|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
04-10-2011, 06:31 PM | #1 |
عضو متميّز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
البلد: - بين نجران وبريدة -
المشاركات: 182
|
ختاما : هذه حروفي وأشجاني
أذكر أني إلتقيت بصاحب لي بعد صلاة العشاء من يوم الإثنين الموافق للتأريخ : ١٦ / ٦ / ١٤٣٠هـ في العشرينياتِ من عُمره ، وكان يسألُ عن الجامعة ونظامها الأكاديمي ، وعندما تحدثتُ معه ، فإذا بمكنون صدره يخرج على لسانه دون تحفظ وذلك بعزمه على ترك الجامعة كليَّاً ، بحُجّة انحطاط مُعدله الأكاديمي ، كانحطاط صاحب المعدل ، وعبراتُه تسابق عِباراته ..... ! . عندئذٍ عزمتُ على إخراج هذه الحروف ، بعد تردُدٍ بيني وبين قلمي ؛ نظرا للكتب والأشرطة التي لها قصبُ السبق في هذا الميدان ، فأحببتُ المشاركة في هذا الصدد ، كرسالة عاجلة لصديقي ابتداءا ، ولغيره من القراء الأعزاء من إخواني وأخواتي ثانيا ؛ لئلاّ يقعوا فريسة سهلة لكتائب وجيوش الإحباط ، فقد أبحرتُ - بمنة الله - في مُحيط الحياة ، وتعرفتُ على الكثير من أصدافِ مناهجها ، فنحن ملتزمون بأخذ جُرعات التجارب ، ونقلها لغيرنا لمن يُحسن فينا الظنّ ، فيقرأ في تجارب الناجحين المكافحين ، ليكون نسخة مطابقة لهم في تحدي الصعاب ، والإتصاف بمشابهة الأكابر . ومجرد الذكاء ، أو العبقرية للواحد منّا ، - أيها الأبرار - ليست كفيلة بنجاح الإنسان أو نبوغه ؛ مالم تكن لديه بعد - توفيق الله - عزيمة على مواجهة التحديات أيّا كانت عقباتها . فمن الناس من يلبس لباس التواضع الكاذب ، ويزعُم بأنه لا يملك القدرة الكافية في اللحاق بالأكابر، ولا أدري هل بلغنا مرحلة التشبُع في مفهوم النجاح للحياة ، حتى نشيع مثل هذه العبارات ؟ إن النفوسَ الأبيّة لا تقبل الجُمود والتحجُر على ما كانت عليه قبل سنوات ، بل إنك تجدها في مدٍّ وجزرٍ مع الكِفاح ، والتطوير لآليّة الوصول للهدف المنشود ، فالأعمالُ بالخواتيم . ويؤسفني أن أقول : إنّ من النفوس ماهي مُصابة بثغراتٍ في بنائها النفسيّ ، أو العقليّ ، أو الإجتماعيّ . وخلاصة القول : نحن في معركة حاسمة ضد اليأس والإحباط . وهنا أضع النقاط فوق الحروف ؛ لشخصيتين مكافحتين عرفتهما معرفة شخصية - وأعتز بمعرفتهما – في مدينة بريدة كواحدة من مدن مملكتنا – حرسها الله – وإلاّ ففي كل مدينة كمٌ هائل من هذه الشخصيات والتأريخ المعاصر شاهدٌ لهذا: الشخصية الأولى : رجلٌ تجاوز عُمره الخمسين سنة ، لا يعرفُ القراءة ولا الكتابة ، قد احدودب ظهرُه ، واشتعل رأسُه ولحيته شيبة ، أثقلته متاعب الحياة - كما هي سُنّتها فيه وفي غيره - ، تراه ينتقل من مكتب لآخر يُسابق الوقت ؛ ليتسنّى له جلسة مع من يُعطيه فائدة علمية ، أو نكتة أدبية ، أو مسألة فقهية ، ليبادرك بدعوة لك ولوالديك وللمسلمين . أجده مثل أبي ، عندما يأتي ويُلحّ عليّ بفنجال قهوة معه قبل صلاة الظهر ، كي يُشنّف سمعي ببعض قصصه وذكرياته ، أثناء سعيّه وراء لقمة العيش ، وكيف كانت حياته في البراري محفوفة بالمخاطر . تجارب الحياة تجدها في نبرة صوته . قال لي بصدق عمّا يحدث في الحياة مقارنة بين الماضي والحاضر ، وكلما سنحت له فرصة قال لي : علمني حديثا بإسناده وفقهه ليتسنّى لي حفظه ونشره في مجالسنا المعتادة ، ودوما أجده يهتم بالذهاب إلى صلاة الظهر مع من يعطيه فوائد علميّه ، والحديث عن أبي يوسف وشخصيته لاتقف هنا ، ولو أخرجتُ لكم ما في جُعبتي عن هذا الرجل ؛ لطالبتم بالمزيد ، ولكن خشية السآمة والملل , أعرضتُ عن هذا . الشخصية الثانية : شابُّ تعلوهُ إبتسامة النجاح ، يُطالب بعدم ضياع الفرص ووأد المواهب ، ولسان حاله ومقاله : ولم أرَ في عيوب الناس شيئا * كنقص القادرين على التمام . أجده مُنهمِكا في عمله الصباحي ، ولقاءاته المُتكررة مع الجمهور ، فضلاً عن استقباله للإتصالات . تراه فتنظر عليه سيما الطموح ، والهمة العالية . تحدثهُ فتجد الأدب الجمّ ، وهدوء النبرة ، تجد منه الإفادة عن الطرق التعليمية المعاصرة من تخصصه . هذا المكافح أيها الإخوة : بعد خروجه من عمله المعتاد ، يخلد لقيلولة قليلة ، لأنه يتأهب للذهاب إلى الأكاديميّة الصحيّة عصرا ؛ استعدادا للمُدارسة والإمتحان ، ومِن ثمّ يبقى بطلنا سائقا خاصا ، وجُنديا مطيعا لحاجيّات والدته - أطال الله في عمرها على طاعته ، ورزقه الله