[أبوسارة اليامي]

(101)
علمتني الحياة : أنّ فلسفتها لاتقوم على بذاءة اللسان وكأنها تستحق منا هذه الألفاظ السيئة فإذا كانت تلك الكلمات المرفوضة كلها تؤكد تلك المعاني من إشعار الآخرين لسلبية الحياة ورضوخنا لغربان الهمّ فيها فهذا دليلٌ واضح بأنَّ الفجوة التي بين بعض الناس وبين شمول السيرة النبوية وجماليَّاتِها لفقه الحياة قد اتسعت وكلما ألمحنا موقفا في السيرة اتضحت لنا معالم إصلاح الفرد والمجتمع والأسرة فيها وهذه من أسرار فقه السيرة النبوية الصحيحة فــــ :
دعيني أنمّْ لحظة ياهموم * فقد آن للفجر أن يطلعا .
الأحد الموافق : 6 / 10 / 1432هـ

(102)
علمتني الحياة : أنَّ أولئك الآباء الذين جعلوا من العلم والتربية نبراسا يستضيئون بشعاعه الواضح - من الكتاب والسنة - أساسا لبيوتاتهم ومحورا رئيسيا في توجيه فكر أبنائهم البررة نحو هذا المضمون من التعلم - فإنَّ العاقبة – بإذن الله – ستكون للآباء من صادق البرِّ والطاعة من قبل أبنائهم في الغالب ولذا نحتمل كثيرا بأن يكون الإنسجام – بإذن الله – مرحلة هامة من مراحل نجاح ذلك الجو العائلي في خضمِّ تقلبات الأحداث العالمية والإنفتاح التقني الهائل .
الأربعاء الموافق : 9 / 10 / 1432هـ

(103)
علمتني الحياة : أنه لا يكاد أحد يسلم من غمرات الهم والغم في هذه الحياة إذ هو يتقلب في جنباتها المتعددة وبغض النظر عن حال ذلك المرء وتصرفاته أجد المخرج الوحيد بعد توفيق الله – سبحانه – من هذا النفق أن يلزم المرء التقرب لربنا – سبحانه وتعالى – بكل عمل صالح وقربة ترضيه عنا ولا أعرف بمثل ( الحفاظ على ثوابت العقيدة وتطبيق أحكامها الشرعية المعتدلة ) وعندما أقرر هذا فأنا لا أمارس دور رجل التنظير البعيد من واقعه وإنما أنقل تجربة طالما وقع فيها الكثير فإذا تقرر هذا وجب علينا أن نفهم أن التلازم بين كل ما تقدم إنما هو في فقه الوحيين وذلك بفهم العلماء الربانيين فإن تشبثنا بهذا وعرفنا ذلك الأمر - ديناً نتعبد الله به - فإننا والحالة تلك سنسير وفق سنن الله وبالتالي لا نجد اضطرابا في المنهج - بإذن الله - .
الجمعة الموافق : 11 / 10 / 1432هـ

(104)
علمتني الحياة : أنه لا يأس مع العمل الجاد والمتابعة الحثيثة - فالحمد لله - الذي بنعمته تتم الصالحات فبعد عام وزيادة من البحث والتنقيب عن لطائف المعارف في أبحاثي العلمية حول بعض القضايا العقدية في الدفاع عن عقيدة أهل السنة والجماعة بدأت أجد بغيتي - والحمد لله - في الوصول لهدفي العلمي من خلال ضم الشبيه للشبيه وربط العِقدِ بأخيه حتى يكتمل البدر في أجمل صورة تليق بعقول القراء وهذه الوضعية ليست جديدة في الحقيقة - أقصد بها رُقيِّ أفكاركم - لكن ثقافة تشويه الحق بالباطل وتلبيسه على عامة الناس خاصة من قبل المتنطعين الرويبضة صارت واسعة النطاق والحال فألله أسأل القبول والتيسير في إخراج المقصود لإزالة الغبش وكشف الغطاء .
السبت الموافق : 12 / 10 / 1432هـ

