بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » عبد الله لبوش

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 07-05-2002, 02:30 AM   #1
مفك14
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2002
البلد: خب بريده
المشاركات: 193
عبد الله لبوش

عبد الله لبوش
لك العتبى حتى ترضى

نشرة الإصلاح العدد 313 بتاريخ 6 مايو 2002
أصبحنا لا نكاد نستطيع مجاراة سرعة التنازلات والخيانات التي يقدمها الأمير عبد الله للأمريكان من أجل استرضائهم. بدأت التنازلات بقائمة التعاون الهائل مع أمريكا في حرب "الإرهاب" وتقديم النفط المجاني والمال والدعم السياسي والاستخباراتي والمعنوي واللوجستي. لم يكتف الأمريكان بذلك فسارع الأمير عبد الله بطرح مبادرته القميئة وروج لها سياسيا وإعلاميا بعد أن نصحه عادل الجبير لأن خطام أمريكا بيد الصهيونية. وبعد أن قام شارون باجتياح المناطق الفلسطينية ومحاصرة عرفات كان رد فعل الامير عبد الله دليل على انعدام الرجولة والعزة حيث ذهب إلى مدى أبعد في مراضاة الصهاينة وقدم ورقته ذات الثمان نقاط والتي جعل فيها تفاهم تنيت وميتشيل بديلا عن المبادرة. والآن تتسرب معلومات تفصيلية عن آخر استرضاء قام به الأمير عبد الله لأمريكا نورد نقاطه هنا.

أولا: يعقد مؤتمر دولي جديد تعتبر فيه كل اتفاقيات السلام السابقة غير ملزمة لإسرائيل وتبدأ المفاوضات من الصفر على أساس غزة أولا ثم ينظر في حال الضفة الغربية.

ثانيا: تعتبر حدود 67 مسألة متروكة للتفاوض بين إسرائيل والسلطة الفسلطينية وليس هناك إلزام بالترسيم العربي للحدود ويتبع ذلك عدم الالتزام بحدود القدس الشريف.

ثالثا: يتم إلغاء بند العودة بالكامل والتعهد بعدم طرحه أساسا على المفاوضات وتقوم المملكة باقناع الدول العربية المتشددة في هذا البند بالتغاضي عنه.

رابعا: يتم الالتزام بالصمت رسميا وسياسيا عن مذابح جنين والتوقف عن أي مطالبة بتحقيق دولي فيها والسعي لتحقيق هذا الصمت من قبل وسائل الإعلام التي تقع تحت سلطة المملكة.

خامسا: يتم الالتزام الصارم بعدم تقديم أي دعم مباشر أو غير مباشر لحماس والجهاد الإسلامي أو أي جهة تستخدم القوة في فلسطين، ويتم الالتزام بسن قوانين تجرم من يقوم بذلك من المواطنين، وتتعهد المملكة بإقناع الدول العربية بأن تلتزم بالمثل.

سادسا: القبول من حيث المبدأ بأن إسرائيل لها الحق ان ترفض من يمثل الفلسطينيين في هذه المفاوضات مما يعني التوطئة لرفض عرفات.

سابعا: الالتزام بالصمت الكامل عن اعتبار شارون مجرم حرب وتجنب إثارة هذه القضية عند الإعداد للمؤتمر المذكور.

ثامنا: التعهد بعدم استخدام أي لغة تهديدية أو تحريضيه ضد إسرائيل أو أمريكا على المستوى السياسي والحرص على تحقيق ذلك في الميدان الإعلامي الذي يقع تحت سيطرة الدولة. والتأكيد بشكل صارم على تأمين حاجة أمريكا من النفط فيما لو قطعته جهات أخرى.

تاسعا: القبول بأن تعتبر مبادرة الأمير عبد الله أحد الأوراق المطروحة للمؤتمر مقابل أوراق إسرائيلية. وكان الأمير عبد الله يريد لمبادرته أن تصبح أساس المؤتمر وحتى هذه رفضوها ونزل عند رفضهم.

عاشرا: تحضر المؤتمر الدول العربية المرضي عنها من قبل إسرائيل ومنها المملكة ويحضره ممثلون عن أوربا وجهات أخرى.

