[ابن العشيرة]

                       بسم الله الرحمن الرحيم
      خطبة مختصرة مقترحة لعيد الأضحى المبارك لعام 1432                                                           
                           (الخطبة الأولى)

الحمد لله عز فارتفع وذل كل شيء لسلطانه ووقع أحمده سبحانه عدد ما سجد المصلي وركع وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة لمن ألقى السمع فاستمع وعلى الآل والصحب ومن اتبع
أما بعد فيا أيها المسلم : 
خل الذنوب كبيرها وصغيرها ذاك التقى
واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد

أيها المسلمون
إن يومكم هذا يوم عظيم هو يوم الحج الأكبر ويوم النحر وهو آخر الأيام المعلومات وأول الأيام المعدودات
قال تعالى ( واذكروا الله في أيام معدودات ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : الأيام المعدودات هي أيام التشريق 
في هذا اليوم المبارك يجتمع الحجاج في منى لاستكمال مناسك الحج والتقرب إلى الله تعالى بالعج والثج
 
في هذا اليوم المبارك يشارك أهل الأمصار ممن لم يحج يشاركون الحجاج فيه بالتقرب إلى الله تعالى بالأضاحي
 
قال ابن تيمية رحمه الله : الصلاة في الأمصار بمنزلة رمي جمرة العقبة والأضاحي بمنزلة ذبح الهدي

قال ابن رجب رحمه الله في كتابه اللطيف  لطائف المعارف :
(من فاته في هذا العام القيام بعرفة فليقم لله بحقه الذي عَرَفَه، ومن عجز عن المبيت بمزدلفة، فليُبيِّت عزمه على طاعة الله وقد قرَّبه وأزلفه ، ومن لم يقدر على نحر هديه بمنى فليذبح هواه هنا وقد بلغ المُنى ، ومن لم يصلْ إلى البيت لأنه منه بعيد فليقصد رب البيت فإنه أقرب إلى من دعاه من حبل الوريد) !

وعيد النحر أيها المؤمنون أفضل من عيد الفطر قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إن أفضل الأيام عند الله تعالى يوم النحر ثم يوم القر) رواه أحمد
 
قال ابن تيمية رحمه الله : وعيد النحر أفضل من عيد الفطر لأن عيد الأضحى فيه النحر والصلاة وذاك فيه الصدقة والصلاة والنحر أفضل من الصدقة لاجتماع العبادتين البدنية والمالية فيه  اه

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد

أيها المسلمون : إن الأضحية من شعائر الله والاهتمام بها وتعظيمها من تقوى القلوب قال تعالى ( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) 
أيها المسلمون : اعلموا أن للأضحية شروطاً وأحكاماً يجب توفرها 
أولاً : أن تكون من بهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم قال تعالى ( ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام )
ثانياً : السلامة من العيوب المانعة من الإجزاء قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أربع لا يجزين في الأضاحي العوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعرجاء البين ضلعها والعجفاء وهي الهزيلة التي لا تنقي ) رواه الإمام أحمد وصححه الألباني 
ثالثاً : أن تكون في الزمن المحدد شرعاً وهو ممتد من انتهاء صلاة العيد حتى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق فصارت أيام الذبح أربعة ولا يجزئ الذبح قبل صلاة العيد فعن البراء - رضي الله عنه - قال: خطَبَنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر، فقال: ((إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي، ثم نرجع فننحر، فمن فعل ذلك، فقد أصاب سنَّتَنا، ومن ذبح قبل أن نصلي، فإنما هو شاة لحمٍ عجَّله لأهله، ليس من النُّسك في شيءٍ)) متفق عليه 
رابعاً : أن يرعى في الأضحية السن المحدد شرعاً فلا يجزئ من الإبل إلا ما تم له خمس سنين ولا من البقر إلا ما تم له سنتان ولا من المعز إلا ما تم له سنة واحدة ولا من الضأن إلا ما تم له ستة أشهر
واعلموا رحمكم الله أن هناك ثمة فرق بين التمليك والثواب في الأضاحي فالشاة لا يملكها إلا واحد والبدنة والبقرة يجوز أن يشترك في كل واحدة منهما سبعة هذا بالنسبة للتمليك أما الأجر والثواب ففضل الله واسع فلك أن تشرك في ثواب أضحيتك أهل بيتك وعموم المسلمين فقد ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين وقال اللهم هذا عني وعن من لم يضحي من أمتي
 
 أيها المسلمون : إن العيد فرصة للم الشمل وجمع الشتات وصلة الأرحام
 ن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الرحم شُِجْنَةٌ من الرحمن فقال الله : من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته ) رواه البخاري والشجنة تصح بضم الشين وكسرها وهي القرابة المشتبكة كاشتباك العروق ذكره ابن الأثير في جامع الأصول 
فمن أحب أن يصله الله فليصل رحمه ومن أحب أن يقطعه الله فليقطع رحمه وتذكر أيها المسلم والمسلمه أنه ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها هكذا صح الخبر عن المعصوم صلى الله عليه وسلم والمكافئ هو الذي لا يصل إلا مكافئة فإن وُصل وَصل وإن قُطع قَطع فاتقوا الله عباد الله وتحروا مواطن رحمته لعلكم ترحمون
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) 

