|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
07-10-2005, 12:47 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 306
|
سرقة حلال
الخطاب في يوم غابر من أغوار التاريخ، هاجر شاب يهودي نمساوي في أوائل القرن التاسع عشر من أوروبا إلى بلاد العرب لدراسة الآثار القديمة في حيفا ويافا،وصل الشاب لمصر،التي كان ترزح تحت نير الاحتلال البريطاني،ومن مصر ركب ((الترام)) إلى حيفا،كان شابا ذكيا أنيقا قادما من أرض الحضارة والعلم والنهضة، جلس على كرسيه المخصص في القطار،ولم يعكرّ عليه أجواء هذه الرحلة الجميلة - ومزارع مصر تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد، تنام على نيلها في منظر بانورامي يسحر الألباب ويسبي العقول - إلا أعرابي من أرض الجزيرة ، غريب المنظر، وسخ الثياب،ضخم الجثة،قد ساقه حظه العاثر للجلوس بجانب هذا الشاب اليهودي الأنيق...!! تأفف الشاب، كتم غيظه في صدره وحنقه في نفسه ، وألمه في داخله......!! ومشى القطار يلوح من البعد كما تلوح أيادي الأحبة في مغيب وداع : قف يا قطار على ربوعهم ** إن الأحبة يا قطار هنا هذي منازلهم تهشُ لنا**أخطأت.. بل هذي منازلنا..؟ ما حل منهم موضعاً أحدٌ** إلا وصار لكلنا وطنا إن تنطفئ زهرُ الحياة ففي**هذي الوجوه عن الحياة غنى وإذا الحياة طوت محاسنها عني**وصار نعيمها محنا مثلتهم في خاطري فإذا** دنياي فيها للسرور دنى..!! توقف القطار في منتصف الطريق ،ونزل الركاب ليرتاحوا ويأكلوا،وبقي الشاب اليهودي في مكانه لم يتزحزح عنه قيد أنمله،وفي هذه الهنيهات البسيطة كانت الوقفة الأولى في تحول حياة هذا الشاب من الغرب إلى الشرق،من الظلمات إلى النور،من اليهودية إلى الإسلام،كانت اللحظات القليلة القادمة،والقدرُ الذي ساق إليه الأعرابي الوسخ الثياب، كان بداية التحول في حياته،تحول نقله نقلة باهرة في عمر الزمن قصيرة،ولكنها طويلة في آماد التاريخ،وفي الواقع الذي خدم به الإسلام أعظم خدمة....... إنه ((ليوبولد فيس )) الشاب اليهودي سابقا،والشيخ ((محمد أسد))لاحقا...!! نقلةٌ هائلة نقلت هذا الشاب من حياة الضياع إلى حياة الإيمان وأول أسبابها ابتسامة رجل بدوي أعرابي متسخ الثياب وكسرة خبز أُعطيت له بحب،كان الأعرابي متسخ الثياب لكنه نقي الفؤاد، جميل المحيا، تلوح على قسمات وجهه ابتسامة رضا صُبغت بالفقر، وجسد ناحلٌ تدثر بجلباب البدو المطرّز شهامة وكرما ونخوة وإباء..!! عاد الركاب للمقطورة استعدادا للرحيل،عاد البدوي وحين هم بالجلوس على كرسيه، نظر إلى الشاب اليهودي، نظرة مبتسمة جميلة هادئة،وفي يديه رغيف خبز واحد،قسمه إلى قسمين،وأعطاه للشاب اليهودي...وهو صامت لم ينبس ببنت شفة........؟؟ كان هذا الموقف الأخلاقي،الشرارة التي شع بسببها نور الإيمان في حياة محمد أسد،فجعله هذا الموقف أولا يحب العرب،يحترمهم ويقدرهم،ومع قادم الأيام تعرف الشاب اليهودي على الإسلام...