كذا وقع , وصوابه عند البصريين بالنصب , وأجاز الكوفيون الرفع في الاستثناء المنقطع , كذا قال , وقال ابن مالك " إلا " على هذا بمعنى لكن , وعليها خرجوا قراءة ابن كثير وأبي عمرو " ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك " أي لكن امرأتك " أنه مصيبها ما أصابهم " وكذلك هنا المعنى . لكن المجاهرون بالمعاصي لا يعافون , فالمجاهرون مبتدأ والخبر محذوف . وقال الكرماني : حق الكلام النصب إلا أن يقال العفو بمعنى الترك وهو نوع من النفي , ومحصل الكلام كل واحد من الأمة يعفى عن ذنبه ولا يؤاخذ به إلا الفاسق المعلن ا ه . واختصره من كلام الطيبي فإنه قال : كتب في نسخة " المصابيح " المجاهرون بالرفع وحقه النصب , وأجاب بعض شراح المصابيح بأنه مستثنى من قوله معافى وهو في معنى النفي , أي كل أمتي لا ذنب عليهم إلا المجاهرون , وقال الطيبي : الأظهر أن يقال المعنى كل أمتي يتركون في الغيبة إلا المجاهرون , والعفو بمعنى الترك وفيه معنى النفي كقوله : ( ويأبى الله إلا أن يتم نوره ) والمجاهر الذي أظهر معصيته وكشف ما ستر الله عليه فيحدث بها , وقد ذكر النووي أن من جاهر بفسقه أو بدعته جاز ذكره بما جاهر به دون ما لم يجاهر به ا ه . والمجاهر في هذا الحديث يحتمل أن يكون من جاهر بكذا بمعنى جهر به . والنكتة في التعبير بفاعل إرادة المبالغة , ويحتمل أن يكون على ظاهر المفاعلة والمراد الذي يجاهر بعضهم بعضا بالتحدث بالمعاصي , وبقية الحديث تؤكد الاحتمال الأول . ‏

‏قوله : ( وإن من المجاهرة ) ‏
‏كذا لابن السكن والكشميهني وعليه شرح ابن بطال , وللباقين " المجانة " بدل المجاهرة . ووقع في رواية يعقوب بن إبراهيم بن سعد " وإن من الإجهار " كذا عند مسلم , وفي رواية له " الجهار " وفي رواية الإسماعيلي " الإهجار " وفي رواية لأبي نعيم في المستخرج " وإن من الهجار " فتحصلنا على أربعة أشهرها الجهار ثم تقديم الهاء وبزيادة ألف قبل كل منهما , قال الإسماعيلي : لا أعلم أني سمعت هذه اللفظة في شيء من الحديث , يعني إلا في هذا الحديث . وقال عياض : وقع للعذري والسجزي في مسلم الإجهار وللفارسي الإهجار وقال في آخره : وقال زهير الجهار , هذه الروايات من طريق ابن سفيان وابن أبي ماهان عن مسلم , وفي أخرى عن ابن سفيان في رواية زهير الهجار , قال عياض : الجهار والإجهار والمجاهرة كله صواب بمعنى الظهور والإظهار , ويقال جهر وأجهر بقوله وقراءته إذا أظهر وأعلن لأنه راجع لتفسير قوله أولا " إلا المجاهرون " قال وأما المجانة فتصحيف وإن كان معناها لا يبعد هنا ; لأن الماجن هو الذي يستهتر في أموره وهو الذي لا يبالي بما قال وما قيل له . قلت : بل الذي يظهر رجحان هذه الرواية لأن الكلام المذكور بعده لا يرتاب أحد أنه من المجاهرة فليس في إعادة ذكره كبير فائدة , وأما الرواية بلفظ المجانة فتفيد معنى زائدا وهو أن الذي يجاهر بالمعصية يكون من جملة المجان , والمجانة مذمومة شرعا وعرفا , فيكون الذي يظهر المعصية قد ارتكب محذورين : إظهار المعصية وتلبسه بفعل المجان , قال عياض : وأما الإهجار فهو الفحش والخناء وكثرة الكلام , وهو قريب من معنى المجانة , يقال أهجر في كلامه , وكأنه أيضا تصحيف من الجهار أو الإجهار وإن كان المعنى لا يبعد أيضا هنا , وأما لفظ الهجار فبعيد لفظا ومعنى لأن الهجار الحبل أو الوتر تشد به يد البعير أو الحلقة التي يتعلم فيها الطعن ولا يصح له هنا معنى , والله أعلم . قلت : بل له معنى صحيح أيضا فإنه يقال هجر وأهجر إذا أفحش في كلامه فهو مثل جهر وأجهر , فما صح في هذا صح في هذا , ولا يلزم من استعمال الهجار بمعنى الحبل أو غيره أن لا يستعمل مصدرا من الهجر بضم الهاء . ‏