ويتحدث القريبون من الوفد السعودي أن الوفد وخاصة الأمير عبد الله مسرور جدا أنه حقق انتصارا عظيما حين حصل على موافقة أمريكا بحضور ممثلين من أوربا للمؤتمر وأنه مسرور بأن مبادرة الأمير عبد الله ستناقش في المؤتمر وإسم الأمير عبد الله سيتم تداوله في المؤتمر.

واضح جدا أن الأمير عبد ا لله يعيش جوا يختلف تماما عن الجو الذي تعيشه الأمة.

على مستوى الأمة هناك غضب وغليان على ما يجري في فلسطين وهناك تغلّب للنفسية المقاتلة الراغبة بأقصى درجات الانتقام والتشفي. يخالط ذلك روح العودة للالتزام الديني والشرعي بالمسؤولية تجاه فلسطين والقدس وما يترتب عليه من عودة لمفاهيم الجهاد وتصنيف للعدو والصديق على أساس مفهوم الولاء والبراء. ولا تقصر أمريكا في شحذ هذا الجو في اندفاعها الرهيب في دعم إسرائيل وتبرير كل جرائمها سواء على مستوى الإدراة أو على مستوى الكونجرس أو على مستوى الشعب والإعلام الأمريكي. وبذلك فقد قطع الشعب في المملكة بل كل الشعوب العربية شوطا بعيدا في تكييف القضية نفسيا وسياسيا على أساس عداوة استراتيجية ومواجهة عنيفة وشاملة مبنية على أسس بنيوية عميقة لا على أسس عارضة.

أما الأمير عبد الله فواضح انه وفريقه يعيشون حالة مسخ وانعزال شعوري وحضاري عن كل مشاعر وواقع الأمة. بالنسبة للأمير عبد الله لا تعني هذه القضايا التي هيجب الأمة شيئا، هناك مسألة واحدة لها عنده كل الأولوية هي بقاءه وبقاء العائلة الحاكمة في السلطة وبنفس الامتيازات. وعلى قدر فهم وتصور الأمير عبد الله وإخوانه وحاشيته الذين يقيسون الأمور قياسا سياسيا مجردا فإن المتحكم بالعالم الآن والذي لا يسأل عما يفعل وبيده مقاليد كل شيء هو أمريكا. وعلى عكس من يقرأ الأحداث قراءة تاريخة واعية فقد استقر في ذهن الأمير أن أمريكا رسخت قوتها ونفوذها بعد 11 سبتمبر ولذلك فهو في حاجة أكثر الآن لاسترضائها وتجنب غضبها وسطوتها. وبما أن خطام أمريكا بيد الصهاينة فالحل هو باسترضاء الصهاينة وعندها فقط يضمن الأمير عبد الله أنه وعائلة آل سعود يبقون في الحكم وبنفس الامتيازات التي يتمتعون بها حاليا.

ولذلك بدلا من أن يكون المطلوب بالرضا المطلق وله العتبى كما يشاء هو الله سبحانه قرر الأمير عبد الله أن يجعل السعي لجلب الرضا وحق العتبى هي أمريكا وذهب بنفسه يراضي الرئيس بوش بعد أن زعم قبل عام أنه يتمنع عن زيارته.

الأمير سلطان يجس النبض
والعلماء "عبيد من غلب"