(105)
علمتني الحياة : أن من الأهداف الرئيسية لتكوين العلاقات الجميلة بين الأصحاب والحفاظ عليها مدى الحياة – بإذن الله – : هو خلوّ الصداقة بينهما من ( ثقافة التصنيف والأنانية ) وأقصد بالتصنيف هنا الحكم على الأشخاص بسوء المقصد والطوية من تصرفاتهم الطبيعية وسبب ذلك - التصنيف السيئ - بأن صاحبه قد جعل من معالي الأمور سفاسف في طباعه لتعتلي بدورها وجه القبول والإقتداء دون تبصر أو تمييز منه ( وهذا غير صحيح ) وأما الثانية فقد قصدت منها أن يكون أحد الأصحاب مصابا بحُب التمّلك وإرادة السيطرة على صاحبه الآخر مما يندرج تحت لواء الأول الغرور والتكبّر - تبعا - وقد تؤدي هذه الثقافة بأحدهما أو كليهما – دون استشعار – لا سمح الله إلى الرصف في آخر القاع والرضا بالحال كجزء من أغلال الهزيمة النفسية وضعف الشخصية وبالتالي يرتع الضحية منهما في طرق متشعبة وملتوية قاسية الوصول والنتائج في حياته إلاّ أن يشاء الله .
الأحد الموافق : 13 / 10 / 1432هـ

(106)
علمتني الحياة : أن لغة الوفاء وحفظ الجميل لأهله - بأبعاده المختلفة - سمة بارزة في توسعة العلاقات الشخصية مع أفراد الناس بإعتبار أن هذا المطلب من الأمور البدهية في حياة كل الناجحين ولا يحتاج إلى إقامة برهان على ذلك وفقه الوفاء بهذه الحيثية بمثابة دراسة تكميلية لبعض أفراد المجتمع ممن جعل الوفاء مع الأصحاب الجدد - خاصة - أمراً مُريباً وكأنه ليس من خلق الإسلام في شيئ ودواوين السيرة النبوية – على صاحبها أفضل الصلاة والسلام - ملأ بتلك الجذور والحقائق التأريخية المشرقة للوفاء وأهله على مر العصور وما زال ضياؤها محفوظا حتى اليوم – والحمد لله – في نفوس الأوفياء قديما وحديثا فهل أصبح الوفاء في نظر البعض صنم منذ القدم يحتاج منا إلى إلغائه والقدح في أهله ؟ أظن الإجابة معروفة لدى الأوفياء بالنفي المحض .
الإثنين الموافق : 14 / 10 / 1432هـ

(107)
علمتني الحياة : أن التضليل والخداع - من قبل بعض الكتاب أو أصحاب البرامج التلفزيوينة - على عامة الناس في عقائدهم وأفكارهم إنما هو امتداد في الحقيقة لعلاقتهم بأسيادهم الماضين من قلب المفاهيم وتأويل الحقائق ولعلَّ التلازم بين العقيدة الصحيحة والسلوك الرزين يكشف تلك المطالب من قبل بعض المناهج والأفكار الدخيلة على المجتمع المسلم كحرية شخصية - كما يزعمون - وبهذه القاعدة نستطيع من خلالها – بإذن الله – قراءة الأبعاد والرؤى في سبب عدم الثبات للفكر والسلوك لأولئك المضطربين منهجيا وبهذا يتضح لنا مدى أهمية تأصيل الفرد في العقيدة الصحيحة ومواجهته للتحديات المعاصرة - بعد توفيق الله - فالتأريخ مشهد كامل لمثل هذه المعارف .
الثلاثاء الموافق : 15 / 10 / 1432هـ

[mshbk]

شكرآ لك استاذي
منك نتعلم دروس الحياة

[تباشير المطر ~]

أكثر الله من أمثااالكم .. حروف من نور