|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
![]() |
#1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
عودا للأخ برق عفا الله عنا وعنه : فأقول مستعينا بالله : أولا : لا أنكر أني استفدت كثيرا من كلامه الطويل , وفيه فوائد جمة جزاه الله خيرا . ثانياً : أظهر الأخ الكريم برق بطلانا في استدلالاتي بورود بعض الأسماء وجعله استدلالاً متكلفا , ولا أدري أي الأمرين أكثر ظهورا : أفي تكلفي بالاستدلال أم في تكلفه في التخريج ؟؟؟؟ ثالثاً : قال إن الله لم يذكر لفظ الزوج مع أنبيائه صيانة لهن وحشمة وهذا نصه ولم أتجنًّ عليه : " فآي القرآن الكريم تستخدم كلمة ( أهل ) كناية عن الزوج , ولا تستخدم حتى كلمة ( زوج ) أمعانا في صيانة أعراض الأنبياء من الابتذال بألفاظ موحية " ولا أدري هل خفيت عليه الآيات الكثيرة : " وأصلحنا له زوجَه " >> ما المراد بالإصلاح هنا ؟؟؟ " أسكن أنت وزوجك الجنة " " أمسك عليك زوجك واتق الله " " يا أيها النبي قل لأزواجك " " وأزواجه أمهاتهم " فيبدوا أن الأخ برق من حماسه لإنكار التصريح بالاسم نسي نفسه فأنكر حتى كلمة زوج مع الأنبياء , لأن كلمة زوج في نظرة أقل حشمة من كلمة أهل , ويا سبحان الله ! أليس الله تعالى يقول : " جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها " " وخلق منها زوجها " .. وأرجو ألا يصف استشهادي هنا بالبطلان أو التكلف , فيأتينا بتكلف أشنع منه . رابعاً : أوافقه أن العرب قد تحتشم من ذكر اسم المرأة , ولكنه ليس دائما , ففي مواطن دون مواطن , وكثيرا ما نراهم يذكرون اسمها في مواطن لم يكن لها داع كبير , ولم يستنكروا أو يأنفوا . ولكنهم يذكرون الاسم عند أدنى حاجة , وقد يكون بلا داع أحيانا , ولا أدل على ذلك من حديث جابر في الصحيح : لما قتل أبي جعلت أكشف التراب عن وجهه والقوم ينهونني , فجعلت عمتي فاطمة بنت عمرو تبكيه ... الحديث ,, فلماذا صرح جابر باسم عمته هنا , وهل هنا من داع ؟؟ كان بإمكانه أن يقول : فجاءت إحدى عماتي وكشفت عن وجهه , وهو مُصدَّق بما يقول .. وجاء في صحيح مسلم في كتاب الحيض أن عائشة رضي الله عنها قالت : دخلتْ أسماء بنت شَكلٍ على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقالت : يا رسول الله ! كيف تغتسل إحدانا إذا طَهُرَتْ من الحيض ؟ .. الحديث ,, وجاء في آخره قول عائشة رضي الله عنها : " نِعْمَ النساء نساء الأنصار , لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين " فليت شعري ! هل أزالت الصِّدِّيقةُ بنت الصديق رضي الله عنهما الحشمة عن هذه الصحابية وفَضَحَت اسمها على رؤوس الأشهاد ؟؟؟ , ولا سيما أن اسمها ورد في معرض الحيض والغسل منه ,, وأي حياء وموقف أصعب من هذا الموقف ؟؟؟ والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصر , ويكفيك أن تفتح الإصابة لترى كيف أحصى ابن حجر أسماء الصحابيات , فكيف عرف أسماءهن ؟؟؟ وكيف أنه ينقل كثيرا من ابن سعد صاحب الطبقات , وأن ابن سعد يبحث عن أسماء أمهاتهن فيقول مثلا : فاطمة بنت علقمة ,,, هاجرت مع زوجها سليط بن عمرو إلى الحبشة ,, وأمها عاتكة بنت أسعد وقال : فاطمة بنت قيس بن خالد القرشية ,, كانت من المهاجرات الأول ... وأمها أميمة بنت ربيعة من بني كنانة .. الغرض من استشهادي هنا : أننا كيف علمنا أسماء الصحابيات بهذه الدقة إلا لأن الاسم كان معروفا عندهم متداولا , ولو لم يكن كذلك لما وصل إلينا . وكيف أن المؤرخين كانوا يعرفون أسماء أمهاتهن أيضا دون أن يجدوا حرجا في الكشف عن هذه الأسماء , وربما ساقوا القصص والنوادر , وربما ذكروا أن هذه المرأة باسمها الصريح كانت مشهورة بالجمال والعقل كما ذكر ابن حجر في ترجمة فاطمة بنت قيس .. فأين الاحتشام هنا بارك الله فيك ؟؟؟ أم ترى أن ابن حجر كشف عيوب الناس قديما من حيث كانوا يخفونها ؟؟؟؟ أم ترى أن المؤرخين وأصحاب السير كانوا يطرقون البيوت ليسألوهم عن أسماء نسائهم ليتم تدوينه في التاريخ كما يفعل رجال التعداد السكاني ؟؟ وأما قولك إنهم يستحون من ذكر اسمها عند الأغراب واستدلالك بحديث " أخبرني بعض نسوة النبي صلى الله عليه وسلم" وأن ابن عمر لم يسمها لزيد بن جبير لأنه غريب منها , فهذا تخريج من ابن حاتم وليس بلازم , فهو اجتهاد محدث غير قطعي , وهو محجوج بما هو أصرح منه : فقد أخرج مالك في الموطأ أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيت ميمونة بنت الحارث , فإذا بضِباب , ومعه عبد الله بن عباس وخالد بن الوليد , فقال : من أين لكم هذا ؟ قالت : أهدته إليّ أختي هزيلة بنت الحارث ,,, " وأصله في الصحيحين . فلماذا لم تقل ميمونة : من أختي وكفى ؟ أو من أحدى أخواتي , بل صرحت باسمها أمام الأغراب كخالد بن الوليد وابن عباس . ولا تقل لي إن ابن عباس كان ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم فليس غريبا ,, لأننا في زماننا نستعيب من ذكر أسماء اخوتنا عند أبناء عمومتنا ونعدهم أبعد الناس .. والله المستعان . وأخرج الحاكم وغيره ( في الإصابة ) أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دعا أبا هريرة ليستعمله , فأبي أبو هريرة أن يعمل , فقال عمر : أتكره العمل وقد طلبه من كان خيرا منك ؟ قال : من ذاك ؟ قال : يوسف بن يعقوب , قال : يوسف نبي ابن نبي , وأنا أبو هريرة ابن أميمة ... فلماذا لم يخجل أبو هريرة من التصريح باسم أمه أمام الغريب عمر ؟؟ كان بإمكانه أن ينتسب لأبيه صخر الدوسي المغمور فيكون له حجة أمام عمر . وجاء في الإصابة أن تماضر بنت الأصبغ كانت تحت عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه , فطلقها طلقتين , ثم مرض فجرى بينهما شيء , فأمرها أن تخبره إذا حاضت ثم طهرت , فلما حصل منها ذلك أرسلت رجلا إليه , فمر هذا الرسول ببعض أهله , فسألوه : أين يذهب , فقال : أرسلتني تماضر إلى عبد الرحمن أعلمه أنها قد حاضت ثم طهرت .. القصة . والشاهد منه هنا : أن هذا الرسول لم يأنف أو يستنكف أو يتورع من ذكر اسم المرأة التي أرسلته بشأن يستحى منه وهو الحيض والطهر , فذكر اسمها عند أهله دون تحرج , وهم أغراب عنها .. وكان بإمكانه أن يقول : أرسلتني زوج عبد الرحمن أو أهله دون التصريح بالاسم . خامساً : جاء في السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم غيّر أسماء بعض الصحابيات , فغيّر عاصية بنت عمر إلى جميلة , وغير بَرّة إلى جويرية بنت الحارث زوجُه المعروفه , وغير بره بنت أم سلمه إلى