لا يشك عاقل أن الغرب الديمقراطي ينقم على المرأة المسلمة في ظل ما أعطاها الإسلام من منـزلة رفيعة, ويريد أن يفسدها حتى يفسد حياة المسلمين ويوهنها لأن المرأة هي أساس في هذه الحياة, فهي الأم الحنون, والزوجة الصالحة, والأخت الفاضلة, ومن مدرستها الحقيقية يتخرج الأبطال, وتتربى الأجيال، ومن هنا كانت برامج وخطط المفسدين موجهة إلى هذا الكيان القوي الطاهر لزعزعته وتحطيمه, حتى يرسخ في المجتمع المسلم الأنموذج الغربي عن المرأة, وحتى يستطيع الغرب ترويج بضاعته الهابطة عندنا, وحتى تكرس المفاهيم المغلوطة في حياة المسلمين.
ولا شك أن كل الضجة والإثارة اليوم حول المرأة المسلمة بالذات, وكل المؤتمرات والدعم المالي والبرامج للمطالبة بحقوق المرأة, ليس لأن المرأة في الإسلام مسلوبة الحقوق في الحقيقة, لكن القضية هي أن المناداة بحقوق المرأة ليس إلا جزء من حملات فكرية ثقافية وسياسية مدروسة ومبرمجة, يقودها الغرب في بلاد المسلمين منذ أن هدمت دولة الخلافة حتى يحرفهم عن دينهم وعن وعيهم على قضاياهم, ما يسهم في استمرار ترديهم وعدم نهضتهم.
إن المرأة المسلمة باتت تحسد اليوم على كثرة الاهتمام بها, لكن المؤسف أنها اليوم تطحن ظلماً بين من يزعمون إنصافها بإبعادها عن موقعها الذي رسمه الإسلام لها وذلك خدمة للغرب, وبين أدعياء الإسلام الذين يستشهدون بالآيات والأحاديث ويكررونها جهلاً في غير سياقاتها وبعيداً عن معناها؛ فيظلمون المرأة باسم الدين مثل (الرجال قوامون على النساء), و(النساء ناقصات عقل ودين) و(ليس الذكر كالأنثى), وآيات الميراث والشهادة وغيرها. وهكذا تضيع المرأة, في غياب الوعي الصحيح عن وضع المرأة في المجتمع في نظام الإسلام وعن علاقتها بالرجل, تضيع بين من يظن جهلاً أن قوامة الرجل على المرأة تعني أن الرجل أفضل, وأن المرأة إنسان من الدرجة الثانية, وأن المرأة وجدت للإنجاب فقط, وبين من يطالب من المتفيقهين والعلمانيين والمضبوعين بالثقافة الغربية, من أدعياء العلم من أبناء جلدتنا, بإعادة تشكيل العقل المسلم, وحتى مراجعة نصوص الإسلام بحجة موافقة العصر والتجديد والتحديث, لإنصاف المرأة وإلغاء التمييز والعنف, وغيرها من الاتهامات الغبية الزائفة التي تلصق عن خبث بالإسلام.
إن المنادين والمتباكين على ما يسمى حقوق المرأة عندنا, إما جهلة بما يقوله الإسلام عن دور المرأة العظيم, وإما مجرمون خبيثون, وأصحاب أجندة فكرية وسياسية هدفها ترسيخ أنموذج أسيادهم من الغربيين عن المرأة حتى يظل المسلمون تائهين...
بارك الله فيك د/ماسنجر وآسف والله على الأطاله ..
|