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد

اه الخطبة الأولى

                          (الخطبة الثانية)

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين
أما بعد فيا معشر النساء : لا أجد وصية لكم أفضل من وصية الله لأمهات المؤمنين حيث قال ( يانساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفاً خبيراً ) وقال تعالى ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المسلمين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً )
وبالجملة فإني أوصي المرأة المسلمة بالإكثار من تدبر سورة النور وسورة الأحزاب ففيهما منهج رباني محكم رسمه الله تعالى للمسلمات في طريق سيرهم وفي أمور دينهم ودنياهم
  
أيها المسلمون : من السنة في يوم العيد إذا أتى المسلم من طريق أن يرجع من طريق آخر سواءً كان راكباً أم ماشياً إن تيسر ذلك فعن جابر رضي الله عنه قال  ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق) رواه البخاري

معشر المسلمين : ومن السنة ذكر الله تعالى وتكبيره دبر الصلوات المكتوبة إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق كما صح بذلك الخبر عن المصطفى صلى الله عليه وسلم

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
 
عباد الله : إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين
اللهم أذل الشرك واخذل المشركين
اللهم دمر أعدائك أعداء الدين من اليهود والنصارى وسائر الكفرة والملحدين بقوتك وعزتك ياقوي يا عزيز
اللهم من أرادنا وأراد بلادنا وبلاد المسلمين بسوء اللهم فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره وأدر عليه دائرة السوء يا رب العالمين 
اللهم أصلح ولاة أمورنا وولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك والقيام بسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم 
اللهم هيئ لهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الخير وتحثهم عليه برحمتك يا مجيب الدعاء
اللهم انتصر لعبادك المظلومين في مشارق الأرض ومغاربها وأنزل عليهم شئابيب رحماتك يارحمن يارحيم
اللهم إن زمرة من الطغاة قد طغوا وبغوا وأكثروا في الأرض الفساد اللهم فصب عليهم سوط عذاب اللهم أنزل عليهم رجزك ومقتك إله الحق
سبحان ربنا رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين   

[ابو حمد 2007]

خطبه جيده وجزاك الله خيراً

ولكن ألا تتفق معي أن الخطباء لدينا يقرؤون خطبتي العيد من ورقة اُعدت مسبقاً
على موضوع يتردد كل سنة عن عشر ذي الحجه والعيد والأضحيه
ونادراً ما نجدُ من يلقي الخطبة إرتجالا !
فهل الخطبة فيها صعوبه أن تحفظ ؟ مع أن الخطباء مشائخ ومدرسون وطلبة علم ؟
(يوم الجمعة الماضي في جده سمعت خطبة الجمعه من أحد إخواننا المصريين الذي يعمل عامل تحميل حينما ألقى الخطبه إرتجالا) ولم نلحظ أي أخطاء
بينما خطبة عيد الفطر الماضي في أحد مساجد بريده كانت عن (ليلة القدر) ؟؟؟؟

[ابن العشيرة]

أهلا حبيبي أبو حمد
كلامك في محله
أما عن نفسي فقط طلقت الورقة منذ فترة
وجميع خطبي ولله الحمد ارتجالاً
وألحظ الفرق في نفسي وفي الجمهور
شكراً لمرورك

[ابن العشيرة]

كما أني أرى أن الأصل في الخطبة الارتجال وأن الإلقاء من ورقة أمر حادث هكذا أظن
ونقلي للخطبة هنا لأجل الإفادة
شكراً مرة أخرى

[راصد]

أغلب الذين يخطبون ارتجالاً ..

يسهبون في الخطبة ويطيلون .. ويكررون !

بينما الخطبة من الورقة أدّق عبارة ً وأضبط وقتاً وأجود عنصرة ونقاطاً ..

وكفى بخطباء الحرمين مثالاً ..

وقد صليت أكثر من مرة مع خطباء يرتجلون فوجدت الإسهاب الملل وعدم ضبط الخطبة وتداخل العناصر وبعثرتها ...

وفق الله الجميع

[ابن العشيرة]

أهلاً أخي راصد
الذي لا يحترم جمهوره لن يقدم لهم الجديد ولن يفيدهم سواء ارتجل أم قرأ من ورقة
فالضابط في نظري هو احترام من أمامك والإعداد الجيد للخطبة فما دام ذلك سيحصل فلو ارتجل لكان أفضل فلم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطب من ورقة ولا من بعده من الصحابة والتابعين
وانظر إلى الخطباء في أرض الكنانة ومن حولها ستجد العجب العجاب
تحياتي