زينب .. وهذا يدل على اهتمامهم بأسماء البنات والنساء , وأنه غير مستنكر دورانه عندهم . سادساً : نجد في كتب الطبقات وتراجم أعلام النساء والصحابيات اختلافهم في تسمية بعض النساء فهذه فاضلة وقيل اسمها فاطمة ,, وهذه أميمة وقيل أمينة ... وهذا يدل على اهتمامهم بصحة الاسم وأنه أمر يحرص عليه أهل العلم في توثيقه . سابعاً : أما قولي بأن حديث : " يؤذيني في أهلي " مثل : " ما بال أقوام " فالمقصد منه أن التصريح بالاسم قد يكتنفه علة أقوى منه تقتضي كتمانه لمصلحة راجحة , وليس المراد هنا اتفاق العلتين . وأما استدلالي بحديث " أي الزيانب " فلا يخفاك أن السؤال هنا كان بقول : أي الزيانب , بمعنى أن هناك أكثر من زينب معروفة لدى النبي صلى الله عليه وسلم , فيريد معرفة المقصود والتعيين . وأوافقك في حديث : لو أن فاطمة بنت محمد ,,, وقد أسلم معك بأن اسم المرأة لا يرد إلا عند الحاجة , فأقول : من يقدر الحاجة قدرها ؟؟؟ كل شخص له وجهة نظر في تقدير الحاجة ! فقد أقول لك : إن التصريح باسم العروس وأنها فلانة بنت فلان حاجة قوية , ليعرف الناس أن هذه المرأة قد تزوجت , فقد يكون لأحد غرض في خطبتها فيعلم بهذا أنها ذهبت , وقد يريد خطبة أختها الصغرى فيعلم أن فلانة التي أكبر منها تزوجت .. إلى غير ذلك من الحاجات التي قد تَعِنُّ في الموضوع . سابعاً : نجد أن من العرب من تكنى باسم امرأة أو انتسب إليها فهذا أبو مليكة , وذاك ابن أبي ليلى , وهذا عمرو بن هند , وهذا ابن ميادة , وهذه أم حبيبة , وأم سلمة , وأبو ليلى الغفاري .. الخ فهل تراهم يكتنون بما لا يشرفهم ؟ أو يتلقبون بما يستحى من ذكره ؟؟؟ ثامناً : أنت نظرت إلى قول عائشة ( أهله ) تقصد نفسها , في موقف نفسي عصيب عليها , وصرحت بالأهل هنا لتبين للسامع أنها ليست مجرد اسم يتردد وإنما هي أهل لهذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ومع ذلك امتحنت في شرفها ونسبها . ولم تنظر إلى أحاديثها الكثيرة التي تصرح فيها للراوي أنها تغتسل مع رسول بإناء واحد , وأنها تمشط الرسول صلى الله عليه وسلم وهي حائض , والراوي عنها يذكر اسمها دون غضاضة أو استشكال لورود اسم زوج النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المقام , ولو قال :عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لربما كان يكفيه . أم هل قرأت أن عائشة وأم سلمة روَتا أن أم سليم سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن احتلام المرأة .... فهل من حاجة أن تذكر الصحابيتان اسم السائلة ( أم سليم ) في مثل هذا السؤال المحرج جدا ؟؟ قد تقول : إن ( أم سليم ) كنيتها وليس اسمها . فأقول : إنها امرأة اشتهرت بكنيتها فصار كالاسم لها , كما في أم سلمة وأم حبيبة وأبي بكر وأبي هريرة .. وحينما تقول عائشة للرواة أن أم سليم قالت كذا فإنهم سيعرفونها لا محالة , لأن أم سليم أشهر من أن يجهلها القوم . تاسعاً : أخي الكريم برق : أقرأ كثيرا في كتب التاريخ والأدب , فأجد أسماء النساء تمر من يميني وشمالي دون غضاضة , وأسماء نساء كريمات النسب شريفات الحسب , في الجاهلية والإسلام , فقرأت في الاشتقاق لابن دريد والكامل للمبرد وكتب الجاحظ وأغاني أبي الفرج وتاريخ الطبري ما يملأ مجلدات ضخام من سير النساء وأسمائهن من كريمات العرب ونسائهم الحرائر العواتق . فضلا عن كتب التراجم الخاصة كالإصابة وأعلام النساء والاستيعاب وغيرها . فهل ترى هؤلاء العلماء لم يفطنوا إلى ما فطنتَ إليه من حشمة المرأة وستر اسمها وإخفائه صيانة لها ؟ بل هل نحن أرفع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبته الكرام صيانةً لأنفسنا وأهلينا من أن تبتذل أسماء نسائنا , ونحن نعرف الدقيق والجليل عن حياة نسائهم وأسمائهن وأنسابهن , ومتى تزوج بهن , ومن هي الجميلة منهن , واسم أبيها واسم أمها وأختها وأخيها .. الخ مما هو مفصل في الكتب ؟؟ وفي النهاية أخي الكريم : الحديث يطول ويتشعب , وقد لا نجني فائدة كثيرة من ذلك , ولستُ هنا ألزم أحدا بذكر الاسم أو كتمانه , فهي رغبات وقناعات خاصة لدى الناس , وكل له حجة ودليل , وقد علم كل أناس مشربهم , وإن كنتُ عنفت على أحد أو شنعتُ عليه فأعتذر عن ذلك وأستغفر الله تعالى أن أنتصر لرأيي أو ألجلج فيه . أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ [ محمود سامي البارودي ]
|
![]() |
![]() |
#2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
|
لم يخفَ عليّ ما ذكرته , ولم أنكر ورود كلمة ( زوج ) بالقرآن , وهل يخفى على أحد أنها وردت في القرآن ؟! لكنّي اختصرت الكلام معتمدا على ذهنك , وما توقّعت أنك ستأخذ كل اسم ورد في الكتاب والسنة وكتب التاريخ و ( الأدب ) حجة ودليلا . لقد وردت كلمة ( أهل ) في كتاب الله تعالى بدل كلمة ( زوج ) في مقام يتطلب هذه الكناية , ويحسن فيه عدم استعمال كلمة ( زوج ) ووردت كلمة ( زوج ) في مقام يتطلبها . هذا ما قصدت , فكلامي كان تعليقا على الآيات التي فيها ( أهل ) وسبب ذكرها . إن تتبع كل اسم امرأة ورد بالسنة أو الكتب وبيان الحاجة له أمر غير منطقي , وإنما يكفي ذكر نماذج من كتاب الله وسنة المصطفى وكلام من لهم اعتبار من العلماء يؤكد أن عدم ابتذال أسماء الحرائر الكريمات لكل أحد , أمرا محمودا عند أهل المروءة . ومع هذا دعني أنظر في الآيات والأحاديث والمرويات التي استشهدت بها أنت لأوضح لك شأنها : أولا : { أسكن أنت وزوجك الجنة } { وخلق منها زوجها } في الآيتين حديث عن حوّاء , وهي أمنا جميعا , ولا حرج ولا ابتذال أن يذكر حتى الاسم الصريح لأم الرجل ! ولا حاجة مع هذا لذكر أسباب أخر لاختيار كلمة ( زوج ) بدل ( أهل ) هنا { وأزواجه أمهاتهم } { يأيها النبي قل لأزواجك } { أمسك عليك زوجك واتق الله } هنا لا إشكال لأسباب يكفي أن أذكر لك منها أن الحديث عن أمهاتنا ! وهل يحتشم الرجل أن يذكر له اسم أمه الصريح ؟! وحتى لا تقول إن الآية الثالثة هنا هي عن زوج زيد بن حارثة , فحكاية الواقعة جاءت بعد أن تزوجها صلى الله عليه وسلم فصارت أمّا لنا . { وأصلحنا له زوجَه ) هنا دعت الحاجة لكلمة ( زوج ) لأن ( أهل ) توهم أن المصلح هم كل أهله , والله يريد أن يبين أن المراد الزوج فقط { جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها}هنا لا دليل لك , لأن الكلام عن عموم النساء لا عن امرأة عينها , والحديث عن عموم النساء أو عن امرأة مجهولة العين يزول عنه المحذور بسبب عدم التعيين .
