|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#6 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 16
|
[align=justify] جزاكم الله خيرا ورفع مقامكم عاليا في الدارين
***************** لقد جاءت هذه العقيدة في صورتها الأخيرة التي جاء بها الإسلام ; لتكون قاعدة للحياة البشرية في الأرض من بعدها , ولتكون منهجا عاما للبشرية جميعها ; ولتقوم الأمة المسلمة بقيادة البشرية في طريق الله وفق هذا المنهج , المنبثق من التصور الكامل الشامل لغاية الوجود كله ولغاية الوجود الإنساني , كما أوضحهما القرآن الكريم , المنزل من عند الله . قيادتها إلى هذا الخير الذي لا خير غيره في مناهج الجاهلية جميعا , ورفعها إلى هذا المستوى الذي لا تبلغه إلا في ظل هذا المنهج , وتمتيعها بهذه النعمة التي لا تعدلها نعمة , والتي تفقد البشرية كل نجاح وكل فلاح حين تحرم منها , ولا يعتدي عليها معتد بأكثر من حرمانها من هذا الخير , والحيلولة بينها وبين ما أراده لها خالقها من الرفعة والنظافة والسعادة والكمال . ومن ثم كان من حق البشرية أن تبلغ إليها الدعوة إلى هذا المنهج الإلهي الشامل , وألا تقف عقبة أو سلطة في وجه التبليغ بأي حال من الأحوال . ثم كان من حق البشرية كذلك أن يترك الناس بعد وصول الدعوة إليهم أحرارا في اعتناق هذا الدين ; لا تصدهم عن اعتناقه عقبة أو سلطة . فإذا أبى فريق منهم أن يعتنقه بعد البيان , لم يكن له أن يصد الدعوة عن المضي في طريقها . وكان عليه أن يعطي من العهود ما يكفل لها الحرية والاطمئنان ; وما يضمن للجماعة المسلمة المضي في طريق التبليغ بلا عدوان . . فإذا اعتنقها من هداهم الله إليها كان من حقهم ألا يفتنوا عنها بأي وسيلة من وسائل الفتنة . لا بالأذى ولا بالإغراء . ولا بإقامة أوضاع من شأنها صد الناس عن الهدى وتعويقهم عن الاستجابة . وكان من واجب الجماعة المسلمة أن تدفع عنهم بالقوة من يتعرض لهم بالأذى والفتنة . ضمانا لحرية العقيدة , وكفالة لأمن الذين هداهم الله , وإقرارا لمنهج الله في الحياة , وحماية للبشرية من الحرمان من ذلك الخير العام . وينشأ عن تلك الحقوق الثلاثة واجب آخر على الجماعة المسلمة ; وهو أن تحطم كل قوة تعترض طريق الدعوة وإبلاغها للناس في حرية , أو تهدد حرية اعتناق العقيدة وتفتن الناس عنها . وأن تظل تجاهد حتى تصبح الفتنة للمؤمنين بالله غير ممكنة لقوة في الأرض , ويكون الدين لله . . لا بمعنى إكراه الناس على الإيمان . ولكن بمعنى استعلاء دين الله في الأرض , بحيث لا يخشى أن يدخل فيه من يريد الدخول ; ولا يخاف قوة في الأرض تصده عن دين الله أن يبلغه , وأن يستجيب له , وأن يبقى عليه . وبحيث لا يكون في الأرض وضع أو نظام يحجب نور الله وهداه عن أهله ويضلهم عن سبيل الله . بأية وسيلة وبأية أداة . وفي حدود هذه المباديء العامة كان الجهاد في الإسلام . وكان لهذه الأهداف العليا وحدها , غير متلبسة بأي هدف آخر , ولا بأي شارة أخرى . إنه الجهاد للعقيدة . لحمايتها من الحصار ; وحمايتها من الفتنة ; وحماية منهجها وشريعتها في الحياة ; وإقرار رايتها في الأرض بحيث يرهبها من يهم بالاعتداء عليها قبل الاعتداء ; وبحيث يلجأ إليها كل راغب فيها لا يخشى قوة أخرى في الأرض تتعرض له أو تمنعه أو تفتنه . وهذا هو الجهاد الوحيد الذي يأمر به الإسلام , ويقره ويثيب عليه ; ويعتبر الذين يقتلون فيه شهداء ; والذين يحتملون أعباءه أولياء . [/CENTER] |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|