عاش في فلسطين ورحل إلى سوريا ولبنان،ثم جمع القدرُ حلله الزاهية وألقاها بجلال على كاهل (( ليوبولد فيس)) ليشهد أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله...... وينتقل بعد ذلك للجزيرة العربية،ويهاجر هجرته الطويلة من الرياض إلى مكة المكرمة على ظهور العيس، وكان الكتاب ((الطريق إلى مكة)) وقبله ((الإسلام على مفترق الطرق)) هذان الكتابان وغيرهما خدم بهما الشيخ والمفكر النمساوي الكبير((محمد أسد...ليوبولد فيس)) الإسلام،كواحد من ابر أبنائه..!! والفضل كله يرجع لتعامل البدوي الرائع،وتقديمه لذلك الرغيف بابتسامة وحنان،جعل قلب الشاب اليهودي يتفتحُ لحب العرب،ومن ثم الدخول في الإسلام....... بهذا التعامل الإيجابي الرائع،كسبت امة الإسلام مفكرا هائلا وعظيما هو الشيخ محمد أسد...على روحه الطاهرة شآبيب الرحمة والغفران....... وسبب ذلك كله يعود لابتسامة صادقة من قلب بدوي نقي،وكسرة خبز قدمها بحب وعطاء....لهذا اليهودي صاحبه في السفر.....؟؟ لقد كرهنا العالم،وكرهنا بعضنا البعض،بأخلاقنا السيئة ورسائلنا السلبية التي بعثناها للآخرين،بالكره الذي قاومنا به الآخرين،بالترفع والكبر الذي نظرنا به إلى المساكين،ولذا كرهنا الناس وكرهناهم، وابتعدوا عنا،ولو كنا نملك ابتسامة ذلك البدوي،وروحه الشهمة الكريمة،لحزنا قلوب الناس وأثرنا فيهم........ آثرتُ ذكر هذه القصة التي كتبها الأستاذ الكبير ((محمد أسد)) في كتابه الطريق إلى مكة،لأقول إن ما تستطيع نيله بالإرهاب يمكنك نيله بالابتسام..!! وقد تفكرتُ مليا في هذا المنحدر الذي انزلقنا إليه في قضايا كالتعامل والحوار والتعاطي مع الآخر فكرا واحتجاجا ونقدا،الآخر القريب الأخ المسلم فضلا عن البعيد الكافر،وهنا في هذه المنتديات الحرة،رأيتُ والله عجبا،مئات من المقالات عديمة النفع،قليلة القيمة والقدر،ملئت حقدا وكرها وبشاعة وتحريضا...!! وللأسف الشديد...انطق بها متألما أُخرجها من قرارة النفس وأنا حيران أسف،ما يكتب هنا بالساحة العربية جله سلبي،لا ينفع بل يضر،يهدم ولا يبني،يشعل الأحقاد في القلوب ويذكي نير الضغائن في النفوس،وقد تفنن كثير من الكتاب وصاروا أئمة في بعث الأحقاد وتأجيج الضغائن،ولعل ((البر بهاري)) أكثر من بعث الأحقاد والضغائن ونفث السموم التي تعتمل بجواه،فأشعل بها ساحات بني يعرب،ودمر بها ناديهم...لا أقول عليه من الله ما يستحق،رغم فساد ما يطرح وبشاعة ما يقول،ولكني أرجو له الهداية كما ارجوها لغيره،وغيره للأسف - هنا - كثير...!! يقول الدكتور.عبدا لكريم بكار : ((حين تتوقف السياسة يبدأ العنف،وحين تبدأ السياسة يتوقف العنف..؟؟)). العنف...؟؟ شرارة معتملة،أم واقع ضارب بعمق أطنابه في فرارة قلوبنا،وواقع مجتمعنا......؟؟ أهو حدثٌ عارض،وفتنة زائلة،أم واقع متربع مؤلم..!! من الذي يحدد العنف،ومن يرسم له منهجا وطريقه،وقد عانينا كثيرا من العنف،عانيناه من أبنائنا تفجيرا وقتلا،ومن كتابنا سخرية بالدين واستهزاءا،ومن آبائنا ضربا وإيذاء،ومن معلمينا تحقيرا وسباباً،ومن الناس على أرصفة الطرقات وفي المجامع، ركزتُ كثيرا في قضية العنف وحاولت تتبع وقعها،فرأيتها واقعا في مجتمعنا ،واقعا - للأسف - اعترف بوجوده،وحادثاً قد طال مداه،واكتوينا بناره..!! وهنا في هذه المنتديات...