بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » ( بر الوالدين حق لا ينسى ) إخترتها لكم

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 18-03-2005, 03:39 PM   #1
د. صالح التويجري
إمام وخطيب جامع الروّاف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
( بر الوالدين حق لا ينسى ) إخترتها لكم

أيها الاخوة المؤمنون: يقيم الإسلام دعائم مجتمعه على أسس راسخة وقواعد ثابتة تمتد في أعماق النفس البشرية وتمتزج بمشاعرها وعواطفها الأصيلة متأثرة في ذلك كله بعقيدة راسخة تستق قلبٌ رحيم وصدر حنون، مجبولٌ على الشفقة، نفسٌ كبيرة وسعت ما لم تسعه آلاف النفوس، ، يحِبَّ وإن لم يُحَبّ، ويحنو وإن أغلِظ عليه، لا تجازي بالسيئة السيئة، بل يغشى المسيء برّا وإحسانًا، لكأنما حيزَت معاني الحبّ حتى استأثَر بها عمّن سواه عباد الله.وأقرب العواطف وأشدها تأثيرا في النفس هي عاطفة الأبوة والأمومة، فإنها العاطفة التي تضم بين حنانها الوليد في مراحل نموه، فيشعر بدفء عواطف الحب والرحمة والشفقة حتى يشب ويترعرع، وتواصل سيرها معه يافعا ورجلا وشيخا، ومن روابط هذه العواطف يكون بناء الأسرة المسلمة القوية الصالحة
وإذا كان شعور الإنسان يتطلع دائما إلى المستقبل، ويتدفق حيوية، وطموحا نحو الجديد من الزوج والذرية، ويجد دافعا قويا إلى ذلك بعامل الفطرة، فإن الإسلام لا يشدد في أن يوصي الوالدين بالأولاد، لأن ذلك أمر مركوز في فطرة الإنسان، فالوالدان يندفعان بالفطرة إلى رعاية الأولاد، إلى التضحية بكل شي في سبيلهم حتى بالذات، وكما تمتص النبتة الخضراء كل غذاء في الحبة فإذا هي فتات، وكما يمتص الفرخ كل غذاء في البيضة فإذا هي قشرة خاوية ، كذلك يمتص الأولاد كل رحيق وكل عافية وكل جهد وكل اهتمام من الوالدين ، فإذا هم شيخوخة فانية ، ولكنهما مع كل ذلك سعيدان كل السعادة مع هذا الحب الفياض والعطف الرؤوف والحنان المتدفق نسمع ونرى من صور العقوق ونكران الجميل والقسوة العجيبة والغلظة الرهيبة وإساءة العمل وسوء التعامل ما لو أن الواحد وقف على بعضه لأنكره أشدّ النكير ولما تطرق إلى خياله أنه الصدق والواقع
ولا عجب بعد ذلك ، أن تأتي كلمات الله تعالى في كتابه توصي الأبناء بالأباء وتحرك عندهم مشاعر الرحمة في القلوب لتنظر قليلا إلى الوراء ، إلى أيام سلفت لها مع آبائها وأمهاتها وهي تشقى وتتعب وتمرض من أجل هذا الوليد ، ومن ثم يقرن الله سبحانه وتعالى هذه الوصية ببر الوالدين بعبادة الله سبحانه ويعتبرها قضاء مبرما وأمرا لازما يمتثله المسلم ، لأنه أمر من الله سبحانه قال تعالى وقضى ربك ألا تعبد إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً.
ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك وإلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أنابإلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون .
واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ، قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً .
وجاءت أحاديث نبي الرحمة والهدى تفصل ذلك البر وتبين أهم الحقوق: ((فقال لمن سأله يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي ؟ قال: أمك . قال: ثم من ؟ قال: أمك . قال: ثم من؟ قال: أمك . قال: ثم من ؟ قال: أبوك )). وعقوق الوالدين سبب العقوبة العاجلة في الدنيا ، فعن أبي بكر قال : قال رسول الله يقول: ((كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات)).
وعنه : ((ما من ذنب أجدر من أن يعجل لصاحبه العقوبة مع ما يدخر له من البغي وقطيعة الرحم)).
وبين النبي أن دعوة الوالدين مستجابة فقال: (( ثلاث دعوات مستجابات لهن لا شك فيهن : دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ، ودعوة الوالدين على ولدهما روى الترمذي وصححه عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله يقول: ((الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه)). قال ابن عباس رضي الله عنهما: (ما من مسلم له والدان مسلمان يصبح إليهما محتسبًا إلا فتح الله بابين ـ يعني من الجنة ـ وإن كان واحدًا فواحد، وإن أغضب أحدهما لم يرضى الله عنه حتى يرضى عنه)، قيل: وإن ظلما؟ قال: (وإن ظلما). معذرة ايها الاخ الحبيب ماذا تتصور البر هو ادخال السرور وكف الشرور وجلب المصالح ودرء المفاسد قس حلك مع زميلك تنتظره بفارغ الصبر حتى تحكي له ماجرى في يومك ومشوارك وتستشير في شراء سيارتك وبيتك واحيانا حذائك وهل تدري مدى سرور الوالدين حين تقدم من العمل وتعطيهخم الموجز المفيد وتشرح لهم ما يطيب خاطرهم من الانجاز وتستشيرهم بما يالفون الحديث فيه جرب وستجد ان لهم نفوسا ذواقه ولديهم آراء ناضجة انت لا تعلم تجاربهم الابعد مشورتهم قد تحقر بعض الهدايا ولها في نفوسهم مكانا هل اشتريت قطعا من القماش واللعب والحلوى وسجاد الصلاة لتكون بين يدي والدتك هايا ترفع رأسها عند الصغير والكبيرهل دعوت اصدقاء والدك الى مأدبه هل خرجت بهما او احدهما لتتجول في البلد لمجرد الفرجة والانس والفسحة او رحلة برية خاصة هل خصصتهما بنوع من الغذاء بحكم السن دون ان يدخلا في برنامج الاسرة كلها ولولا ان تزدروني لسردت لكم صورا هي الطف من الهبا ولكنها في عينهم كالجبال لا تكن رسميا تخضع تدلل مع الهيبة والوقارلهما نافس الاخوة والاخوات لاتنزعج من منافسة اللآخرين فهم يطلبون ماتطلب من الاجر والثواب توازعو الادوار بينكم وكل في ما يحسن ويطيق والمؤسف حقا ان تكون البنات اقرب من العيال لصور البر الدقيقة
معاشر المؤمنين، كم ساعات قضى فيها المسلم للوالدين حاجات، غفر الله عز وجل بها الذنوب والزلات، وخرج بها الهموم والكربات، كم ولد بار أو فتاة بارة قاما من عند والديهما بعد سلام أو طيب كلام أو هدية متواضعة وقد فتحت أبواب السماء بدعوات مستجابات لهما من والديهما الضعيفين الكبيرين اما انت فهل تدري من انت تقول امكانك كنت حمكلا جاءت بك البشائر وطول فترة الحمل معاناة لاتعرفها لوصورتها لك حتى خرجت إلى الدنيا، فامتزجت دموع صراخك بدموع فرحي، وأزالت كل آلامي وجراحي. يا بني، مرّت سنوات من عمري وأنا أحملك في قلبي وأغسلك بيدي، جعلت حجري لك فراشًا، وصدري لك غذاء، أسهرت ليلي لتنام، وأتعبت نهاري لتسعد، أمنيتي أن أرى ابتسامتك، وسروري كلّ لحظة أن تطلب مني شيئًا أصنعُه لك، فتلك منتهى سعادتي. ومرت الأيام والليالي وأنا على تلك الحال، خادمة لم نقصّر، ومرضعة لم تتوقف، وعاملة لم تفتر، حتى اشتدّ عودك واستقام شبابك، وبدأت تظهر عليك معالم الرجولة، فإذا بي أجري يمينا ويسارًا لأبحث لك عن المرأة التي طلبت، وأتى موعد زفافك فتقطع قلبي وجرت مدامعي فرحة بحياتك السعيدة الجديدة وحزنا على فراقك، ومرّت الساعات ثقيلة فإذا بك لست ابني الذي عرفت، لقد أنكرتني وتناسيت حقي، تمرّ الأيام لا أراك، ولا أسمع صوتك، وتجاهلت من قامت لك خير قيام، يا بني، لا أطلب إلا القليل اجعلني من أطرف أصدقائك عندك وأبعدهم خطوة لديك. اجعلني ـ يا بني ـ إحدى محطات حياتك الشهرية لأراك فيها ولو لدقائق. يا بني، أحدودب ظهري وارتعشت أطرافي وأنهكتني الأمراض وزارتني الأسقام، لا أقوم إلا بصعوبة، ولا أجلس إلا بمشقة، ولا يزال قلبي ينبض بمحبتك، لو أكرمك شخص يومًا لأثنيت على حسن صنعه وجميله، وأمك ـ يا رعاك ربي ـ أحسنت إليك إحسانًا لا تراه ومعروفًا لا تجازيه، لقد خدمتك وقامت بأمرك سنوات وسنوات، فأين الجزاء والوفاء؟! إلى هذا الحد بلغت بك القسوة وأخذتك الأيام؟// أفق يا بني، بدأ الشيب يعلو مفرقك، وتمر سنوات ثم تصبح أبا شيخًا، والجزاء من جنس العمل وستكتب رسائل لابنك بدموع مثل ما كتبت لك، وعند الله تجتمع الخصوم. يا بني. اتق الله في أمك، كفكِف دمعها، وخفف حزنها، وإن شئت بعد ذلك فمزّق رسالتها، واعلم أنه من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها إن حق الوالدين على الولد عظيم، وشانهما كبير، فلا يدعُهما باسمهما، بل نادهما بما يحبّان من اسم أو كنية، لا تجلس قبلهما، ولا تمشي أمامهما، قابلهما بوجه طلق، قبل رأسهما، والثم ايدهما، إذا نصحتهما فبالمعروف من دون إساءة، أجب دعوتهما من دون ضجر أو كراهية، تكلم معهما باللين، ، أهدهما قبل أن يسألاك شيئًا، تحسَّس ما تحبّان فاجلبه لهما، كن خادمًا مطيعًا لهما، أطعهما في غير معصية، لا تسبقهما بأكل أو شرب، أبهجهما بالدعاء لها آناء الليل وأطراف النهار بالرحمة والمغفرة، غضّ الطرف عن أخطائهما وزلاتهما، لا تتأسّف أو تحدّث أحدًا عن سبيل الشكاية أو النكاية، وقرهما واحترمهما، لا تتكبّر عليها ، أدخل السرور عليهما، صاحبهما بالمعروف، اطلب الدعاء منهما فله تفتح أبواب السماء. الحديث عن الوالدين //