هل عرفت الآن الفرق بين قوله تعالى { وسار بأهله } وبين هذه الآيات المصرح فيها بكلمة { زوج } إنها شريعة الحشمة والعفاف التي لا اضطراب فيها .
وهذا الذي كنت أقوله لك , أما أنت فقد جعلت هذا الاحتراز عادة مقيتة يحسن الخروج عليها .
ذكر اسم عمة جابر هنا له داع شرعي فهذا حديث , وهو يقرر حكم البكاء على الميت , والصحابة والمسلمون يحرصون كل الحرص على ضبط رواية الحديث فلو قال : إحدى عمّاتي لكان أسند على مبهم , ولسان حاله يقول : أنها فاطمة فاسألوها تصدّقني . إنهم يروون شريعة لا يصلح معها الإبهام ونحن أمة السند ولا أمة تفخر بالسند غيرنا بحمد الله تعالى .
كالحديث قبله . هو من الحرص على ثبت الأحاديث ودقتها , فالتصريح مطلب شرعي
كنت تقول إنه عادة قد بحثت ولم تجد لها سابقا , فجئت لك من بطون الكتب بما يدلك على قدم هذه الخصلة الحميدة , ولا يعنيني أنك رفضت قوله , بل يعنيني أن تدرك أن لعادتنا الحميدة سابقين يقتدى بهم . وما رأيك إن علمت أن ابن القيم أثنى على هذه الخصلة وبيّن أنها من سمت الصحابة الكرام يكنّون عن نسائهم .
السائل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم , والسؤال عن مصدر الضباب والبيض , وهو ما يتطلب التصريح بالاسم ومن الواجبات لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون الجواب صريحا واضحا تاما و لا يُخفِي المجيب شيئا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , والصحابة أكمل الناس , يعرفون هذه الآداب ويعملون بها , فتحرّي تمام الجواب له صلى الله عليه وسلم أهم من إخفاء اسم امرأة يجوز ذكره , وهي لها أكثر من أخت فلا يدري صلى الله عليه وسلم أيهن , وربما تعلق على سؤاله حكم أو أمر أو نهي وربما كأن يردّه لو كان جاء من شخص معيّن , فالتصريح من كمال الأدب معه صلى الله عليه وسلم ومن حسن تلقّي الشريعة , والأمر والنهي الإلهي ولهذا وجدناه صلى الله عليه وسلم أذن لصاحبيه بالأكل بعد أن عرف مصدر الطعام , وأيضا يوم شرب اللبن وسأل فأجابته بالجواب نفسه أمر بأن تعطيها جاريتها ( أمتها ) تكرمة لها
ذكر أمّه ليحقّر من شأنه - وهو الرفيع الشأن رضي الله عنه وأكرمه ورفع مقامه - أمام النبي يوسف , وأمه عجوز متوفاة و لا نزاع بيننا في ذكر المتوفاة , وقد بيّنت هذا سابقا , فالموت وذكر الأموات واعظ لا مجال معه لتحرك النفوس بالسوء .
هل ثبتت لديك صحة هذه الرواية ؟ فعلمي أنها لم تثبت , ورغم ضعفها فأزيدك أن الرسول جارية , وهو ما يشير إلى أن بعض أهلها إنما هو امرأة .
لا أدري كيف استدللت بها , فرسول الله صلى الله عليه وسلم بمقام أبو المؤمنات , والروايات هي في باب الأحكام التي تتعلق بذكر الأسماء حتى يتجنبها المسلمون من بعد .
إن قدّرت أنها الحاجة , فنحن متفقان , ولا بأس أن نختلف بتقدير الحاجة . ومداخلاتي كانت اعتراضا على ذمّك لعادة ستر أسماء المحارم عن الرجال حتى مع عدم الحاجة , وأنها عادة مستحدثة لا أصل لها .