يلحظُ كل قارئ وكل ناظر بصير،المدى الذي وصل إليه العنف الفكري فيما نكتب وفيما يحدث بين الكتاب والقراء على حد سواء،شي عجيب وغريب،كلما جاءت امة لعنت أختها،وكلما حلت فكرة ناقضتها الأخرى ،هجمت عليه فأودتها في مهدها.....!! قبل فترة ليست بالطويلة،دعاني احد الأخوة الرائعين إلى منتدى كبير،فكتبت فيه مقالة ما،فوجئت بعدها بكم هائل من التعقيبات المملوءة عنفا وإرهابا،شتما غريبا وتحقيرا لاحد لوصفه.......؟؟ توقفتٌ مليا أمام الأمر...ورأيت القوم يسيرون على ملة واحدة،ويمشون على خيط واحد،ولا يريدون من يخالفهم المشي،أو يناكفهم الأمر،تركت لهم الباب وخرجت، ولسان الحال يقول : وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى..!! الشاهد........ العنف لا يبدأ إلا حين تتوقف السياسة،والسياسة من ساس الأمر إذا قاده،وقد قال احدهم قديما : يسوسون العقول بدون عقل**فينفذ أمرهم ويقال ساسة فأف من الحياة واف مني**ومن زمن رئاسته خسا سه..؟؟ لماذا نختلف...؟؟ وهل الأمر في حقيقته مجرد اختلاف،تباين نظر،اختلاف فكر،أم الأمر اكبر واعقد من ذلك،الأمر اشد من ذلك حتما،الحقيقة ليست مجرد مقالة أو كلاما يكتب،وآخر ُيقرأ،الحقيقة أن هناك مجتمعا مريضا مهووسا بعقيدة الأحادية ،والتقوقع في جزيرة فكرية لا يريد الخروج منها،جزيرة يرى فيها الأمن ويحس في داخلها بالراحة،يرى نفسه فيها ملكا متوجا،على مملكة بلا شعب........؟؟ فحين يأتي من يحاول إخراجه من دائرة الأمان،أو يأخذ مكانه،تشتعل الأحاسيس المرعوبة وتعتمل في داخله،فتحرضه على المقاومة والدفاع،وتفيقه من سبات طويل،مفجوعا صارخا،ما لذي تقوله أيها الـــ ،وما لذي تعنيه..........؟؟ توقفت السياسة...وبدأ العنف.....؟؟ الكاتب الذي أراد إخراج أخينا من جزيرته،أخرجه بطريقة فاجعة ،وبلغةٍ فيها من الصراخ والاستفزاز والتجريح - وربما - الإسفاف ما فيها، وحين يُستفز المرء،يخرج من طور التوازن،وحين يخرج المرء من طور التوازن،ومن حالة الأمن إلى الخوف،فسيدافع عن نفسه،وعن منهجه،وعن جزيرته الفكرية الآمنة المؤمن بها،وسيكون دفاعه بقوة وشدة،ليرد عن نفسه غلواء الفكرة الاستفزازية الصارخة بوجه والقادمة من بعيد،وهنا تسطع في سماء الأخوة شرارة العنف الفكري،ويأتي الآخر ليرد على هذا المتحجر باستفزاز أكثر وعنف أكثر،وهكذا صراع أحمق في حلقة مفرغة لا بداية لها ولا نهاية إلا تكريس الضغائن وبث الأحقاد في قضية ربما لا تستحق أصلا......!! كانت لي تجربة كبيرة في هذه المنتديات،وقد كنتُ لا أقبل بمن يحاول استفزازي،وكنت مؤمنا في وقت ما،بنظرية ((الهجوم أفضل طريق للدفاع)) فأهاجم من كنت أراه خصما،ولا ادع له مجالا للنفس،أطبقُ على حلقه فيموت اختناقا،اخرج أحيانا منتصرا منتشيا بكلمات الثناء التي يطلقها المؤيدون،حزينا أسفا بكلمات السباب التي يرميها المخالفون،كنتُ أعتقد أن ما اكتبه وأقوله حق يجب القتال من شأنه،ولو مات في الطريق آلاف الأبرياء.........؟؟ ذات مرة،كتبت مقالا صارخا عنيفا في أحد المنتديات،كان كصرخة في بيداء محرقة ومفازة مميتة،حرّك المياه الراكدة فانداحت فيها الدوائر،بل كانت كلماته أشبه بموجات تسونا مي وهي تضرب سواحل آسيا،هاجمت فيه ذلك المنتدى هجوما كاسحا عنيفا،دمرتُ فيه كل الحصون وأحرقت القباب وفجرت في حربي كل الجسور،تركت - من كنت أراهم - أعداء ومخالفين ورائي يئنون من الألم،ويصرخون من الوجع،وكان من ضحايا قلمي فتاة ساقها حظها الردى لتكون من الأعداء،أثَّرتْ فيها مقالتي تأثيرا بالغا،لدرجة أنها مرضت وتنومت في المستشفى ثلاثة أيام بلياليهن.......؟؟ تخيلوا........اثّرَ فيها المقال،حتى أمرضها ثلاثة أيام في المستشفى.....؟؟ عدتُ قبل أيام لأقرأ ما قد كتبت،وما كُتِبَ من رد علي،فوجدتُ كما هائلا من العنف اللامعقول، ومن الشدة اللامفهومة،وأخذتُ اردد ضاحكا مرة وحزينا مرة : لا يمكن أن يكون هذا الشخص أنا،أكيد إنسان آخر،بفكر آخر،وبمشاعر أخرى،وبروح أخرى......؟؟ والآن مرت على الحادثة أيام من عمر الزمن وليالي، أعود لتلك الصفحات المواضي وتلك الأيام الدوارس لأتعلم منها،وعلمتُ بعدها أن الطريق الذي اخترت،لم يكن مصيبا،وان السلاح الذي به في نحور العدا قد صوبت،لم يكن سلاحا فعالا : فوضع الندى في موضع السيف بالعلا مضر** كوضع السيف في موضع الندى!! عدت لأقف مع نفسي مليا،تأملت،وقرأت،وأعملتُ فكري يقوده عقلي،لأصل إلى القاعدة الأفضل،الأحسن،الأجمل والأسهل أيضا،في التعامل مع الآخرين والتأثير فيهم،وخاصة هنا..هنا في هذه البرلمانات الفكرية الحرة ،ووجدت أن العطف والتقدير والاحترام والحب والنصح بالتي هي أحسن،وعدم استفزاز الآخرين،والتهجم عليهم وعلى اطروحاتهم هو الطريق الأجدى والأفضل والأسهل للتعامل معهم والتأثير فيهم..!! وحصيلة ما توصلت إليه كانت في كلمات اخترعتها،وحكمة بلساني قلتها : ((أسرق قلوب الناس يتبعوك على عمى.......؟؟)). لن تستطيع التغيير فيهم إلا بالحب،إذا أحبوك فسيتبعوك،وإذا اتبعوك،فقلوبهم بيدك كالخاتم تحركها كيفما شئت وتضع فيها ما تشاء،فلا تضع فيها إلا الخير والحق...؟؟ لنسأل أنفسنا،ككتاب وقراء..؟؟ ما لذي نريده من المشاركة بالمنتديات والكتابة فيها،لا يريد العقال والمخلصون إلا شيئا واحدا،يؤمنون أن المشاركة هنا رسالة، رسالة خير لنفع الناس وتثقيفهم،وتعليمهم،إفادتهم والاستفادة منهم،تبصيرهم وتوسيع مداركهم،لنعيش الحياة التي قدر الله لنا أن نعيش،نعمرها بتقواه،لنسعد ويسعد الآخرون،فالسياسي يكتب ليبصر الدهماء بخطر العدا وتخطيطهم،والأديب يجعل القلوب تحلق في سماء من الطهر والخير والتسامح والتضحية والحب الصادق الشريف،والعالِمُ يخبر الناس بحلال الله ويحذرهم من حرامه،والمهندس ينفع الآخرين تقنيا ...وهكذا.......!! وكل ميسر لما خلق له......؟؟ لا بأس...ليكتب من يكتب في أي فن،فالعقل البشري لا حد لقدراته،فاستيعابه يفوق اثنين مليون معلومة في الثانية،والمخ يحتوي أكثر من 150 مليار خلية،أي أننا نحتاج إلى 4771 أربعة آلاف وسبعمائة وواحد وسبعين سنة لكتابة قدرات العقل ،فقدراته - كما أسلفت - لا محدودة ،فقط بحاجة للتوجيه،وأرجو أن يكون للخير.......؟؟ وقبل التوجيه لقدرات العقل،نحن بحاجة للصدق، للصدق مع أنفسنا و في دواخلنا حين نكتب،للصدق حين نفكر،للصدق حين نتهم الآخرين،ونحرض عليهم،ونستفزهم..؟ للأسف الشديد...أعيد ما قلت مرة أخرى كثيرٌ مما يكبت بالساحة سلبي،يؤذي ويتعب،يهدم ولا يبني،مابين تحريض،وشتم،وإسفاف،ومقالات : ((الطشت قلي ياحلوة ياللي قومي استحمي؟؟)) إلى تجليات : ((ماما مين أنا سوسو؟؟)) ، وألحق بها أخيرا مقالات عن - وآسف لقول هذا الكلام - مؤخرات الساقطات...؟؟ كتب احدهم،أو بالأصح نقل مقالات تافهة المضمون سيئة الذكر عن مؤخرة إحدى الساقطات،ومما يزيد الأسى أسى والعين بكى، أن القارئون لهذا الإسفاف المنقول كثير،والمداخلون أكثر...!! وللأسف أيضا....فكثير من عقليات الكاتب المذكور،متواجدة هنا في الساحات،هذا المنبر الإعلامي الأكبر في عالم النت العربي.....؟؟ أنا لا امنع هذا وأمثاله من النقل والكلام ولو كان هرطقة وسفسطة كالتي ادعاها Protagoros بروتاغوراس،حين ادعى علم كل شي وعدل اسم الفيلسوف إلى ((السوفيست)) ثم حورت وعدلت إلى ((السفسطه)) فغلبت كلمة السفسطة على من ادعى هذه الدعوة،ولهذا سميت بهذا الإسم.....!! لا أمنع من مصادرة حق الحديث لأي كاتب،ولكني امنع أن يحرض على الآخرين،وأكبر وأخطر محرض مر على الساحات هو ((البربهاري)) ،لا يدع هذا المرء أي شي فاضل إلا ويرميه بما يعتمل من أحقاد بجواه وداخله،رجل بحاجة للعلاج،بحاجة أن يعّلم قيم الحب والتسامح والنقاء والصدق،ثم ليأتي ويكتب ((بيديه وارجوله ؟؟)). ولكن أحيانا كثيرة يجب الوقوف بحزم،ضد هؤلاء المحرضين الذين يبثون الأحقاد ويؤججون الضغائن في قلوب الناس..!! في الــ NLP قانون مهم من قوانين العقل اللاواعي Subconscious Mind يقول: ((ما تبعثه للعالم الخارجي، يرجع لك من نفس النوع))..!! فإن بعثت الحب والتسامح والتقدير والاحترام للناس،أعادوه لك حبا وتسامحا واحتراما وتقديرا،وإن بعثت الحقد وأجّجت العداوة وآثرت الضغائن،عاد لك ما أججته نار تلظّى في قلوب شانئيك،وأحقاداً بحرِّها تصلى في كلمات مخالفيك..؟؟ فأنت وما تبعثه للآخرين، فإن كرهوك فعد لنفسك وشاهدها في مرآة،ولعملك واقرأه بلا ملهاه لتعلم لماذا كرهوك ولماذا يحقدون عليك........؟؟ ثم ما الأسهل والأفضل والأحسن...؟؟ أن تستفز الآخرين،تعبث بدينهم،وتحقر عاداتهم،فيحتقرونك ويشتموك،أم تحترمهم،وتحاول إصلاحهم،والتأثير فيهم،وإن لم يتغيروا فعلى الأقل لا يعادوك ولا تعاديهم،احترمك كإنسان،وأقدرك كأخ في الدين والعروبة والإنسانية،ولكني اختلف معك كرأي،أتمنى لك وأتمنى لنفسي الخير،وكل منا يكمل مسير حياته...؟؟ أليس هذا الطريق أفضل وأسهل وأحسن..؟؟ أليس من الجميل حين تغادر أن يذكرك الآخرون بالخير،حتى ولو كنت شبحا طائرا من هذه الأشباح ذوات الأسماء المستعارة والأرواح الطائرة الشفافة...؟؟ إذا مشيت في طريق،فاجعل لك بصمة فيه،أحب الآخرين ليحبوك،أكرمهم ليكرموك،لا تحقرهم،ولا تعنفهم،ولا تحرض عليهم،وإن كانت لديهم أخطاء مثل زبد البحر،فاستخدم معهم الأسلوب الهادئ الرزين،بدون أن تخرجهم من جزرهم الفكرية الآمنة،بل دع فكرك يجري في سريان قلوبهم نسمة جبلية عابرة،وروحا محبة هادئة،أبعث الفكرة في مقاله،بلا عنف أو تخويف أو شتم أو تحرض أو تيئيس ،أطلقها لا تخترق أجساد الناس وتؤذي قلوبهم،بل لتسيح في دواخلهم مع النسيم العليل،فتؤثر فيهم وتغير...!! صدقني...