يقوم الأمير سلطان حاليا بحملة لجس نبض عدد من العلماء تجاهه كبديل عن الأمير عبد الله ملكا أو على الأقل ضمان تثبيته وليا للعهد. ويحتفظ الأمير سلطان بعلاقة مباشرة بالمفتي ورئيس المجلس القضاء الأعلى أفضل بكثير من علاقة الأمير عبد الله، ويصل مستوى "الميانة" معهما إلى حد المصارحة في قضية حساسة مثل هذه. أما علاقته مع الآخرين فقد استخدم الأمير سلطان مجموعة من مستشاريه الشرعيين ممن لهم علاقة وثيقة بالعلماء الرسميين في طريقة خطابهم، وكان أسلوب جس النبض بشكل هادئ جدا وغير مباشر. ويحاول الأمير سلطان الأستفادة من اندفاع الأمير عبد الله بقوة مع خطة دمج رئاسة البنات بالمعارف والتي أغضبت معظم العلماء وهاتين الشخصيتين بالذات. ويزعم الأمير سلطان أمام العلماء أنه ضد هذه الخطوة وأنه لو كان الأمر بيده لما سمح بها. كما يحاول الأمير سلطان الاستفادة من اندفاع الأمير عبد الله مع مبادرة السلام وحماسه للتطبيع مع اليهود والذي يفترض أنه من نواقض الإسلام عند هؤلاء العلماء الذين يزعمون أنهم امتداد لمدرسة الإمام محمد بن عبد الوهاب. ويحاول الأمير سلطان أمام العلماء التنصل من ذلك بلطف وهدوء وزعم أن سبب صمته عن كل هذه القضايا هو خوفه من الفتنة واندلاع خلاف في البلد. ويستغل الأمير سلطان غياب الأمير عبد الله لمدة طويلة لإتمام هذه المهمة. كما يحاول الأمير سلطن إقناع العلماء أن ابتعاد الأمير عبد الله عن البلد كل هذه المدة وخلال هذه الظروف الصعبة دليل على لا مبالاته وهو من المبررات لطرح نفسه كبديل أمام مع العلماء. لكن العلماء الرسميين كعادتهم أقل شأنا من أن يروا أنفسهم يقررون مصير الحكم في البلد وغالبا ما يتبادر لهم شعور الخوف والرعب إن أثير مثل هذا الموضوع. وحسب علمنا ففي كل مرة يثار هذا الموضوع فإنهم عاجلا ما يبادروا بإغلاق الموضوع وتجنب الاستطراد فيه. وعادة ما يكون جوابهم لكل من يطرح القضية سواء بشكل مباشر صريح أو بشكل غير مباشر هو أنهم على طريقة وصف عمرو بن العاص لأهل مصر "عبيد من غلب" أو على طريقة المثل الحجازي "الي يتزوج أمي أقول له يا عمي".

إنتبه
معلوماتك الشخصية عند الإف بي آي

بعد تردد طويل وافق الأمير نايف على تزويد السلطات الأمريكية بالشفرات الداخلية لجهاز الكمبيوتر المركزي للوزارة وتمكينهم من تركيب توصيلات مباشرة للشبكة. ويستطيع الأمريكان الآن من التعرف على أي معلومة مسجلة في النظام عن أي شخص سعودي أو مقيم دون أن يطلبوها من وزارة الداخلية. وكان الأمير نايف هو الذي يرفض الموافقة على ذلك واضطر للرضوخ لضغط الأمير عبد الله قبل زيارته الأخيرة لأمريكا، حيث قدمت هذه الخدمة كأحد القرابين لكسب ود أمريكا. ومن المعلوم أن الأمير نايف لم يكن يرفض هذا الأمر من باب العزة والكرامة ولا الوطنية والاستقلال بل هي نفس عقدته المعروفة في الخوف من اطلاع الأمريكان على تفاصيل الوضع الداخلي ومن ثم فقدان قناعتهم بسيطرة جهاز الأمن السعودي على الأحوال في المملكة، وما يترتب عليه من التخلي عن دعم آل سعود والبحث عن بديل لهم. وقبل أن يوافق الأمير نايف نهائيا على الطلب الأمريكي طلب من القائمين على الجهاز أزالة كل ما له صلة بمعلومات الأمن السياسي وخاصة عن الجهات ذات العلاقة بالمعارضة السلمية أو الجماعات الجهادية.