هنا وقعتَ في مطب ّ ! فهل ترى أيضا أن تكني الإنسان بأمه وابنته سواء بسواء كتكنيه بأبيه وابنه ؟! هاهم فعلوا هذا رغم أن الجميع على وجه الأرض يكنّون بآبائهم وأبنائهم دون خلاف , وهو أوضح من مسألة ذكر اسم المرأة . ثإن كلامنا عن الأولى وليس عن حلال وحرام , لهذا ليس مستغربا ورود من يفعل هذا الحلال لكن من يفعلون هذا هم قلة شاذة لا تخرم القاعدة العامة . ********* ولأنك استشهدت بكثرة ورود أسماء النساء في كتب التراجم والتاريخ والجرح والتعدل والأدب , فأقول : أما ذكر أسماء النساء في أسناد الحديث أوكتب التواريخ والأنساب ونحوها فلحاجة هي التوثيق , وهو مصلحة علمية , وفي غالبه لا يعدو إيراد أسماء نساءٍ ميّتات , والموت واعظ زاجر وذو مهابة يزول بحصوله ما قد يعتمل في أنفس الرجال من خواطر فيها جرح لحشمة المرأة إن ورد اسمها. وأما كتب الأدب شعره ونثره فليست بحجّة , فما أكثر ما ورد فيها من الذنوب والحرام , فكيف يتورع أهلها عن شيء حلال ؟!
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا *** في حياتي سبرت الناس فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له آخر من قام بالتعديل برق1; بتاريخ 22-09-2011 الساعة 01:35 AM. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#3 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
أخي الكريم برق :
أقف هنا ولن أرد , لأن أدلتي مهما حشدتها فلن تعدم تخريجا من فضيلتكم ولا أدري يتكلف التخريج والاستدلال والنظر في العلل يمنة ويسرة . فبارك الله فيك . ولكن لي تعقيب بسيط على قولك بأن كتب الأدب ليست حجة , كتب الأدب حجة في تصوير الحياة الاجتماعية عند العرب , وكيف كانوا يتخاطبون فيما بينهم ويتحدثون , وأنت زعمت أن العرب تسعى للاحتشام في ذكر أسماء نسائهم فأردت أن أبين لك أن الكتب التي تنقل حياة العرب وسيرتهم تذكر أسماء النساء كثيرا , وليس للتوثيق فحسب كما تقول , وإنما للروايات الأدبية والطرائفية كما جرت في زمانها , ولست أستدل بفعل المؤلفين بقدر ما أستدل بفعل العرب المنقول عنهم . أما حديثي عن الاكتناء باسم المرأة فإنما جاء لإثبات أن اسمها وارد عندهم , وليت شعري هل من تكنى باسم امرأة قد زال احتشامه حينئذ ؟؟ لست جاهلا لتثبت لي أن الاكتناء بالذكر أشهر وأولى , وإنما عليك أن تفهم المقصد من الاحتجاج . أما قولك بأنهم أموات فقد أخرجَت مني ابتسامة التعجب التي لم تفارق محياي حتى الآن , والتزمت الصمت . وفي النهاية أطلب منك طلبا أخيرا أخي العزيز : أن تأتي لي بنص شرعي أو لغوي أو تاريخي يقول فيه الشارع أو اللغوي أو العربي أن اسم المرأة لا يصلح للابتذال , وأن إخفاءه أولى عن الناس فأسلم لك عزيزي . كل ما فعلتَه أنت تخريجات للأدلة التي أذكرها لك , وإني أهنئك لقوة جدلك فيها , ولكنه جدال عقل بعقل وفهم بفهم , وسيظل غير قطعي النفي ,, والأصل بقاء الأمر كما هو دون تكلف في التخريجات . وإني والله استفدت من الحوار معك جزاك الله خيرا , فقد أخذت منك فوائد جمة بورك فيك .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ [ محمود سامي البارودي ]
|
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|