هذا واعلموا أن الله أمركم بدأ فيه بنفسه، وثنى بملائكته وثلث بكم عباده المؤمنين، فقال عز من قائل حكيم: إِنَّ للَّهَ و ملئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَىالنَّبِيّ ياأيهاالَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك وأنعم على عبدك ونبيك محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة ...

خطبة الجمعة تاريخ 8/2/1426هـ
__________________
1) الملاحظات.
2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع.

الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني:
saleh31@gmail.com

حفظكم الله ...
د. صالح التويجري غير متصل  


قديم(ـة) 18-03-2005, 08:42 PM   #2
الـنـجـيـع
عـضـو
 
صورة الـنـجـيـع الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2005
المشاركات: 586
أسأل الله العضيم




أن ينفع بكم الاسلام والمسلمين




ويجعل أعمالكم خالصة لوجهه



ولا حرمنا والقارئين من فضله
الـنـجـيـع غير متصل  
قديم(ـة) 18-03-2005, 08:56 PM   #3
الإعصار
عـضـو
 
صورة الإعصار الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2003
البلد: مُجرَّدُ غُرَبَـاءْ ..!!
المشاركات: 11,482
جزاك الله كل خير يا شيخنا

ونفع الله بكم
وأجزل لكم الأجر والمثوبة
__________________
الإعصار غير متصل  
قديم(ـة) 18-03-2005, 09:35 PM   #4
رفيق الحـــريري
عـضـو
 
صورة رفيق الحـــريري الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2005
البلد: في قلب كل من أحبني
المشاركات: 125
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا


والله يديم لنا قلمك المتميز


شكرا لك
__________________
رفيق الحـــريري غير متصل  
قديم(ـة) 11-11-2005, 07:35 AM   #5
ساهي العيون
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 72
السلام عليكم

قد تكون شهادتي مجروحه ؟؟ والسبب انني سعودي ويفتخر بهذا الفكر

د صالح


لدي اقتراااح



لماذا لايكون لديك تعقيب على الخطبه التي تكتبها

والتعقيب هـــــــــــــــــو

كتابة الشاهد على موضوع الخطبه

وهذا يعطينا فرصه اكبر لنستفيد من رأيك في المضمون الذي من اجله كتبت
الاسطر الجميله ؟؟


وهذا على غرار مايكتب في كتب الاحاديث ؟؟
والذي نشاهد للكاتب كلمه يشارك بها هموم القاريء(المتلقي)
ويقف عند بعض الكلمات لتوضيح الشاهد منها ؟؟

وبالله التوفيق ،،،



سااااهي العيون
ساهي العيون غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 09:26 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)