|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
11-01-2012, 07:58 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 76
|
حكــــــآية أبو مزيــَـد والكيــــس .،،
أبو مزيد والكيس
كنت أفرح وأحب مقدمه حينما كان عمري خمس سنوات ، حينما كنا في مزرعة الشبيلية بأمهات الذيابة شرق البكيرية، وكان حبي ...لا لشخصه ...ولا لقرابته ولكن كنت أحب الكيس الذي اعتدت أن أراه في يده في كل مرة يأتي لزيارة جدتة – أم والدي- واعتاد هو على إحضاره ! أما النقود التي يعطيها جدتي فليس لها وزن عندي – في ذلك السن – لعدم تقديري لقيمتها وهكذا ارتبط حبي للقريض والملبس والعلك وحلوى المص وبسكوت أبو ميزان بمقدم صاحب الكيس أبي مزيد... * * * وبعد انتقالنا لبريدة لم تنقطع سيرة الكيس ، بل تطور ما بداخلة فأصبح يضم الكوكاو والفيشار والفصفص ... وبدأت قصة الحب تتحول من الكيس لصاحب الكيس الذي لم يمنعه الارتباط بمحله التجاري وما يتطلبه من السفر لإحضار البضائع من الاستمرار على زيارة جدته – التي ردت لأرذل العمر – وخاله – المقعد بسبب الشلل – وازداد طغيان حب صاحب الكيس على الكيس خاصة بعدما رأيت بأم عقلي وبصري التواضع الجم ، وعدم التأفف من وضع و مكان جلوس جدته ، خاصة وأن أهل بيتها ليس بمقدورهم نقلها لمكان الاستقبال – المجلس- لكن صاحب الكيس استمر على زيارتها ووصلها والسلام عليها والجلوس عندها وتسليمها الكيس وهي على تلك الحال!!! حتى توفها الله ، ولا تسأل عن المستفيد مما في الكيس؟! . * * * وبعد وفاة جدتي – جدته – توقعت أن تنتهي حكاية الكيس ، وأن تقل مرات زيارة أبي مزيد لنا لكن من اعتاد على الجود والطيب والكرم والوصل لا يمكن أن يتوقف عنه وله عين تبصر و أذن تسمع ولسان ينطق ، فضل أبو مزيد هو أبو مزيد سماحةً و زيارة ... وصلاً و عطاءً... * * * وبعد زواجي من بنت أخيه ، واستقلالي في مسكن خاص ، ووالدي – خاله – في مسكن آخر مستقل قريب من مسكني ويجمعنا مسجد واحد تيقنت أن حكاية ((أبو مزيد والكيس)) ستنتهي من حياتي ووجداني إلى غير رجعة ! لكنها عادت وبثوب جديد وبكيس آخر مَزِيد! فنظراً لعدم مقدرة أبي مزيد على ممارسة العمل التجاري في الدكان – لظرفه الصحي وكبر سنه – إلا أنه أصبح يكرر زيارته لخاله كل أسبوعين على الأقل ، وسلك لذلك عادة طيبة تبدأ بأن يصلي الظهر مع خاله- والدي - ، ثم يأتيا لمنزلي ، وكان أبو مزيد لا يسمح لزوجي أن تضيفه هو ووالدي حتى آتي من العمل !! وأحيانا يوقف سيارته خلف مسجدنا فلا أتمكن من رؤيتها عند قدومي من العمل ، لذا أدخل البيت ولا أدري هل بالبيت زائر أم لا؟ لكن ما أن أفتح الباب و أَهِم بالدخول إلا ويتسابق أطفالي وكلتا أيديهم ملأى بالحلوى والفيشار والكوكاو وكلٌ منهم يقول :عندنا عمي إبراهيم- عمهم لأمهم – فأقول :عمكم أبو صالح ؟ أقصد شقيقي إبراهيم ، فيقولون : لا ...عمنا إبراهيم اللي يجيب الشرط ... اللي يجيب الشرط ... اللي يجيب الشرط !!!! وهكذا ارتسمت شخصية أبي مزيد في أذهان الصغار بالشخصية المعطاءة ... الباذلة ...المحبة ... وفي أذهان الكبار بالواصلة ...المشاركة ...المتفاعلة ، أما الكيس فأصبح كيسين كيساً لخاله وكيسٌ لأطفالي ، وهكذا انشطر الكيس بعد نظرة تشاؤم بزواله ! * * * وبعد وفاة والدي – رحمه الله – أصبح الحق متعينا لأبي مزيد لكبره ومرضه ، فأصبحت أزوره أنا وزوجي كل أسبوع وأحيانا كل أسبوعين ، ولم نجده إلا صابرا محتسبا خاصة أن الأطباء تعذروا عن إجراء أية عملية لاعتلال قلبه وعدم قدرته على التحمل ، وفي يوم الجمعة الموافق 28/1/1433هـ كانت آخر زيارة لأبي مزيد حيث أصبح جسمه ناحلا والشحوب باديا على وجهه والمرض قد أعياه ، وفي يوم الجمعة الموافق 5/2/1433هـ طُويت آخر صفحة من حياة أبي مزيد وطُويت معها ((حكاية الكيس)) بكاه الجميع لكن بكائي عليه لحب ترسب وتأصل في أعماقي عبر أيام وسنين ، يزداد ولا ينقص ويقوى ولا يضعف ، ملك قلوب محبيه ولم يكن ذا ثروة أو منصب اجتماعي أو غزارة علم ولكن بمعاملة صادقة فأحبهم وأحبوه ، وودعهم بوفاته ففقدوه ... وفقدوا نموذجا في عمل الخير والبذل والوصل. بريدة – بلدة البصر في يوم الأحد الموافق 7/2/1433هـ * * * غفرالله له عدد ما صبر وشكر ، وعدد ما لهج وذكر ، وعدد ما نام و قام وعدد ما أفطر و صام . محمد بن علي الكبريش
__________________
التوقيع مخالف .. ! |
12-01-2012, 12:08 AM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2010
البلد: بريدة
المشاركات: 3,320
|
قصه جميله
والمعروف مايضيع © وفقك الله ·|··
__________________
|
الإشارات المرجعية |
|
|