‏قوله : ( البارحة ) ‏
‏هي أقرب ليلة مضت من وقت القول , تقول لقيته البارحة , وأصلها من برح إذا زال . وورد في الأمر بالستر في الأمر حديث ليس على شرط البخاري وهو حديث ابن عمر رفعه " اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها , فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله " الحديث أخرجه الحاكم , وهو في " الموطأ " من مرسل زيد بن أسلم , قال ابن بطال : في الجهر بالمعصية استخفاف بحق الله ورسوله وبصالحي المؤمنين , وفيه ضرب من العناد لهم , وفي الستر بها السلامة من الاستخفاف , لأن المعاصي تذل أهلها , ومن إقامة الحد عليه إن كان فيه حد ومن التعزير إن لم يوجب حدا , وإذا تمحض حق الله فهو أكرم الأكرمين ورحمته سبقت غضبه , فلذلك إذا ستره في الدنيا لم يفضحه في الآخرة , والذي يجاهر يفوته جميع ذلك , وبهذا يعرف موقع إيراد حديث النجوى عقب حديث الباب , وقد استشكلت مطابقته للترجمة من جهة أنها معقودة لستر المؤمن على نفسه والذي في الحديث ستر الله على المؤمن , والجواب أن الحديث مصرح بذم من جاهر بالمعصية فيستلزم مدح من يستتر , وأيضا فإن ستر الله مستلزم لستر المؤمن على نفسه , فمن قصد إظهار المعصية والمجاهرة بها أغضب ربه فلم يستره , ومن قصد التستر بها حياء من ربه ومن الناس من الله عليه بستره إياه , وقيل إن البخاري يشير بذكر هذا الحديث في هذه الترجمة إلى تقوية مذهبه أن أفعال العباد مخلوقة لله .[/CENTER]
قشعة غير متصل  
قديم(ـة) 25-08-2005, 07:18 PM   #3
عبدالعزيز النجدي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 122
من باب الفائدة فيه كتاب 561صفحة بعنوان(أحكام المجاهرين بالكبائر) تأليف :ذياب الغامدي.
عبدالعزيز النجدي غير متصل  
قديم(ـة) 26-08-2005, 02:40 AM   #4
قشعة
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 306
الشيخ : عبدالعزيز النجدي حفظه الله

جزاك الله خير

بدلالتك الكريمة تجعلني أذكر كل الأحاديث التي كانت ـ ولا زالت ـ لي مُلهمة .

شكراً يا شيخ : عبد العزيز النجدي
قشعة غير متصل  
قديم(ـة) 26-08-2005, 02:51 PM   #5
عبدالعزيز النجدي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 122
أخي العزيز: قشعة وفقه الله للخيرات
لست شيخاً إنما انا محب للعلم وأهله
وجزاك الله خيراً على دعاءك.
عبدالعزيز النجدي غير متصل  
قديم(ـة) 28-08-2005, 03:18 PM   #6
ملكي
عـضـو
 
صورة ملكي الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
البلد: الاقامة بعد الآذان
المشاركات: 1,469
أخي وحبيبي في الله ( قشعة )

الله يجعلك تقشع بالعلم وأن يتوارث علمك


اللهم آآآآآآآآمين
__________________
يمنع وضع الإيميل ووسائل الاتصال الاجتماعي .
ملكي غير متصل  
قديم(ـة) 28-08-2005, 03:51 PM   #7
قشعة
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 306
يا شيخ اسمك ذكرني باسم الشيخ : عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ فلا تلوم من يموت صبابة بحب الشيخ واسم الشيخ لأنه دله على الله وأبان الحق والدليل .. وكان نعم الرجل .. علماً وعملاً ..