هذا أسهل وأجمل وأفضل،فما أجملُ من أن يسري في قلوب الناس فكرك،ويغير في عقولهم قلمك...؟؟ مالأ جمل من أن تهدي الآخرين،وتجعلهم يعيشون الحياة في هدوء واتزان وعلم ،علمهم الحب والتسامح وكيف يختلفوا،وكيف يردوا،وكيف تُغيّر الأفكار الخاطئة إلى صوابها،وكيف تُبدّلُ النوايا السيئة إلي حسنها،بدون أن تخرجهم من دائرة الأمان التي لا يريدون الخروج منها،لا تدعهم يأتون إليك،بل اذهب إليهم،واسرق قلوبهم...!! نعم اسرق قلوبهم...؟؟ تعلم هذه المهنة الخفيفة اللطيفة،من سراق القلوب،وهم أهل العشق؟؟ أعلمت كيف يسرق العشاق قلوب من يعشقون،وكيف يسرق المعشوق قلب عاشقه : ليت هندا انجزتنا ما تعد**وشفت أنفسنا مما تجد واستبدت مرة واحدة**إنما العاجز من لا يستبد قلت : من أنت فقالت: أنا **من شفه الوجد وابلاه الكمد نحن أهل الخيف من أهل منى**ما لمقتول قتلناه قَوَدْ كلما قلتُ : متى ميعادنا**ضحكت هندٌ وقالت: بعد غد..!! فالشاعر هنا - عمر ابن ابي ربيعه- يرى الاستبداد من ((المحروسة هند)) فضيلة ينكر من يعجز عليها،لأنه استبداد محب،ولعله لو عاش في زمننا الآن للعن الساعة التي امتدح فيها هذا الاستبداد،ولكن الحب أعمى والمحبون لا يرون الحماقة التي يمارسونها...كما يقول شكسبير..!! ما عاشت امة بلا حب،ولا قاد قائد رعية بلا ود،قد يقودهم بالحديد والنار،قد يجعلهم يعيشون ساكتين صامتين ،قد يقود جوارحهم بالعنف والإرهاب،ولكنه لا يستطع قيادة قلوبهم،وإن حان منه الضعف وسيحين، فسيقلبون عليه ظهر المجن يوما ما وقد ينتقمون،فتاج القيصر لا يحميه من الصداع كما يقال،ولا يحمي القائد من عثرات الدهر ونواكب الدنيا إلا الرحمة التي يحكم بها والخير الذي للناس هو باعثه...!! يقول كلير لونان : ((إن جابهك عدوك بالشر ،فجابهه بالحكمة؟؟))... ويقول حكيم العرب المتنبي : وما قتل الأحرار كالعفو عنهم**ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا..!! لله أنت أبا الطيب...صدقت...من لك بالحر الذي يحفظ اليدا...!! المرء عادة لا يحب النقد،ولا يريد أن ينتقد،سجية في خلق كل إنسان،وتختلف الحدة في هذا من شخص لآخر،فأحدهم قد يتقبل النقد الهادف ،الملقى بطريقة حلوة بسيطة وبروح صادقة،واحدهم لا يقبل النقد مطلقا،وحين يُنقد ولو بيسير يهيج دفاعا عن نفسه،وثأرا لكرامته،واحدهم لا يفيق من سكرته إلا بالشدة والحزم((والجزمة؟؟)) . فالناس أمم شتى،مختلفون فكرا وسلوكا ونفسا،إذا فهمت عقلية من أمامك واستوعبتها،فثق أن قلبه سيكون غدا بيديك،وانك قادر على سرقته،وجعله يتبعك على عمى.......؟؟ افهم الآخر أمامك،ادرسه،اعرف نظامه التمثيلي،وحين تتخاطب معه وتتناقش فلا تخرجه من دائرة الأمان التي يعيشها،بل ادخل أنت لدائرة أمانه وعش معه،وناقشه أو حاوره بهدوء وحب وتسامح،الق الفكرة مع النسيم العليل،ومعها هدية من محب واحترام وتقدير،لا ترمي النصيحة في وجهه كالقنبلة،لا تقل له أنت فيك كذا وكذا...؟؟ بل قل أنت إنسان رائع وذو قدرات فكرية وأدبية مميزة،ولكني أرى ذلك التصرف أو تلك الكلمة لو كانت كذا وكذا لصارت أفضل،تعامل مع عقله الباطن بطريقة صحيحة،عقله الباطن قدراته صحيح لا محدوده،ولكنها قدرات طفل عمره سنتين ونصف فقط...تستطيع التأثير عليه بقليل من الفهم وكثير من التركيز.......؟؟ ادرس علم النفس للتعامل مع الآخرين والتأثير فيهم ومن ثم التغيير،وإذا لم تستطع فعلى الأقل من لا تكسبه صديقا لا تكسبه عدوا،لا تحرض على أي انسان،لا تشتم أحد،واحذر من أعراض المسلمين،إياك وانتهاكها.....فالذي لا ترضاه لنفسك،لا ترضاه على الآخرين..!! وأخيرا.... أيها الباكي فديتك باكيا**علام وفيما تستحثُ المآقيا رويدك ما أرضى لك الحزن خلة**وهيهات أن أرضاك بالحزن راضيا..!! سيدي الكريم،ثق تماما،أن الحياة جميلة نضرة،والدنيا متاع فاستغله أحسن استغلال،عش حياتك كما قدر الله لك أن تعيش،عش مسلما،تقرب دائما إلى الله،إذا خرجت من دائرة الإيمان قليلا،فعد لها سريعا،حاول بقدر ما تستطيع أن تعمل لأخراك،اعطف على الفقراء،جد لإخوانك المخطئين عذرا،سامحهم على أخطائهم،لا تعنف ولا تشتم ولا تكن قاسيا،وثق أن غدا سيكون أجمل وافصل وأحسن،وان الله خلق الحياة صراعا بين الخير والشر،الحق والباطل،وان كان للباطل جولة فللحق بإذن الله جولات،يوم بيوم بدر والحرب سجال....؟؟ فلا تذهب نفسك عليهم حسرات،حتى ولو شتموك وآذوك،وحرضوا عليك،لتكن في نفسك القدرة والثقة على تجاوز ما قالوا في حقك من سوء،وما آذوك به من كلام. يقول الأستاذ الكبير سيد قطب،في كلمات جامعة ناصعة الوضوح،رائعة الوصف،في كيفية حوار الآخر،وجعل ما نؤمن به ينساب في داخله نسمة جميلة هبّت من ديار حبيب،أو همسة تسمّعتها القلوب - ونبضت لأجلها - من ثغر معشوق!! ((النفس البشرية لها كبرياؤها وعنادها،وهي لا تنزل عن الرأي الذي تدافع عنه إلا بالرفق،حتى لا تشعر بالهزيمة،وسرعان ما تختلط على النفس قيمة الرأي وقيمتها هي عند الناس، فتعتبر التنازل عن الرأي تنازلا عن هيبتها واحترامها وكيانها، والجدال بالحسنى هو الذي يطامن من هذه الكبرياء الحساسة، ويشعر المجادل أن ذاته مصونة وقيمته كريمة، وأن الداعي لا يقصد إلا كشف الحقيقة في ذاتها والاهتداء إليها في سبيل الله، لا في سبيل ذاته ونصرة رأيه وهزيمة الرأي الآخر)).. انتهى كلامه... وبانتهائه تنتهي هذه الكلمات العابرة على موج الساحات الماخر..!! الساحات...منتدى كبير وعظيم،وحريٌ بمن يكتب فيه أن يكون كبيرا وعظيما ونافعا،فلا تكتب يا سيدي بقلمك إلا علما نافعا،وخيرا واصلا،وفائدة يسعد بها الآخرون،أو معلومة تفيدهم...!! لا تكتب بخطك غير شي**يسرك في القيامة أن تراه..!! أرجو أن يأتي اليوم الذي تختفي فيه مقالات : ((الطشت قلي ياحلوة ...ياللي قومي استحمي؟؟)) .....!!! كل عام وأنتم بخير الخطاب **** |
07-10-2005, 12:54 AM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 306
|
|
الإشارات المرجعية |
|
|