برّها وحبّها - ، وبقية إخوته في منزلهم العامر . فبطلنا - عبدالعزيـز - لا يرضى بأن يُدَسّي نفسه في معترك الحياة ، ويبقى خلف الصفوف ؛ لأن منهجه يقوم على : أنّ التوكل على الله ، والتفويض إليه ، والرضا بقضائه وقدره ، لا تتناقض أبدا بالإهتمام بالمستقبل ؛ فالمسلم لا يليق به أن يسترخي ويمنّي على الله الأماني . وبعد هذا التِطواف السريع ، أنقل لكم رسالة عبر جوالي من صديقي الجامعي ، والذي تحرّر من قيود الأسر ، - والحمد لله - : { بعد التحية : أشكرك على الشريط الملئ بالفوائد ، أعجبني وأقنعني .. } ختاما : هذه حروفي وأشجاني ، جعلتها تنطلق أمام ناظريكم دون تكلّف أو تعسُف ، فكانت كما طرحتها بكل عفوية ، فجاءت غير مُرتبة ولا مُتناسقة ، وجعلتُ فيها ما رأيته وسمعته من خلال هذه التجربة اليسيرة مع الأكابر المكافحين - وما أكثرهم - ، أطلقتها حُرّة في أمواج الحياة ليقتنصها من شاء ، ويدعها من شاء . وكتبه : علي بن مسفرلسلوم اليامي ؛ أبوسارة . عصر الثلاثاء : 6 / 11 / 1432هـ مدينة نجــران - حي الأمير مشعل . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*) : أسم الشريط الذي نصحتُ صديقي بسماعه ؛ هو صعود بلا قيود للداعية ( أ : ياسر الحزيمي ) . |
04-10-2011, 08:25 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2010
البلد: السعوديه
المشاركات: 1,509
|
مشاءالله..ابو ساره..
رسائلك في المنتدى رائعه.. وذات اثر .. ولكن اتصاغر كلماتي لارد على روائع كلمك.. جميل منا ان نكون ذا نفع لمن حولنا..ولو بكلمة تشجيع.. واما استطرادك مع صاحبك ابا يوسف اتمنى ان يكون اطول مما ذكرت.. فحكم الكبار..تشعرك بحقائق الايام.. وفقك الله اباساره وطرح بما تكتب البركه..
__________________
"من كانت الاخرة همه جمع الله عليه شمله وجعل غناه في قلبة واتت اليه الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه فرق الله عليه شمله وجعل فقرة بين عينيه ولم يؤتى من الدنيا الا كتب له" |
04-10-2011, 08:35 PM | #3 |
Guest
تاريخ التسجيل: Sep 2011
البلد: أعيش في عالم خاص اسمه النسيان وهو في فضاء ال" لا" وجود موقعه
المشاركات: 408
|
لا أستطيع أن أعلق سواء
اعجابي بقلمك الذي ينزف حبرا مترفا بالمعاني واللغة الجميلة وحق للترف أن يتباهى بصاحبه وحق لصاحبه أن يتباهى بترفه متابع لك ومعجب بقلمك ولغتك ونصائحك شكرا لك |
04-10-2011, 11:15 PM | #4 |
عضو متميّز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
البلد: - بين نجران وبريدة -
المشاركات: 182
|
الأخت خمائل مختالة : أشكركم على حسن الظن والله يجعلني خيرا مما تظنون وجزاكم الله خير على القراءة |
04-10-2011, 11:17 PM | #5 |
عضو متميّز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
البلد: - بين نجران وبريدة -
المشاركات: 182
|
الغالي النسيان : العفو وأشكرك ايضا على متابعتك والله يجعلني أحقق الرقي في المعاني لتصل لفكرك الراقي |
04-10-2011, 11:19 PM | #6 |
عضو متميّز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
البلد: - بين نجران وبريدة -
المشاركات: 182
|
الأخت أحمر شفاة : شكرا لكم على القراءة والزيارة |
05-10-2011, 01:39 AM | #7 |
.. فُــرٍجَـــتْ ..
تاريخ التسجيل: Nov 2008
البلد: خارج الخدمة مؤقتا-أعتذر
المشاركات: 3,091
|
ولو كنت انا كاتب المقال..
لجعلتك ثالث المكافحين في هذا المقال.. تحياتي وحبي لشخصك اخي الغالي
__________________
سبحان الله وبحمدهـ |
05-10-2011, 02:01 AM | #8 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2010
البلد: بريدة
المشاركات: 3,320
|
بورك فيك اخي العزيز
ابداع متواصل
__________________
|
05-10-2011, 07:57 AM | #9 |
عضو متميّز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
البلد: - بين نجران وبريدة -
المشاركات: 182
|
أشكرك حبيبنا الغالي وصديقي الوفي الطرطعانة على حسن ظنك وأتمنى أن أصل لمرحلة الكفاح لأني أعلم ضريبة ذلك تقديري وودي لوفائك وتواصلك |
05-10-2011, 07:59 AM | #10 |
عضو متميّز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
البلد: - بين نجران وبريدة -
المشاركات: 182
|
وفيك بارك الله شكرا لك على زيارتك ومرورك بيض الله وجهك أخوي قائد المجد |
الإشارات المرجعية |
|
|