اللهم آمين أخي ملكي ...

العلم يزيل حجب الجهل .. وجمال العلم إصلاح العمل

آخر من قام بالتعديل قشعة; بتاريخ 28-08-2005 الساعة 04:12 PM.
قشعة غير متصل  
قديم(ـة) 28-08-2005, 04:27 PM   #8
قشعة
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 306
الحديث الثاني

صحيح البخاري
من قعد حيث ينتهي به المجلس ومن رأى فرجة في الحلقة
العلم




[align=justify]‏ ‏حدثنا ‏ ‏إسماعيل ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ‏ ‏أن ‏ ‏أبا مرة ‏ ‏مولى ‏ ‏عقيل بن أبي طالب ‏ ‏أخبره عن ‏ ‏أبي واقد الليثي ‏

‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر فأقبل اثنان إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وذهب واحد قال فوقفا على رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فأما أحدهما فرأى ‏ ‏فرجة ‏ ‏في الحلقة فجلس فيها وأما الآخر فجلس خلفهم وأما الثالث فأدبر ذاهبا فلما فرغ رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏ألا أخبركم عن النفر الثلاثة أما أحدهم ‏ ‏فأوى ‏ ‏إلى الله فآواه الله وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه





فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( مولى عقيل ) ‏
‏بفتح العين , وقيل لأبي مرة ذلك للزومه إياه , وإنما هو مولى أخته أم هانئ بنت أبي طالب . ‏

‏قوله : ( عن أبي واقد ) ‏
‏صرح بالتحديث في رواية النسائي من طريق يحيى بن أبي كثير عن إسحاق فقال : عن أبي مرة أن أبا واقد حدثه . وقد قدمنا أن اسم أبي واقد الحارث بن مالك , وقيل ابن عوف , وقيل عوف بن الحارث , وليس له في البخاري غير هذا الحديث , ورجال إسناده مدنيون , وهو في الموطأ , ولم يروه عن أبي واقد إلا أبو مرة . ولا عنه إلا إسحاق , وأبو مرة والراوي عنه تابعيان , وله شاهد من حديث أنس أخرجه البزار والحاكم . ‏

‏قوله : ( ثلاثة نفر ) ‏
‏النفر بالتحريك للرجال من ثلاثة إلى عشرة , والمعنى ثلاثة هم نفر , والنفر اسم جمع ولهذا وقع مميزا للجمع كقوله تعالى : ( تسعة رهط ) . ‏

‏قوله : ( فأقبل اثنان ) ‏
‏بعد قوله : " أقبل ثلاثة " هما إقبالان , كأنهم أقبلوا أولا من الطريق فدخلوا المسجد مارين كما في حديث أنس , فإذا ثلاثة نفر يمرون , فلما رأوا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم أقبل إليه اثنان منهم واستمر الثالث ذاهبا . ‏

‏قوله : ( فوقفا ) ‏
‏زاد أكثر رواة الموطأ : " فلما وقفا سلما " وكذا عند الترمذي والنسائي . ولم يذكر المصنف هنا ولا في الصلاة السلام . وكذا لم يقع في رواية مسلم . ويستفاد منه أن الداخل يبدأ بالسلام , وأن القائم يسلم على القاعد , وإنما لم يذكر رد السلام عليهما اكتفاء بشهرته , أو يستفاد منه أن المستغرق في العبادة يسقط عنه الرد . وسيأتي البحث فيه في كتاب الاستئذان . ولم يذكر أنهما صليا تحية المسجد إما لكون ذلك كان قبل أن تشرع أو كانا على غير وضوء أو وقع فلم ينقل للاهتمام بغير ذلك من القصة أو كان في غير وقت تنفل , قاله القاضي عياض بناء على مذهبه في أنها لا تصلى في الأوقات المكروهة . ‏

