|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jun 2009
البلد: جوار ضريح أمي .
المشاركات: 623
|
أيتها الفاتنة .. جئتِ في الوقتِ الخطأ !!
*
السابعةُ والنصفُ من صباحِ السبتِ .. مُستكِنٌّ في سيارتِه , ينتظرُ إحماءَ محركِها , داخلَ فناءِ منزلِه .. جوارَ حديقةٍ صغيرةٍ لم يشاركـْهُ أحدٌ غرسَ وسقاية أشجارها .. فبينـَه وبينَ الورودِ عشقٌ أزليٌّ ! بيمينهِ بقية كوبِ شايٍ , تعودَ إكمالَه في السيارة .. ليبقى هناكَ تحتَ أقدامِ الراكبِ .. جوارَ فردةِ حذاءٍ صغيرةٍ .. وبقايا أكياسِ حلوى .. وأكوابٍ تترى , في الصباحاتِ القادمةِ .. حتى آخر كوبٍ في منزلِه ! فوضويٌّ هو في كلّ شيءٍ .. حتى مشاعره ! يتنقل بين إذاعاتِ ( الراديو ) .. فيتمتمُ بينهُ وبينَ نفسهِ .. ( * بـِكَ أصْبحنَا ) .. . مممممم . هذا البرنامجُ إذاعةٌ مدرسيةٌ .. يصطفُّ له الطيبون فقط .. أنا لستُ منهم ! ( * حركةُ السّير ) .. وما شأني أنا بازدحامِ العاصمةِ واختناقاتِها .. كان حريّ ببثـّهِ ألاّ يتجاوز حدودَها ! ( * صوت الصباح .. فيروز !! ) أيّها الصباحُ .. يا صوتَ الماءِ والتغاريدِ , امسحْها في وجهي .. نسبوا لكَ نعيقَ مومياءَ شمطاءَ ! أيّ إجحافٍ هذا ؟! ( * ارتفعَ سعرُ برميلِ الـ ... ) .. وما علاقتي أنا , ليرتفعْ كيفما شاءَ ..فهوَ ليسَ برميلي ! المهم ألاّ يرتفع سعرُ برميلِ مطبخي ! لا يبدأ كلامَه وابتسامته إلاّ بعدَ العاشرةِ , ولم يغبطِ المعلمين قط .. بل يُشفِقُ عليهم , ويرثي لهم .. ذاتَ سخريةٍ .. سألَ أحدَهم : باللهِ عليكَ .. كيفَ تستطيعُ أنْ تتحدثَ في الحصةِ الأولى ؟! أمامَه مباشرة وردةٌ , تـُطلّ عليه من خَلفِ سياج حديقتِهِ .. تفتحتْ قبلَ قليلٍ , تداعبُها نسماتُ الصباحِ بكلّ تحنان .. تتمايل معها وكأنها تودعه , نظرَ إليها .. أيتها الفاتنةُ .. جئتِ في الوقتِ الخطأ !! هذا استفزازٌ منك يا جميلتيُ ! أنتِ تسخرين منّي , أليس كذلك ؟! وإلاّ لِمَ اخترتِ هذا الوقتَ بالتحديد ؟! فصباحُ السبتِ ليسَ مناسبـًا لبثّ جمالَِك ورحيقَِك .. أينَ أنتِ قبلَ أمس ؟! تمايلتْ وردتـُه مع نسمةٍ رقيقةٍ , وأشاحتْ عنهُ .. ولسانُ حالِها .. بلْ أينَ أنت أيام الأمس ؟! هاهنّ تريباتي الذابلات , سبقنني في التفتح .. ونثرْنَ جمالا وعطرا , تاه في غياهب قلاك .. ثمّ انتحرْنَ غيظـًا ! تـُرى من سلبك مِنـّا ؟! ذاتَ انبثاقِ نورٍ , مررتَ من هنا ولم تعِرْنا اهتمامًا! مشدوهـًا ! عانقت اليراعَ والورقَ , تنثرُ الحرفَ لذاتِ الحتفِ .. جُلّ همـّك أن تنسجَ مِنـّا طوقـًا تضعُه حولَ جيدِها ! نتفتّحُ كلّ يومٍ , ونهدي الكونَ جمالا.. ثمّ لا تشعرُ بنا ألاّ في الوقتِ الخطأ .. على حدِّ زعمِك .. فتعاتبنا ! و أنت مَنْ يختارُه ! يا سبتُ .. نحنُ من علّمَ الأطفالَ بغضَك .. نحنُ من علّقّ فيكّ حبالَ المشانق لكلّ فرحةٍ وجمالٍ ! عبسنا في وجهك ! فبادلتنا العبوس أنت وثلاثةٌ يلونَك , لستُمْ إلاّ سفرًا ومطيّةً , للوصولِِ إلى الأربعاءِِ . الضّحوكِ .. ذلك اليوم الذي تكتظّ فيه مشاعرُ أُنسِ العودةِ وأهازيجِها .. في صالاتِ المطاراتِ والطرقِ السريعةِ .. وعندما نصلُ نكتشفُ أنّنا الخاسرُ الأكبرُ في هذهِ الحماقةِ ! فليسَ هناك ما يستحقُّ دفعَ ثمنٍ باهظٍ من أيامِ عمرِنا .. لقاءَ يومٍ واحدٍ !! غالبًا ما يُجهَضُ بشيءٍ من صَرفِ دنيانا . *
__________________
. . . ما أقربك يا الله ! . |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|