هل تأكد سبب ابتعادهما؟

عاد الأمير عبد الله إلى المغرب بعد رحلته لأمريكا بدلا من المملكة وسيبقى فيها إلى أجل غير مسمى. ومن المعلوم أن الأمير عبد الله قد غاب عن البلد أكثر من شهر والأوضاع الداخلية والخارجية في وضع حساس تستدعي وجود المسؤول الأول داخل البلد فما الذي يدفعه للبقاء في المغرب؟ أما الامير نايف فعاد إلى جنيف للنقاهة بعد أن أجرى عملية جراحية لركتبه في أمريكا. ومن المعلوم أن المملكة فيه وسائل النقاهة الكاملة التي يريدها الأمير نايف فلماذا يصر على البقاء خارج المملكة؟ يتحدث بعض المقربين من الأمير عبد الله والأمير نايف أن هناك همس بان السبب هو فعلا تهديد بن لادن الأخير باستهداف العائلة الحاكمة. ويؤكد هؤلاء أن بن لادن لم يكتف بأن أرسل تهديده بشكل غير مباشر بل تعمد إيصال رسالة لهم مباشرة بأنه يستهدفهم وصلتهم فعلا من بعض المعتقلين. وتقوم وزارة الداخلية حاليا بشن حملة جديدة على كل المحسوبين على شباب الجهاد بما في ذلك من كان له شيء من النشاط ولو قليل أيام الثمانينات. وشملت الحملة السعوديين المقيمين في الخارج حيث استدعوا من قبل ا لسفارات للإجابة على استفسارات وتعبئة معلومات عن نشاطهم وتحركاتهم وعلاقاتهم. من جهة أخرى يحاول الأمير نايف البحث عن طريقة يخفف فيها من ولاء الشباب الجهاديين في المملكة لابن لادن وذلك بتحسين معاملة المعتقلين ممن لا يعتقد أن لديه معلومات حساسة وتعريضهم لعملية غسيل دماغ في السجن والتعجيل بإطلاق سراح البعض والاكتفاء بإبقائه تحت المراقبة والنظر.

يا شعب أمريكا
والله حنا كويسين!!

رفضت معظم شبكات التلفزة الأمريكية تخصيص مساحات إعلان في شاشاتها لدعايات تحسين صورة المملكة للشعب الأمريكي في حملة إعلانية كان يفترض أن ترافق وجود الأمير عبد الله في أمريكا. و بين عشرات الشبكات التلفزيونية لم توافق إلا واحدة فقط من الشبكات الوطنية وهي الأي بي سي وعدد قليل جدا من التلفزيونات المحلية. ورفضت كل الشبكات الأخرى بث هذه الإعلانات من حيث المبدأ قناعة منها أن المملكة لم تكفر عن خطأها بعد في مشاركة عدد كبير من أبنائها في أحداث 11 سبتمبر. ورغم أن هذه الشبكات رفضت ألا أن الإعلان المحدود كلف عشرات الملايين من الريالات استهلكت في ثواني معدودة لاسترضاء الرأي العام الأمريكي وتبين أنها دعايات تثير السخرية. وبحساب بسيط نستطيع أن نقدر أن هذه الملايين التي حرفت في ثواني معدودة تكفي ميزانية سنة كاملة لمنطقة تعليمية كاملة أو مستشفى كبير.

تفاعلات بيان المثقفين
دورس لا بد منها

أثار البيان المنسوب لمئة وخمسين ما بين طالب علم وكاتب وصحفي وأستاذ جامعي ضجة كبيرة في المملكة وجدلا واسعا ما بين مؤيد للبيان وما بين معارض ومنفر ومتبرء. ومع أن من كتبوا البيان استغربوا سرعة ردة الفعل ألا أننا لم نستغربها من خلال فهمنا لطبيعة المجتمع في بلادنا. بل ربما استشرفن ردة الفعل هذه حين قلنا أن البيان صدر في بلد يعج بالظلم والفوضى الثقافية والفكرية وقلة قنوات التعبير والحوار والإتصال. وقلنا إن هذه المسألة هامة لتقويم البيان لأنها قطعا تؤثر في صيغته وطبيعته وتوقيته. وتسائـلنا، هل كان البيان سيخرج بنفس الصورة ونفس التوقيت لو كان الموقعون يستطيعون أن يجتمعوا في منتديات حرة تهيئ لكتابة مثل هذالبيان؟ ولقد صدق توقعنا فلم يكد البيان ينشر حتى توالت ردود الأفعال من كل الطيف. لقد كانت الحركة بالطبع أول جهة علقت على البيان ثم بادر مجموعة من المشايخ في رد مشترك على البيان تلاهم رد من مركز الدراسات الإسلامية ثم صدر رد مهم آخر من الشيخ ناصر الفهد أسماه "طليعة التنكيل" على أساس أنه طليعة لكتاب كامل إسمه "التنكيل بما في بيان المثقفين من الأباطيل". وفي مقابل جهود من نقد البيان واصل القائمون على البيان في موقع (الإسلام اليوم) حملتهم في دعم البيان بالسعي لجمع مليون توقيع عليه، كما يتحدث بعض من أعد البيان عن بيان آخر معد للاستهلاك العربي سيصدر قريبا عن نفس المجموعة في موازاة البيان الذي صدر والذي كان موجها للأكاديميين الغربيين. ويتزامن هذا الجدل المعلن بأسماء معروفة مع مشاركات كثيرة من شخصيات غير معروفة في الأنترنت. ولا تزال الضجة حول البيان في المجالس وفي الانترنت وفي ميادين أخرى على أشدها خاصة بين مثقفي الإسلاميين وطلبة العلم. ونحن أمام هذه الضجة بودنا أن نشير لنقاط هامة ربما يمكن التعامل معها كما لو كانت دروسا تستفاد من هذه الضجة:

ظاهرة صحية

يذكر من يتابع أحوال من أعدوا البيان أنهم متضايقون من الردود وومستاؤون من النشاط المفاجيء ضد البيان سواء من الحركة أو في إصدارات معلنة من طلبة علم معروفين أو في الانترنت من جهات غير معروفة. وهذا التضايق ليس له داع أبدا، بل إن جدلا مثل هذا ظاهرة صحية ينبغي أن نتعود عليها ونتحملها، خاصة وأن الذين أعدوا البيان يدعون للحوار مع جهة أقل ما يقال أنهم كفار، فكيف لو عرف أنهم يروجون ويدافعون عن سياسة بلدهم التي تعتبر سجلاتها من أسوأ السجلات في قتل المدنيين؟ فمن كان يدعو للحوار والتعايش مع هؤلاء فإنه من باب أولى مستعد لأن يستمع لقول أخيه سماع المصغي محسن الظن.

لم يعد ممكنا احتكار الرأي
إن صدور مثل هذه الردود القوية التي تتحدث عن الولاء والبراء وجهاد الكفار ومشروعية بدء القتال وتأييد ما حصل في سبتمبر دليل على أن الوضع الآن لا يسمح بإخفاء هذه الجوانب من الشرع ولا يسمح بانتقاء النصوص. فمن جهة أصبحت تتوفر الآن الشخصيات المستعدة لكشف هذه الانتقائية وبيان كل جوانب الخطاب الإسلامي التي أخفاها البيان ومن جهة أخرى توجد الأدوات والآليات والوسائط التي توصل هذا الرأي دون عناء لكل مكان بما في ذلك الأمريكان المستهدفين ببيان المثقفين. ولم يعد ممكنا للحكومات ولا للجهات المتسلطة بعد توفر هذه الوسائط والآليات التحكم بالرأي أو السيطرة على لغة الخطاب الإسلامي.

الضعف المركب
تبين من خلال الردود التي ووجه بها البيان أن النقد الموجه له لا يقتصر على النقد الشرعي بل يتعداه إلى اللغة الاسترضائية الدفاعية مقابل اللغة الاستعلائية الهجومية التي صدر بها بيان الأمريكان والتي أيدت دموية أمريكا. وإذا تجاوزنا الردود التي صدرت عن طلبة العلم والمشايخ وقارنا بيان المثقفين مع رد من شخص لم يتناول الجانب الشرعي مطلقا وهو الأستاذ منير شفيق الذي نشر في جريدة الحياة قبل ثلاثة أشهر تقريبا لوجدنا أن رد الأستاذ منير قد نسف البيان الأمريكي بمجرد قراءة بسيطة في التاريخ الأمريكي والممارسة الأمريكية. يقول الأستاذ منير في ختام تفنيده للمباديء الخمسية التي طرحها البيان الأمريكي: " ومن هنا لا يستطيع هؤلاء المثقفون ان يثبتوا من خلال الماضي أو الحاضر ان علاقة اميركا بالشعوب الاخرى، وابتداء بأقرب جيرانها، شعوب اميركا الوسطى والجنوبية، كانت ليوم واحد أمينة للمبادئ الأربعة الأولى، أو انها احترمت ولو واحدة منها فقط. فالعلاقة بهذه المبادئ كانت دائماً جزئية، وحصرية، وضيقة النطاق، فهي منتهكة في الخارج، ومزودجة المعيار في الداخل، ومزنرة بالنفاق داخلاً وخارجاً .اما المبدأ الخامس فينطبق حكمه على من أباد الهنود الحمر (باسم الله) أو باعتبارهم دون البشر, وعلى من شن حروب الاستعمار (باسم المدنية), وعلى من يشن الآن حرباً عالمية (باسم العدالة المطلقة) أو (الحرية اللانهائية)." وقد قام بعض المشاركين في منتدى الحركة بنقل المقال كاملا في المنتدى لمن يرغب الإطلاع عليه.