‏قوله : ( فوقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ‏
‏أي : على مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم أو " على " بمعنى عند . ‏

‏قوله : ( فرجة ) ‏
‏بالضم والفتح معا هي الخلل بين الشيئين . والحلقة بإسكان اللام كل شيء مستدير خالي الوسط والجمع حلق بفتحتين , وحكي فتح اللام في الواحد وهو نادر . وفيه استحباب التحليق في مجالس الذكر والعلم , وفيه أن من سبق إلى موضع منها كان أحق به . ‏

‏قوله : ( وأما الآخر ) ‏
‏بفتح الخاء المعجمة , وفيه رد على من زعم أنه يختص بالأخير لإطلاقه هنا على الثاني . ‏

‏قوله : ( فأوى إلى الله فآواه الله ) ‏
‏قال القرطبي : الرواية الصحيحة بقصر الأول ومد الثاني وهو المشهور في اللغة , وفي القرآن ( إذ أوى الفتية إلى الكهف ) بالقصر , ( وآويناهما إلى ربوة ) بالمد , وحكي في اللغة القصر والمد معا فيهما . ومعنى أوى إلى الله لجأ إلى الله , أو على الحذف أي : انضم إلى مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومعنى فآواه الله أي : جازاه بنظير فعله بأن ضمه إلى رحمته ورضوانه . وفيه استحباب الأدب في مجالس العلم وفضل سد خلل الحلقة , كما ورد الترغيب في سد خلل الصفوف في الصلاة , وجواز التخطي لسد الخلل ما لم يؤذ , فإن خشي استحب الجلوس حيث ينتهي كما فعل الثاني . وفيه الثناء على من زاحم في طلب الخير . ‏

‏قوله : ( فاستحيا ) ‏
‏أي ترك المزاحمة كما فعل رفيقه حياء من النبي صلى الله عليه وسلم وممن حضر قاله القاضي عياض , وقد بين أنس في روايته سبب استحياء هذا الثاني فلفظه عند الحاكم : " ومضى الثاني قليلا ثم جاء فجلس " فالمعنى أنه استحيا من الذهاب عن المجلس كما فعل رفيقه الثالث . ‏

‏قوله : ( فاستحيا الله منه ) ‏
‏أي : رحمه ولم يعاقبه . ‏

‏قوله : ( فأعرض الله عنه ) ‏
‏أي : سخط عليه , وهو محمول على من ذهب معرضا لا لعذر , هذا إن كان مسلما , ويحتمل أن يكون منافقا , واطلع النبي صلى الله عليه وسلم على أمره , كما يحتمل أن يكون قوله صلى الله عليه وسلم : " فأعرض الله عنه " إخبارا أو دعاء . ووقع في حديث أنس : " فاستغنى فاستغنى الله عنه " وهذا يرشح كونه خبرا , وإطلاق الإعراض وغيره في حق الله تعالى على سبيل المقابلة والمشاكلة , فيحمل كل لفظ منها على ما يليق بجلاله سبحانه وتعالى . وفائدة إطلاق ذلك بيان الشيء بطريق واضح , وفيه جواز الإخبار عن أهل المعاصي وأحوالهم للزجر عنها وأن ذلك لا يعد من الغيبة , وفي الحديث فضل ملازمة حلق العلم والذكر وجلوس العالم والمذكر في المسجد , وفيه الثناء على المستحي . والجلوس حيث ينتهي به المجلس . ولم أقف في شيء من طرق هذا الحديث على تسمية واحد من الثلاثة المذكورين . والله تعالى أعلم . [/CENTER]
قشعة غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 09:19 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)