جرأة وسرعة جيدة لكن يا ليتها مضطردة
الجرأة والسرعة التي تصدى بها من رد على البيان جرأة وسرعة مشكورة ما دام من قام بها أداها براءة للذمة وأداء لواجب البلاغ الذي لا يجوز فيه التأخير عن وقت الحاجة. وقد علل احدهم ذلك بكلام جميل ذكر فيه أنه لم يكن ليكتب شيئا ضد الدعاة وذلك حرصا على وحدة الكلمة لولا أن بلغ السيل الزبى..... الخ. وقد لوحظ أنه لم يكد يمر أسبوع على البيان حتى صدرت كل هذه الردود بما فيها الرد الذي جاء فيه الكلام الأخير. لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا في مقابل هذه السرعة والجرأة تأخرت الردود على ما سمي بمبادرة التطبيع التي دعا فيها الأمير عبد الله للتآخي مع اليهود المحتلين واستقبالهم سفراء وتجارا وسواحا واعتبارهم مثل سكان أي بلد آخر، واعترف لهم باحتلال أربعة أخماس فلسطين، واختار شخصا صهيونيا ليكون نافذته لإبلاغ العالم بذلك؟ لا نعتقد أن أحدا ينكر أن ما جاء في بيان المثقفين ممكن أن يصل إلى عشر معشار ما جاء في مبادرة التطبيع من نسف لمباديء الدين والولاء والبراء والانبطاح لليهود والأمريكان. ثم إن الذي تبنى مبادرة التطبيع معه سلطة يفرض بها مزاعمه ومعه إعلام متمكن يروج به رسالته بخلاف بضعة طلبة علم يطرحون ورقة لا يتوقع أن يكون لها أي أثر. ومع ذلك لم يصدر شيء بحق هذه المبادرة إلا بعد مرور حوالي ثلاثة أشهر رغم أن الحاجة كانت ماسة للقيام بواجب البيان والبلاغ الفوري. وحتى البيان الذي صدر رغم قوته فقد كان كلاما عاما حول التطبيع والصلح دون الإشارة لمن خلف المبادرة ولا عن خلفيات المبادرة وظروفها، بينما جائت بعض الردود على (بيان المثقفين) تناقش تفاصيل أحوال من كانوا خلف البيان وأسباب تبدّل مواقفهم وظروف صدور هذا البيان. نعم قد يكون شرح هذه الظروف أمرا مطلوبا لكن في موازاته كان لا بد من موقف أصلب وأقوى مع مبادرة التطبيع التي صمت عنها العلماء مدة ليست بالقصيرة.

من ظهر إسمه يتحمل المسؤولية
ذكر بعض من رد على البيان أن كثيرا من الموقعين لم يقرأ البيان جيدا واكتفى بثقته بمن أعده أو طلب منه التوقيع ونسب لهم أنهم تراجعوا عن التوقيع. وأشار الذين ردوا على البيان أنهم يعرفون هؤلاء بأسمائهم وأنهم متأكدون من مواقفهم تلك. ولكن مع تقديرنا لكلام الذين ردوا على البيان وتصديقنا لروايتهم أن هناك من تراجع ألا أن القاعدة تبقى أن الأصل يبقى على ما هو عليه حتى يعلن من يعلن عن تراجعه. وما دامت توفرت وسائل الإعلان والتواصل وأقيمت الحجة لمن يزعم أنه تراجع فسيبقى حكمه حكم من وقع على البيان إلى أن يظهر خلاف ذلك.

الملحق

طلب منا بعض الإخوة وضع ملخص لمحاضرة البال توك الأخيرة والتي كانت حول التوجهات التي تتجاذب الشباب في خضم مستقبل غامض في النشرة لأهميتها. لكن موضوع المحاضرة كبير ولذلك قررنا إما أن نصدره في ملحق خاص أو نتركه لنشرة الأسبوع القادم.
مفك14 غير متصل  


قديم(ـة) 07-05-2002, 02:34 AM   #2
مفك14
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2002
البلد: خب بريده
المشاركات: 193
http://www.islah.info:8800/
مفك14 غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 09:41 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)