|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 64
|
وانكحوا الايامى منكم ؟
الحمدُ لله والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله وعلى ازواجهِ وذريتهِ وآلهِ واصحابِه وعلى اخوانِنا من الملائكةِ والانسِ والجنِّ المؤمنين وعلى جميع الانبياءِ والمرسلين وبعد؟ قَبْلَ البَدْءِ بِالمُشَارَكَةِ اُوَجِّهُ خِطَابِي الى مًنْ يَهُمُّهُ الاَمْرُ حَوْلَ الصَّحَابِي مُعَاوِيَةَ بْنَ اَبِي سُفْيَان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَعَنْ اَبِيه؟ واَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق اِيَّاكُمْ اَنْ تُقَدِّمُوا أيَّ تَنَازُلاتٍ مِنْ اَجْلِ الطَّعْنِ فَِيهِ مِنْ أيٍّ كَانَ وَلِاَيٍّ كَانَ؟ فَوَاللهِ الذي لا اِلَهَ غَيْرُه اِنًَّكُمْ اِنْ فَعَلْتُمْ فَهِيَ الخِيَانَةُ العُظْمَى لِدِينِكُمْ وَقُرْآنِ رَبِّكُمْ؟ لاَنَّكُمْ تَجْعَلُونَ النَّاسَ بِذَلِكَ يَدْخُلُونَ التَّشَيُّعَ الزَّائِفَ الحَقِيرَ مِنْ اَوْسَعِ اَبْوابِهِ مِنْ اَجْلِ الطَّعْنِ فِي القُرْآنِ الكريم وَاتِّهَامِ كَاتِبِ الوَحْيِ مَعَاوِيَةَ بِتَحْرِيفِهِ؟ وَِلْتَذْهَبِ الامَارَاتُ بِجُزُرِهَا الثَّلاثِ الى الجَحِيمِ حَتَّى تُصْبِحَ جَمِيعُهَا غَبْرَةً عَلَى حِذَاءِ مُعَاوِيَة وَيُشَرِّفُنِي اَنْ اَقُومَ بِتَنْظِيفِه؟ وَاِيَّاكُمْ يَا اَهْلَ السُّنَّةِ اَنْ تَجْعَلُوا تَعَبَكُمْ يَضِيعُ هَدْراً بَعْدَ هِدَايَةِ الاَكْثَرِيَّةِ مِنَ الشِّيعَةِ الى التَّوْحِيدِ الحَقَِّ عَلَى مَذْهَبِكُمْ؟ وَاُنَاشِدُكُمُ اللهَ ألا تَجْعَلُوا عُمُرَكُمْ يَضِيعُ فِي هِدَايَةِ الشِّيعَةِ فَقَط؟ فَهُنَاكَ قَنَاةٌ بِانْتِظَارِكُمْ مَا زِلْتُمْ الى الآنَ لا تُلْقُونَ لَهَا بَالاً؟ وَاَرْجُوكُمْ اَنْ تُسْرِعُوا بِدَعْمِهَا وَافْتِتَاحِهَا حَتَّى لايَغْلِبَكُمُ الشِّيعَةُ فِي نَشْرِ التَّشَيُّعِ فِي العَالَمِ كُلِّه؟ اَلَا وَهِيَ قناةُ اكْتَشِفِ الاِسْلام؟ حَتَّى وَلَوْ دَفَعْتُمْ اَمْوَالاً طَائِلَةً الى اَورُوبَّا وَاَمْريكَا وآسِيَا وَاِفْريقْيَا مِنْ اَجْلِ تََرْوِيجِهَا وَالدِّعَايَةِ لَهَا فَادْفَعُوا؟ لاَنَّ ذَلِكَ يَجْلِبُ مَحَبَّةَ اللهِ لَكُمْ وَرِضَاهُ عَلَيْكُمْ وَبَرَكَتَهُ وَتَعْوِيضَهُ لَكُمْ بِاَكْثَرَ مِمَّا دَفَعْتُمُوه؟ وَاَقُولُ لِلْقَبَائِلِ العَرَبِيَّة بَارَكَ اللهُ فِيكُمْ؟ لَقَدْ رَفَعْتُمْ رُؤُوسَنَا عَالِياً اَمَامَ اُمِّنَا الطَّاهِرَةِ بِنْتِ الاَطْهَار الصِّدِّيقَةِ بِنْتِ الصِّدِّيق؟ بَارَكَ اللهُ لَكُمْ عَلَى اَجْمَلِ وَاَرْوَعِ القَصَائِدِ الشِّعْرِيَّةِ فِي مَدْحِهَا رَضِيَ اللُه عَنْهَا والثناء عليها ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَمَرْضَاتِه؟ وَلاتَنْسَوْا خَالَنَا وَخَالَ المُؤْمِنِينَ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ شِعْرِكُمْ وَمَدْحِكُمْ؟ ثُمَّ اَقُولُ لِلْكُبَيْسِي اَخِيراً قَبَّحَكَ الله؟ وَجْهُكَ قَبِيح؟ وَعَمَلُكَ قَبِيح؟ وَقَوْلُكَ قبيح؟ لاَنَّهُم اِذَا خَيَّرُونِي بَيْنَ عَلِيِّ وَمُعََاوِيَة رضيَ اللهُ عَنْهُمَا فَاِنِّي سَاَخْتَارُ مُعَاوِِيَةَ؟وَلَنْ اَخْسَرَ عَلِيّا؟ لِمَاذَا؟ لاَنَّهُمْ اِذَا خَيَّرُوا عَلِيّاً بَيْنَ نَهْجِ البَلاغَةِ الذي اَبْدَعَ فِيهِ وَبَيْنَ القُرْآنِ فَاِنَّهُ سَيَخْتَارُ بِالتَّاْكِيدِ القُرْآنَ الذي كَتَبَهُ مَعَ مُعَاوِيَةَ؟ وَكمَا قَالَ اَحَدُ المُسْتَشْرِقِينَ رَبِحْتُ مُحَمَّداً وَلَمْ اَخْسَرِ المَسِيح؟ وَحَاشَ للهِ اَنَّ حِذَاءَ هَذَا المُسْتَشْرِقِ هُوَ خَيْرٌ مِنْ لِحْيَتِك؟ لاَنَّهُ اخْتَارَ دِينَ مُحَمَّد وَفَضَّلَهُ عَلَى الصَّلِيبِ الذي كَانَ يَسْجُدُ لَه؟ وَلَمْ يَقُلْ يَوْماً مِنَ الاَيَّام اَنِّي اِذَا خَسِرْتُ وَلائِي لِصَلِيبِ المَسِيحِ وَقِيَامَتِه*وَاللَّذَانِ يُنْكِرُهُمَا مُحَمَّدٌ اَشَدَّ الاِنْكَار؟وَيَكْفُرُ بِهِمَا؟وَيُكَذِّبُهُمَا؟ وَيُحَارِبُهُمَا بِقُوَّةٍ حَتَّى يَحْصَلَ عَلَى الجِزْيَةِ مِنَ الذِينَ لايَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ * وَبِالنَّتِيجَةِ فَاِنَّ مُحَمَّداً هَذَا سَيَجْعَلُنِي اَخْسَرُ وَلائِي لِلْمَسِيحِ؟ لَمْ يَقُلْ ذَلِكَ اَبَداً كَمَا تَقُولُ حَضْرَتُكَ وَبِكُلِّ وَقَاحَةٍ قَاتَلَكَ الله اَنَّ مَنْ وَالَى مُعَاوِيَةَ الذي حَارَبَ عَلِيّاً فَاِنَّهُ سَيَخْسَرُ وَلاءَهُ لِعَلِيّ؟ اِذاً عَلَيْكَ يَا عَدُوَّ اللهِ اَنْ تُلْغِيَ وَلاءَكَ لاُمِّنَا عَائِشَةَ وَتَتَبَرَّاَ مِنْهَا ايضا؟ لاَنَّهَا حَارَبَتْ عَلِيّاً على زَعْمِ الشيعة وكذبهم فِي مَوْقِعَةِ الجَمَل وَهَذَا لايَقُولُ بِهِ عَاقِل؟وَمَا خَرَجَتْ رضيَ اللهُ عَنْهَا اِلا مِنْ اَجْلِ الاِصْلاحِ بَيْنَ النَّاس وَلَكِنْ شَاءَ اللهُ اَنْ يُعْمِيَ اَبْصَارَ مَنْ حَاوَلَتْ تَكْحِيلَهُمْ بِاِصْلاحِهَا وَقلُوبَهُمْ عَنْ قَبُولِ الحَقّ كَمَا اَعْمَى قلُوبَ الشيعة وَكَمََا اَعْمَى قُلُوبَ قَوْمِ نوحٍ اَلْفَ سَنَةٍ اِلا خَمْسِينَ عاماً بَلْ اَعْمَى قَلبَ زَوْجَتِهِ وَ ابْنِهِ اَيْضاً عَنْ قَبُولِ الحَقّ بدليلِ قولهِ تَعَالى لِعَائِشَة وَغَيْرِهَا{اِنَّكَ لاتَهْدِي مَنْ اَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاء} وَلَمْ يُفْلِحْ فِي ذَلِكَ الاِصْلاَح ِالذي خَرَجَتْ مِنْ اَجْلِهِ الا الحَسَنُ رضيَ اللهُ عنهما وَالذي لايعترفُ بهِ الشِّيعَةُ اَصْلاً وَلابِاِصْلاحِه؟ اِسْمَعْ يَا كُبَيْسِي؟هل كانَ قتالُ الفِئَةِ البَاغِيَةِ لِجَيْشِ عَلِيٍّ اَعْظَمَ جُرْماً مِنَ الرِّدَّةِ عَنْ دِينِ الاسلام؟ مَاذَا تقولُ اِذاً فِي الصَّحَابِي عَبْدُ اللهِ بْنُ السَّرْح وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَاَخَّرَ وَمَا كان؟ وَمَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ اَشْرَفَ مَوْتَة بَعْدَ الفَرَاغِ مُبَاشَرَةً مِنَ الصَّلاةِ وَالتَّسْلِيمَتَيْن؟ وَقَدْ كانَ كَاتِباً لِلْوَحْيِ وَارْتَدَّ عَنْ دِينِ الاسلام؟ حَتَّى اَمَّنَهُ عثمانُ بْنُ عَفَّان؟حينَما جَاءَ الى رَسُولِ اللهِ تَائِباً مُنِيباً نَدْمَان؟ وَمَعَ ذَلِكَ وَدَّ رَسُولُ اللهِ لَوْ اَنَّ اَصْحَابَهُ قَتَلُوا عَبْدَ اللهِ بْنَ السَّرْحَان؟لاَنَّهُ لايَلِيقُ بِكَاتِبِ الوَحْيِ اَنْ يَفْعَلَ مَا فَعَلَهُ مِنَ الكُفْرَان؟ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ وَدِدْنَا لَوْ اَنَّكَ غَمَزْتَ لَنَا وَلَكَ عَيْنَان؟ فَقَالَ لَهُمْ مَايَنْبَغِي لِنَبِيٍّ اَنْ تَكُونُ لَهُ خَائِنَةُ الاَعْيُنِ وَلا اَنْ يَكُونَ غَادِراً جَبَان؟هَلِ ارْتَدَّ مُعَاوِيَة يَوْماً مِنَ الاَيَّام؟عَنْ دِينِ الاِسْلام؟هَلْ فَعَلَ مَا فَعَلَهُ السَّرْحَان؟هَلْ ظَنَّ اَنَّ مُحَمَّداً كَاذِبٌ فِيمَا يَقُولُهُ مِنَ القُرْآن؟ هَلْ ظَنَّ اَنَّهُ يُوحَى اِلَيْهِ حِينَمَا قالَ تَبَارَكَ اللهُ اَحْسَنُ الخَالِقِين؟فَوَافَقَ قًوْلُهُ وَحْيَ السَّمَاءِ بِاِتْقَان؟فَقَالَ لَهُ رسولُ اللهِ هَكَذَا نَزَلَت كَمَا نَطَقْتَهَا وَقَدْ سَبَقَكَ اللَّوْحُ المَحْفُوظُ بِكِتَابَتِهَا مُنْذُ الاَزَل فِي قَدِيمِ الزَّمَان؟اَلَمْ يَكُنْ مُعَاوِيَةُ مِنَ الفِئَةِ البَاغِيَةِ وَلَكِنَّهَا فَاءَتْ الى اَمْرِ اللهِ الرَّحِيمِ الرَّحْمَن ؟فَاَصْلَحَ الحَسَنُ بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَاَقْسَطَ اِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِين؟فَلِمَاذَا لاتَرْضَى مِنَ المؤمنينَ اَنْ يَكُونُوا اِخْوَةً مُتَحَابِّينَ بَعْدَ عَدَاوَةٍ وَخِصَام؟وَاَنْ يُصْلِحُوا بَيْنَ اَخَوَيْهِمْ كَمَا فَعَلَ الحَسَنُ حَفِيدُ النَّبِيِّ العَدْنَان؟ حِينَمَا اَصْلَحَ بَيْنَ طَائِفَتَيْن ِعَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَاسْتَجَابَ لاَمْرِ القُرْآن؟حِينَمَا قَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَنْزِعِ القُرْآنُ عَنْهُمْ اَبَداً صِفَةَ الاِيمَان؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالى{وَاِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ (((المؤمنين)))اقْتَتَلُوا}بَلْ هُمْ اِخْوَانُنَا بَغَوْا عَلَيْنَا وَمِنَ النِّفَاقِ فَرُّوا كَمَا اَخْبَرَ عَنْهُمْ اَبُو الحَسَنِين؟ رُوحِي فِدَاهُ وَفِدَى وَلَدَيْهِ وَفِدَى جَدِّهِمَا وَفِدَى الزَّهْرَاءِ زَوْجَتِهِ وَفِدَى الصِّدِّيقَةِ بِنْتِ الصِّدِّيق وَحَيَّا اللهُ البَطْنَ الذِي حَمَلَهَا وَهِيَ اُمُّهَا اُمُّ رُومَان؟ رُوحِي فِدَى الصَّحَابَةِ الذين اَنْفَقُوا مِنْ قَبْلِ وَمِنْ بَعْدِ الفَتْحِ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الحُسْنَى وَهِيَ دُخُولُ الجِنَان؟ وَلَعَنَ اللهُ الذينَ يُرِيدُونَ اَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وُرُسُلِهِ وَاَصْحَابِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِهِ وَمَلائِكَتِهِ وَبَيْنَ المَرْءِ وَزَوْجِهِ وَجِبْرِيلَ وميكال؟ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضِ الرُّسُلِ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَنُوَالِي بَعْضاً مِنَ الصَّحَابَةِ اَوْلِيَاءِ اللهِ وَنُعَادِي البَعْضَ الآخَرَ بِسَبٍّ وَلَعْنٍ وَبُهْتَان؟ اُولَئِكَ هُمَ الكَافِرُونَ حَقّاً وَاَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً فِي قَعْرِ جَهَنَّمَ وَالنِّيرَان؟وَاللهِ الذي لا الهَ غَيْرُه اِنِّي اَخَافُ عَلَيْكَ يا كبيسي سُوءَ الخَاتِمَةِ وَالعَيَاذُ بِالله وَاَنْ يَحْرِمَكَ اللهُ مِنْ دُخُولِ الجِنَان؟لاَنَّكَ تُعَادِي مَنْ وَالاهُ اللهُ فِي القُرْآن؟وَتضَعُ المسلمينَ اَمَامَ خَيَارَيْنْ؟اَحْلاهُمَا مُرٌّ دُونَ اَنْ تُرَاعِيَ لِرَسُولِ اللهِ صُحْبَةً اَوْ كَاتِبَ وَحْيٍ اَوْ تَرْجُمَان؟ وَلا لاَصْحَابِهِ مِنْ فَضْلِ فُتُوحاتٍ اِسْلامِيَّةٍ وَصَلَتْ بها رَايةُ التَّوْحِيدِ والاسلامِ الى بلادِ الرُّومَان؟ اِمَّا اَنْ يَكُونُوا مَعَ عَلِيٍّ اَمِيرِ المؤمنين؟اَوْ يَكُونُوا مَعَ مُعَاوِيَة خَالِ المُؤْمِنِينَ وَاَمِيرِهِمْ وَوَلِيِّ دَمِ عُثْمَان؟وَقَدْ والاهُمْ رسولُ اللهِ جميعاً وَلَمْ يَاْمُرْ بِمُعَادَاةِ اَحَدٍ مِنْهُمْ وَلَوْ خَانَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَكِنَّهُ شَهِدَ بَدْراً يَوْمَ الفُرْقَان؟يَوْمَ الْتَقَى الجَمْعَان؟وَمَا شَتَمَ اَحَداً مِنْهُمْ وَلا سَبَّهُ وَلا نَزَعَ عَنْهُ اَيْضاً صِفَةَ الاِيمَان؟بدليلِ قولهِ تعالى{يَا اَيُّهَا الذينَ(((آمَنُوا)))لاتَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا اَمَانَاتِكُمْ وَاَنْتُم تَعْلَمُون؟فَكَانَ الصَّحَابَةُ بِذَلِكَ خَطاً اَحْمَرَ رَسَمَهُ اللهُ مِنَ اَجْلِ الحِفَاظِ عَلَى كَرَامَتِهِمْ وَعَدَمِ الطَّعْنِ بِهِمْ مِنْ أيِّ لِسَان؟ وَنَبْدَاُ بِالمُشَارَكَةِ عَلَى بَرَكَةِ الله؟اللهُ تعالى يُيَسِّر؟والاِنْسَانُ يُعَسِّر؟يَسَّرَ اللهُ تعالى الزَّوَاجَ وَجَعَلَهُ سَهْلاً مَيْمُوناً مُبَارَكاً فِيهِ كُلَّمَا كانَتْ مَؤُونَتُهُ وَنَفَقَاتُهُ اَقَلّ كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ عَنْ رسولِ اللهِ عليهِ الصلاةُ والسلام وبدليلِ قولهِ [خَيْرُ النِّكَاحِ اَقَلُّهُ مَؤُونَة]وكانَ الزواجُ في صدرِ الاسلامِ الاَوَّل شيئاً عاديّاً يتزوَّجُ الواحدُ منهم وانتهى الاَمْر؟ ولم تكنْ عندَهُمْ هذهِ التَّعْقِيدَاتُ الموجودَةُ في اَيَّامِنَا وفي اَكْثَرِ مجتمعَاتِنَا؟ وسَبَبُهَا عَدَمُ الثِّقَةِ بينَ النَّاس ( يقولُ لكَ كيفَ اُزَوِّجُ ابْنَتِي لِفُلان ويكونُ مَهْرُهَا زهِيداً ثُمَّ بعدَ ذلكَ رُبَّمَا كانَ انساناً غيرَ طَيِّبِ الاخلاقِ فَيُهِينُهَا وَيُذِلُّهَا وقد يقولُ لها اَنَا اَرْمِي بِمَهْرِكِ على حذائي وغيرَ ذلكَ من الكلامِ القاسي مِمَّا نَسْمَعُهُ والعياذُ بالله والذي لا يَلِيقُ بِمُؤْمِنٍ اَنْ يقولَهُ لِمُؤْمِنَة؟ حتَّى لقد سَمِعْنَا البعضَ مِنْ هؤلاءِ الازواج يقولُ لزوجتِه ما اَنتِ بالنسبةِ لي اِلَّا كَفَرْدَةِ حِذَاءٍ اُلْقِيهَا اِنْ اَرَدْتُّ وَمَتَى اَرَدْتّ؟ وهذهِ هيَ الجاهليَّةُ الاُولَى بِعَيْنِهَا والتي يَتَرَبَّى عليها اَمْثَالُ هؤلاء ؟هل هذهِ هيَ الرَّابِطَةُ الزَّوْجِيَّةُ الايمَانِيَّةُ التَّقِيَّة؟ هل هذا هُوَ المِيثَاقُ الغَلِيظُ الذي اَخَذَهُ اللهُ على الزَّوْجَيْن؟ هل هِيَ غِلْظَةٌ في القَوْل والمعاملة اَمَرَ اللهُ بها؟ اَمْ هِيَ غِلْظَةٌ مِنْ اَجْلِ تَحَمُّلِ مسؤوليَّةٍ غَلِيظَةٍ كبيرة قد تُودِي بصاحبِهَا الى عذابٍ مُهِينٍ غليظ اِنْ لَمْ يَكُنْ على قَدْرِ تَحَمُّلِ هذهِ المسؤوليَّةِ يا عِبَادَ الله؟ هل مِنَ المعقولِ اَنْ نَتَّخِذَ آياتِ اللهِ هُزُوَا؟ هل مِنَ المعقولِ اَنْ نَتَعَامَلَ مَعَهَا بِغَيْرِ جِدِّيَّة؟ مَعَاذَ اللهِ اَنْ يفعلَ ذلكَ اِلَّا مَنْ كانَ منافقاً خَالِصاً بدليلِ قولهِ تعالى {وَلَئِنْ سَاَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ اِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَب؟ قُلْ اَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُون؟ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ اِيمَانِكُمْ}ولذلكَ فَاِنَّ الاسلامَ يَسَّرَ الزَّوَاجَ وَاَمَرَ بِهِ حتَّى يَقْضِيَ على الفَاحِشَةِ التي قد تُرَافِقُهَا حَالاتٌ مَرَضِيَّةٌ نَفْسِيَّةٌ كثيرة مِنَ المُيُولِ الخاطِئَة الخطيرة وخاصَّةً عِنْدَ الشبابِ المُرَاهِقِ في مُقْتَبَلِ العُمُر و التي لا يُصْلِحُ تَوْجِيهَهَا مِنَ الوُجْهَةِ الشيطانيَّةِ الى الوجهةِ السليمة اِلا الزواجُ المشروع؟ ولقد ذَكَرَ القرآنُ الكريمُ في سورةِ النور ماذا يجبُ علينا اَوّلاً بالنِّسْبَةِ لِغَضِّ البَصَر؟ وماذا يجبُ علينا اَيضاً اِذَا دَخَلْنَا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِنَا؟ اَوْ غَيْرَ مَسْكُونَة؟ وحتَّى بِالنِّسْبَةِ لِبُيُوتِنَا فَقَدْ عَلَّمَنَا نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ حُرْمَةَ الدُّخُولِ عَلَى المُحَرَّمَاتِ علينا بِسَبَبِ النَّسَبِ اَوِ الرَّضَاعَةِ اَوِ المُصَاهَرَةِ مِنْ دُونِ اسْتِئْذَان وَخَاصَّةً الاُمّ حِينَمَا قالَ عليهِ الصلاةُ والسَّلامُ في حَقِّ مَنْ لَيْسَ لَهَا خَادِمٌ غَيْرُ ابْنِهَا[هَلْ تَرْضَى اَنْ تَرَى اُمَّكَ وَهِيَ عَارِيَة فقالَ لا يَا رَسُولَ الله فقالَ عليكَ اَنْ تَسْتَأذِنَ عَلَيْهَا] ثُمَُّ تَاْمُرُ الآيَاتُ الكريمَةُ الاَوْلِيَاءَ اَنْ يُزَوِّجُوا مَنْ هُمْ تَحْتَ وَلَايَتِهِمْ بدليلِ قولهِ تعالى {وَاَنْكِحُوا الاَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَاِمَائِكُمْ اِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ واللهُ وَاسِعٌ عَلِيم؟ وَلْيَسْتَعْفِفِ الذينَ لايَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِه؟ وَالذِينَ يَبْتَغُونَ الكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ اَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ اِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرَاً وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللهِ الذي آتَاكُمْ؟ وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى البِغَاءِ اِنْ اَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَاِنَّ اللهَ مِنْ بَعْدِ اِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيم } وَاَنْكِحُوا بِمَعْنَى زَوِّجُوا(وَالهَمْزَةُ فِي كَلِمَةِ اَنْكِحُوا هِيَ هَمْزَةُ قَطْع لِمَنْ اَرَادَ فِقْهَ اللُّغَةِ العَرَبِيَّة؟ فَمَا هُوَ الفَرْقُ هُنَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ هَمْزَةِ الوَصْل؟ لَوْ قالَ سبحانَهُ وَانْكِحُوا الاَيَامَى بِهَمْزَةِ وَصْل فَسَيَكُونُ الخِطَابُ لِمَنْ اَرَادَ اَنْ يَتَزَوَّج بمَعْنَى اَنَّ اللهَ يَاْمُرُهُ اَنْ يَتَزَوَّجَ الاَيِّمَ التي لا زَوْجَ لَهَا وَلِكنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمْ يَقُلْ ذَلِكَ وَاِنَّمَا قَالَ لِلَّذِينَ اَمَرَهُمْ بِقَوْلِهِ{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الاِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُول}وهم اَوْلِيَاءُ الاُمُور {اَنْكِحُوا} بهمزة قَطْع تُفِيدُ التَّعْدِيَة بمعنى اَنَّهُ سبحانهُ تَعَدَّى الخِطَابَ بمعنى تَجَاوَزَهُ عَلَى الذينَ يريدونَ الزواج الى اولياءِ اُمُورِهِمْ حيثُ يَاْمُرُهُمْ اَنْ يُزَوِّجُوا الاَيَامَى سَوَاءً كانَ هؤلاءِ الاَوْلِيَاءُ على مُسْتَوَى الوِلايَةِ الاُسَرِيَّة اَمْ عَلَى مستوى الولايةِ العَامَّةِ اِذَا كَانُوا اَغْنِيَاءَ يَسْتَطِيعُونَ مُسَاعَدَةَ الشَّبَابِ المُقْبِلِ عَلَى الزواج؟ وَدَلِيلُ الوَلايَةِ العَامَّة قولُهُ تعالى {والمؤمنونَ وَالمؤمناتُ بَعْضُهُمْ اَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَاْمُرُونَ بِالمَعْرُوف (الزواج المشروعِ الحلال) وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَر(وَمِنْهَا الفَوَاحِشُ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن)}وطبعاً الاَمرُ بالمعروف والنَّهْيُ عَنِ المنكر يكونُ بالمالِ اَيضاً كمَا يكونُ بِاللِّسانِ والسُّلْطَان؟ وَاِلَّا فَمَا اَسْهَلَ الكلامَ على اللِّسَانِ اَمْراً وَنَهْياً دُونَ اَنْ يَدْفَعَ صَاحِبُهُ مِنْ جَيْبِهِ شَيْئاً؟ لِاَنَّ حقيقةَ الايمانِ الحَقّ لاتَظْهَرُ اِلَّا بِدَفْعِ المالِِ الحلال دُونَ رياءٍ اَوْ حُبٍّ للظُّهُورِ اَوِ الشُّهْرَة وَاِنَّمَا ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ الله وَاِكْرَاماً لِوَجْهِهِ الكريمِ وَحْدَهُ لا شريكَ لَهُ في هذا الحبّ؟ لِاَنَّ {الذينَ آمنُوا اَشَدُّ حُبّاً لله}مِنْ تِلكَ الاعْتِبَارَاتِ الشِّرْكِيَّة سواءٌ كانَتْ صغيرةً كَالرِّيَاء؟اَوْ كبيرةً كاتِّبَاعِ الهَوَى اَوِ الاَصْنَامِ اَوِ الاَشْخَاص؟ مَعَ العِلم اَنَّ الهوى هو اَخْطرُ اِلَهٍ معبودٍ عُبِدَ مِنْ دونِ اللهِ حتى الآن بدليلِ قولهِ عليهِ الصلاةُ والسلام [واللهِ لايُؤْمِنُ اَحَدُكُمْ حتى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعاً لِمَا جِئْتُ بِه] وبدليلِ قولهِ تعالى اَيضاً{وعسى اَنْ تُحِبُّوا شيئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَاَنْتُمْ لَاتَعْلَمُون} وقولهِ عَزَّ وَجَلَّ اَيضاً{اَرَاَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ اِلَهَهُ هَوَاهُ اَفَاَنْتَ تَكونُ عَليهِ وَكِيلا اَمْ تَحْسَبُ اَنَّ اَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ اَوْ يَعْقِلُون(أي هؤلاءِ الذينَ عَبَدُوا هَوَاهُمْ مِنْ دُونِ الله)اِنْ هُمْ اِلَّا كَالاَنْعَام(الحيوانات) بَلْ هُمْ اَضَلُّ سَبِيلا(أي اَنَّ حَالَهُمْ اَخْزَى وَاَحْقرُ وَاَتْفَهُ وَاَوْسَخُ مِنْ حَالِ الحيوانات؟ لِاَنَّ الحيوانَ وَمِنْهُ الخِنْزِيرَ يُوَحِّدُ الله} نعم اَيُّهَا الاُخْوَة اَمَرَ اللهُ هَؤُلاَءِ الاَوْلِيَاءَ على جميعِ المستوياتِ بذلك؟ لِاَنَّ كُلَّ فَرْدٍ مِنْ حَقِّهِ اَنْ يَتَزَوَّج؟ وَكَمَا اَنَّ مِنْ حَقِّهِ اَنْ يكونَ لَهُ سَكَنٌ يَسْكُنُ فِيه؟ كذلكَ مِنْ حَقِّهِ اَنْ يَكُونَ لَهُ زَوْجَةٌ يَسْكُنُ اِلَيْهَا؟ وَكَمَا اَنَّ مِنْ حَقِّهِ اَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ طَعَامٌ وشراب مِنْ ضَرُورِيَاتِ الحَيَاة التي يَجِبُ على الدَّوْلَةِ تَاْمِينُها لَهُ واَحْلَى الطعَامُ العَسَل؟ فَكَذَلِكَ مِنْ حَقِّهِ اَيضاً اَنْ يَكُونَ لَهُ زَوْجَةٌ يَذُوقُ عُسَيْلَتَهَا وَتَذُوقُ عُسَيْلَتَهُ مِنْ اَجْلِ اِشْبَاعِ الجُوعِ الجِنْسِيِّ الاَخْطَرِ بِكَثِيرٍ مِنْ جُوعِ البَطْنِ اِلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَاب؟وَكَمَا اَنَّ مِنْ حَقِّهِ اَنْ يَكُونَ لَهُ لباسٌ يَسْتُرُ عَوْرَتَهُ عَنْ اَعْيُنِ النَّاسِ فَكَذَلِكَ مِنْ حَقِّهِ اَيضاً اَنْ يَكُونَ لَهُ زَوْجَاتٍ {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَاَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنّ}يَسْتُرُ بِهِنَّ اَعْضَاءَهُ التَّنَاسُلِيَّةَ وَاَعْضَاءَهَا اَيضاً مِنْ اَجْلِ عَدَمِ الوُقُوعِ فِي الحَرَام والاَمْرَاضِ الجِنْسِيَّةِ وَالنَّفْسِيَّةِ القَاتِلَة التي لايَسْكُنُ اِلَيْهَا اَبَدَاً وَلا يَهْدَاُ مِنْ قُوَّةِ سُعَارِهَا الجِنْسِيِّ المُحْرِقِ والتي تُسَبِّبُ لَهُ عَدَمَ الاسْتِقْرَارِ وَالهُدُوءِ وَالطَّمَاْنِينَةِ وَرَاحَةِ البَالِ وَالتِي تَحْرِمُهُ اِيَّاهَا جَمِيعاً وَمَهْمَا بَحَثَ عَنْهَا فَلَنْ يَجِدَهَا اِلَّا عِنْدَ{مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ اَنْفُسِكُمْ اَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا اِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَة} وَاِلَّا فَاِنَّهُ سَيَبْقَى دَائِماً خائِفاً مِنَ المَجْهُول؟؟وَكَلِمَة اَيَامَى اَخِي هِيَ جَمْعٌ مُفْرَدُهُ اَيِّم(وَاَمَّا كَلِمَةُ اَمَة فَهِيَ مُفْرَدٌ جَمْعُهُ اِمَاء زِيَادَة في معلوماتِك) وَكَلِمَة اَيِّم هِيَ وَصْفٌ رَبَّانِيٌّ يَشْمَلُ الذَّكَرَ وَالاُنْثَى وَهُمَا كُلُّ مَنْ لازَوْجَةَ لَهُ اَوْ مَنْ لا زَوْجَ لَهَا سَوَاءٌ سَبَقَ لَهُ الزَّوَاجَ اَوْ لَمْ يَسْبِقْ لَهُ الزَّوَاج فَاللهُ تعالى يُسَمِّيهِ اَيِّماً؟ وَاَمَّا المَرْاَةُ التي سَبَقَ لَهَا الزواجَ فَيُسَمِّيهَا العَرَبُ ثَيِّبَا؟ وَالثَّيِّبُ هِيَ التي سَبَقَ لَهَا اَنْ تَزَوَّجَتْ فَطَلَّقَهَا زَوْجُهَا اَوْ ماتَ عَنْهَا؟ وَتُسَمَّى مَنْ مَاتَ عنها زَوْجُهَا اَرْمَلَة؟ وَاَمَّا الاَيِّمُ فَتَشْمَلُ كُلَّ مَنْ لَيْسَ لَهُ زَوْجَةٌ اَوْ لَيْسَ لَهَا زَوْجٌ كَمَا ذَكَرْنَا؟ وَبالنتيجةِ فَاِنَّ كلمةَ اَيِّم اَعَمُّ مِنْ كَلِمَةِ ثَيِّب؟ لِاَنَّ كلمَةَ ثَيِّب خَاصَّةٌ بِالاُنْثَى فَقَطْ التي تَزَوَّجَتْ وَانْتَهَى زَوَاجُهَا؟ وَاَمَّا الاَيِّم(وَاُعِيدُ الكلامَ لاَِهَمِّيَّتِه) فَتَشْمَلُ كُلَّ اِنْسَانٍ لَيْسَ عِنْدَهُ زَوْجَةٌ اَوْ لَيْسَ عِنْدَهَا زوج؟ ثُمَّ يقولُ اللهُ تعالى{وَاَنْكِحُوا الاَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَاِمَائِكُمْ}فَكَمَا اَنَّ الزَّوَاجَ حَقٌّ لِلْحُرِّ وَالحُرَّةِ فَكَذَلِكَ هُوَ حَقٌ اَيضاً للفتاة (الاَمَةِ المَمْلُوكَة) وَالفَتَى (العبدِ المملوك)وكَلِمَةُ عِبَادِكُمْ بمعنى الفِتْيَانِ العبيدِ الذينَ تَمْلِكُونَهُمْ؟ وَكَلِمَةُ اِمَائِكُمْ بمعنى الفَتَيَاتِ الجَوَارِي اللَّوَاتِي تَمْلِكُونَهُنّ؟ وَكُلُّ اِنْسَانٍ مِنْ هؤلاءِ وَغَيْرُهُمْ لَهُ حَقٌّ اَنْ يَتَزَوَّجَ رَجُلاً كَانَ اَوِ امْرَاَة؟ حُرّاً كَانَ اَوْ عَبْداً؟ حُرَّةً كَانَتْ اَوْ اَمَةً جَارِية(وَقَدْ تُسَمِّي العربُ الحُرَّةَ اَيضاً بِالجَارِيَةِ مَجَازاً) وَلذَلِكَ فَاِنَّ مَنْ طَلَبَ الزَّوَاجَ لا يُعَابُ ولايجوزُ لِاَحَدٍ اَنْ يَعِيبَهُ شرعاً سَوَاءٌ كانَ رجلاً اَوِ امْرَاَة وسواءٌ كانَتِ المَرْاَةُ ثَيِّباً اَوْ غيرَ ثَيِّب فَلَهَا كاملُ الحَقِّ اَنْ تَتَزَوَّج؟ وَاِنَّكَ لَتَعْجَبُ اخي مِنْ بَعْضِ النَّاسِ الذينَ يُضَيِّقُونَ على المَرْاَةِ الاَرْمَلَةِ التي مَاتَ عَنْهَا زَوْجُهَا اَلَّا تَتَزَوَّجَ وَاَنْ تَبْقَى على رعايةِ اَوْلادِهَا وَيحْتَجُّونَ بحديثٍ صحيح على فَضْلِ هذهِ المَرْاَة؟ والجوابُ على ذلكَ اَنَّ هذهِ المَرْاَةَ حُرَّةٌ اِنْ شَاءَتْ تَزَوَّجَتْ وَاِنْ شَاءَتْ لَمْ تَتَزَوَّج؟ وَاَنَّ هذا الحديثَ صحيح وَلَكِنَّهُ مِنْ بابِ النَّدْبِ والاسْتِحْبَاب وليسَ مِنْ بابِ الاِلْزَامِ والاِكْرَاه*** تَابِعْ مَعِي اَخِي بَقِيَّةَ الكلامِ مَعَ النَّجْمَاتِ القَادِمَةِ حَتَّى تَصِلَ الفِكْرَةُ اِلَيْكَ كَامِلَةً مِنْ دُونِ تَشْتِيتٍ لانْتِبَاهِكَ ثُمَّ اقْرَأْ بَعْدَهَا مَا بَيْنَ الحَاصِرَتَيْن(لِعَدَمِ وُجُودِ قَرِينَةٍ اَوْ دَلِيلٍ قََوِيٍّ يَصْرِفُهُ عَنْ مَفْهُومِ الاسْتِحْبَابِ الى مفهومِ الاِلْزَامِ وَالْفَرْض؟وَلَقَدِ ابْتُلِينَا مُنْذُ القِدَمِ بِمَرَضٍ خطير وَهُوَ مَفْهُومُنَا الخَاطِىءُ لِبَعْضِ الاَحَادِيثِ الصحيحة حينما نَفْهَمُهَا عَلَى اِطْلاقِهَا دُونَ مُرَاعَاةٍ لِلْمَفَاهِيمِ الاُخْرَى المُخْتَلِفَةِ مِنْ عُلَمَاءِ الفِقْهِ الاسْلامِيّ وَخَاصَّةً اَتْبَاعَ التَّابِعِيِن مِنْ اَصْحَابِ المَذَاهِبِ الاَرْبَعَةِ المُعْتَمَدَة عند اَهْلِ السُّنَّةِ واَلجَمَاعَة وَالذينَ يَسْتَدِلُّونَ عَلَى مَفَاهِيمِهِمُ المُخْتَلِفَة والتي قد يُخَالِفُ بَعْضُهَا بَعْضاً فِي اُمُورٍ ثََانَوِيَّة (اَلْحَمْدُ للهِ اَنَّهَا فَرْعِيَّةٌ غَيْرُ اَسَاسِيَّة وَلاتَتَعَلَّقُ بِالعَقِيدَة) وَلَكِنَّ الاسْتِدْلالَ على هذهِ المَفَاهِيمِ المُخْتَلِفَةِ صَحِيحٌ مَدْعُومٌ بالاَدِلَّةِ الصَّحِيحَةِ التي تُؤَكِّدُ صِحَّةَ هَذَا المَفْهُومِ وَذَاكَ الذِي يُخَالِفُهُ اَيْضاً(كمَا اَنَّ كلمةَ المُحْصَنَاتِ في سُورَةِ النِّسَاءِ تَحْتَمِلُ عِدَّةَ مَعَانِي ومفاهيمَ مختلفة{وَلوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيرَا(وَالحمدُ للهِ اَنَّهُمْ وَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً قَلِيلاً بِسَبَبِ اللغةِ العَرَبِيَّةِ وَمَجَازَاتِهَا التَّعْبِيرِيَّةِ الكثيرة* (وَلَوْلا هذهِ المَجَازَات لَمَا كَانَ هُنَاكَ اِعْجَازٌ بَلاغِيّ في القرآنِ الكريم اِلا قَلِيلا) *وَلَكِنَّهَا كُلُّهَا صحيحة وَمُعْتَمَدَةٌ عِنْدَ العَرَبِ الجَاهِلِيِّينَ الذينَ نَزَلَ القرآنُ بِلُغَتِهِمُ المُعْتَمَدَةِ عِنْدَهُمْ قَبْلَ اعْتِمَادِهَا مِنَ المسلمين*(كَمَا اَنَّ الكلمةَ الوَاحِدَةَ في اللُّغَةِ الفرنسية اَوِ الانكليزية تَحْتَمِلُ اَيضاً عِدَّةَ مَعَانِي مُخْتَلِفَة وَلَكِنَّهَا صَحِيحَةٌ وُمُعْتَمَدَةٌ عندَ الفرنسيين والانكليزيين وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْ كَلامِي فَلْيَفْتَحِ المَعَاجِمَ العربيَّةَ والاَجْنَبِيَّةَ وَيَقْرَأ) وَهَذِهِ المَجَازَاتُ وَالمَفَاهِيمُ المُخْتَلِفَةُ الصَّحِيحَةُ وَالتي لايُمْكِنُ لاَحَدٍ مِنَ العلماءِ مَهْمَا بَلَغَتْ دَرَجَتُهُ العِلْمِيَّةُ اَنْ يُنْكِرَهَا اَوْ يَتَجَاهَلَهَا(مَثَلاً تَسْمَعُ اِنْسَاناً يَتَحَدَّثُ عَنْ نَبِيِّ اللهِ يَعْقُوب؟ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ آخَرُ لا هُوَ نَبِيُّ اللهِ اِسْرَائِيل؟ كِلاهُمَا عَلَى صَوَاب؟ لاَنَّ الاسْمَيْنِ وَرَدَا فِي القُرْآنِ الكريم؟ وَمِنَ الجَائِزِ اَنْ تَقُولَ يَعْقُوب؟وَمِنَ الجَائِزِ اَنْ تَقُولَ اِسْرَائِيل؟وَكِلا الاسْمَيْنِ يَدْخُلُ فِي مَوْرِدِ النَّص؟ بِمَعْنَى اَنَّهُمَا وَرَدَا فِي النَّصِّ القرآني) وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اَتْبَاعَ التَّابِعِينَ مِنْ اَئِمَّةِ المَذَاهِبِ الاَرْبَعَةِ وَغَيْرِهِمْ رَحِمَهُمُ اللهُ جميعاً لَمْ يَجْتَهِدُوا خَارِجَ مََوَارِدِ النُّصُوصِ القُرْآنِيَّةِ اَوْ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّة؟ وَاِنَّكَ لَتَعْجَبُ اَخِي مِنْ بَعْضِ عُلَمَاءِ السُّعُودِيَّة حِينَمَا يَاْتُونَ الى مَسْاَلَةٍ مِنَ المَسَائِلِ الشَّرْعِيَّة الفَرْعِيَّة لَهَا اَصْلٌ فِي الفِقْهِ الحَنَفِيّ ثُمَّ يقولونَ عَنْهَا اَنَّهَا بِدْعَة؟وَقَدْ يَسْمَعُهُمْ بَعْضُ العَوَامِّ السُّفَهَاءِ مِنَ النَّاسِ ثُمَّ يقولونَ عَنْ اَبِي حنيفة اَنَّهُ اَبُو جِيفَة والعياذ بالله؟ بَلْ اِنَّ الاَخْطَرَ مِنْ ذَلِكَ بِكَثِيرٍ جِدّاً اَنْ تَسْمَعَ مِنْ بَعْضِ النَّاسِ اَنَّهُ لَنْ يُقَلِّدَ اَحَداً بَعْدَ اليَوْم مِنْ اَصْحَابِ المَذَاهِبِ الاَرْبَعَةِ؟بِسَبَبِ هذهِ البِدْعَةِ المَزْعُومَةِ وَالفِرْيَةِ العَظِيمَةِ عَلَى العُلَمَاء وَلَنْ يَعْمَلَ اِلَّا بِمَا وَرَدَ عَنْ رَسُولِ الله؟ وَكَاَنَّ اَصْحَابَ المَذَاهِبِ الاَرْبَعَة لاعَلاقَةَ لَهُمْ بِرَسُولِ اللهِ اَبَداً لا مِنْ قَرِيبٍ وَلا مِنْ بعيد؟ وَسَتَعْجَبُ اخي اَكْثَرَ حِينَمَا تَتَصَفَّحُ مُنْتَدَيَاتِهِمْ وَلَنْ يَسْمَحُوا لَكَ بِاِرْسَالِ أيَّةِ مُشَارَكَة اِلَّا حِينَمَا يَكُونُ رَصِيدُكَ مِنَ الشُّكْرِ وَالثَّنَاءِ عَلَى المُتَفَاعِلِينَ مَعَ المُنْتَدَى بِمِقْدَار 300 مشاركة؟ وَالاَعْجَبُ مِنْ ذَلِك بَلْ هُوَ قِمَّةُ العَجَب اَنَّ حُجَّةَ هؤلاءِ هي قولُهُ عليهِ الصلاةُ والسلام[مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ لايَشْكُرُ الله] وَاَقُولُ لهؤلاءِ نعم وَلَكِنْ متَى اَنْتُمْ شَكَرْتُمُ النَّاس؟ متى شَكَرْتُمْ رَبَّ النَّاسِ سبحَانَهُ وتعالى؟ متى شكرتم هؤلاءِ العلماء العظام امثالَ ابي حنيفة اَوِ الشافعي اَوِ المَالِكِيّ او احمد بن حنبل او الاَوْزَاعِيّ اَوِ الثوريّ اًَوِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْد ذَاكَ العَالِمُ الجليل الذِي اَضَاعَ تلامِذَتُهُ مَذْهَبَهُ وَلَمْ يُدَوِّنُوهُ*(كَمَا اَنْتُمُ اليومَ تريدونَ اَنْ تُضَيِّعُوا اَكْثَرَ مَجْهُودَاتِ العُلَمَاءِ وَاجْتِهَادَاتِهِمْ دُونَ اَنْ تُفَكِّرُوا حَتَّى في تَهْذِيبِهَا في الوقتِ الذي نَرَى فيهِ فقهاءَ الشيعةِ يعملونَ جاهدينَ بِكُلِّ مَا اُوتُوا مِنْ قُوَّةٍ على تَصْفِيَةِ كُتُبِهِمْ مِمَّا عَلِقَ بِهَا مِنْ اَبَاطِيلَ وُخُزَعْبَلاتٍ وَاَضَالِيلَ وَافْتِرَاءَاتٍ كثيرةٍ لاحَصْرَ لَهَا وَلاعَدَّ ومنها الكافي الذي يَعْتَزُّونَ بِهِ؟ نَعَمْ هُمْ يَعْتَزُّونَ بِبَاطِلِهِمْ بِكُلِّ مَا اُوتُوا مِنْ قُوَّة؟ وَنَحْنُ مَازِلْنَا الى الآن نَكْرَهُ اَنْ يُقَالَ عَنْ اَبِي حنيفة اَنَّهُ الاِمَامُ الاَعْظَمُ رَغْماً عَنْ اُنُوفِ الوهابية والسلفية والشافعية وابن القيم الجوزية وشيخ الاسلام بن تيمية لماذا؟ حتى لايَمُنَّ علينا الشيعةُ الصفويُّون الايرانيُّون ويتفَاخَرُوا بهذا النَّجْمِ الفَارِسِيِّ اللاَّمِعِ الذي غَطَّى بِضَوْئِهِ عَلَى كُلِّ النُّجُومِ فِقْهاً وَعِلْماً وَدِرَايَةً؟ نَعَمْ عليكم اَنْ تقولوهَا بِكُلِّ صَرَاحَةٍ اَيُّهَا العرب اَنَّكُمْ تحسدونَ الفرسَ على اَنَّ منهم اَبَا حنيفة بلْ تَتَفَاخَرُونَ عليهم ببقيَّةِ علمائِكم مِن مدرسةِ الحديث)*وغيرُهم وغيرُهم كثيرٌ على مجهوداتِهمُ الضَّخمَةِ وعلومِهِمُ التي مَلاَتِ الدنيا نوراً وَفِقْهاً وَحضارةً وَرُقِيّاً بالانْسَانِيَّةِ وَتَقَدُّماً؟مَتَى تَرَكْتُمْ اَتْبَاعَ ابي حنيفةَ عَلَى حَالِهِمْ يُقَلِّدُونَهُ في عِلْمِهِ اَوْ ينتفعونَ بهِ حتَّى يَشْكُروهُ على تَعَبِهِ وَهُوَ الآن بِاَمَسِّ الحاجةِ الى عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ مِنْ عُلُومِهِ الكثيرةِ التي لايُمْكِنُ اَنْ يَصِلَ ثوابُهَا الى قبرِهِ اِلَّا بِانْتِفَاعِكُمْ بِهَا؟اَلَيْسَ ابو حنيفةَ مِنَ الناسِ الذينَ لاتشكرونَهُمْ وَكُلُّكُمْ عَالَةٌ على فِقْهِهِ وَمَذْهَبهِ وهو الامامُ الاعظمُ باعترافِ العلماءِ جميعاً؟ هل تريدونَ اَنْ يَنْقَطِعَ عملُ ابي حنيفة وغيرُهُ مِنَ العلماءِ الى الابد ولم يبقَ لَهُ مِنْ عَمَلِهِ اِلَّا اَنْ تَنْتَفِعُوا بِعِلْمِه؟ هَلْ هكذا تشكرونَ النَّاس؟ اَلَيْسَ ابو حنيفة واحدٌ مِنْ هؤلاءِ النَّاس؟ اليسَ بِشُكْرِكُمْ مِنْ اَحَقِّ النَّاس؟ فِعْلاً مَنْ لا يشكرُ الناس لايَشْكُرُ اللهَ الذي يقول{هَلْ جَزَاءُ الاِحْسَانِ اِلَّا الاِحْسَان} فَاتْرُكُوا النَّاسَ بِاَمَان؟ وَلاتَحْرِمُوا هؤلاءِ العلماءَ العِظَام مِنْ مُقَلِّدِين؟ يَشْكُرُونَهُمْ على مَابَذَلُوا مِنْ مَجْهُودَاتٍ جَبَّارَةٍ في اَحْلَى زَمَان؟حِينَمَا كانَ الامامُ النَّوَوِيُّ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ الله لايَسْتَنِدُ بِظَهْرِهِ اِلَى حَائِطٍ اَبَداً احْتِرَاماً لِلْعِلْمِ والعلماء وَاِجْلالاً لِلْوَاحِدِ الدَّيَّان؟ وَمَا عاشَ اَِلاَّ عُمُراً قصيراً وَلَكِنْ جَعَلَ اللهُ فيهِ خيراً وَ بَرَكَةً كثيرةً حتَّى ملؤُوا الاَرْضَ بِعُلُومِهمْ وما كانُوا ينتظرونَ مِنْ اِنسانٍ شُكْراً اَوْ مَعْرُوفاً اَوْ عِرْفَاناً اَوْ اِحْسَان؟وَاَقُولُ لِهَذَا البِدْعِيّ هَلْ وَصَلْتَ اِلَى مُسْتَوَى حِذاءِ الامامِ الفارسيِّ الاَعْظَم ابي حنيفةَ النُّعْمَان في العلمِ حتَّى تَحْكُمَ على هذهِ المَسْاَلَةِ بِالبِدْعَة؟ قَبَّحَكَ اللهُ وَقَبَّحَ كُلَّ مَنْ يُوَافِقُكَ على هذا الرَّاْيِ السَّفِيه؟ ماذا هل تَحْسُدُهُ عَلَى عٍلْمِه؟ هل لاَنَّهُ فارسيٌّ وَاَنْتَ عَرَبِي؟ وَاَنْتَ تَعْلَمُ حديثَ رسولِ اللهِ جَيِّداً اَنَّهُ لافَضْلَ لِعَرَبِيٍّ على اَعْجَمِيّ اِلَّا بالتقوى والعملِ الصَّالِح)***رَاعَيْتُمْ مَشَاعِرَ الاَوْلَادِ وَرَحِمْتُمُوهُمْ ولَكِنَّكُمْ لَمْ تُرَاعُوا مَشَاعِرَ هذه المَرْاَةَ الاَرْمَلَةَ وَلَمْ تَرْحَمُوهَا؟ لِاَنَّ النِّسَاءَ لَسْنَ جميعاً على درجةٍ واحدةٍ مِنَ قُوَّةِ التَّحَمُّلِ والعَيْشِ بلا رجال(وَصَدَقَ مَنْ قال الرجلُ في البيتِ رحمة ولو كانَ فَحْمَة؟ وصدقَ مَنْ قالَ اَيضاً مِنْ اِخْوَانِنَا المصريين العيشُ تحتَ ظِلِّ رجل اَرْحَمُ مِنَ العيشِ تحتَ ظِلِّ حَائِط)وكيفَ تستطيعُ هذهِ المَرْاَةُ الجائعةُ المحتاجةُ الى الحُبِّ والحنانِ واِشْبَاعِ غَرِيزَتِهَا الجِنْسِيَّةِ وَلا عَيْباً بالحلال؟ كيفَ تستطيعُ اِشْبَاعَ اَوْلادِهَا مِنْ هذا الحُبِّ وَالحَنَانِ وهيَ مُحْتَاجَةٌ اِلَيْهِ اَصْلاً؟كيفَ يكونُ ذلكَ وَفَاقِدُ الشَّيْءِ لا يُعْطِيه؟ اَضِفْ اِلَى ذَلكَ اخي اَنَّ النَّاسَ في مُجْتَمَعَاتِنَا لايَرْحَمُونَ المَرْاَةَ اَبَداً مِنْ كَثْرَةِ هَمَزَاتِهِمْ وَلَمَزَاتِهِمْ وَغَمَزَاتِهِمْ وَطَعْنِهِمْ بِالاَعْرَاضِ وَالعَيَاذً بِالله(حتى اَنَّهُمْ يقولونَ في اَمْثَالِهِم الشَّعْبِيَّة اَلْف عَقْد زواج وَلا مَذَلَّة؟ بمعنى اَنَّهُمْ يُفَضِّلُونَ لِلْمَرْاَةِ الزَّوَاجَ بِاسْتِمْرَارٍ فِي حَالِ حُصُولِ الطَّلاق وَبَعْدَ انْقِضَاءِ عِدَّتِهَا مِمَّنْ طَلَّقَهَا اَوْ مَاتَ عَنْهَا وَذَلِكَ اَفْضَلُ لَهَا مِنْ اَنْ تَبْقَى بِلَا رَجُلٍ وَيُشِيرُ النَّاسُ اِلَيْهَا بِعُيُونِهِمْ اِنْ لَمْ يُشِيرُوا بِاَصَابِعِهِمْ ثُمَّ يقولونَ وَبِكُلِّ وَقَاحَة مَافِي نَار بِلا دُخَان وَمَافِي دُخَان مِنْ دُون نَار وَقَدْ يكونُ حِذَاءُ هذهِ المرأة اَشْرَفُ مِنْ لِحْيَةِ اَبِيهِم ) فَاِذَا اخْتَارَتْ المَرْاَةُ الاَرْمَلَةُ اَنْ تَتَزَوَّجَ فَلَا حَرَجَ عَلَيْهَا؟ وَاِذَا شَعَرَتْ فِي قَرَارَةِ نَفْسِهَا وَفِيزيُولُوجِيَّةِ جِسْمِهَا الجِنْسِيَّةِ بِالقُدْرَةِ عَلَى التَّحَمُّلِ وَاَنْ تبقى بلازواج وعلى رعايةِ اَوْلادِهَا فلا حَرَجَ عليها اَيضاً؟ بَلْ هنيئاً لها ولها الفضلُ والاَجْرُ العظيمُ عندَ اللهِ سبحانَه حتَّى اَنَّهَا تُرِيدُ اَنْ تُسَابِقَ رسولَ اللهِ الى دخولِ الجَنَّةِ بدليلِ قولهِ عليهِ الصلاةُ والسلام [اَرَى امْرَاَةً يومَ القيامةِ تَكَادُ تَسْبِقُنِي الى دخولِ الجَنَّةِ فَاَسْاَلُ مَنْ هذهِ فَيُقَالُ هذهِ امْرَاَةٌ تَاَيَّمَتْ فَقَامَتْ على رعايةِ اولادِهَا حتى كَبُرُوا وَاسْتَغْنَوْا]قَدْ يقولُ قائل؟ اِذَا طَلَبَتِ الزواجَ اَوْ رَضِيَتْ بالزواجِ هَلْ تُعَاب؟ اَوْ هَلْ لِاَحَدٍ اَنْ يَعِيبَهَا عَلَى ذلك؟ والجوابُ على ذلكَ لايجوزُ شَرْعاً وَلاعَقْلاً لِاَحَدٍ اَنْ يَعِيبَهَا عَلَى ذلك؟ وَكَمَا اَنَّ لِلرَّجُلِ الحَقَّ اَنْ يَتَزَوَّجَ كَذَلِكَ لِلْمَرْاَةِ الحَقُّ اَنْ تَتَزَوَّج؟ حتى قالَ العلماء لَوْ اَنَّ امْرَاَةً تَرَمَّلَتْ وَمَاتَ زَوْجُهَا عَنْهَا فَاِنَّهُ يَجِبُ على وَلَدِهَا اَنْ يَسْاَلَهَا هَلْ تُرِيدُ الزَّوَاجَ اَوْ لاتُرِيد؟ فَرُبَّمَا كانَ الحَيَاءُ حَسَبَ العُرْفِ المَوْجُودِ في مُجْتَمِعِهَا يَمْنَعُهَا مِنْ طَلَبِ الزَّوَاج؟ فَتَرَى مِنْ ذَلِكَ اخي اَنَّ الزَّوَاجَ حَقٌّ مَشْرُوعٌ لِلْكُلّ؟ قَدْ يقولُ قائل مَا حُكْمُ الزَّوَاج؟ وماهيَ الصِّفَةُ الشَّرْعِيَّةُ التي يَاْخُذُهَا هَذَا الزَّوَاج؟ هل هو واجب؟ هل هو مُسْتَحَبّ؟ هل هو مَكْرُوه؟ هل هوَ حرام؟ والجوابُ على ذلكَ اَنَّ الزواجَ قَدْ يَاْخُذُ كُلَّ هذهِ الاَحْكَام؟ فَاِذَا كانَ الانسانُ يَشْعُرُ بِاَنَّهُ بِحَاجَةٍ الى الزواج وَاَنَّهُ اِذَا لَمْ يَتَزَوَّجْ اِمَّا اَنْ يُصَابَ بِالْكَبْتِ وَاَنْ يَنْحَرِفَ الى طريقِ السُّوء فَهُنَا يُصْبِحُ الزَّوَاجُ فَرْضاً عليهِ وَاجباً؟ حتى يَمْنَعَ نَفْسَهُ مِنَ الوُقُوعِ في الحرام؟ وحتى يَحْمِيَ المجتمعَ مِن فَوْضَى جِنْسِيَّة عَارِمَة وَغَيْرِ مُنْضَبِطَة بالزواجِ المشروع قَدْ تَحْصَلُ بِسَبَبِ شَهْوَتِهِ العَارِمَةِ اَيضاً مِمَّا يُؤَدِّي الى اخْتِلاطِ الاَنْسَابِ وَالقَذَارَاتِ الجِنْسِيَّةِ مَعَ الاَمْرَاضِ القَذِرَةِ اَيْضاً؟ وَبِالنَّتِيجَةِ فَاِنَّ المجتمعَ الفَوْضَوِيَّ القَذِرَ الاِبَاحِيَّ سَتَلْحَقُهُ لَعْنَةُ حَدِيثِ رسولِ اللهِ الذي يقولُ فيه[مَا اَعْلَنَ قَوْمٌ الفَاحِشَةَ الا ابْتَلاهُمُ اللهُ بالطَّاعُونِ وَباَمْرَاضٍ لَمْ يَسْمَعُوا بها سابقاً(كَمَا يَحْصَلُ في اَيَّامِنَا عَبْرَ الافلامِ والصُّورِ الاِبَاحِيَّةِ المَعْدُومَةِ الرَّقَابَةِ مِنْ مَعْدُومِي الضَّمِيرِ والاَخْلاقِ وَالعِرْضِ وَالشَّرَف والتي قَدْ يَصِلُ ضَرَرُهَا الخَطِير الى اَطْفَالٍ مَعْدُومِي التَّمْيِيز والادراكِ وَالتَّرْبية لَمْ تَكْتَمِلْ عُقُولُهُمْ وَلا حتى اَعْضَاؤُهُمُ التَّنَاسُلِيَّةُ بَعْد وَلكِنَّ هذهِ المشاهِدَ الاِبَاحِيَّةَ الجِنْسِيَّةَ القَذِرَةَ تَنْقُشُ في عقولِهم كمَا يَنْقُشُ النَّحَّاتُونَ في الحَجَر حتّى اَنَّهَا تُؤَثِّرُ على مَجْرَى حياتِهم وَقدْ تَهْوِي بِهِمْ في المستقبلِ القريبِ الى الحَضِيضِ مِنَ المُمَارَسَاتِ الجِنْسِيَّةِ الشَّاذَّةِ القَذِرَة وَالحَلُّ الوَحِيدُ الآمِنُ في هذهِ الحَالَةِ بِالنِّسْبَةِ لَهَؤُلاءِ الاَطْفَال هُوَ الزَّوَاجُ المُبَكِّرُ حتَّى وَلَوْ كَانَ عُمُرُ الطِّفْلِ وَالطِّفْلَةِ عَشْرَ سَنَوَات وَذَلِكَ خَيْرٌ لَهُ مِنْ اَنْ يَتَحَرَّشَ جِنْسِيّاً بِغَيْرِ زَوْجَتِهِ الطِّفْلَة وَعَلَى الاَهْلِ اَنْ يُدَرِّبُوهُ في هذهِ الحالةِ اَنْ يَسْتَمْتِعَ بِكُلِّ شَيْءٍ مِنْ زَوْجَتِهِ الطفلةِ اِلَّا بِاِيلاجِ عُضْوِهِ الذَّكَرِيِّ في فَرْجِهَا حَتَّى تَبْلُغَ سِنَّ الحَيْضِ وَالرُّشْد؟وَاُقْسِمُ بِاللهِ العظيم وَهَذِهِ نَصِيحَة لِلاَهْلِ وَالاَطْفَال اَنَّنِي لَمْ اَرَى دَوَاءً مُفِيداً جِدّاً مِنْ اَجْلِ عَدَمِ الوُقُوعِ في الفَاحِشَة مِثْلَمَا رَاَيْتُ مِنْ آيَةِ غَضِّ البَصَرِ في سورةِ النُّور؟ لاَنَّ الشيطانَ لايستطيعُ تَزْيِينَ الفَاحِشَةِ وَتَحْسِينَهَا مَهْمَا كَانَتْ قَذِرَة اِلَّا عَنْ طَرِيقِ النَّظَرِ وَذَلِكَ حَتَّى يُصِيبَ الملعونُ صاحبَها بِاللَّعْنَة والعياذ بالله كمَا هُوَ رَجيمٌ مَلْعُون بدليلِ قولهِ عليهِ الصلاةُ والسلام [كَاشِفُ العَوْرَةِ مَلْعُون وَالنَّاظِرُ اليهَا ملعونٌ ايضاً] وَاَمَّا اِذَا كَانَتْ حَالَةُ هَذَا الاِنْسَانِ عَادِيَّة وَلا يَتَاَثَّرُ مِنْ عَدَمِ الزواجِ بِكَبْتٍ اَوْ شَبَقٍ اَوْ سُعَارٍ جِنْسِيّ وَلا هُوَ مِمَّنْ {يَطْمَعُ(وَلاهُوَ) الذي فِي قَلْبِهِ مَرَض} فَاِذَا تَزَوَّجَ فَاِنَّهُ يقومُ بِوَاجِبَاتِهِ الزَّوْجِيَّةِ وَهَذَا اَفْضَلُ لَه(لِاَنَّ التي يَتَزَوَّجُهَا قد تكونُ بحاجةٍ الى الزواجِ اِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ بِحَاجَة) واِذَا لَمْ يَتَزَوَّجْ فَاِنَّهُ لا يَرْتَكِبُ الحرام فَالاَفضَلُ لَهُ كَمَا ذَكَرْنَا اَنْ يَتَزَوَّجَ مِنْ اَجْلِ التي يَتَزَوَّجُهَا اِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ اَجْلِ نَفْسِه؟ وَلكِنَّ الزَّوَاجَ بِالنِّسْبَةِ اِلَيْهِ لَيْسَ فَرْضاً وَلا وَاجِباً وَلَكِنْ لَهُ الاَجْرُ وَالثَّوَابُ العظيمُ جدا جدا جِدّاً عندَ الله على اِنْقَاذِهِ زَوْجَتَهُ مِنَ الوُقُوعِ في الحرامِ وَالاَمْرَاضِ الجِنْسِيَّةِ وَالنَّفْسِيَّةِ القاتلة وَهُوَ مِمَّنْ قالَ اللهُ فِيهِم{وَمَنْ اَحْيَاهَا فَكَاَنَّمَا اَحْيَا النَّاسَ جَمِيعَا} لِاَنَّهُ اَطْعَمَ زَوْجَتَهُ المِسْكِينَة الشَّهْدَ وَالعَسَلَ الشَّافِي مِنَ الوُقُوعِ في الهَلاكِ وَالمَرَض حينَمَا جَامَعَهَا وَضَاجَعَهَا وَجَعَلَهَا تَذُوقُ مِنْ عُسَيْلَتِه الجِنْسِيَّةِ اللَّذِيذَةِ الحَلال ؟ وَحِينَمَا آوَاهَا الى حُضْنِهِ الدَّافِىءِ الحنون في فِرَاشِ الزَّوْجِيَّةِ الطَّاهِر؟ فَكَانَتِ النَّتِيجَةُ اَنْ رَزَقَهُمَا سُبْحَانَهُ اَجْمَلَ اِحْسَاسٍ فِي الكَوْن؟ اَنْ يَعْشَقَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ وَتَعْشَقَهُ مِنْ دُونِ حاجةٍ الى الجُنُون؟ وَمِنْ دُونِ حاجةٍ الى تَكْسِيرِ الصُّحُون؟ كَمَا يَفْعَلُ المُبَذِّرُونَ اِخْوَانُ الشَّيَاطِين؟ مِنْ اَجْلِ كَمِّيَّةٍ قليلةٍ مِنَ المِلْحِ نَسِيَتْ زَوْجَتُهُ اَنْ تَضَعَهَا في المَاعُون؟ بَعْدَ اَنْ طَبَخَتْ لَهُ المسكينةُ بِمَهَارَتِهَا فِي الطَّبْخِ وَاَضَافَتْ عليهِ شيئاً مِنْ اَحَاسِيسِهَا وَمَشَاعِرِهَا المُرْهَفَة تِجَاهَ زوجِهَا وَاَوْلادِهَا وَنَفَسِهَا الطَّيِّبِ الحَنُون؟ وَقَدْ تَفَوَّقَتْ بِحُبِّهَا لِزَوْجِهَا وَعِشْقِهَا لَهُ عَلَى اَلِيسَّا وَنَانْسِي عَجْرَم وَنَجْوَى كَرَم وهَيْفَا وِهْبِي زَوْجَاتِ الغناءِ والرَّقْصِ والطَّرَبِ الشَّيْطَانِي والْخَلاعَةِ وَالمُجُون؟ اللَّوَاتِي لا يُعْجِبُهُنَّ اِلا الحُبُّ وَالعِشْقُ وَالجِنْسُ السَّادِيّ على طريقةِ اَغَانِي اُمِّ كُلْثُوم؟ سَامَحَهَا اللهُ حِينَمَا جَعَلَتْ مِنَ الحُبِّ اَمَرَّ عذاب وَاَحْلَى عَذَاب وكَاَنَّ النَّشْوَةَ الجِنْسِيَّة اللَّذِيذَةَ القَصِيرَة جداً وفي ثواني معدودةٍ عندَ هؤلاء لاتحصلُ اِلا بَعْدَ هذا العذابِ السَّادِيِّ الطَّوِيل اَوْ لا تَكُون؟اَكْرِمْ بِقُرْآنٍ كريمٍ اَرَاحَنَا مِنْ مُعَانَاةِ هذا العذابِ الساديِّ كُلِّهِ وَالاِذْلالِ وَالتَّحْقِيرِ (لِلْمَرْاَةِ وَالرَّجُلِ مَعَاً) وَالاِسْتِعْبَادِ المُهِين؟ وَجَعَلَ السَّكِينَةَ وَالهُدُوءَ وَالطَّمَاْنِينَةَ وَالمَوَدَّةَ وَالرَّحْمَةَ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ قِمَّةَ النَّشْوَةِ العَاطِفِيَّةِ الجِنْسِيَّةِ وَمِنْ دونِ سَادِيَّةٍ مُقْرِفَة وَاَقََرَّ بِذَلِكَ العُيُون؟ حينما َجَعَلَ الزَّوْجَيْنِ مِنْ عِبَادِ الرَّحْمَنِ {الذينَ يقولونَ رَبَّنا هَبْ لَنَا مِنْ اَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ اَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ اِمَامَا{فَتَبَارَكَ اللهُ اَحْسَنُ الخَالِقِين}؟؟ قَدْ تَرَى اخي اِنْساناً مَعَهُ مَبْلَغٌ مِنَ المالِ وَيُريدُ اَنْ يَتَزَوَّجَ وَلَيْسَ عِنْدَهُ امْرَاَة؟ وَتَرَى اُنَاساً آخرينَ يقولونَ لَهُ (وَمَا اَوْقَحَهُمْ بِمَهَارَة وَمَا اَسْرَعَهُمْ فِي الفُتْيَا) لايجوزُ لَكَ اَنْ تَحُجَّ حَجَّةَ الاسلام الفريضةَ الوحيدةَ في العُمْر حتى تتزوَّج؟ والجوابُ على ذلكَ اَنَّ هذا الكلام غلط(خاطىء)خَمْسُونَ بِالمِائَة؟ ونحنُ نقولُ لهذا الانسان هل انتَ بحاجةٍ الى هذا الزواج جنسيّاً اَوْ نَفْسِيّاً الى غيرِ ذلكَ مِمَّا انتَ اَدْرَى بهِ مِنَّا؟ فَاِذَا كانَ بحاجةٍ اليهِ فَاِنَّنَا نقولُ لَهُ قَدِّمِ الزَّوَاجَ على الحَجّ؟ قد يقولُ قائل في هذهِ الحالة اَصْبَحَ الزَّوَاجُ بِالنِّسْبَةِ لِهَذَا الانسان فَرْض؟ وَالحَجُّ كَذَلِكَ فَرْض؟ فَلِمَاذَا نُقّدِّمُ الزَّوَاجَ على الحَجّ؟ والجوابُ عَلَى ذلكَ دَرْءاً اَوْ دَفْعاً اَوْ حِمَايَةً مِنَ المَفْسَدَة وَهِيَ وُقُوعُهُ فِي الحَرَام؟ نَعَمْ كَلامُكَ صحيحٌ عَنِ الزَّوَاج اَنَّهُ فَرْضٌ فِي هذهِ الحالة؟ وَكَلامُكَ صَحِيحٌ اَيضاً عَنِ الحَجِّ اَنَّهُ فَرْضٌ مَرَّةً وَاحِدَةً في العُمْر؟ لَكِنَّهُ اِذَا لَمْ يَحُجَّ فَاِنَّ اللهَ لا يَتَضَرَّرُ مِنْ عَدَمِ حَجِّه؟ وَلا يَتَضَرَّرُ هُوَ اَيضاً وَلايَحْصَلُ لَهُ شَيْءٌ خطير؟ وَاَمَّا اِذَا لَمْ يَتَزَوَّجْ فَاِنَّهُ قَدْ يَلْحَقُهُ ضَرَرٌ عَظِيمٌ مِنَ الاِثْمِ والمَرَضِ بِسَبَبِ الوُقُوعِ في الحرام؟ فَعَلَيْهِ اَنْ يُؤَجِّلَ اَوْ يَقْطَعَ فِكْرَةَ الحَجِّ مِنْ رَاْسِهِ وَحَبْلِ اَفْكَارِهِ فِي هَذِهِ الحَالَة مُؤَقَّتاً مِنْ اَجْلِ الزواج؟ كَمَا يَقْطَعُ الصلاةَ مِنْ اَجْلِ اِنْقَاذِ غَريقٍ اَوْ طِفْلٍ صغيرٍ يَعْبَثُ بالكهرباء؟ كمَا اَنَّ عليهِ اَنْ يَقْطع الصَّومَ فِي حَالِ المَرَضِ وَالسَّفَرِ حَتَّى يُيَسِّرَ اللهُ عَلَيْهِ قَضَاءَهُ فِي عِدَّةٍ مِنْ اَيَّامٍ اُخَر؟وَحَتَّى بِالنِّسْبَةِ اِلَى الزَّكَاة فَاِذَا كانَ المُسْلِمُ يَتَضَرَّرُ مِنْ اَدَائِهَا فَاَِنَّهَا تَسْقُطُ عَنْهُ اِذَا اَصْبَحَ مُفْلِساً يَسْتَحِقُّ الصَّدَقَة وَلَمْ يَعُدْ يَمْلِكُ النِّصَاب؟ وَحَتَّى بِالنِّسْبَةِ لِكَلِمَةِ التَّوْحِيد اِذَا كَانَ الاِنْسَانُ يَتَضَرَّرُ مِنْ قَوْلِهَا تَحْتَ التَّعْذِيب فَاِنَّهَا تَسْقُطُ عَنْهُ جَهْراً وَيَقُولُهَا سِرّاً اِنِ اسْتَطَاعَ؟ بَلْ يَجُوزُ لَهُ اَنْ يَنْطِقَ بِكَلِمَةِ الكُفْرِ غَيْرَ مُنْشَرِحِ الصَّدر بِهَا وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالاِيمَانِ اِذَا صَارَ التَّعْذِيبُ فَوْقَ الطَّاقَةِ وَالاحْتِمَالِ وَاكْرَهُوهُ عَلَى قَوْلِهَا؟وَكَمَا تعلمونَ اَيُّهَا الاُخْوَةُ اَنَّ الشهادتين و الصَّلاةَ والزكاة والصوم وَالحَجَّ وَكُلَّ العباداتِ فِيهَا مَصْلَحَةٌ عَظِيمَةٌ لِهَذا الانسان بسببِ الاَجْرِ وَالثَّوَابِ العظيمِ الذي يَلْحَقُهُ بِسَبَبِهَا؟ وَيَكْفِيهِ اَنَّهُ قَدْ يَنْجُو مِنْ عَذَابِ اللهِ بِفَضْلِهِ ثُمَّ فَضْلِهَا اَيضاً؟ وَلَكِنَّ القاعِدَةَ الشَّرْعِيَّةَ تقول دَرْءُ المَفْسَدَةِ (بمعنى اَنْ يَحْمِيَ نَفْسَهُ مِنْهَا وَهِيَ هُنَا الوُقُوعُ في الحرام) مُقَدَّمٌ على جَلْبِ المَصْلَحَة؟ وَهِيَ قاعدةٌ شَرْعِيٌَّة اُصُولِيَّةٌ فِقْهِيَّةٌ عَظِيمَة و قد تَاْتِي بِمَعْنَى التَّخْلِيَةِ قَبْلَ التَّحْلِيَة؟ بمعنى اَنَّ هذا الانسانَ عليهِ اَنْ يتزوَّجَ حتى يَتَخَلَّى عَمَّا حَرَّمَهُ اللهُ مِنَ الزِّنَى وَالفَوَاحِشِ قَبْلَ اَنْ يَتَحَلَّى بفضائلِ الاَعمَالِ مِنْ حَجٍّ وصلاةٍ وصِيَامٍ وزكاةٍ الى غيرِ ذلك؟ وَاَمَّا اِذَا كانَ هذا الانسانُ لايشعرُ بحاجةٍ الى الزواج؟ فيكونُ الزواجُ في هذهِ الحالةِ بالنِّسبَةِ اليهِ مُسْتَحَبّاً؟ فَهُنَا نقولُ لَهُ قَدِّمِ الحَجَّ على الزواج؟ فَانْظُرْ اَخي الى الاَحْكَامِ الشَّرْعِيَّة؟ وكيفَ اَنَّهَا مَنْطِقِيَّة تَتَمَشَّى مَعَ المَنْطِقِ وَمَعَ وَاقِعِ الانسانِ الفِطْرِيّ؟ وليسَ مَعَ الواقعِ الشَّاذِّ كما يريدُ بعضُ السُّفَهَاءِ مِنَ النَّاسِ وَخَسِئُوا وَاَخْزَاهُمُ اللهُ اِنْ لم يتوبوا عمََّا يقولون حينَمَا يَرَوْنَ الرَّشْوَةَ وَالرِّبَا وَالغِشَّ وَالاحْتِكَارَ في المجتمع ثُمَّ يقولونَ بِوَقَاحَةٍ شَيْطَانِيَّةٍ لامَثِيلَ لَهَا (كُلُّ النَّاسِ في اَيَّامِنَا يَرْتَشُون أيْ يَتَعَامَلُونَ بِالرَّشْوَة وَكُلُّ النَّاسِ يُرَابُون وَالعَيَاذُ بِالله فَهَلُمُّوا(تَعَالَوْا) حتى نَجْعَلَ الشَّرِيعَةَ الاسْلامِيَّةَ تَتَّفِقُ مَعَ هَذَا الوَاقِعِ المُرِّ الاَلِيم؟ بِمَعْنَى اَنَّ النَّاسَ حِينَمَا يَتَعَامَلُونَ بِالرِّبَا فَعَلَى الاسلامِ اَنْ يُغَيِّرَ مِنْ اَحْكَامَهُ الشَّرْعِيَّةَ حَتَّى يُصْبِحَ اَكْلُ الرِّبَا حَلالاً في المجتمعِ وَالعَيَاذُ بالله ثُمَّ نَقُولُ عَنْ هذا الاسلام اِنَّهُ اِسْلامٌ حَضَارِيٌّ تَقَدُّمِيّ غَيْرُ رَجْعِي؟ بِمَعْنَى اَنَّهُمْ يُرِيدُونَ اَنْ يُفَصِّلُوا لَنَا الاسلامَ عَلَى مَقَاسِهِمْ وَاَهْوَائِهِمْ؟ وَلَكِنَّهُمْ نَسُوا اَوْ تَنَاسَوْا بِالاَحْرَى اَنَّهُمْ اَعْلَنُوا الحَرْبَ بِذَلِكَ على الله بدليلِ آيةِ الرِّبَا في سورةِ البقرة؟ وَاَقُولُ لهؤلاء لَوْ تَعَامَلَ النَّاسُ جَمِيعُهُمْ بِالرِّبَا اَوْ بِالرَّشْوَةِ اَوْ غَيْرِهَا مِنَ المُوبِقَات؟ فَهَلْ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ الرِّبَا اَوِ الرَّشْوَةَ اَوِ الفُسُوقَ وَالعِصْيَانَ وَالفُجُورَ صَارَتْ كُلُّهَا اَوْ وَاحِدَةً مِنْهَا حَلالاً فِي نَظَرِكُمْ؟ فَلِمَاذَا اِذاً تقولونَ وَتُرَدِّدُونَ دائِماً في اَحَادِيثِكُمْ اَنَّهُ مَهْمَا أخْطَأَ النَّاسُ جَمِيعُهُمْ فَلا يَصِحُّ اِلَّا الصَّحِيح؟ فَعَنْ أيِّ صَحِيحٍ تَتَحَدَّثُون؟ هَلِ انْحَرَفَتِ المَفَاهِيمُ الصَّحِيحَةُ عِنْدَكُمْ حَتَّى هَوَتْ بِكُمْ الى الحَضِيض؟ هَلْ اَصْبَحَ الحَقُّ عِنْدَكُمْ بَاطِلاً؟هَلْ اَصْبَحَ البَاطِلُ عِنْدَكُمْ حَقَّا؟ اَمْ اَنَّكُمْ مِنَ الجَاحِدِينَ لِلْحَقِّ الذينَ قالَ اللهُ فِيهِمْ{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا اَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوَّا}هَلْ تَدْرُونَ ما مَعْنَى هذهِ الآية؟ واللهِ الذي لا الهَ غَيْرُه اِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ الحَقَّ مِنْ البَاطِلِ اَكْثَرَ مِنْ شَيْخِ اَوْ شَرِيفِ مَكَّة؟ وَلَكِنَّكُمْ تَتَحَايَلُونَ عَلَى مَا حَرَّمَهُ اللهُ مِنْ اَجْلِ اَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالبَاطِل؟ وَهَذَا هُوَ بِالضَّبْط السَّبَبُ الاَكْبَرُ مِنْ جُمْلَةِ الاَسْبَابِ الكثيرةِ التي اَصْبَحَ اليهودُ بِسَبَبِهَا مِنَ المَغْضُوبِ عليهم والعياذ بالله؟ وانتم تعلمونَ جَيِّداً اَنَّ الاسلامَ يَتَّفِقُ مَعَ الوَاقِعِ الذي يُوَافِقُ فِطْرَةَ الانسان؟ وَاَمَّا الواقعُ الخارجيّ اِذَا كَانَ يُخَالِفُ الاسلام فَيَجِبُ علينَا فِي هذهِ الحَالةِ اَنْ نُوَقِّعَ ونُوقِعَ الوَاقِعَ على الشَّرْع( بِمَعْنَى اَنْ نُخْضِعَ الوَاقِعَ للشَّرع)لا الشَّرْعَ عَلَى الوَاقِع؟ بِمَعْنَى اَنْ نَجْعَلَ هَذَا الوَاقِعَ المُخَالِفَ يَخْضَعُ رَغْماً عَنْهُ لاِرَادَةِ الاسلام مَعَ مُرَاعَاةِ قَوْلِهِ تعالى بِالنِّسْبَةِ لِغَيْرِ المسلمين{لا اِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيّ}وَلَكِنْ مَعَ مُرَاعَاةِ اَيضاً اَنَّ هناكَ قَوَاسِمَ مُشْتَرَكَة مِنَ الاَخْلاقِ وَالمُعَامَلاتِ وَعلَى جميعِ الاَدْيَان التَّقَيُّدُ بِهَا وَالالْتِزَام؟ لاَنَّ الاسلامَ لايستطيعُ اِلَّا اَنْ يَتَدَخَّلَ في حالِ حُصُولِ تَجَاوُزَات بدليلِ قولهِ تعالى{يَااَيُّهَا الذينَ آمنُوا اِنَّ كَثِيراً مِنَ الاَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَاْكُلُونً اًمْوَالَ النَّاسِ بالبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبيلِ الله}فَالاِسْلامُ قَدْ يستطيعُ اَنْ يُطْلِقَ العَنَانَ لِلنَّاسِ فَِي قَضِيَّةِ التَّدَيُّن؟ وَلَكِنَّهُ لايستطيعُ اَنْ يَقِفَ مَكْتُوفَ الاَيْدِي فِي قَضِيَّةِ اَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالبَاطِلِ اَوِالوُقُوفِ كَحَجَرِ عَثْرَةٍ اَمَامَ عَرْضِ الدَّعْوَةِ الاسلامِيَّةِ لِلنَّاسِ جميعاً؟ وَالنَّاسُ بَعْدَ ذلكَ اَحْرَارٌ في اخْتِيَارِ التَّدَيُّن؟ وَلَكِنَّهُمْ لَيْسُوا اَحْرَاراً في اَكْلِ اَمْوَالِهِمْ بِالبَاطِل كَمَا يَحْلُو لَهُمْ؟ وَاِنَّ مِنْ اَكْبَرِ اَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالبَاطِل (ولا اَقولُ المسلمينَ فَقَط) هُوَ رَفْضُ دَفْعِ الجِزْيَةِ الى دَوْلَةِ الاسلامِ مِنْ غَيْرِ المسلمين؟ لاَنَّ ذلكَ يُؤَدِّي اِلَى اِلْحَاقِ الاَذَى وَالضَّرَرِ وَالظُّلْمِ العظيمِ على المسلمينَ وَغَيْرِ المسلمينَ تَحْتَ ذِمَّةِ الاسلامِ وَحِمَايَتِهِ وَرِعَايَتِه؟ وَمِنْ اَيْنَ سَنَاْتِي بِالاَمْوَالِ الكافيةِ لِرِعَايَتِهِمْ اِذَا لَمْ يُسَاعِدْنَا اَغْنِيَاؤُهُمْ بِشَيءٍ مِنْ اَمْوَالِهِمْ تَحْتَ مُسَمَّى الجِزْيَة وَلَيْسَ تَحْتَ مُسَمَّى الزكاةِ اَوِ الصَّدَقَةِ التي لايؤمنونَ بها؟ وَلِذَلِكَ رَاعَى الاسلامُ خَوَاطِرَهُمْ وَلَمْ يَفْرِضْ عليهم شيئاً لا يَعْتَقِدُونَ بِهِ مِنْ زَكَاةٍ اَوْ صَدَقَة؟ وَعَلَيْهِمْ بِالمُقَابِل اَنْ يُرَاعُوا اَمْثَالَ هذهِ المُسَمَّيَاتِ مِنْ دِينٍ اِسْلامِيٍّ يُرِيدُ مِنْهُمْ اَنْ يُبَادِلُوهُ الاحْتِرَامَ كَمَا هُوَ يَحْتَرِمُ قَنَاعَاتِهِمْ وَتَفْكِيرَهُمْ ؟؟نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام سَهَّلَ الزواج؟ قَدْ يقولُ قائل مِنَ الوَاضِحِ اَنَّهُ لايُوجَدُ اَمَانٌ في اَيَّامِنَا؟ وَمِنْ حَقِّ الاَبِ اَنْ يُؤَمِّنَ على مُسْتَقْبَلِ ابْنَتِه؟ لاَنَّ القِيمَةَ الشِّرَائِيَّةَ لِلنُّقُودِ تَتَغَيَّرُ مِنْ عَصْرٍ الى عَصْر؟ وَقَدْ كَانَ الواحِدُ مِنَّا في الماضي يَدْفَعُ المَهْرَ بِمِقْدَارِ عِشْرِينَ اَلْفِ لَيْرَةٍ سوريَّة؟ وَاَمَّا اليَوْم فَالعِشْرُونَ اَلْفاً لاتُسَاوِي شَيْئاً؟ فَيَقُولُ اَنَا اُرِيدُ اَنْ اُؤَمِّنَ على مستقبلِ ابْنَتِي؟ وَاَقُولُ وَباللهِ التوفيق؟ لَكَ الحَقُّ في ذلكَ اِذَا كَانَ صِهْرُكَ غَنِيّاً بدليلِ قولهِ تعالى {وَآتَيْتُمْ اِحْدَاهُنَّ قِنْطَارَا}وَبدليلِ قَوْلِهِ سبحانَهُ{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِه} وَاَمَّا اِذَا كانَ صِهْرُهُ مِنْ ذَوِي الحَالَةِ المَادِّيَّةِ الوَسَط فَلا مَانِعَ مِنَ الوَسَطِيَّةِ في كُلِّ شَيء؟ وَخَيْرُ الاُمُورِ اَوْسَطُهَا؟ وَدِينُنَا دِينُ الوَسَطِيَّة؟ فلا يَطْلُبُ الاَبُ مِنْ صِهْرِهِ وَالحَالةُ هذهِ مَهْراً زائِداً عَنْ حَدِّه؟ وَلا يُعْطِي الصِّهْرُ مَهْراً فيهِ وَكْس(نَقْص) بدليلِ قولهِ تعالى {وَالذينَ اِذَا اَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامَا} وَاَمَّا اِذَا كانَ صِهْرُهُ مِنْ ذوِي الدَّخْلِ المَحْدُودِ فَيُمْكِنُ كِتَابَةُ المَهْرِ عَلَى شَكْلِ غيْرِ مَقْبُوض لِحِينِ الطَّلَبِ بِالنِّسْبَةِ لِلْمُعَجَّل؟ ويبقى دَيْناً في رَقَبَتِهِ الى اَنْ يُيَسِّرَ اللهُ عليهِ قَضَاءَه بدليلِ قولهِ تعالى{وَمَنْ قُدِرَ(ضُيِّقَ)عليهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ الله؟ لايُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً اِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرَا} وَثِقْ اَيُّهَا الاَخُ الكريم اَنَّكَ اِذَا اَرَدْتَّ الزواجَ بِاِخْلاصٍ وَلِوَجْهِ الله فَاِنَّ اللهَ سبحانَهُ وتعالى سَيُسَهِّلُ لَكَ ذَلِكَ رَغْماً عَنْ اُنُوفِ اُنَاسٍ ظالمينَ سَحَرَةٍ كَفَرَة يُحِبُّونَ اَنْ يَتَعَلَّمُوا{مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ المَرْءِ وَزَوْجِه} حتى مِنْ قََبْلِ اَنْ يَتَزَوَّجَا وَ يَضَعُونَ العَقَبَاتِ وَالاَشْوَاكَ في طريقِ الزواج؟ وَماالذي يَمْنَعُ النَّاسَ مِنَ الزواج في هذهِ الاَيَّام اِلَّا اَمْثَالُ هؤلاء؟ في الوقتِ الذي نَرَى فيهِ الرَّجُلَ قَدْ بَلَغَ الاَرْبَعِينَ اَوِ الخَمْسِينَ مِنْ عُمُرِهِ وَلَمْ يَتَزَوَّجْ حَتَّى الآن؟ مَعَ اَنَّ القرآنَ الكريمَ يقول {حَتَّى اِذَا بَلَغَ اَشُدَّهُ وَبَلَغَ اَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ اَوْزِعْنِي اَنْ اَشْكُرَ نِعْمَتَكَ التي اَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَاَنْ اَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَاَصْلِحْ لِي فِي {ذُرِّيَّتِي} اِنِّي تُبْتُ اِلَيْكَ وَاِنِّي مِنَ المُسْلِمِين}ونفهمُ مِنْ هذهِ الآيةِ الكريمةِ اَنَّهُ مِنَ المفروضِ اَنْ يَكُونَ اَباً لَهُ ذُرِّيَّة(اولاد) يَدْعُو اللهَ لَهُمْ اَنْ يكونُوا صالحين؟ بل اِنَّ المُصِيبَةَ اَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ بِكَثِيرٍ جِدّاً؟ وَلايَتَوَقَّفُ خَطَرُهَا عِنْدَ اَرْبَعِينَ سنة؟ فقد جَاؤُوا الى الامامِ الاَعْظَمِ اَبُو حنيفةَ النُّعْمَان مَرَّةً مِنَ المَرَّاتِ بِرَجُلٍ سَفِيهٍ يُرِيدُ اَوْلادُهُ اَنْ يَحْجُرُوا عَلَيْهِ اَمْوالَهُ التي يَصْرِفُهَا ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَبِاسْتِهْتَار وَدُونَ حِسَاب؟ فقالَ الامامُ رضيَ اللهُ عنهُ اِنِّي لاَسْتَحْيِِي اَنْ اَحْجُرَ عَلَيْه؟ لاَنَّهُ مِنَ المفروضِ في هذهِ السِّنِّ اَنْ يَكُونَ جَدّاً؟ وَلَمْ يَقُلْ اَباً؟ فَهَلْ تَدْري اخي ماذا كانَ عُمُرُ هذا الانسانِ السَّفِيهِ الجَدّ؟ سَتَتَفَاجَاُ كثيراً اِذَا قُلْتُ لَك كَانَ عُمُرُهُ 25 سنة فقط؟ لاَنَّ الاسلامَ شَجَّعَ كثيراً عَلَى الزَّوَاجِ المُبَكِّر؟ فَاَيْنَ نَحْنُ مِنْ هَؤُلاء؟ والى اَيْنَ سَيَسُوقُنَا القَدَرُ اِذَا كُنَّا مَا زِلْنَا الى الآن نَتَحَامَلُ على تَعَدُّدِ الزَّوْجَات؟ فلا مَثْنَى؟ وَلا ثُلاثَ؟ ولا رُبَاعَ؟ وَلا حتَّى وَاحِدَةً مِنَ النِّسَاءِ اَوِ الرِّجَالِ العَوَانِسِ اسْتَطَعْنَا اَنْ نَحُلَّ مَشَاكِلَهُمُ الاجْتِمَاعِيَّةَ المُتَفَاقِمَةَ يوماً بعدَ يوم؟ بسببِ بُعْدِنَا الكبيرِ وَبِمَسَافاتٍ شَاسِعَةٍ طويلَةٍ جِدّاً عَنْ تعاليمِ الاسلام؟ وَماذا جَنَيْنَا مِنْ اُولَئِكَ المُثَقَّفِينَ حُثَالَةِ المُجْتَمَع الذينَ يَزْعُمُونَ اَنَّهُمْ اَدْرَى بِمَصْلَحَتِهِ مِنَ الذي خَلَقَه؟ نَعَمْ اخي عليكَ اَنْ تُصَدِّقَ هَذَا الوَاقِعَ الاَلِيمَ الذي نُعَانِي مِنْهُ حِينَمَا تَرَاهُ وَقَدْ بَلَغَ اَرْبَعِينَ سَنَةً وَمَا خَطَبَ وَمَا تَزَوَّجَ بَعْد؟ وهلْ تَدْرِي اَخِي مَا سَبَبُ ذَلِكَ كُلِّه؟ اِنَّهُ التَّعَسُّفُ؟ اِنَّهَا القُيُودُ الاجْتِمَاعِيَّةُ الجَاهِلِيَّة؟ اِنَّهَا المَظَاهِرُ الفَارِغَة؟ مِنْ اَجْلِ الرِّيَاءِ اَمَامَ شَيَاطِينِ الانْسِ وَالجِنّ؟ وذلكَ حينَما ترى اخي بَعْضَ حَفَلاتِ الزواجِ تُكَلِّفُ المَلايينَ والملايين؟مِنْ اَجْلِ اِرْضَاءِ المُسْرفِينَ وَالمُبَذِّرينَ مِنْ اِخْوَانِ الشياطين؟ لا بَارَكَ اللهُ فِيهِمْ وَلا رَضِيَ عَنْهُمْ وحرامٌ عليهم رائحةُ الجَنَّةِ اِنْ لَمْ يتوبوا كَمَا حَرمُوا الاسلامَ مِنْ ذُرِّيَّةِ التَّوْحِيدِ حينَما حَرَمُوا الشَّبَابَ المُؤْمِنَ التَّقِيَّ مِنَ الزَّوَاجِ نِصْفِ الدِّين وَصَرَفُوا اَمْوالَهُمْ عَلَى المُسْكِرَاتِ والمُخَدِّرَاتِ وَالعَاهِرَاتِ والرَّاقِصَات ِوالمَظَاهِرِ الشَّيْطَانِيَّةِ التَّافِهَةِ الفَارِغَة وَانْتَهَكَ هؤلاءِ المُتْرَفُونَ قُدْسِيَّةَ الزَّوَاجِ وَبَدَلَ اَنْ يَتَقَرَّبُوا الى اللهِ بعِبَادَةِ الزواج الحلال اِذَا بهِمْ يتقربونَ الى الشياطين؟ وانتم تعلمون ايها الاخوة اَنَّ الاسلامَ قدْ حَرَّمَ التَّرَفَ في كُلِّ شَيْء؟ بَلْ اِنَّهُ سبحانه تَوَعَّدَ المُتْرَفِينَ بِقَوْلِهِ وَخَاصَّةً الاَغْنِيَاءَ مِنْهُمْ بقولِه{وَاَصْحَابُ الشِّمَالِ؟ مَا اَصْحَابُ الشِّمَال؟ فِي سَمُومٍ وَحَمِيم؟ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُوم؟ لابَارِدٍ وَلا كَرِيم؟ اِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ {مُتْرَفِين} ولذلكَ اخي فَاِنَّ التَّرَفَ مَذْمُومٌ شَرْعاً سَوَاءٌ كانَ الانسانُ غَنِيّاً اَوْ غَيْرَ غَنِيّ بدليلِ قولهِ تعالى {وَاِذَا اَرَدْنَا اَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً اَمَرْنَا {مُتْرَفِيهَا(بِالْمَعْرُوف وَنَهَيْنَاهُمْ عَنِ المُنْكَر{ فَفَسَقُوا فِيهَا(أيْ تَمَسَّكُوا بِالتَّرَفِ وَمَا يَدْعُو اِلَيْهِ مِنْ مَتَاعٍ مُحَرَّمٍ مَذْمُوم{ فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ(أيِ العَذَاب{فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرَا(وفي قراءةٍ متواترة اَيْضاً {اَمَّرْنَا مُتْرَفِيهَا(بمعنى جَعَلْنَا هؤلاءِ الشياطينَ المَتْرَفِينَ المُفْسِدِينَ في الاَرْضِ يَمْلِكُونَ زِمَاَمَ الاُمور دُونَ اَنْ يَجِدُوا مَنْ يَرْدَعُهُمْ اَوْ يُوقِفُهُمْ عِنْدَ حَدِّهِمْ حتى تكونَ لنَا الحُجَّةُ البَالِغَةُ عَلَى تَدْمِيرِهِمْ مَعَ قَرْيَتِهِمْ وَتَدْمِيرِ اَيِّ شَيطَانٍ اَخْرَسَ يَسْكُتُ على فَسَادِهِمْ وَظُلْمِهِمْ دُونَ اَنْ يُطَالِبَهُمْ بحُقُوقِه وَتدْمِيرِ أيِّ اِنْسَانٍ يَخْذُلُهُ اِذَا كانَ مظلوماً وَيَسْتَطِيعُ مُسَاعَدَتَه} أي اَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا اَنْ يؤمنوا وَيَتَخَلَّوْا عَنْ تَرَفِهِمْ؟ وَيُنْفِقُوا بِاعْتِدَال دونَ اِسْرَافٍ اَوْ تَبْذِيرٍ اَوْ تَقْتِير(بُخْل) وَلا يُنْفِقُوا شيئاً في غَيْرِ مَحَلِّه؟وَلايَكُونُوا كَالمُبَذِّرينَ اِخْوَانِ الشَّيَاطِين الذينَ يُنْفِقُونَ اَمْوَالَهُمْ على الحَرَام مِنْ دُونِ خَوْفٍ مِنَ الله؟ وَحَتَّى وَلَوْ اَنْفَقُوا على الحَلال فلا يَجُوزُ لَهُمْ اَنْ يَكُونُوا مِنَ المُسْرِفِيِنَ بدليلِ قولهِ تعالى {كُلُوا وَاشْربُوا وَلا تُسْرِفُوا اِنَّهُ لايُحِبُّ المُسْرِفين(وَكَمْ ترى اَخِي مِنَ الاَطْعِمَةِ التي يُلْقُونَهَا فِي القُمَامَةِ مِنْ مُخَلَّفَاتِ الحَفَلاتِ والعياذُ بالله؟ ثُمَّ تَذْهَبُ الى بلادٍ كثيرةٍ مسلمة وغير مسلمة تُعَانِي مِنَ المَجَاعَةِ وَلاتَجِدُ كَسْرَةً مِنَ الخُبْز(اِيَّاكُمْ اَيُّهَا الاُخْوةُ اَنْ تَلُومُوا اللهَ يَوْماً مِنَ الاَيَّام مَهْمَا فَعَلَ بِنَا حتَّى وَلَوْ جَعَلَنَا يَقْتُلُ بَعْضُنَا بَعْضاً فَاِنَّنَا نَسْتَحِقُّ مَا يَفْعَلُ بِنَا بَلْ اَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ بِكَثِير وَيَا لَيْتَنَا نَرَى ثَوْرَةً اَوْ مُظَاهَرَةً وَاحِدَةً فَقَطْ تَحْصَلُ في اَيَّامِنَا مِنْ اَجْلِ هؤلاءِ الجياعِ العُرَاةِ المساكين وَيَا لَيْتَهُ جوعٌ وَاحِدٌ وَانْتَهَتِ المُشْكِلَة بَلْ اِنَّ هناكَ جُوعاً اَخْطَرُ الى الجنْسِ الحلال عِنْدَ اُنَاسٍ عَوَانِس لايَجِدُونَ مَنْ يُسَاعِدُهُمْ؟ وَجُوعاً اَخْطَرُ مِنْهُ بِكَثِير الى الجِنْسِ الحَرَام عِنْدَ اُنَاسٍ آخَرِين وَقَدْ يكونونَ مَعْذُورِينَ في لَحْظَةِ ضَعْف اَشْبَعُوهَا بالحَرَامِ دُونَ اَنْ يَجِدُوا اَيْضاً مَنْ يَقِفُ الى جَانِبِهِم اَوْ يَهْدِيهِمْ الى صِرَاطٍ مستقيم بَلْ تَرَكُوهُمْ فَرِيسَةً سَهْلَة لِلشيطانِ الرَّجِيم يَسْتَفْرِدُ بِهِمْ وَ يَتَحَكَّمُ كيفَ يشاء فَهَلْ سَيَتْرُكُ اللهُ هؤلاءِ الدُّعَاةَ الاَنَانِيِّينَ وَخَاصَّةً اِذَا كَانُوا اَغْنِيَاءَ هَكَذَا دُونَ عِقَاب وَهَلِ الجَنَّةُ ثَمَنُهَا رَخِيصٌ الى هذهِ الدَّرَجَة حتى يَدْخُلَهَا هؤلاءِ الذينَ خَذَلُوا اِخْوَانَهُمْ بِكُلِّ بَسَاطَة} ونحنُ لانُنْكِرُ اَنَّ هُنَاكَ مِنَ النَّاسِ المَرْضِيِّينَ عِنْدَ الله والذينَ يُحَافِظُونَ على النِّعْمَةِ وَالاَكْل الذي يَبْقَى وَيُغَلِّفُونَهُ تَغْلِيفاً صِحِيّاً ثُمَّ يُوَزِّعُونَهُ على الفقراءِ والمساكين ولا بَاْسَ بذلكَ وَهَنِيئاً لَهُمُ الاَجْرُ العَظِيمُ والرِّضَا وَالثوابُ عندَ الله؟ حتَّى لاتُهْدَرَ قِيمَةُ الطعام؟ لاَنَّ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللهُ و لَهُ قيمَة لايجوزُ لكَ اخي اَن تُهْدِرَهُ اِلا في الطريقِ المشروع؟ وَاَمَّا اِذَا حَوَّلْتَهُ اَخِي الى طريقٍ غيرِ مشروع اَوْ اَفْقَدْتَّهُ قِيمَتَهُ فَقَدِ اعْتَدَيْتَ على نِعْمَةٍ مِنْ نِعَمِ الله سبحانه وتعالى؟ وَلَيْسَ معنى ذَلِكَ اَلَّا نُلْقِيَ الطعامَ الفَاسِدَ في القُمَامَةِ ثمَّ نُطْعِمَهُ لِلْفُقَراء؟ لا لا اُريدُ لاَحَدٍ اَن يفهمَ مِنْ كلامي ذلِكَ الفَهْمَ الخَاطِىء؟ لاَنَّ ذلكَ يَجْلِبُ الامراضَ لِهَؤُلاءِ المساكين؟ وَيَجْلِبُ اَيضاً غضباً شديداً جِدّاً مِنَ الله على هؤلاءِ الذينَ يَبْخَلُونَ بِالطَّعَامِ الطَّيِّبِ الصِّحِّيِّ الجَيِّدِ وَيُقَدِّمُونَ الخبيث بدليلِ قولهِ تعالى {لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّون}مَعَ العِلْمِ اَنَّ اللهَ سبحانَهُ سَيُحَاسِبُهُمْ بِقَسْوَةٍ عَلَى اسْتِهْتارِهِمْ حَتَّى جَعَلُوا الطعامَ فاسِداً وَلَمْ يَحْفَظُوهُ في ثَلاجَاتِ التَّبْرِيد؟ نعم اخي وَحَتَّى وَلَوْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ اَنْ تُقِيمَ حَفْلَةَ زَوَاج بِعِشْرِينَ مليون ليرة لايجوزُ لكَ ذَلِكَ شَرْعاً اَبَداً؟ حتى لا تُعَوِّدَ نَفْسَكَ وَغَيْرَكَ عَلَى التَّرَف؟مِمَّا يُؤَدِّي الى عَدْوَى التَّسَابُقِ فِي صَرْفِ الاَمْوَالِ رِيَاءً وَمُفَاخَرَةً وَحُبّاً لِلظُّهُورِ وَالشُّهْرَةِ اِرْضَاءً لِلشَّيْطَان الرجيم دُونَ اَنْ يَحْصَلَ تَسَابُقٌ اَبَداً الى فعلِ الخَيْرَاتِ مِنْ اَجْلِ المَحْرُومِينَ اِرْضَاءً لِلرَّحْمَنِ الرَّحِيم[وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فِي صَرْفِ هَذِهِ الاَمْوَالِ وَغَيْرِهَا كَانَ عليهِ ذَنْبُهَا وَذَنْبُ مَنْ عَمِلَ بِهَا دُونَ اَنْ يُنْقِصَ سبحانهُ مِنْ ذُنُوبِهِمْ شَيْئاً؟ وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فِي صرف هذه الاموال على ما يُرْضِي الله كانَ لَهُ اَجْرُ ذلكَ وَاَجْرُ مَنْ عَمِلَ بها مِثْلَهُ دُونَ اَنْ يُنْقِصَ اللهُ مِنْ اُجُورِهِمْ شَيْئاً وَذَلِكَ مِنْ سِعَةِ كَرَمِ اللهِ وَفَضْلِهِ وَرَحْمَتِه] وَهَلْ نَسِيتَ يا اخي الفقراءَ والمساكين وَلَمْ تَعُدْ تَحْتَرِمُ مَشَاعِرَهُمْ وَكَمْ سَيُصِيبُهُمْ مِنْ عُقَدٍ وَاَمْرَاضٍ نَفْسِيَّةٍ وَكَسْرٍ لِخَوَاطِرِهِمْ حينَما يَعْجَزُونَ عَنْ اِقَامَةِ اَمْثَالِ هذهِ الحَفَلاتِ مِنْ اَجْلِ زَوَاجِ اَوْلادِهِمْ؟ لماذا لا تُسَاعِدُهُمْ اِنْ كانَ لَدَيْكَ هذَا الفَائِضُ الكبيرُ مِنَ الاَمْوَال فَبِامْكَانِكَ مُسَاعَدَةُ العَشَرَاتِ مِنْ اَبْنَاءِ الاسلامِ الفقراءِ على الزواج؟ هل تريدُ اخي مِنْ اَوْلادِكَ الاَغنياءِ في المدارسِ اَنْ يَتَكَبَّرُوا على اَوْلادِ الفقراءِ بالطعامِ اللذيذِ والالعابِ المُسَلِّيَةِ والسَّيَّارَاتِ الشَّبَحِ الفَاخِرَةِ التي تَنْتَظِرُهُمْ خَارِجَ المَدْرَسَةِ لِتُوصِلَهُمْ الى بُيُوتٍ مِنْ ذَهَب فِيهَا كُلُّ اَنْوَاعِ المُتْعَةِ وَالرَّفَاهِيَةِ المَحْرُومِ مِنْهَا الفقراء(وقد تَاْتِي ابنةُ الفقيرِ الى اَبِيهَا وَتقُولُ بحَسْرَةٍ وَلَوْعَةٍ لامَثِيلَ لَهَا اُنْظُرْ يا ابي الى فلانةٍ مِنَ النَّاسِ ابْنَةِ الاَغنياء وَكَمْ جَلَبَ لَهَا اَبُوهَا مِنَ الثيَابِ الاَنِيقَة؟ حتى وَصَلَتْ طَرْحَةُ عُرْسِهَا الى اَمْرِيكَا؟ وَكَمْ جَلَبُوا لَهَا مِنَ المجوهراتِ والهدايا والنُّقَطِ الثمينة وَمِنْ اخوانِ الشياطين اَصْحَابِ الرَّقْصِ وَالدَّبْكَةِ وَالغِنَاءِ وَالخُمُورِ المُحَرَّمَةِ(الشمبانيا) والحفلاتِ الخليعةِ المَاجِنَةِ العاهرةِ كَاَصْحَابِهَا(وَاِذَا كانَ الزواجُ عبادة اُريدُ اَنْ اَفْهَمَ مَاالفَرْقُ بينَ هؤلاء وبينَ مَنْ يَشْرَبُ الخَمْرَ وَهُوَ يُصَلِّي وَالعَيَاذُ بالله) هل تريدُ يا ابي اَنْ تُزَوِّجَنِي في حفلةِ عُرْسٍ مُتَوَاضِعَة لاتُسَاوِي شيئاً وَ لَيْسَ فِيهَا اِلَّا اَمْثَالُ المُتَصَوِّفِينَ الدَّرَاوِيش؟ اَصْحَابِ ضَرْبِ الشِّيش؟ وَالضَّرْبِ على الدُّفِّ وَالجُلُوسِ عَلَى الاَخْضَرِ وَاليَابِسِ مِنَ الحَشِيش (وَحَاشَ لله وَاُقْسِمُ باللهِ العظيمِ اَنَّ امْرَاَةً عَاهِرَةً خَانَتْ زَوْجَهَا بِاِرادتها ثُمَّ اَصْبَحَتْ حُبْلَى مِنَ الزِّنَى اَنَّ مَقَامَهَا عِنْدَ اللهِ اَعْلَى مِنْ مَقَامِهِمْ بكثير* ولا تستعجلوا بالحُكْمِ عَلَيّ وَتَابِعُوا بَقِيَّةَ الكلامِ عِنْدَ النَّجْمَةِ القادمة(هنيئاً لِلْمَرْاَةِ التي هَتَكُوا اَوِ اسْتَبَاحَ الاَشْرَارُ عِرْضَهَا وَصَبَرَتْ وَصَبرَ اَهْلُهَا بِاَجْرٍ فَوْقَ اَجْرِ الشُّهَدَاء؟ وَيَا هَنَاءَةَ وَيَا سَعَادَةَ الدنيا والآخرةِ عندَ الله لِمَنْ يَتَزَوَّجُهَا وَيسْتُرُ عليها؟وَهَنِيئاً لِمَنْ سَتَرَتْ عَلَى شَابٍّ اغْتَصَبُوهُ بِاللِّوَاطِ وَقََبِلَتْ اَنْ تَتَزَوَّجَ مِنْهُ وَهَذِهِ هِيَ التي تَحْصَلُ على اَعْلَى اَجْرٍ عندَ اللهِ تعالى مِنْ بَيْنِ هؤلاءِ جميعاً؟ بسببِ طاعَتِهَا لِزَوْجِهَا وَطَاعَةِ اللهِ ايضاً في زوجِهَا بِالشَّفَقَةِ عليه؟ لاَنَّهَا عَالَجَتْ زَوْجَهَا بِزَوَاجِهَا مِنْهُ مِنْ اَكْبَرِ وَاَخْطَرِ صَدْمَةٍ عَاطِفِيَّةٍ وَحْشِيَّةٍ تَعَرَّضَ لَهَا؟وَهَنِيئاً اَيضاً لِمَنْ عَالَجَ زَوْجَتَهُ المُغْتَصَبَةَ بِزَوَاجِهِ مِنْهَا مِنْ هذهِ الصَّدْمَةِ التي قد تكونُ قَاتِلَةً؟هَنِيئاً لهؤلاءِ جميعاً بقولهِ تعالى{وَمَنْ اَحْيَاهَا فَكَاَنَّمَا اَحْيَا النَّاسَ جَمِيعَا}*بَلْ اِنَّ هذهِ المرأةَ العَاهِرَةَ البَغِيّ هيَ اَكْرَمُ على اللهِ مِنْ اَوْلِيَائِهِمُ الصَّالِحينَ الذينَ لايَرْفَعُونَ رُؤُوسَهُمْ بَعْدَ السُّجُودِ وَالدُّعَاءِ اِلَّا وَقَدْ اَمْطَرَتِ السَّمَاءُ عَلَيْهِمْ مِدْرَارَا؟ لاَنَّ هذهِ المَرْاَةَ العاهرة كانَتْ مُتَلَهِّفَةً جِدّاً الى اِحْيَاءِ اِقَامَةِ حَدِّ اللهِ عليها طَلَباً لِرِضَاهُ سبحانَهُ وعفوهِ ومغفرته و خََجَلاً وَحَيَاءً وَخَوْفاً من وجههِ الكريم اَكْثَرَ مِنْ لَهْفَتِهَا الى الزنى الذي يُغْضِبُهُ عَزَّ وَجَلّ؟ وَكَمْ نَرَى في اَيَّامِنَا مِنْ دُوَلٍ كثيرةٍ في العالم وهي تُعَطِّلُ حُدُودَ الله؟ وَمَعَ الاَسَف فَاِنَّ هناكَ دُوَلاً اسلامية الى الآن لا يَهُمُّهَا اَنْ تَتَبَاهَى بِحُدُودِ اللهِ الاسلاميةِ اَمَامَ العَالَمِ كُلِّه؟ وَاِنَّمَا يَهُمُّهَا اَنْ تتباهى اَمَامَ الكونِ كُلِّهِ بِحُدُوِدِ حَمُورَابي وَتَشْرِيعَاتِهِ الوَضْعِيَّةِ غَيْرِ الفَوْقيَِّةِ الالَهيَّة؟ وَتَرَاهُ وَبِكُلِّ وَقَاحَةٍ وَعِزَّةِ نَفْسٍ شَيْطَانِيَّةٍ غَيْرِ اِيمَانِيَّة يُرَدِّدُ مَعَ وَلَدِهِ في البيتِ والمَدْرَسَة قوانينَ حمورابي ومنها وَمَنْ بنَى بيتاً مِنْ مُهَنْدِسِي البناء فَانْهَدَمَ على اَصْحَابِهِ يُقْتَل؟ وانتم تعلمونَ جَيِّداً اَيُّهَا الاخوة اَنَّ اِقَامَةَ حُدُودِ الله هِيَ مِنْ اَكْبَرِ شَعَائِرِ الله وَهِيَ خَيْرٌ عِنْدَ اللهِ مِنْ سُجُودِ ذَلِكَ الوَلِيّ وَمَا يَتْبَعُهُ مِنْ نُزُولِ المَطَرِ بِبَرَكَةِ دُعَائِهِ اَرْبَعِينَ يوماً؟ نعم اَيُّهَا الاُخْوَةُ الكرام لَقَدْ كَانَتِ الغَامِدِيَّةُ رضيَ اللهُ عنها مُتَشَوِّقَةً كثيراً وَ جِدّاً حتى تَعُودَ الى دَائِرَةِ اللهِ وَمَحَبَّتِهِ بِطَهَارَتِهَا وَنَقَائِهَا وَصَفَائِهَا الجِسْمِيِّ وَالرُّوحِيّ عَلَى عَكْسِ الذينَ يَدَّعُونَ النَّقَاءَ وَالصَّفَاءَ الرُّوحِيَّ وَيَضْرِبُونَ اَجْسَادَهُمْ بِاَلْفِ ضَرْبَةٍ مِنَ الشِّيش(مِمَّنْ يُسَمُّونَ اَنْفُسَهُمْ اَصْحَابَ الطريقةِ الرِّفَاعِيَّة؟ وَاُقْسِمُ باللهِ العظيم اَنَّ احمد الرفاعي بَرِيءٌ منهم وَمِنْ اَمْثَالِهِمْ مِنْ اَصْحَابِ التَّشَيُّعِ الزَّائِفِ وَالنِّيَاحَةِ وَاللَّطْمِيَّات)وَلَكِنَّهُمْ وَاَتَحَدَّاهُمْ لَيْسُوا على اسْتِعْدَادٍ اَبَداً اَنْ يَضْرِبُوا اَنْفُسَهُمْ ضَرْبَةً خَفِيفَةً اَوْ جَلْدَةً وَاحِدَةً مُؤْلِمَةً مِنْ اَجْلِ اِقَامَةِ حدودِ اللهِ مِنْ جَلْدٍ اَوْ قَطْعٍ اَوْ قَتْلٍ اَوْ صَلْبٍ اَوْ نَفْيٍ مِنَ الاَرْض؟ بَلْ اِنَّهُمْ لَيْسُوا على استعدادٍ لاَنْ يَعْتَرِفُوا بِهَفْوَةٍ صَغِيرَةٍ فقط*(كَمَا فَعَلَ ماعز والغامدية رضي الله عنهما)* وَلا اَقُولُ غلطة كبيرة ِمِنْ اَخْطَائِهِمُ الكثيرةِ الوَقِحَة و التي قالَ اللهُ عنها{يَا اَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا لِمَ تقولونَ مَا لا تفعلون كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ اَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُون}بَلْ اِنَّ الذينَ يُعَطِّلُونَ حدودَ اللهِ قد يَخْرُجُونَ مِنْ مِلَّةِ الاسلام اِذَا لَمْ يُحْيُوهَا بَعْدَ اَنْ اَمَاتُوهَا وَيَعْمَلُوا بِهَا وَيُطَبِّقُوهَا مِنْ جديدٍ بَعْدَ اَنْ هَجَرُوهَا بَلْ هَجَرُوا القُرْآنَ الذي شَرَعَهَا اَيضاً حتى اَنَّ نَبِيَّنَا محمد رسولُ الله مَازالَ الى الآن يشتكي الى اللهِ في قبرِهِ بِقَوْلِهِ{يَا رَبِّ اِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذا القرآنَ مَهْجُورَا} بدليلِ قولِهِ تعالى{اَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ اِلَّا خِزْيٌ في الحياةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ القِيَامَةِ يُرَدُّونَ الى اَشَدِّ العَذَاب وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون} اَمَا يَكْفِينَا هذا الْخِزْيُ في الحياةِ الدنيا واللهُ تعالى يقول{وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاة} اَمَا يكفينا حِينَمَا نَتْرُكُ لِهَؤُلاءِ اللُّصُوصِ المُجْرِمِينَ الحَبْلَ عَلَى غَاربِهِ يَنْهَبُونَ وَيَسْرِقُوَنَ وَيَقْتُلُونَ دُونَ رَحْمَة وَمَنْ يُحَاولُ اللَّحَاقَ بِهِمْ اَوْ رَدْعَهُمْ اَوْ اِيقَافَهُمْ عِنْدَ حَدِّهِمْ فَاِنَّ مَصِيرَهُ المَوْت ُغَالِباً ونحنُ مَا زِلْنَا الى الآنَ نَتَّهِمُ الاسلامَ بِالْقَسْوَةِ وَالوَحْشِيَّةِ فِي تَشْرِيعِهِ قَطْعَ يَدِ السَّارِقِ اَوْ جَلْدَ القاذِفِ اَوِ الزَّانِي اَوْ رَجْمَ الزَّانِي بِشُرُوطٍ قد تكونُ تَعْجِيزِيَّة دُونَ اَنْ نَتَّهِمَ وَاحِداً مِنْ هَؤُلاءِ المجرمينَ بِذَرَّةٍ مِنَ القَسْوَةِ اَوِ الوَحْشِيَّةِ بَلْ نُبَارِكُ لَهُمْ اِجْرَامَهُمْ وَقََتْلَهُمْ لِلاَطْفَالِ وَ اغْتِصَابَ النِّسَاءِ وَسَرِقَةَ الاَمْوَالِ الكَثِيرَةِ التي يَجُوعُ بِسَبَبِهَا النَّاسُ وَكُلُّ ذَلِكَ تَحْتَ سِتَارِ مُكَافَحَةِ الاِرْهَابِ المَزْعُومِ بِاَيَادِي خَائِنَةٍ غَيْرِ اَمِينَةٍ تَسْتَحِقُّ القَطْعَ اَلْفَ مَرَّةٍ وَلا اَقُولُ مَرَّةً وَاحِدَة؟ بَلْ اِنَّهُ واللهِ تَحْتَ سِتَارِ الدِّفَاعِ عَنِ الاِبَاحِيَّةِ بِكُلِّ اَشْكَالِهَا مِنْ زنى ولواط وسرقة وخمور ومخدرات وغيرِهَا مِنْ وَقُودِ الشَّيَاطِين الى دَرَجَةِ الاسْتِمَاتَةِ في سبيلِ الشَّيْطََانِ مِنْ اَجْلِ بَقَائِهَا وَتَطْوِيرِهَا الى اَشْكَالٍ لَمْ تَكُنْ مَعْرُوفةً مِنَ السَّادِيَّةِ القبيحةِ وَمَا كانَ ذَنْبُ الاسلامِ اِلَّا اَنَّهُ يَعْمَلُ جَاهِداً على تَهْذِيبِهَا بِتَشْرِيعَاتِهِ الحَكِيمَةِ حَتَّى لا تَنْتَشِرَ الفَوْضَى الابَاحِيَّةَ وَالاَمْرَاضَ النَّاتِجَةَ عَنْهَا مِنْ شَقَاءٍ وَتَعَاسَةٍ وَدَمَارٍ لِلْبَشَرِيَّةِ في المجتمعاتِ الانْسَانِيَّةِ كُلِّهَا؟وَاُقْسِمُ باللهِ العَظِيمِ اَنَّ عِيدَ الاَضْحَى المبارك كثيرٌ علينا؟ وَعَنْ أيِّ اَضْحَى اَوْ تَضْحِيَةٍ نَتَحَدَّث وَاِلَى أيَّةِ دَرَجَةٍ مِنَ التَّضْحِيَةِ اَوِ الفِدَاءِ وَصَلْنَا اِذَا كانَ اسماعيلُ عليهِ السلام لَمْ يَزْنِ كَمَا زَنَى ماعز او الغامدية وَلَمْ يُصِبْ حَدّاً مِنْ حُدُودِ اللهِ وَلا مَا يَسْتَحِقُّ اَنْ يُعَاقَبَ عَلَيْهِ بِحَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ وَمَعَ ذَلِكَ قَدَّمَ رَقَبَتَهُ لِلذَّبْحِ بِسِكِّينِ وَالِدِهِ المِسْكِين وَكَادَتِ الفَجِيعَةُ الكُبْرَى اَنْ تَشْمَلَ آلَ ابْرَاهِيمَ جَمِيعاً قُرْبَاناً الى اللهِ وَصَبْراً عَلَى قَضَائِهِ وَقَدَرِِهِ لَوْلا اَنْ فَدَاهُ اللهُ بِذِبْحٍ عَظِيم وَلَكِنَّهُ كَانَ بَريئاً لَمْ يَفْعَلْ شَيْئاً يَسْتَحِقُّ اَنْ يَمُوتَ بِسَبَبِهِ كَمَا فَعَلَتِ الغَامِدِيَّةُ وَمَاعِزوَلَذَلِكَ نَجَّاهُ اللهُ كَمَا نَجَّى اَخَاهُ المَسِيحَ بْنَ مَرْيَمَ لِنَفْسِ السَّبَب اِلَى اَجَلٍ مُسَمَّى؟ هَلْ مِنَ المَعْقُولِ اَنْ يَكُونَ اليهودُ الذين قَتَلُوا اَنْفُسَهُمُ اسْتِجَابَةً لاَمْرِ اللهِ حينَما عَبَدُوا العِجْلَ خَيْرٌ مِنْ هَؤُلاءِ المسلمينَ الذينَ يُعَطِّلُونَ حُدُودَ الله؟ لِمَاذَا لايَتَّهِمُ اَحَدٌُُُُُُُُُُ مِنَ النَّاسِ التَّوْرَاةَ وَتَشْريعَاتِهَا بِالقَسْوَةِ وَ بِالوَحْشِيَّةِ حينَما قَتَلُوا اَنْفُسَهُمْ بِاَنْفُسِهِمْ وَكَانَ الاَبُ يَقْتُلُ ابْنَهُ وَالابْنُ يَقْتُلُ اَبَاهُ وَالاَخُ يَقْتُلُ اَخَاه؟ اَمْ اِنَّهَا مِحْرَقَةٌ فَظِيعَة يَجِبُ السُّكُوتُ عَنْهَا وَاِنْكَارُهَا وَاِلْغَاؤُهَا مِنَ التَّارِيخِ اليَهُودِيّ لاَنَّهَا تَجْلِبُ العَارَ لاَجْدَادِهِمْ وَاَحْفَادِهِمْ عَلَى السَّوَاء وَلَنْ يَحْتَرِقُوا فِي جَهَنَّمَِ اِلا مُدَّةَ الاَيَّامِ التي عَبَدَ فِيهَاآبَاؤُهُمُ العِجْلَ؟ وَاقُولُ لِهَؤُلاءِ{هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُون{لَيٍْسَ بِاَمَانِيِّكُمْ وَلا اَمَانِيِّ اَهْلِ الكتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِه{وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ اُخْرَى}
نََعَمْ اَيُّها الاُخْوَةُ الكِرَام لَقَدْ اَصْبَحَتْ تَكَالِيفُ الزَّوَاجِ تَمْنَعُ مِنَ الزَّوَاج وَتَجْعَلُ الشَّابَّ يُحْجِمُ وَيَمْتَنِعُ عَنِ الزواج؟ لاَنَّنَا مُجْتَمَعٌ ابْتُلِينَا بِالمَظَاهِرِ؟ وَبِحُبِّ الظُّهُور؟ فَاَصْبَحَ الذي لايُنْفِقُ على زَوَاجِ ابْنِهِ اَوِ ابْنَتِهِ المَلايينَ كَاَنَّهُ لايُحِبُّ ابْنَتَهُ وَلا ابْنَهُ؟ ثُمَّ تَسْمَعُهُ وَهُوَ يقولُ لَكَ بِكُلِّ بُرُودَةٍ وَاسْتِهْتَار اِنَّهَا فَرْحَةُ العُمُر؟ وَاَقُولُ لاَمْثَالِ هَؤُلاءِ نَعَمْ هِيَ فَرْحَةُ العُمُر؟ وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ اَنْ تَتَّقُوا غَضَبَ اللهِ وَتَنْضَبِِطُوا بِضَوَابِطِ الشَّرْعِ التي حَدَّدَهَا لَكُمْ سبحانه؟ واِلَّا فَاِنَّ المُنْتَقِمَ الجَبَّار لَنْ يَضْبِطَ لَكُمْ حَجْمَ العَذَابِ الذي سَتُعَانُونَهُ في حريقِ جهنم؟ وَانْظُرْ اخي الى الزواجِ حِينَمَا يَكُونُ مِنْ اَوَّلِ خُطْوَةٍ فِيمَا يُرْضِي اللهَ عَزَّ وَجَلّ وَكَمْ يكونُ مُوَفَّقاً؟ وَاَمَّا اِذَا كَانَتْ اَوَّلُ خُطْوَةٍ خَاطِئَةً بمعنى اَنَّ الزواجَ بَدَاَ بِدَايَةً خَاطِئَة فَمَاذَا يَتَرَتَّبُ على هذهِ الخُطْوَة؟ طَبْعاً وَبِكُلِّ تَاْكِيدٍ سَيَتْبَعُهَا اَخْطَاءٌ كثيرة؟ وَللهِ المَثَلُ الاَعْلَى اخي اِذَا كُنْتَ تَسْهَرُ على دِرَاسَةِ اَوْ حَلِّ مَسْاَلَةٍ رِيَاضِيَّةٍ حِسَابِيَّةٍ مِنْ اَجْلِ التَّحْضِيرِ لِلامْتِحَان؟ فَاِذَا بِكَ وَقَدْ وَصَلْتَ الى حَلٍّ لِهَذِهِ المَسْاَلَة؟ وَلَكِنَّهُ حَلٌّ خَاطِىء؟ فَمَاذَا يَحْدُثُ اِذَا اَرَدْتَّ الاسْتِمْرَارَ في الحُلُول؟ طَبْعاً كُلُّ مَا يَتَرَتَّبُ اَوْ يَنْتُجُ عَنْ هَذا الحَلِّ الخَاطِىءِ مِنْ حُلُول سَتَكُونُ جَمِيعُهَا اَيضاً حُلُولاً خَاطِئَةً حَتْماً؟ وَاَمَّا اِذَا كانَ الحَلُّ الاَوَّلُ صَحِيحاً؟ فَمِنَ المُمْكِنِ اَنْ يَتَرَتَّبَ عَلَيْهِ اَوْ يَنْتُجَ عَنْهُ حُلُولٌ صَحِيحَة؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الاسلامَ اَمَرَكَ اخي (مِنْ اَوَّلِ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا اَنْ تَكُونَ صَحِيحَة؟ مِنْ اَجْلِ حَلِّ المَسَائِلِ الرِّيَاضِيَّةِ الزَّوْجِيَّة؟وَتَسْتَطِيعُ بِهَا اَنْ تُوَفِّرَ عليكَ كثيراً مِنَ العَنَاءِ وَ المَشَاكِلِ الزَّوْجِيَّةِ وَوَجَعِ الرَّاْس؟ وَدُونَ اَنْ تَضْرِبَ اَخْمَاساً كثيرةً بِاَسْدَاسٍ كثيرةٍ اَيْضاً؟ وَقَدْ يَنْتُجُ عَنْهَا حُلُولٌ كثيرةٌ صَحِيحَةٌ لِمَسَائِلِ الطَّلاقِ وَالمِيرَاثِ الرِّيَاضِيَّةِ اَيْضاً) وَذَلِكَ بِاَنْ تَخْتَارَ ذَاتَ الدِّين؟ وَاَمَرَ اَوْلِيَاءَ الفَتَاةِ اَنِْ يَخْتَارُوا لَهَا ذَاالدِّين(المُتَدَيِّن) بدليلِ قولهِ عليهِ الصلاةُ والسلام[اِذَا اَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوه؟ اِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ في الاَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيض(كَهَذِهِ الحُلُولِ الرِّيَاضِيَّةِ الفَاسِدَةِ التي تَكَلَّمْنًَا عَنْهَا؟ بِسَبَبِ الخُطْوَةِ الاُولَى الفَاسِدَةِ وَهِيَ اخْتِيَارُ غَيْرِ ذَوِي اَوْ ذَوَاتِ الدِّين؟ نَعَمْ أخي دين + اخلاق) قد يقولُ قائل لِمَاذَا ذَكَرَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ الدِّينَ +الخُلُق؟ اَمَا يَكْفِي الدِّين؟ وَالجَوَابُ على ذلكَ اَنَّ الطِّبَاعَ تَخْتَلِفُ في المُجْتَمَعَات؟ وَمِنَ الجَائِزِ اَنْ يَاْتِيَ اِلَيْنَا اِنْسَانٌ مِنَ البَادِيَةِ وَالصَّحْرَاءِ وَهُو صَاحِبُ دِينٍ مِنَ المُتَدَيِّنِينَ المُتَمَسِّكِينَ بِدِينِهِمْ جَيِّداً؟ وَلَكِنْ لَدَيْهِ اَطْبَاعٌ اَوْ طِبَاعٌ قَاسِيَة؟ بِسَبَبِ قَسْوَةِ البَادِيَةِ التي عَاشَ فِيهَا؟ فَاِذَا تَزَوَّجَ امْرَاَةً مِنْ بِيئَتِهِ فَقَدْ تَصْبِرُ عليه؟ وَاَمَّا اَنَّهُ يَاْتِي وَيَتَزَوَّجُ مِنِ امْرَاَةٍ مِنْ غَيْرِ بِيئَتِهِ وَهِيَ مُتَعَوِّدَةٌ عَلَى السَّلاسَةِ وَحُسْنِ الخُلُقِ فَهُنَا لا يُمْكِنُ اَنْ يَحْصَلَ وِفَاقٌ بَيْنَ الطَّرَفَيْن؟ كَمَا حَصَلَ ذَلِكَ تَمَاماً مَعَ فاطمةَ بِنْتِ قَيْس رضي اللهُ عنها؟ حينَما قَالَتْ خَطَبَنِي اَبُو جَهْمٍ ومعاويةُ بْنُ اَبِي سُفْيَان رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ الله اَنَا فِي حَيْرَةٍ مِنْ اَمْرِي بِسَبَبِ هَذَيْن؟ فَمَنْ اَتَزَوَّجُ مِنْهُمَا؟ هَلْ اَبُو جَهْم؟ اَمْ مُعَاوِيَة؟ فَمَاذَا قالَ لَهَا رسولُ اللهِ عليهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام؟ قالَ لَهَا اَمَّا اَبُو جَهْمٍ فَاِنَّهُ رَجُلٌ لايَضَعُ العَصَا عَنْ عَاتِقِه(وَهَذِهِ العَصَا تَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْن؟ المَعْنَى الاَوَّل اَنَّهُ كَثِيرُ الاَسْفَار وَيَضَعُ الزَّادَ مِنَ الطَّعَامِ فِي خِرْقَةٍ مِنَ الثِّيَابِ وَيَرْبِطُهُ بِالعَصَا ثُمَّ يَضَعُ العَصَا عَلَى كَتِفِه؟ وَالمَعْنَى الثَّانِي اَنَّهُ لايَضَعُ العَصَا عًنْ عَاتِقِه بمعنى اَنَّ عِنْدَهُ قَسْوَةً كَبِيرَةً عَلَى النِّسَاء؟ وَفِعْلاً اَخِي وَصَدَقَ الرَّسُولُ الاَعْظَمُ فَاِنَّكَ تَرَى البِيئَاتِ تَخْتَلِفُ مِنْ مَكَانٍ اِلَى مَكَان؟ فَتَرَى فِي بِيئَةٍ مَثَلاً زَوْجَةً تُرِيدُ مِنْ زَوْجِهَا اَنْ يُسَافِرَكَاِخْوَانِنَا في جزيرةِ اَرْوَاد وَهِيَ مِنْطَقَةٌ سِيَاحِيَّةٌ مُمْتَازَةٌ جِدّاً عِنْدَنَا في طرطوس اَنْصَحُ الجميعَ بِزِيَارَتِهَا مِنْ اَجْلِ قَضَاءِ اَوْقَاتٍ سَعِيدَةٍ فِيهَا وَهُنَاكَ سَيَسْمَعُونَ المَرْاَةَ تَقُولُ لِجَحْشِهَا عَفْوَاً اَقْصِد لِزَوْجِهَا(يَعِصَّابِي بَدِّكْ تَظَلِّي هكذا رْقَيْطِيِّ قَاعْدِي لا شَغْلِي ولا عَمْلِي بْتَاكْلِي رْغِيفْ مْقَرَّصْ مِنْ دَقِنِ مْعَرَّصْ لماذا لاتذهبينَ وتسافرينَ مِنْ اجلِ اَنْ تَجْلُبِي لنا الاموال؟ فيقولُ الرجلُ لزوجتِهِ كُولْ هَوَى وْلَاه اَنَا جِبْتَكْ مِنْ بِيتْ اَبُوكْ شِحَّيادْ اِي شُوِّي هَلِّيقْ شِبَكْ حَياطِطْ نِقْرَك مِنْ نِقْرِي) ثُمَّ تَرَى اَخِي فِي بيئةٍ اُخْرَى زَوْجَةً لاتَتَحَمَّلُ سَفَرَ زَوْجِهَا وَلا بُعْدَهُ وَلا فِرَاقََهُ دَقِيقَةً وَاحِدَة وَعِنْدَنَا في طرطوس مَثَلاً يقولُ الرَّجُلُ لِزَوْجَتِهِ(إِي شُو بَدِّي ضَلّ قَاعِدْ وَحَضِرْتِكْ كَابْسِي عْلَيِّ مْخَلَّلْ وْبَاتِنْجَانْ وُفْلَيْفْلِي حَدِّي؟ فَتَقُولُ المَرْاَةُ لِزَوْجِهَا اِذَا ابْتَعَدْتَّ عَنِّي مِتْرَاً وَاحِدَاً سَاَجْعَلُ قُرُونَكَ تَصِلُ الى السَّمَاء يَا اَبُو اِيْرْ عَسَلْ وَزِبْدِي) وَلِذَلِكَ وَمِنْ اَجْلِ اَنْ يَبْقَى التَّوَافُقُ دَائِماً بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ وَبِتَوْفِيقِ اللهِ سُبْحَانَهُ فَقَدْ حَضَّ الاِسْلامُ عَلَى التَّكَافُؤِ بَيْنَ الزَّوْجَيْن وََاَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمَا تَمَاثُلٌ وَتَقَارُبٌ لِمَاذا؟حَتَّى يَسْتَمِرَّ الزَّوَاج وَلَيْسَ فِيهِ تِلْكَ التَّعْقِيدَات وَلايُؤَدِّي الى الطَّلاق اَوِ المُخَالَعَة الاِجْبَارِيَّة اَوِ الرِّضَائِيَّة؟ فَكَاَنَّهُ صلى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَهَا لا تَتَزَوَّجِي مِنْ هَذَا الرَّجُل(اَبُو جَهْم) ثُمَّ يقولُ عليهِ الصلاةُ والسلام وَاَمَّا مُعَاوِيَةُ فَاِنَّهُ رَجُلٌ صُعْلُوك لايَمْلِكُ المال؟ وَكَانَ رضيَ اللهُ عَنْهُ فَقِيراً؟ وَكَانَ اَبُوهُ اَبُو سُفْيَان رَجُلاً شَحِيحاً بَخِيلاً عَلَيْهِ وَعَلَى اُمِّه؟وَلِذَلِكَ لَمْ يَرْضَ رسولُ اللهِ لَهَا اَنْ تَتَزَوَّجَ مِنْهُ وَلا مِنْ اَبِي جَهْم؟ وَفَجْاَةً وَدُونَ اَنْ تَسْاَلَهُ اَوْ تَطْلُبَ مِنْهُ اَرْشَدَهَا عليه الصلاة والسلام وَقالَ لَهَا تَزَوَّجِي اُسَامَةَ بْنَ زَيْد؟ قد يقولُ قائل هَلْ هذا الكلامُ مِنْ اِرْشَادَاتِ الرَّسُولِ الكريمِ لَهَا وَحَاشَاهُ اَنْ يَكُونَ مِنَ الغَيْبَةِ المُحَرَّمَة؟ وَالجوابُ على ذلكَ مَعَاذَ الله لا يُعْتَبَرُ ذَلِكَ الاِرْشَادُ مِنَ الغَيْبَةِ المُحَرَّمَة بِشَرْط وَهُوَ اَنْ يَكُونَ بِحُدُودِهِ المَشْرُوعَةِ وَلِلضَّرُورَةِ القُصْوَى المُقَدَّرَةِ بِقَدَرِهَا(والمَحْدُودَة مِنَ الكَلامِ اللازِمِ المَحْدُودِ اَيْضاً وَفِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالْمُصَاهَرَةِ فَقَط وَهَذَا مَا فَعَلَهُ رسولُ اللهِ بِالضَّبْطِ حِينَمَا اَعْطَاهَا جَوَاباً عَلَى قَدِّ السُّؤَالِ وَكَلِمَةِ اللُّزُومِ فَقَطْ وَلَمْ يَشْرَحْ لَهَا قِصَّةَ حَيَاتِهِمَا مِنَ الاَلِفِ الى اليَاء كَمَا يَفْعَلُ بَعْضُ السُّفَهَاءِ مِنَ النَّاسِ في سَهْرَةٍ طَوِيلَةٍ حَتَّى الصَّبَاحِ البَاكِر) كَمَا اَنَّ عُلُومَ مُصْطَلَحِ الحَدِيث وَمِنْهَا التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيح لايُمْكِنُ اعْتِبَارُهَا اَيْضاً بِحَالٍ مِنَ الاَحْوَالِ مِنَ الغِيبَةِ المُحَرَّمَة شَرْعاً بدليلِ قولِهِ تعالى عَنْ هَؤُلاءِ الرُّوَاةِ لِلْحَدِيثِ وَاَمْثَالِهِمْ (وَاَرْجُو اَنْ يَنْتَبِهَ الشِّيعَةُ وَالعَلَوِيُّونَ مِنْ طَائِفَتِي الكريمةِ وَغَيْرُهِمْ لِمَا اَقُولُهُ جَيِّداً){يَا اَيُّهَا الذينَ آمَنُوا اِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَاْ(وَالفَاسِقُ هُنَا افْتِرَاضِيّ؟ بمعنى عليكم اَنْ تَفْتَرِضُوا فِسْقَهُ افْتِرَاضاً لا حَقِيقَةً رَيْثَمَا تَتَحَقَّقُونَ مِنْ صِدْقِه؟ وَحَقِيقَةً اِذَا تَحَقَّقْتُمْ مِنْ كَذِبِه{ فَتَبَيَّنُوا(أيْ تَثَبَّتُوا؟ وَلَمْ يَقُلْ سبحانَهُ صَدِّقُوا هذا الفَاسِقَ الافْتِرَاضِيّ؟ لَكِنَّهُ لَمْ يَقُلْ اَيضاً كَذِّبُوه؟ بَلْ قَالَ تَبَيَّنُوا أيْ تَحَقَّقُوا؟ وَلِذَلِكَ تَحَقَّقَ عُلَمَاءُ اَهْلِ السُّنَّةِ مِنْ ذَلِكَ جَيِّداً بِمَا يُسَمَّى عِلْمَ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيل{ اَنْ (بِمَعْنَى لِئَلَّا{ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين} قد يقولُ قائل كيفَ نَفْتَرِضُ فِسْقَهُ واللهُ تعالى يقول {يَا اَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ اِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ اِثْم} وَاَقولُ لَكَ كَلامُكَ صحيح وَيَدْعَمُهُ بِقُوَّةٍ اَيضاً قاعدةٌ شرعيَّة قضائيَّة مشهورة وهي اَنَّ الاَصْلَ في الاِنْسَانِ البَرَاءَة وَكُلُّ مُتًّهَم برِيء حتى تَثْبُتَ اِدَانَتُه؟ لَكِنَّ اللهَ تعالى لَمْ يَقُلْ لَنَا اجْتَنِبُوا كُلَّ الظَّنّ؟ وَاِنَّمَا قالَ كثيراً مِنَ الظَّنّ؟ وَقَالَ اَيضاً اِنَّ بَعْضَ الظَّنّ؟ وَلَمْ يَقُلْ كُلَّ الظَّنّ؟ فَاَيْنَ ذَهَبْتَ بِبَقِيَّةِ الظَّنّ الذي لَمْ يَاْمُرْ سبحانَهُ بِاجْتِنَابِه لاَنَّهُ قَدْ يكونُ حَقّاً وِصِدْقَا وَقَدْ يكونُ اتِّهَامُكَ لانْسَانٍ مَا صحيحاً فِي مَحَلَِّه؟ ثُمَّ مَنْ قَالَ لَكَ اَنَّنَا اَسَاْنَا الظَّنّ حينَما افْتَرَضْنَا فِسْقَهُ افْتِرَاضاً مَجَازيّاً لا حقيقةً فَمِنَ الجَائِزِ اَنْ يَكُونَ مُؤْمِناً صَادِقاً وَمِنَ الجَائِزِ اَنْ يَكُونَ فاسِقاً كَاذِباً بَلْ اِنَّهُ يَبْقَى بَرِيئاً مِنْ هذَا الفِسْقِ الحَقِيقِيّ دُونَ الافْتِرَاضِيّ حَتَّى تَثْبُتَ اِدَانَتُهُ بَعْدَ اَنْ نَتَحَقَّقَ مِنْ كَذِبِه؟ وَلِذَلِكَ عَانَى عُلَمَاءُ الحَدِيثِ السُّنَّة كثيراً الى دَرَجَةِ اَنَّهُمْ اَفْنَوْا حَيَاتَهُمْ بَلْ خَاطَرُوا بِهَا مسافرينَ وَلَوْ الى الصِّين مِنْ اَجْلِ اَنْ يُحَقِّقُوا في الاَحَادِيث مِنْ اَجْلِ اِعْطَائِهَا دَرَجَةً مِنْ دَرَجَاتِ القُوَّةِ اَوِ الضَّعْفِ بِمَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ التَّجْرِيحِ وَالتَّعْدِيل؟وَالتَّعْدِيلُ هُوَ رِوَايَةُ الحَدِيثِ عَنْ فُلانٍ وفلانٍ وفلانٍ وفلان آخَرَ مِنَ النَّاس؟ ثُمَّ يَاْتِي عُلَمَاءُ الحَدِيثِ ويقولونَ عَنْهُمْ اَنَّهُمْ عُدُول (صَادِقون) فَاِذَا صَادَفَ وَاتَّفَقَ اَنْ وَصَلُوا الى اِنْسَانٍ اَوْ فُلانٍ مِنْهُمْ غَيْرَ عَادِل يَسْتَحِقُّ التَّجْرِيحَ وَالطَّعْن؟اِمَّا لاَنَّهُ لَمْ يُعَاصِرْ هَذَا الصَّحَابِيَّ اَوِ التَّابِعِيَّ الذي رَوَى عَنْه؟ اَوْ لاَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الحَدِيثَ مُبَاشَرَةً مِنْ رسولِ الله؟ اَوْ لاَسْبَابٍ اُخْرَى؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ يقولُ عَنْهُ عُلَمَاءُ الحديثِ اَنَّهُ يَتَوَهَّمُ سَمَاعَ الحَدِيث؟ اَوْ اَنَّهُ كَثِيرُ النِّسْيَان؟ اَوْ اَنَّهُ كَذَّاب(لاحِظْ مَعِي اخي جَيِّداً احْتِيَاطَهُمْ رضيَ اللهُ عنهم وَاَرْضَاهُمْ حينما يكونُ الكَذِبُ آخِرَ الاحْتِمَالاتِ عِنْدَهُمْ حَتَّى لايَظْلِمُوا اَحَداً مِنَ النَّاس وَلايَتَسَرَّعُوا في الحُكْمِ عليه وَذَلِكَ مِنْ اَعْظَمِ الاَمَانَاتِ العِلْمِيَّةِ التي اَعْطَوْهَا حَقَّهَا كَامِلاً وَلَمْ يَخُونُوهَا يَوْماً مِنَ الاَيَّامِ كَمَا خَانَهَا غَيْرُهُمْ مِنْ بَقِيَّةِ الفِرَقِ وَالاَدْيَانِ الضَّالَّة وَلِذَلِكَ اسْتَحَقُّوا اَنْ يَكُونُوا بِحَقّ مَفْخَرَةَ هَذِهِ الاُمَّة) لِيُبَيِّنُوا مِنْ خلالِ ذلكَ صِفَتَهُ التِي تَجْعَلُ الحَدِيثَ ضَعِيفاً(فَهَلْ هَذَا يُسَمَّى غِيبَةً مُحَرَّمَة)وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدِ احْتَاطُوا جَيِّداً(عَظَّمَ اللهُ اَجْرَهُمْ وَجَزَاهُمْ خَيْراً فَقَدْ تَعِبُوا كثيراً رَحِمَهُمُ اللهُ وَرَضِيَ عَنْهُمْ؟ وَلَمْ تَلْقَ الكُتُبُ السَّمَاوِيَّةُ السَّابِقَةُ مِنَ الاهْتِمَامِ مِثْلَمَا اهْتَمُّوا هُمْ بِاَحَادِيثِ رسولِ اللهِ عليهِ الصلاةُ والسلام؟ وَبِذَلِكَ رَفَعُوا رَاْسَ هذهِ الاُمَّةِ عالياً بِعُلُومِهِمْ سَوَاءٌ كانَتْ شَرْعِيَّة اَوْ غيْرَها)وَلَمْ يُسَمُّوا مُعْظَمَ الاَحَاديثِ المَشْبُوهًَةِ بِالكَاذِبَةِ احْتِيَاطاً؟ بَلْ سَمَّوْها بِالضَّعِيفَة؟ لاَنَّهُمْ وَجَدُوا كَثِيراً مِنَ الاَحَادِيثِ الضَّعِيفَةِ المُشَابِهَةِ لِذَاكَ الحديث؟ وَالتِي يُقَوِّي بَعْضُهَا بَعْضاً مِنْ كَثْرَةِ رِوَايَتِهَا عَنْ اُنَاسٍ عُدُول؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اَكْثَرَ العُلَمَاءِ على اَنَّ الحَدِيثَ الضَّعِيفَ مَقْبُولٌ في فَضَائِلِ الاَعْمَالِ النَّافِلَةِ وَالمَنْدُوبَةِ وَالمُسْتَحَبَّةِ دُونَ الاَعْمَالِ الواجبةِ اَوِ المَفْرُوضَة؟ لاَنَّ هذهِ الاخيرةَ تحتاجُ الى اَحَادِيثَ مُتَوَاتِرَةٍ قَطْعِيَّةِ الثُّبُوتِ عَنْ رسولِ الله عليهِ الصلاةُ والسلام؟ لا ظَنِّيَّةِ الثُّبُوتِ كَالاَحَادِيثِ الضَّعِيفَة؟ نَعَمْ اخي وَحينَما نَقُولُ مَثَلاً جَاءَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَة الى النبيِّ عليهِ الصلاةُ والسَّلام؟ فَقَالَتْ يَارَسُولَ الله اِنَّ اَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيح(لايُنْفِقُ عَلَيَّ وَلا عَلَى اَوْلادِي) فَقَالَ خُذِي مَا يَكْفِيكِ اَنْتِ وَبَنُوكِ بِالْمَعْرُوف(أيْ خُذِي وَلَوْ مِنْ دُونِ عِلْمِهِ الحَاجَاتِ الضَّرُورِيَّةِ فَقَطْ غَيْرِ الكَمَالِيَّة) فَحِينَمَا يُرْوَى هَذَا الحَدِيث هَلْ نَقُولُ لِرَاوِي الحَدِيث اَنْتَ تَغْتَابُ غِيبَةً مُحَرَّمَة؟ وَهَلْ يَحِقُّ لَنَا شَرْعاً اَنْ نَقُولَ لِرَسُولِ اللهِ اَنْتَ تَغْتَاب؟ لِمَاذَا اِذاً لَمْ يَقُلْ لَهَا الرَّسُولُ الاَعْظَمُ الاَكْرَم وَلَمْ يَسْاَلْهَا قَائِلاً؟ لِمَاذَا تَغْتَابِينَ زَوْجَكِ وَتَقُولِينَ عَنْهُ اَنَّهُ شَحِيح؟ لاَنَّكَ اخي حينَمَا تَشْكُو اَمْرَكَ الى اِنْسَانٍ علَى اِنْسَانٍ آخَرَ فَهَلْ اَنْتَ تَغْتَابُ هذا الآخَرَ اَمَامَ ذَاكَ الانسانِ الذي يَسْمَعُ شَكْوَاك؟ وَحِينَمَا تَهُمُّ اَنْ تَرْفَعُ دَعْوَى اَمَامَ القَضَاءِ يا اخي هَلْ مِنَ المَعْقُولِ اَنْ تَاْتِيَ وَتَقُولَ في نَفْسِكَ اَنَّ فُلاناً مِنَ النَّاسِ ِظَلَمَنِي وَاعْتَدَى عَلَيَّ وَلا اَسْتَطِيعُ اَنْ اُقَدِّمَ شَكْوَى ضِدَّهُ الى القَضَاءِ حَتَّى لا تَكُونَ غِيبَةٌ مُحَرَّمَةٌ بِحَقِّي؟ اَمْ اَنَّ الشَّرْعَ الاسلامِيَّ اَبَاحَ لَكَ الغِيبَةَ في هذهِ الحَالَة؟ نَعَمْ اخي لَقَدْ اَبَاحَ الاسلامُ لَكَ الغَيْبَةَ فِي هذهِ الحالةِ وفي خَمْسِ حالاتٍ اُخْرَى لامَجَالَ لِذِكْرِهَا الآن؟ قد يقولُ قائل عَنْ هِنْدَ بْنْتِ عُتْبَةَ رَحِمَهَا اللهُ وَغَفََرَ لَهَا اَنَّهَا اَقَامَتْ دَعْوَى عَلَى زَوْجِهَا اَنَّهُ بخيل فَكَيْفَ يَحْكُمُ لَهَا رَسُولُ اللهِ دُونَ اَنْ يَسْاَلَ الطَّرَفَ الآخَرَ وَهُوَ زَوْجُهَا؟ والجوابُ علَى ذَلِكَ اَنَّهَا فَتْوَى؟ وَلَيْسَتْ دعوى؟ بمعنَى اَنَّهَا اَقَامَتْ فتوى غَيْرَ مُلْزِمَةٍ لِلْمُفْتِي اَنْ يَسْاَلَ الطَّرَفَ الآخَر؟ وَلَمْ تُقِمْ دعوى؟ وَحَتَّى بِالنِّسْبَةِ لِلْقَاضِي فَلا يستطيعُ المُدَّعِي اَنْ يُلْزِمَهُ بِاِحْضَارِِ المُدَّعَى عَلَيْهِ وَسُؤَالِهِ اِذَا لَمْ يُقَدِّمِ المُدَّعِي اَدِلَّةً كَافِيَةً لاِدَانَتِه؟ وَاِلَّا فَاِنَّ المُدَّعَى عَلَيْهِ يَحِقُّ لَهُ اَنْ يَشْتَكِيَ على القَضَاءِ بِتُهْمَةِ اِزْعَاجِهِ وَتَرْوِيعِهِ مِنْ دُونِ مُبَرِّر حَتَّى يَسْتَرِدَّ اعْتِبَارَهُ وَشَرَفَهُ وَسُمْعَتَهُ اَمَام النَّاس؟ كَمَا يَحِقُّ لِلاَجْهزَةِ القَضَائِيَّةِ وَالاَمْنِيَّةِ اَنْ تَتَّخِذَ الاِجْرَاءَاتِ القَانُونِيَّةَ بِحَقِّ مَنْ يَقُومُ بِاِزْعَاجِ السُّلُطَاتِ مِنْ دُونِ مُبَرِّرَاتٍ اَيضاً؟ وحينَمَا جاءَ مَاعِزُ رضيَ اللهُ عَنْهُ وَاعْتَرَفَ عَلَى نَفْسِهِ بِالزِّنَا؟ لَمْ يَاْمُرِ الرَّسُولِ الكريمُ بِاِحْضَارِ مَنْ زَنَى بِهَا؟ وَلَمْ يَاْمُرْ اَيضاً عليه الصلاة والسلام بِاِحْضَارِ مَنْ زَنَى بِالْغَامِدِيَّةِ رضيَ اللهُ عنها وَاِنَّمَا اَرْسَلَ اِلَيْهِمَا كَمَا سَيَاْتِي؟ اِلَّا اِذَا اَقَامَ الرَّجُلُ دَعْوَى زِنَى عَلَى زَوْجَتِه؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَسْتَطِيعُ الزَّوْجُ اَنْ يُلْزِمَ القَاضِي شَرْعاً بِاِحْضَارِ زَوْجَتِهِ مِنْ اَجْلِ مَا يُسَمَّى بِالمُلاعَنَة؟ وَهِيَ رَدُّهَا بَعْدَ اِدْلاءِ زَوْجِهَا عَلَى شَهَادَاتِهِ الاَرْبَعَة وَعَلَى دَعْوَتِهِ عَلَى نَفْسِهِ بِلَعْنَةِ اللهِ اِنْ كَانَ مِنَ الكَاذِبِينَ المُفْتَرِينَ عَلَيْهَا بِشَهَادَاتٍ اَرْبَعَةٍ اَيْضاً مِنْهَا تُكَذِّبُ بِهَا شَهَادَاتِ زَوْجِهَا وَتُفَنِّدُهَا وَتُزْهِقُهَا بِقَوْلِهَا اِنَّهُ مِنَ الكاذبينَ المُفْتَرِينَ عَلَيْهَا ثُمَّ تَدْعُو عَلَى نَفْسِهَا بِغَضَبِ اللهِ عَلَيْهَا اِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِين كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ صَرَاحَةً في سُورَةِ النُّور؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق اِذَا جَاءَ اِلَيَّ اِنْسَانٌ وَاسْتَفْتَانِي فَاِنِّي اُفْتِيهِ عَلَى نَحْوِ مَا اَسْمَعُ مِنْه(وَمِنَ الجَائِزِ اَنْ يَكُونَ مُدَلِّساً؟ اَوْ مُزَوِّراً؟ اَوْ مُفْتَرِياً يَظُنُّ نَفْسَهُ اَنَّهُ يَضْحَكُ عَلَيَّ فِي فَتْوَاهُ؟ وَلَكِنَّهُ لايستطيعُ اَنْ يَضْحَكَ على الله وَذَنْبُهُ عَلَى جَنْبِهِ كَمَا يُقَال؟ وَمَعَ ذلكَ فَاِنِّي اَنْصَحُ العلماءَ المُفْتِينَ اَنْ يَطْلُبُوا مِنْهُ اليَمِينَ المُؤَكِّدَةَ لِكَلامِه؟ وَالاَفْضَلُ اَنْ يَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى المُصْحَفِ الشَّرِيفِ وَخَاصَّةً في مَسَائِلِ الطَّلاق؟ وَمِنْهَا اَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَقْصُدُ الطلاق؟ وَاِنَّمَا كانَ يَقْصُدُ التَّهْدِيد؟ اَوْ اَنَّهُ كَانَ في حَالَةِ غَضَبٍ مُغْلَقٍ وَلا يَعِي اَوْ يَدْرِي مَا يَقُولُهُ مِنَ الطَّلاق؟ اَوْ اَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَازِحاً؟ فَاِذَا كَانَ مازحاً وَقَعَ الطَّلاقُ رَغْماً عَنْهُ وَعَنْ مَشَايِخِ الاَرْضِ جَمِيعِهِمْ؟ وَمَنْ اَفْتَى بِغَيْرِ عِلْمٍ مِنْهُمْ وَخَاصَّةً في هذهِ المَسَائِل لَعَنَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى حِيتَانِ البَحْر؟ لاَنَّهُ بِفَتْوَاهُ البَاطِلَةِ قَدْ يَسْمَحُ لِلرَّجُلِ اَنْ يُعَاشِرَ زَوْجَتَهُ بِالزِّنَا وَالعَيَاذُ بِالله بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عليهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام [ثَلاثٌ جَدُّهُنَّ جَدّ وَهَزْلُهُنَّ جَدّ الطلاقُ وَالعِتَاقُ وَالرَّجْعَة] اَمَّا اِذَا اَقَامَ دَعْوَى اَمَامَ القَضَاء فَالْقَاضِي لايَجُوزُ لَهُ شَرْعاً اَنْ يَقْضِيَ اِلَّا بِالبَيِّنَةِ وَالدَّلِيلِ القَاطِع؟ وَاَقْوَى البَيِّنَةِ هُوَ الاِقْرَار وَهُوَ سَيِّدُ الاَدِلَّة(بِشَرْطِ اَلَّا يَكُونَ في ذَلِكَ الاِقْرَارِ شُبْهَةٌ كَمَا سَيَاْتِي) وَهُوَ اَنْ يقولَ القاضي للمُدَّعَى عليه هَلْ تُقِرُّ بِذَلِكَ الادِّعَاءِ الذي يَنْسُبُهُ اِلَيْكَ المُدَّعِي؟ فَاِنْ قالَ نَعَمْ فَقَدْ حُسِمَتِ القَضِيَّةُ لِمَصْلَحَةِ المُدَّعِي؟ وَاِنْ قَالَ لا فَعَلَى القاضي اَنْ يُتَابِعَ التَّحْقِيقَ وََسَمَاعَ اَقْوَالِ الشُّهُودِ وَلَوْ اَجَّلَ الدَّعْوَى عَشَرَاتِ السِّنِين؟ وَلَوِ انْتَقَلَتِ الدَّعْوَى الى مَحَاكِمِ الاسْتِئْنَافِ اَوْ النَّقْضِ اَوِ الطَّعْنِ وَغَيْرِهَا؟ فَاِنَ ضَاعَ الحَقُّ فِي هذهِ الدُّنْيَا فَلا يَضِيعُ عِنْدَ اللهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ في الاَرْضِ وَلا في السَّمَاءِ وَلا اَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا اَكْبَرُ بدليلِ قولهِ تعالى{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَاِنْ كانَ مِثقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ اَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِين(نَحْسُبُ وَنَعُدُّ عَلَى كُلِّ اِنْسَانٍ ظُلْمَهُ وَحَرَكَاتِهِ وَتَصَرُّفَاتِهِ الطَّالِحَةِ اَوِ الصَّالِحَةِ بدليلِ قولِهِ تعالى{فَلا تَعْجَلْ عليهم اِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدَّا؟ يَوْمَ نَحْشُرُ المُتَّقِينَ اِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدَا؟ وَنَسُوقُ المُجْرِمِينَ الى جَهَنَّمَ وِرْدَا} وَالاِقْرَارُ هُوَ اعْتِرَافُ الاِنْسَانِ عَلَى نَفْسِهِ دُونَ اَنْ يُلْزِمَهُ اَحَدٌ اَنْ يَتَحَمَّلَ مَسْؤُولِيَّةَ القَضِيَّة كَمَا يُقَال؟ وَالاِقرَارُ هُوَ سَيِّدُ الاَدِلَّةِ كَمَا ذَكَرْنَا اِذَا لَمْ تَكُنْ فِيهِ شُبْهَة؟ وَمِنْ جُمْلَةِ الشُّبُهَاتِ مَثَلاً اَنْ يَاْتِيَ اِنْسَانٌ قَاتِلٌ وَقَدْ قَتَلَ قَتِيلاً عَمْداً؟ ثُمَّ يُوعِزُ اِلَى طِفْلٍ لَمْ يَبْلُغْ سِنَّ الرُّشْدِ بَعْدُ وَيقولُ لَهُ اَرْجُوكَ اِنَّهُمْ سَيَقُومُونَ بِلَفِّ حَبْلِ المِشْنَقَةِ حَوْلَ رَقَبَتِي وَاَنْتَ مَازِلْتَ طِفْلاً فِي سِنِّ الاَحْدَاثِ وَلَنْ يَحْكُمُوا عَلَيْكَ بِالاِعْدَام فَاذْهَبْ الى القَضَاءِ وَقُلْ لَهُمْ اَنَا مَنْ قَتَلْتُ فُلاناً مِنَ النَّاس؟ فَاِذَا كانَ الاِقْرَارُ وَالحَالَةُ هَذِهِ فِيهِ شُبْهَة فَلابُدَّ لِلْقَاضِي وَبِاَيَّةِ وَسِيلَةٍ اَنْ يَتَاَكَّدَ مِنْ صَاحِبِهِ هذا اِنْ كانَ صَادِقاً اَوْ كَاذِباً؟ وَاعْلَمْ اَيُّهَا القاضي اَنَّكَ اِذَا اَطْلَقْتَ وَبِالْخَطَأِ غَيْرِ المَقْصُودِ سَرَاحَ العَشَرَاتِ مِمَّنْ يَسْتَحِقُّونَ الاِعْدَامَ لِعَدَمِ تَوَفُّرِ اَدِلَّةٍ كَافِيَةٍ ضِدَّهُمْ فَذَلِكَ خَيْرٌ لَكَ عِنْدَ اللهِ بِكَثِير مِنْ اَنْ تَحْكُمَ بِالْخَطَأِ عَلَى اِنْسَانٍ واحدٍ فقط وَهُوَ بَرِيءٌ بِالاِعْدَامِ اَوْ غَيْرِهِ مِنَ العُقُوبَاتِ لِعَدَمِ تَوَفُّرِ اَدِلَّةٍ كَافِيَةٍ عَلَى بَرَاءَتِه؟ وَاعْلَمْ اَنَّكَ اِذَا كُنْتَ عَلَى قَنَاعَةٍ بِبَرَاءَتِهِ وَلَوْ بِنِسْبَةِ وَاحِدٍ بِالمِائَة فَعَلَيْكَ اَنْ تُطْلِقَ سَرَاحَهُ فَوْراً اِنْ لَمْ يَكُنْ مَوْقُوفاً بِجُرْمٍ آخَرَ وَيَحِقُّ لَكَ اَنْ تَمْنَعَهُ مِنْ مُغَادَرَةِ البلادِ حتَّى تَثْبُتَ بَرَاءَتُهُ تَمَاماً؟ وَتَذَكَّرْ اَيُّهَا القاضي الحكيمُ دَائِماً قَوْلَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيز رضيَ اللهُ عنهُ لَاَنْ يَذْهَبَ هَؤُلاءِ المُجْرِمُونَ الذينَ اَطْلَقْتُ سَرَاحَهُمْ لِعَدَمِ الدَّلِيلِ الكَافِي ضِدَّهُمْ الى اللهِ بِذُنُوبِهِمْ وَاِجْرَامِهِمْ ثُمَّ اِلَى حَرِيقِ جَهَنَّم خَيْرٌ لِي مِنْ اَنْ اَذْهَبَ وَقَدْ قَتَلْتُ اِنْسَاناً بَرِيئاً ظُلْماً بِسَبَبِ كَثْرَةِ الاَدِلَّةِ المُلَفَّقَةِ ضِدَّهُ وَضَعْفِ يَقِينِي فِي احْتِمَالِ بَرَاءَتِهِ فَيَسْاَلُنِي رَبِّي بِاَيِّ ذَنْبٍ قَتَلْتَهُ فَمَاذَا اُجِيبُهُ بِاللهِ عليكم؟ واعْلَمْ اَيُّهَا القَاضِي اَيْضاً اَنَّ الاِقْرَارَ حُجَّةٌ عَلَى المُقِرّ؟ وَلايَجُوزُ شَرْعاً اَنْ تَتَعَدَّاهُ الى غَيْرِه؟ وَاَجِدُنِي مُضْطَّرَّةً لِلْعَوْدَةِ الى قِصَّةِ ماعز مَرَّةً ثانية حتَّى نَفْهَمَ هذا الكلام؟ فَحِينَمَا جاءَ الى رسولِ اللهِ وَاَقَرَّ اَمَامَهُ اَنَّهُ زَنَى بِفُلانَةٍ مِنَ النَّاسِ فَاَقَامَ عَلَيْهِ الحَدّ؟ وَالسُّؤَالُ الذي يَطْرَحُ نَفْسَهُ هُنَا هَلْ يُقِيمُ الحَدَّ عَلَى التِي زَنَى بِهَا اِذَا لَمْ تُقِرَّ اَوْ تَعْتَرِفَ علَى نَفْسِهَا اَوْ َلَمْ يَشْهَدْ عَلَيْهَا اَرْبَعَةٌ مِنَ الشُّهُودِ؟ والجوابُ على ذلكَ لا؟ وَلِذَلِكَ بَعَثَ رسولُ اللهِ رَجُلاً وَقَالَ لَهُ يَا اُنَيْس اِذْهَبْ الى هَذِهِ فَاِنْ اَقَرَّتْ عَلَى نَفْسِهَا اَرْبَعاً فَاَقِمْ عَلَيْهَا الحَدَّ مِائَةَ جَلْدَةٍ اِنْ كَانَتْ عَازِبَة؟ وَرَجْمَاً حَتَّى المَوْتِ اِنْ كَانَتْ مُتَزَوِّجَة؟ فَاِذَا لَمْ تُقِرَّ فَدَعْكَ مِنْهَا وَاتْرُكْهَا بِسَلام؟ وَهَذَا هُوَ مَعْنَى اَنَّ الاِقْرَارَ حُجَّةٌ عَلَى المُقِرّ وَهُوَ هُنَا مَاعِز لا تَتَعَدَّاهُ اِلَى غَيْرِهِ وَهِيَ المَرْاَةُ التي زَنَى (فَجَرَ) بِهَا؟وَاَرْجُو اَنْ يَكُونَ كلامِي وَاضِحاً وَمَفْهُوماً؟ وَالخُلاصَةُ اَنَّ الرسولَ عليهِ الصلاةُ والسَّلام اَحْيَاناً يكونُ بِمَوْقِفِ القاضي؟ واحياناً يكونُ بموقفِ المُفْتِي؟ فَحِينَمَا قالَ لهَا خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَاَوْلادَكِ بِالْمَعْرُوف فَهَذَا هُوَ مَوْقِفُ المُفْتِي لِلرَّسُولِ عليهِ الصلاةُ والسلام؟ بمعنى اِنْ كُنْتِ صَادِقَةً في ذَلِكَ فَيَجُوزُ لَكِ شَرْعاً اَنْ تَاْخُذِي مِنْ مَالِهِ خُفْيَةً عَنْهُ مَا يَكْفِيكِ وَاَوْلادَكِ؟ فَانْظُرْ اخي الى المَنْطِقِ الاسلاميِّ السَّلِيم؟ وَاعْلَمْ اَنَّ الزَّوَاجَ لابُدَّ اَنْ تَتَحَقَّقَ فيهِ غَايَاتٌ اِيمَانِيَّةٌ وَتَقْوَى رَبَّانِيَّة يُقِيمُ الزَّوْجَانِ مِنْ خِلالِهَا حُدُودَ الله؟ قد يقول قائل هناكَ اِنْسَانٌ يُريدُ اَنْ يَتَزَوَّج؟ وَهُوَ يَعْلَمُ مِنْ قَرَارَةِ نَفْسِهِ اَنَّهُ لايستطيعُ اَنْ يَقُومَ بِحُقُوقِ الزَّوْجِيَّة؟ لا مِنَ النَّاحِيَة الجنسيَّة؟ ولا مِنَ الناحية المَادِّيَّة؟ فهَلْ يجوزُ لهذا اَنْ يَتَزَوَّج؟ وَاقولُ لا اِنَّ الزَّوَاجَ بِالنِّسْبَةِ لِهَذَا حَرَام؟ كَمَا اَنَّ تَعَدُّدَ الزَّوْجَاتِ حَرَامٌ بِالنِّسْبَةِ لِمَنْ اَرَادَ اَنْ يُعَدِّدَ وَخَافَ عَلَى نَفْسِهِ اَلا يَعْدِلَ جِنْسِيّاً اَوْ مَادِّيّاً ((ولا اَقُولُ قَلْبِيّاً(لاَنَّهُ لايستطيعُ بِحَالٍ مِنَ الاَحْوَال أيُّ اِنْسَانٍ مَهْمَا عَظُمَ شَاْنُهُ اَنْ يُوَزِّعَ مَشَاعِرَهُ وَعَوَاطِفَهُ القَلْبِيَّةَ بِالتَّسَاوِي عَلَى زَوْجَاتِه؟ وَلا حَتَّى اَوْلادِه؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ لا يُحَاسِبُهُ عَلَى ذَلِكَ بدليلِ قولهِ عليهِ الصلاةُ والسلام حِينَمَا كانَ يَقْسِمُ وَاجِبَاتِهِ الزَّوْجِيَّةِ بَيْنَ زَوْجَاتِهِ بِالتَّسَاوِي ثُمَّ يقولُ اللَّهُمَّ هَذَا قَسْمِي فِيمَا اَمْلِكُ؟ فلا تُؤَاخِذْنِي فِيمَا تَمْلِكُ اَنْتَ يا رَبُّ مِنْ عَوَاطِفِي وَمَشَاعِري وَقلْبي الذي هُوَ بَيْنَ اِصْبَعَيْنِ مِنْ اَصَابِعِكَ تُقَلِّبُهُ كيفَ تَشَاء(اللهُ تعالى لَهُ اَصَابِعُ تَلِيقُ بِهِ وَبِجَلالِهِ وَعَظَمَتِهِ وَكِبْرِيَائِهِ وَلَيْسَتْ كَاَصَابِعِ اَحَدٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ وَلاتُشْبِهُهَا اَبَداً) في الوَقْتِ الذي لَمْ تَجْعَلَنِي قادِراً يا رَبّ مِنْ اَجْلِ ضَبْطِ دَقَّاتِ قَلْبِي ومِنْ اَجْلِ تَوْزِيعِهَا بِالتَّسَاوِي بَيْنَهُنَّ اَوْ بَيْنَ اَوْلادِي؟ يَا قَدِيرُ يَا قادِرُ يَامَنْ كانَ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ مُوسَى سَيَمُوتُ ذَبْحاً علَى يَدِ فِرْعَونَ وَزَبَانِيَتِهِ حِينَمَا{اَصْبَحَ فُؤَادُ اُمِّ مُوسَى فَارِغاً اِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا اَنْ رَبَطََْنَا عَلَى قَلْبِهَا}وَكَمَا رَبَطْتَّ عَلَى قَلْبِ اُمِّ موسى فَثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى الاِيمَان وَارْبِطْهَا عَلَى العَدْلِ وَالاحْسَانِ يَا اَرْحَمَ الرَّاحِمِين؟يَامَنْ لَمْ تَجْعَلْ{لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِه} قَلْبٌ لِلزَّوْجَةِ الاُولَى وَاَوْلادِهَا وَقَلْبٌ لِلزَّوْجَةِ الثَّانِيَةِ وَاَوْلادِهَا اَوْ قَلْبٌ للاُولى وَالثانية وَاَوْلادِهِمَا وَقلْبٌ آخَرُ للثالثةِ والرابعةِ وَاَوْلادِهِمَا اَوْ قلبٌ لِلْوَلَدِ الاَصْغَرِ دُونَ الاَكْبَر وَقَلْبٌ آخَرُ لِلاَكْبَرِ دُونَ الاَصْغَر اَوْ قلبٌ للبَنَاتِ دُونَ الصِّبْيَان وَقَلْبٌ آخَرُ لِلذُّكُورِ دُونَ الاِنَاث وَلَمْ تَجْعَلْ لِي يا رَبّ اِلا قَلْباً وَاحِداً لايَسَعُ هَؤُلاءِ جميعاً وَلَكِنَّ رَحْمَتَكَ وَسِعَتْ كُلَّ شيءٍ مَعَ هؤلاء فارْحَمْهُمْ جميعاً وارْحَمْ قََلْبٍِي القَاصِرَ الضَّعِيفَ اَمَامَ عَظَمَتِكَ يا الله؟ وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ لايُحَاسِبُهُ عَلََى العَدْلِ المَادِّيِّ اَوِ الجِنْسِيِّ بَيْنَ زَوْجَاتِه؟ اَوِ الاَبَوِيِّ اَوِ الاُمُومِيِّ بَيْنَ اَوْلادِهِمَا؟اَوْ علَى اِظْهَارِ مُيُولِهِ وَمَشَاعِرِهِ لِزَوْجَةٍ دُونَ اُخْرَى اَمَامَ زَوْجَاتِه؟ اَوْ لِوَلَدٍ دُونَ آخَرَ اَمَامَ اَوْلادِهِ الذُّكُورِ اَوِ الاِنَاث؟ لا وَاَلْفُ لا؟ بَلْ اِنَّ اللهَ سَيُحَاسِبُهُ حِسَاباً شَدِيداً في هذهِ الحَالَة؟ اِلا اِذَا اَخْفَى مَشَاعِرَهُ وَعَوَاطِفَهُ مااسْتَطََاعَ الى ذَلِكَ سَبِيلاً عَنْ زَوْجَاتِهِ وَاَوْلادِهِ؟ وَخَاصَّةً تِلْكَ المَشَاعِرُ التي تَجْعَلُهُ يَمِيلُ الى زَوْجَةٍ دُونَ اُخْرَى؟ اَوْ وَلَدٍ دُونَ آخَر؟ وَلَقَدْ حَاوَلَ يعقوبُ عليهِ الصلاةُ والسَّلام ذَلِكَ جَاهِداً وَلَكِنَّهُ لَمْ يُفْلِحْ مَعَ الاَسَف بِسَبَبِ اَبْنَائِهِ الذِينَ كَانُوا يَسْتَرِقُونَ السَّمْعَ (يَتَجَسَّسُونَ علَى اَحَادِيثِهِ مَعَ يُوسُفَ وَاَخِيه) فَحَصَلَ مَا حَصَلَ مِنْ مَاْسَاةِ يُوسُفَ عليهِ الصلاةُ وَالسلام وَاَخِيهِ مَعَ اِخْوَتِهِ بِسَبَبِ حَسَدِهِمُ الشَّدِيدِ لَهُمَا؟ وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلْعَدْلِ المَادِّيِّ بَيْنَ الاَوْلادِ فَهُوَ مَطْلُوبٌ اَيْضاً وَاِلا فَاِنَّ اللهَ سبحانَهُ سَيُحَاسِبُ الاَبَوَيْنِ حِسَاباً عَسِيراً يَوْمَ القِيَامَةِ بِدَلِيلِ قِصَّةِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِير حينَما جاءَ الى رسولِ الله وقالَ يا رسولَ الله اُرِيدُكَ اَنْ تَشْهَدَ مَعِي اَنِّي نَحَلْتُ اَوْ اَعْطَيْتُ ابْنِي هذا غُلاماً(عَبْداً مَمْلُوكاً) فَقَالَ لَهُ الرَّسُولُ الكريم اَكُلَّ وَلَدِكَ نَحَلْتَهُ مِثْلَه(بمعنى هَلْ اَعْطَيْتَ جَمِيعَ اَوْلادِكَ مِثْلَمَا اَعْطَيْتَه) فقالَ لا يا رسولَ الله فقالَ لهُ الرسولُ الكريم اِذْهَبْ فَاِنِّي لا اَشْهَدُ عَلَى جَوْر (ظُلْم) اِتَّقُوا اللهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ اَوْلادِكُمْ)ولا يجوزُ شَرْعاً اَبَداً لِلَّذِي يَخَافُ على نَفْسِهِ عَدَمَ العَدْلِ بَيْنَ الزَّوْجَاتِ اَنْ يَخُوضَ التَّجْرِبَةَ بِاَنْ يُجَرِّبَ نَفْسَهُ مَعَهُنَّ اِنْ كانَ قَادِراً عَلَى اَنْ يَعْدِلَ مَعَهُنَّ اَوْ هُوَ غَيْرُ قَادِر؟ بَلْ بِمُجَرَّدِ الخَوْفِ مِنْ ذَلِكَ عَلَيْهِ اَنْ يَمْتَنِعَ عَنْ تِلْكَ التَّجْرِبَة؟ بَلْ يَحْرُمُ عليهِ التَّعَدُّدُ بدليلِ قولهِ تعالى وَالحَمْد للهِ اَكْثَرُ النَّاسِ يَحْفَظُونَه{فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَاِنْ خِفْتُمْ اَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَة}قَدْ يقولُ قَائِل لا اَسْتَطِيعُ العَدْلَ فِي النَّفَقَة فَقَدْ يَكُونُ اَحَدُ اَزْوَاجِي اَوْ اَحَدُ اَوْلادِي مُحْتَاجاً اَكْثَرَ مِنَ الآخَرِ الى عَمَلِيَّةٍ جِرَاحِيَّةٍ مَثَلاً اَوْ الى طَبَابَةٍ اَوْ الى اَدْوِيَةٍ الى آخِرِ مَا هُنَالِك؟ والجوابُ على ذَلِكَ اَنَّ اللهَ تعالى لايُؤَاخِذُكَ في هذهِ الحالةِ اِلَّا اِذَا حَمَلَتِ النَّفَقَةُ مَعْنَى الهِبَة اَوْ مَعْنَى الهَدِيَّة فَفِي هذهِ الحالة يُؤَاخِذُكَ اللهُ مُؤَاخَذَةً شَدِيدَةً يومَ القيامةَِ في حَرِيقِ جَهَنَّم وَاَنْتَ مُلْزَمٌ شَرْعاً اِجْبَارِيّاً بِالْعَدْلِ بَيْنَ زَوْجَاتِكَ وَاَوْلادِكَ هَدِيَّةً وَهِبَةً وبالتساوي مَعَ الذُّكُورِ وَالاِنَاث وَلَنْ يَتَسَامَحَ اللهُ مَعَكَ فِيهِمَا اَبَداً وَلَكِنَّهُ قَدْ يَتَسَامَحُ فِي النَّفَقَةِ في الحَالَةِ التِي ذَكَرْتَهَا لِي؟؟ نَعَمْ اَيُّهَا الاُخْوَةُ الكِرَام كَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ الى تَفْعِيلِ هَذِهِ الآيَةِ عُنْوَانِ المُشَارَكَةِ وَعَدَمِ تَعْطِيلِهَا وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى {وَاَنْكِحُوا الاَيَامَى مِنْكُمْ} وَالاَصْلُ الشَّرْعِيُّ اَنَّ الخَاطِبَ(الرَّجُلَ اَوِ الشَّابّ) هُوَ الذي يَطْلُبُ المَخْطُوبَة اَوْ مَنْ يَنُوبُ عَنْهُ بِالْوَكَالَةِ كَوَالِدِهِ مَثَلاً؟ قد يقولُ قائِل اِذَا عَرَضَتْ الفتاةُ نَفْسَهَا علَى الزَّوَاجِ اَمَامَ اَبِيهَا بِاَدَب بِسَبَبِ حَاجَتِهَا المَاسَّةِ الى النِّكَاح ؟ فَهَلْ يجوزُ لِهَذَا الاَبِ الوَلِيِّ اَنْ يَطْلُبَ مِنْ رَجُلٍ اَوْ شَابٍّ اَنْ يَتَزَوَّجَ ابْنَتَه؟ بمعنى اَنْ يَعْرِضَ وَلِيَّتَهُ(ابْنَتَه) علَى الزَّوَاجِ بِاَدَبٍ وَحِشْمَةٍ وَلَيَاقَة؟ وَالجَوَابُ علَى ذَلِكَ اَنَّ الفُقَهَاءَ يقولونَ نَعَمْ؟ وَلَكِنْ عَلَى شَرْط؟ اَنْ يَكُونَ هذا الشَّخْصُ مِنْ ذَوِي الاَخْلاقِ الحَمِيدَة(بمعنى اَنَّهُ اِذَا عَرَضَ ابْنَتَهُ عَلَيْهِ لايَجُوزُ لَهُ اَنْ يَذْهَبَ الى الاَمَاكِنِ العَامَّةِ وَيُطَبِّلُ وَيُزَمِّرُ ثُمَّ يَقُولُ فُلانٌ جَاءَ اِلَيَّ حَامِلاً ابْنَتَهُ عَلَى اَكْتَافِهِ وَيُدَلِّلُ عَلَيْهَا مَنْ يَاْخُذُهَا؟ وَاَقُولُ لَكُمْ؟ وَبِكُلِّ صَرَاحَة؟ وَلا اَخْشَى في اللهِ لَوْمَةَ لائِم؟ اِنَّ هذا الصِّنْفَ لا يجوزُ لاَحَدٍ مِنَ النَّاسِ اَنْ يَعْرِضَ ابْنَتَهُ اَوْ اُخْتَهُ عليهِ اَبَداً؟ لاَنَّهُ مِنْ لِئَامِ النَّاس وَمِنَ الدَّرَجَةِ الاُولَى لُؤْماً وَحَقارَةً وَتَفَاهَةً وَانْحِطَاطاً وَقَذَارَة وَوَسَاخَة؟ وَاِنِّي اِذَا رَاَيْتُ اَمْثَالَ هَؤُلاءِ لَنْ اَسْتَحْيِيَ اَبَداً اَنْ اَبْصُقَ فِي وُجُوهِهِمْ؟ لاَنَّهُمْ عُدِمُوا بل عَدَمُوا اَنْفُسَهُمْ مِنْ ذَرَّةٍ مِنَ الشَّهَامَةِ وَالحَيَاءِ وَالخَجَل؟ حينَما اَسَاؤُوا الى سُمْعَةِ اِنْسَانٍ وَابْنَتِه؟ وَكُلُّ ذَنْبِهِ اَنَّهُ اَكْرَمَهُ بِابْنَتِهِ طَالِباً مِنْهُ زَوَاجاً مَشْرُوعاً لاعَيْبَ فِيه؟ اللَّهُمَّ اِلا هَذَا العَيْبُ الوحيد الذي يَتَحَمَّلُهُ الاَبُ في قَوْلِ الشَّاعِر اِذَا اَنْتَ اَكْرَمْتَ اللَّئِيمَ تَمَرَّدَا؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ العظيم اَنَّ هذا هُوَ اَرْبَى الرِّبا عِنْدَ اللهِ الذي اَخْبَرَ عَنْهُ رَسُولُ الله؟ وَهُوَ التَّطَاوُلُ عَلَى عِرْضِ الرَّجُلِ المُسْلِم؟ وَحِرْمَانُهُ مِن اَعْظَمِ رَاْسِمَالَيْنِ يَحِقُّ لِهَذَا الاَبِ المِسْكِين اَنْ يَتَبَاهَى بِهِمَا مَعَ ابْنَتِهِ؟ وَهُوَ سُمْعَتُهُمَا وَكَرَامَتُهُمَا اَمَامَ النَّاس؟ وَخَاصَّةً السُّفَهَاءُ مِنْهُمُ الذينَ يُؤَوِّلُونَ الاُمُورَ الى مَا لايُحْمَدُ عُقْبَاهُ مِنَ الزِّنَى؟ اَمَا تَخَافُ اللهَ اَيُّهَا الوَغْدُ الحَقِير؟ اَمَا تَخْشَى عَلَى اُخْتِكَ اَنْ تَبْقَى عَانِساً طَوَالَ حَيَاتِهَا وَلا يَتَقَدَّمُ لِخِطْبَتِهَا اَحَدٌ مِنَ النَّاس؟ وَاللهِ الذي لا الهَ الا هُوَ سَيُدَلِّلُ اللهُ عليكَ يومَ القِيَامَة؟ وَسَيَفْضَحُكَ عَلَى رُؤُوسِ الاَشْهَادِ اِنْ لَمْ تَتُبْ الى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً وَتَطْلُبَ السَّمَاحَ مِمَّنْ اَسَاْتَ اِلَيْهِمْ؟ وَحَسْبُكَ وَيَكْفِيكَ مِنَ التَّهْدِيدِ وَالوَعِيدِ قَوْلُهُ عليهِ الصلاةُ وَالسلام بِحَسْبِ امْرِىءٍ مِنَ الشَّرِّ اَنْ يَحْقِرَ اَخَاهُ المُسْلِم؟ وَهَلْ تَعْلَمُ اَيُّهَا الغَبِيُّ شَيْئاً عَنْ هَذَا التَّحْقِيرِ لاَخِيك؟ وَاَنَّ المَقْصُودَ مِنْهُ في هَذَا الحديثِ الصَّحِيح هُوَ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ نَفْسِكَ بِالهَمْزِ وَاللَّمْزِ وَتَصْعِيرِ الخَدِّ وَقَدْ يَرَاكَ النَّاسُ وَقَدْ لايَنْتَبِهُونَ اِلَيْكَ وَفِيهِ مِنَ الوَعِيدِ مَا فِيه؟ فَمَا بَالُكَ اِذَا كَانَ هذا التَّحْقِيرُ لاَخِيكَ عَلَناً وَاَمَامَ النَّاس؟ هَلْ فَهِمْتَ الآن مَا مَعْنَى اَنَّهُ اَرْبَى الرِّبَا وَقِمَّةَ الرِّبَا عِنْدَ الله؟ وَلْنَفْرِضْ اَنَّ هَذَا الاَبَ عَرَضَ ابْنَتَهُ عَلَيْكَ ثُمَّ تَزَوَّجْتَهَا؟ فَهَل مِنَ الاَخْلاقِ الاسْلامِيَّةِ وَ بِمُجَرَّدِ خِلافٍ بَسِيطٍ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا؟ اَوْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمَاتِهَا تَقُولُ لَهَا(اَنْتِ اَبُوكِ رَمَاكِ عَلَيَّ رَمْياً) هَلْ يَجُوزُ هَذَا الكَلام؟ مَعَاذَ اللهِ اَنْ يَقُولَ مُؤْمِنٌ لِمُؤْمِنَةٍ هَذَا الكَلام؟لاَنَّ هذا الكلامَ لَيْسَ مِنَ الخُلُقِ الاسْلامِيِّ فِي شَيءٍ اَبَداً؟ وَلَذَلِكَ فَاِنَّنَا لانُفْتِي لِلْوَلِيِّ الاَبِ بِعَرْضِ ابْنَتِهِ عَلَى اَمْثَالِ هؤلاء؟ اِلَّا اِذَا اَمِنَ عَلَيْهَا مِنَ المِنَّةِ وَالتَّعْيِيبِ مِنْ اَمْثَالِ هَؤُلاءِ الحُثَالَة؟ وَمَاذَا تَنْتَظِرُ اَخِي مِنْ اِنْسَانٍ يَعِيبُ عَلَى زَوْجَتِهِ وَعِرْضِهِ وَشَرَفِهِ وَيَمُنُّ عَلَيْهَا؟ وَاِذَا كَانَ يَمُنُّ على هذا الاَبِ الذي اَنْعَمَ عليهِ بِنِصْفِ دِينِه (كَمَا يُقََالُ عَنِ الزواج اِنَّهُ نِصْفُ الدِّين)اَقولُ اِذَا كَانَ حَالُهُ كَذَلِكَ مَعَ هذا الاَبِ جاحداً مْنْكِراً لِنِعْمَتِهِ عَلَيْه؟ فَكَيْفَ سَيَكُونُ حَالُهُ مَعَ الله؟ وَاَقُولُ وَبِالتَّاْكِيدِ فَاِنَّهُ سَيَمُنُّ عَلَى اللهِ بِاِسْلامِهِ وَبِدِينِهِ كُلِّهِ بدليلِ قولهِ تعالى (يَمُنُّونَ عليكَ اَنْ اَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ اِسْلامَكُمْ)وَسَيَكُونُ نَاكِراً لِلْمَعْرُوفِ وَجَاحِداً لِقَوْلِهِ تعالى(بَلِ اللهُ يَمُنُّ عليكم اَنْ هَدَاكُمْ لِلايمَانِ اِنْ كُنْتُم صَادِقِين) نَعَمْ سَيَكُونُ جَاحِداً حتَّى لِنِعْمَةِ اللهِ عليه؟ لاَنَّ مَنْ لايَشْكُرُ النَّاسَ وَمِنْهُمْ هذَا الوَلِيُّ الاَبُ لايَشْكُرُ الله؟ لاَنَّ هذَا الاَبَ الوَلِيَّ اَعْطَاهُ عِرْضَهُ وَشَرَفَهُ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَسْتُرَ عَلَيْه؟ فَنَادَاهُ اللهُ يا عَبْدِي اُسْتُرْ عِرْضَ اَخِيك وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَة؟ فَاِذَا بِهِ يَفْضَحُه؟ فَاِذَا بِرَبِّ العِزَّةِ وَالجَبَرُوتِ يُنَادِي [وَمَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ امْرِىءٍ مُسْلِمٍ تَتَبَّعَهُ اللهُ حتى يَفْضَحَهُ في بَيْتِهِ في الدُّنْيَا؟ ثُمَّ يَفْضَحُهُ يَوْمَ القَِيَامَةِ عَلَى رُؤُوسِ الخَلائِقِ جَمِيعِهِمْ] قدْ يقولُ قائل كيفَ تقولينَ ايََّتُهَا الاُخْت سُنْدُس اَنَّ الاَبَ اَنْعَمَ علَى صِهْرِهِ بِنِصْفِ دِينِهِ هَلْ يَصِحُّ اَنْ تقولي ذَلكَ وَاللهُ هُوَ المُنْعِمُ الحَقِيقِيُّ المُتَفَضِّلُ وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَه وَالجَوابُ عَلَى ذَلِكَ نَعَمْ يَصِحُّ قَوْلُ ذَلِكَ مِنْ بابِ المَجَازِ لا مِنْ بَابِ الحَقِيقَة بدليلِ قولِهِ تعالى{وَاِذْ تَقُولُ للذِي اَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَاَنْعَمْتَ عَلَيْه}وَقَوْلِهِ سَبْحَانَهُ اَيضاً{وَلا تَنْسَوُا الفَضْلَ بَيْنَكُم} وَقَوْلِهِ اَيْضاً{هَلْ جَزَاءُ الاِحْسَانِ اِلا الاِحْسَان} وَقَوْلِهِ اَيضاً{وَبِالوَالِدَيْنِ اِحْسَاناً وَبِذِي القُرْبَى(لاحِظْ مَعِي اَخِي هَذِهِ البَاء الخَطِيرَة جِدّاً عَلَى عَاقِّي الوَالِدَيْن وَ قَاطِعِي الاَرْحَام وَالتِي يُسَمِّيهَا العُلَمَاءُ بَاءَ الاِلْصَاق اَوِ المُلاصَقَة بمعنى اَنَّ اللهَ تعالى لايَكْتَفِي مِنْكَ اَبَداً فِي بِرِّ الوَالِدَيْنِ و صِلَةِ الاَرْحَام اِلا اَنْ يَكُونَ الاِحْسَانُ مُلاصِقاً لَهُمْ وَمُلْصَقاً بِهِمْ بمعنى اَنَّكَ لَمْ تَقُمْ بالوَاجِبِ الذي اَمَرَ اللهُ بِهِ اَبَداً حينَما تَكْتَفِي اَنْ تَبْعَثَ اِلَيْهِمْ مَبْلَغاً مِنْ المَالِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيد بَلْ عليكَ اَنْ تُعَانِقَهُمَا اَوّلاً ثمَّ تُقَبِّلَ جَبْهَتَهُمَا وَاَيْدِيَهُمَا وَ اَقْدَامَهُمَا ثُمَّ تُعْطِيَهُمَا المَال وَخَاصَّةً اُمُّكَ؟ وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ للاَرْحَام فلا يَصِلُكَ ثَوَابٌ عظيمٌ على صِلَتِكَ لَهُمْ كَذَاكَ الذي يَصِلُكَ بِالمِكْيَالِ الاَوْفَى وَالاَعْظَمِ ثَوَاباً اِذَا كَانَ الرَّحِمُ سَيِّئاً مَعَكَ وَلَئِيماً وَمَلْعُوناً مِنَ اللهِ بِسَبَبِ قَطِيعَتِهِ لَكَ وَمَعَ ذَلِكَ فَاَنْتَ تَصِلُه} وَقَوْلُهُ اَيضاً{اَنِِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْك(لاَنَّ الوَالِدَيْنِ هُمَا مِنْ اَعْظَمِ اَصْحَابِ النِّعْمَةِ وَالفَضْلِ عَلَى اَوْلادِهِمَا بَعْدَ اللهِ وَرَسُولِه وَاِخْوَانِهِ مِنَ الاَنْبِيَاء وَالمُرْسَلِين وَ قَبْلَ البَشَرِ جَمِيعاً؟ وَلِذَلِكَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ وَمِنْهُمُ الوَالِدَان لا يَشْكُرُ اللهَ الذِي اَمَرَ بِشُكْرِهِمَا وَشُكْرِِ مَنْ اَحْسَنَ اِلَيْهِ مِنْ البَشَرِ وَالمَلائِكَةِ وَالجِنِّ المُؤْمِنِ وَالحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ وَالكَوْنِ الذي سَخَّرَهُ اللهُ لِهَذَا الانْسَان بدليلِ قولهِ تعالى بِالنِّسْبَةِ لِشُكْرِ هَؤُلاءِ جَمِيعاً{هَلْ جَزَاءُ الاِحْسَانِ اِلَّا الاِحْسَان( لَكِنْ يَحْرُمُ عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تُبَالِغَ بِالشُّكْرِ الى دَرَجَةِ العِبَادَةِ لِهَؤُلاءِ جَمِيعاً اِلَّا رَبَّ العَالَمِين؟وَحَتَّى بِالنِّسْبَةِ للوالدين بدليل قوله تعالى {وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما} وَاِلَّا فَاِنَّكَ سَتَخْسَرُ دِينَكَ وَعَقِيدَتَكَ وَاِيمَانَكَ الى جَحِيمٍ اَبَدِيَّةٍ اِذَا خَرَجَتْ رُوحُكَ عَلَى ذَلِك؟ وَلَنْ يَشْكُرَ اللهُ سَعْيَكَ يَوْمَ القِيَامَةِ اِذَا تَعَلَّقَ قَلْبُكَ بِهَؤُلاءِ الى درجة العبادة وَكُنْتَ مِمَّنْ قالَ اللهُ فِيهِمْ{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ اَنْدَاداً(شُرَكاَءَ لَهُ سبحانهُ في عِبَادَتِهِ وَحُبِّهِ حتى اَنَّهُمْ{يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ الله } قد يقولُ قائل ماذَا عَنْ اِبْلِيسَ اَبُو الجِنّ اَلَيْسَ لَهُ حَقٌّ عَلَى اَوْلادِهِ مِنَ الجِنِّ المُؤْمِنِين؟ والجوابُ على ذلكَ اَنَّهُ كافرٌ مُحَارِبٌ غَيْرُ مُسَالِم وَلِذَلِكَ ليسَ لَهُ حَقٌّ في قَوْلِهِ تعالى {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيا مَعْرُوفَا} الا في عَدَمِ طَاعَتِه لاَنَّهُ لايَاْمُرُ اَوْلادَهُ بِخَيْرٍ اَبَداً وَلَكِنَّهُ يَدْخُلُ في قولِهِ تعالى{يَا اَيُّهَا الذينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَوْ عَلَى اَنْفُسِكُمْ اَوِ الوَالِدَيْنِ وَالاَقْرَبِين}لَكِنْ عَلَيْهِمْ اَنْ يَتَعَامَلُوا مَعَهُ عَلَى اَنَّهُ مِنَ الكُفَّارِ المُحَارِبِينَ للهِ وَرُسُلِه بَلْ يَجِبُ عَلَيْهِمْ شَرْعاً اَنْ يُعَادُوا عَدُوَّ اللهِ وَيَكْرَهُوهُ وَ يَكْفُرُوا بِهِ لاَنَّهُ يُمَثِّلُ قِمَّةَ الطَّاغُوتِ بدليلِ قَوْلِهِ تعالى{لاتَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ} لاَنَّ اِبْلِيسَ هُوَ عَدُوُّ اللهِ وَهُوَ مِنْ اَكْبَرِ اَعْدَاءِ بَنِي آدَم بدليلِ قولهِ تعالى لِبَنِي آدَم وَيَدْخُلُ مَعَهُمُ الجِنُّ الكَافِرُ وَالمُؤْمِنُ اَيْضاً فِي هَذَا الخِطَابِ وَالتَّحْذِير{اِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّا}وَعَلَى مَنْ تَحَقَّقَ مِنْ عَدَاوَتِهِ للهِ مِنْ اَبْنَائِهِ مِنَ الجِنِّ المُؤْمِنِين اَنْ يَتَبَرَّاَ مِنْهُ كَمَا تَبَرَّاَ ابْرَاهِيمُ مِنْ اَبِيهِ بدليلِ قَوْلِهِ تَعَالى{فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ اَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّاَ مِنْه} وَاِلَّا فَمَا مَعْنَى اَنْ يَقِفَ عَدُوُّ اللهِ خَطِيباً فِي قَعْرِ جَهَنَّمَ اَمَامَ اَتْبَاعِهِ وَهُوَ يُلْقِي خُطْبَتَهُ المَشْؤُومَةَ يَوْمَ القِيَامَة اِلَّا اَنَّهُ مِنْ اَصْحَابِ النَّارِ خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا؟؟ وَلِذَلِكَ حِينَمَا عَرَضَ شُعَيْبُ ابْنَتَهُ عَلَى موسى عليهما الصلاةُ والسلام؟ فَانْظُرْ اخِي الى التَّذَوُّقِ وَالذَّوْقِ الاِيمَانِيّ؟ وَتَذَوَّقْ مَعِي اَحْلَى الاَطْعِمَةِ النَّفْسِيَّةِ وَالرُّوحِيَّةِ والاِيمَانِيَّةِ فِي هذهِ القِصَّة؟ وَنَبْدَاُ بِالفَتَاةِ ابْنَةِ شُعَيْب وَقَدْ اَعْجَبَهَا مُوسَى عليهِ السَّلام وَهَذَا حَقُّهَا الشَّرْعِيّ؟ كَمَا اَنَّ مِنْ حَقِّ الرَّجُلِ اَنْ تُعْجِبَهُ المَرْاَة؟ وَلَكِنَّهَا كَانَتْ تَسْتَحْيِي اَنْ تَقُولَ ذَلِكَ لاَبِيهَا صَرَاحَة؟ وَكَانَ الاَبُ شَعَيْبٌ عليهِ السَّلام يَتَمَنَّى اَنْ تَتَزَوَّجَ ابْنَتَاه؟ وَكَانَ يَخَافَ عَلَيْهِمَا مِنَ الضَّيَاعِ بَعْدَ مَوْتِهِ؟ بِسَبَبِ عَدَمِ وُجُودِ اَوْلادٍ ذُكُورٍ يَهْتَمُّونَ بِهِمَا وَيُعِيلُونَهُمَا بَعْدَ مَوْتِ اَبِيهِمَا؟ فَجَاءَتْ اِحْدَى ابْنَتَيْ شُعَيْب {وَقَالَتْ يَا اَبَتِ اسْتَاْجِرْهُ( اُطْلُبْهُ لِلْعَمَلِ عِنْدَك)اِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَاْجَرْتَ القَوِيُّ الاَمِين}فَقَالَ شُعَيْبٌ فِي نَفْسِه(وَنَفْدِيكِ السَّاعَة هُوَّ نَا طُولْ رَاجِلْ طَاهِرْ اَمِينْ زَيِّ مُوسى؟ وَاَيُّ اَبٍ لايُرِيدُ لابْنَتِهِ اَنْ تَتَزَوَّجَ مِنَ القَوِيِّ الاَمِينِ اِلَّا اَنْ يَكُونَ اَحْمَقاً؟ وَحَاشَ لله وَ لِنَبِيِّ اللهِ شُعَيْب اَنْ يَكُونَ كَذَلِك) وَقَدْ قَالُوا عَنْ قُوَّةِ مُوسَى عليهِ الصلاةُ والسَّلام اَنَّهُ رَفَعَ غِطَاءً ثَقِيلاً جِدّاً لِلْبِئْرِِ لايَسْتَطِيعُ عِدَّةُ رِجَالٍ اَنْ يَرْفَعُوه؟ وَاَمَّا اَمَانَتُهُ فَقَدْ كَانَتْ واضِحَةً حينَما اسْتَدْعَاهُ شعيبٌ عليهِمَا الصَّلاةُ وَالسَّلام وَاَرْسَلَ اِلَيْهِ ابْنَتَهُ لِتَدُلَّهُ عَلَى الطَّرِيق؟ فَمَشَتْ اَمَامَهُ وَمَشَى وَرَاءَهَا؟فَاِذَا بِالهَوَاءِ يَلْعَبُ بِثِيَابِهَا مُحَاوِلاً تَجْسِيمَ شَيْءٍ مِنْ عَوْرَتِهَا وَذَلِكَ بِاِلْصَاقِ ثَوْبِهَا عَلَى شَيْءٍ مِنْ مُؤَخِّرَتِهَا؟ فَقَالَ لَهَا مُوسَى بِاَدَبٍ اَرْجُو مِنْكِ اَنْ تَمْشِي وَرَائِي وَتَدُلِّينِي عَلَى الطَّرِيق؟ فَشَعَرَتِ الفَتَاةُ بِاَنَّهُ اِنْسَانٌ عَفِيفٌ؟ لاَنَّهُ رَفَضَ اَنْ تَمْشِيَ اَمَامَهُ وَيَرَى مِنْهَا مَا لايُسْتَحَبّ؟ فَلَمَّا وَصَلا الى بيتِ اَبِيهَا قَصَّتْ عَلَيْهِ مَا جَرَى مَعَهُمَا فِي الطَّرِيق؟ فَشَعَرَ الاَبُ بِشُعُورِ الاُبُوَّةِ اَنَّ ابْنَتَهُ تَرْغَبُ فِي مُوسَى عليهِ السَّلام؟ وَلَكِنَّ عِزَّةَ نَفْسِهِ الاِيمَانِيَّةَ اَبَتْ عَلَيْهِ اَنْ يَقُولَ لَهُ اِنِّي اُرِيدُ اَنْ اُزَوِّجَكَ ابْنَتِي هَذِهِ؟ حَتَّى لايَخْدِشَ لَهَا حَيَاءَهَا وَخَجَلَهَا اَمَامَ مُوسَى (وَحَتَّى لايَظُنَّ موسى اَنَّهَا عَشِقَتْهُ وَبِجُرْاَةٍ وَقِحَةٍ غَيْرِ اَدَبِيَّة وَ قَبْلَ اَنْ يَعْشَقَهَا هُوَ طَلَبَ الاَبُ مِنْهُ اَنْ يَتَزَوَّجَهَا) وَلِذَلِكَ كَانَ لابُدَّ مِنْ هَذِهِ المُقَدِّمَاتِ التي تُمَهِّدُ لِهَذَا المَوْضُوعِ المُحْرِجِ لِلْاَبِ وَابْنَتَيْهِ وَمُوسَى مَعاً جَمِيعاً عليهمُالسَّلام؟وَالتِي تَضَعُ الخَجَلَ وَالحَيَاءَ فِي سِيَاجٍ قَوِيٍّ مَتِينٍ لايُخْدَشُ بِهَذِهِ السُّهُولَة؟ لاَنَّهَا حينَما قالَتْ لاَبِيهَا {يَا اَبَتِ اسْتَاْجِرْهُ اِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَاْجَرْتَ القَوِيُّ الاَمِين} سَمِعَ مِنْهَا موسى هَذَا الكَلامَ وَاَحَسَّ اَنَّهَا تُلَمِّحُ اِلَى شَيْءٍ اَوْ حَاجَةٍ مَا فِي نَفْسِهَا؟ وَمَهْمَا يَكُنْ مِنْ شَيْءٍ فَاِنَّ الاَبَ كَانَتْ عِنْدَهُ عِزَّةُ النَّفْسِ هَذِهِ تِجَاهَ موسى وَلَذَلِكَ اَرَادَ اَنْ يَحْفَظَ لابْنَتِهِ هَذِهِ كَرَامَتَهَا وَيَحْمِيَهَا في وِعَاءٍ وَاحِدٍ مَعَ كَرَامَةِ اُخْتِهَا التي لَمْ تَذْكُرْ شَيْئاً اَوْ تُعَرِّضْ بِشَيْءٍ اَوْ تُلَمِّحْ الى شَيْءٍ مِنْ اِعْجَابها بِاَخْلاقِ موسى؟ وَلَذَلِكَ قالَ لَهُ الاَبُ {اِنِّي اُرِيدُ اَنْ اُنْكِحَكَ اِحْدَى ابْنَتَيْ}دُونَ اَنْ يُحَدِّدَ لَهُ اَيَّةَ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا؟ وَكَانَ اَنْ اَنْكَحَهُ هَذِهِ التي قَالَتْ{اِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَاْجَرْتَ القَوِيُّ الاَمِين}لاَنَّهُ جَرَتْ عَادَةُ النَّاسِ مُنْذُ القَدِيمِ وَبِخَاصَّةٍ في اَيَّامِنَا وَبِعِزَّةِ نَفْسٍ شَيْطَانِيَّةٍ غَيْرِ اِيمَانِيَّة اَنْ يَقُولُوا عَنْ كُلِّ مَعْرُوضٍ اَنَّهُ مَهِينٌ مُهَان وَخَاصَّةً فِي مَوْضُوعِ الزَّوَاج (وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ سُبْحَانَهُ عَرَضَ الدَّعْوَةَ الاسْلامِيَّةَ عَلَى النَّاسِ جَمِيعاً من اَجْلِ الزَّوَاجِ بِهَا وَاحْتِضَانِهَا وتَقْبِيلِهَا وَمُعَانَقَتِهَا عَفْواً اَقْصِدُ اعْتِنَاقَهَا بِعَلاقَةٍ اَشْرَفُ وَ اَسْمَى وَاَرْفَعُ وَاَطْهَرُ وَاَنْقَى وَاَصْفَى وَ اَقْوَى مِنَ العلاقَةِ الزَّوْجِيَّة بَلْ اَغْلَى مِنَ الرُّوحِ وَالمَالِ وَالوَلَدِ اَوَ اَيِّ اعْتِبَارٍ آخَر وَبِهَذَا حَفِظَ لَهَا كَرَامَتَهَا سبحانَهُ اَنْ تُهَانَ مِنْ هؤلاءِ الذينَ يقولونَ عَنْ كُلِّ مَعْرُوضٍ اَنَّهُ رَخِيصٌ مُهَان وَلَمْ يَرْمِهَا عَلَيْهِمْ سبحانَهُ رَمْياً اَوْ يَفْرِضْهَا عليهم فَرْضاً حِفَاظاً عَلَى قِيمَتِهَا وَغَلاوَتِهَا وَكَرَامَتِهَا لاَنَّهَا لايَلِيقُ بِهَا اَنْ تَاْتِيَ الى اَحَدٍ رَغْماً عَنْهُ وَتطْلُبَهُ مِنْ اَجْلِ اعْتِنَاقِهَا بَلْ يَلِيقُ بِهَا اَكْثَرَ اَنْ يَاْتِي هُوَ اِلَيْهَا طَوَاعِيَةً وَيَطْلُبَهَا وَلِذَلِكَ تَرَكَ لَهُمْ حُرِّيَّةَ الاخْتِيَار؟ وَلَمْ يَفْرِضْهَا عَلَيْهِمْ بِالاِكْرَاهِ وَالاِجْبَار؟لاَنَّهُ لَوْ فَرَضَهَا بِالاِكْرَاه فَقَدْ يزيدُ عَدَدُ المنافقينَ في المجتمع والذينَ لايؤمنونَ بِهَا ضِمْنِيّاً اِلا في الظَّاهِر؟ وفي هذا اِهَانَةٌ كبيرةٌ جِدّاً للدَّعْوَةِ الى اللهِ وَدِينِهِ الاِسْلامِيّ مِن هؤلاءِ المنافقين وَخَاصَّةً حينَما تَنْتَقِلُ عَدْوَى النِّفَاقِ الى الاَكْثَرِيَّةِ مِنْ غَيْرِهِمْ في المجتمعِ الاسلاميّ؟ وَلَكِنَّهُ سبحانَهُ اعْتَبَرَ رَفْضَ الدَّعْوَةِ الاسلامِيَّةِ منهم ضِمْنِيّاً وَمِنْ غَيْرِهِمْ مِنْ اِخْوَانِهِمُ الذينَ كَفَرُوا ظَاهِرِيّاً وَبَاطِنِيّاً اِهَانَةً كبيرةً جِدَّاً اَيْضاً لِلدَّعْوَةِ وَخَالِقِهَا وَلِذَلِكَ اسْتَحَقُّوا العَذَابَ المُهِينَ يَوْمَ القيامةِ رَغْماً عَنْهُمْ؟ وَلايُوجَدُ يومَ القِيَامَةِ اَبَداً مَا يُسَمَّى بِحُرِّيَّةِ الاخْتِيَار؟ بَلْ هُوَ الاِضْطِرَارُ وَالاِجْبَار؟ مِنَ المُنْتَقِمِ الجَبَّار؟ على العَسِيرِ مِنَ الحِسَابِ وَالعَذَابِ الغَلِيظِ وَالتَّحْقِيرِ وَالاِهَانَةِ وَالذُّلِّ وَالصَّغَارِ وَالدَّمَار؟ وَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ اَنْ تَكُونَ حياةٌ كريمةٌ لِهَؤُلاءِ اَوْ عِزٌّ اَوْ فَخَار؟ بَلْ هُوَ الذُّلُّ المُتَوَاصِلُ مَعَ عَذَابٍ اَبَدِيِّ اَليمٍ مُهِينٍ لِلْمُجْرِمِينَ الاَشْرَار؟ بسببِ اِهَانَتِهِمْ لِلدَّعْوَةِ الاسْلامِيَّةِ بِمُجَرَّدِ اَنْ رَفَضُوهَا جُمْلَةً وَتَفْصِيلاً كَالكَافِرينَ بِهَا الفُجَّار؟ اَوْ رَفَضُوهَا ضِمْنِيّاً دُونَ الظَّاهِرِ كَالمُنَافِقِينَ اَصْحَابِ الدَّرْكِ الاَسْفَلِ مِنَ النَّار؟ اَنْعِمْ بِجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالاَرْضُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الاَنْهَار؟وَفِيهَا اَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَاَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَاَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ للشَّارِبِينَ وَاَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفَّى وَمَا اَعَدَّهُ اللهُ للمُتَّقِينَ الاَخْيَار؟وَفِيهَا مَا لاعَيْنٌ رَاَتْ وَلا اُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ مِنَ اللَّذَّةِ وَالنَّعِيمِ وَالاَخْبَار؟وَكُلُّ ذَلِكَ اَعَدَّهُ اللهُ لِمَنْ حَمَلُوا دَعْوَتَهُ وَدِينَهُ الاسلامِيَّ في قلوبِهم وعقولِهم ونفوسِهم وَوَضَعُوهُ تاجاً لايَنْزِعُهُ عَنْ رَاْسِهِ اِلا كُلُّ مُرْتَدٍّ لَئِيمٍ مُتَكَبِّرٍ جَبَّار؟) وفي تاريخِنَا الاسلاميِّ لَمَّا تَاَيَّمَتْ حَفْصَةُ بنتُ عمر رضي الله عنهما وَاَصْبَحَتْ بِلا زَوْجٍ يُعِيلُهَا وَيُنْفِقُ عَلَيْهَا؟عَرَضَهَا عُمَرُ علَى اَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانَ رضيَ اللهُ عَنْهُمْ جميعاً مِنْ اَجْلِ الزَّوَاجِ فَاعْتَذَرَا؟ فَانْكَسَرَ خَاطِرُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِه؟ وَلَكِنَّ اللهَ سبحانَهُ وَتَعَالَى اَرَادَ اَنْ يُطَيِّبَ لَهُ خَاطِرَهُ وَخَاطِرَ ابْنَتِهِ؟ وَاَرَادَ اَنْ يُخَبِّىءَ لَهُمَا* في قَضَائِهِ وَقَدَرِهِ المُسْتَقْبَلِيِّ(بِالنِّسْبَةِ اِلَيْنَا لا اِلَيْهِ سبحانه؟ لاَنَّ الماضي والحاضرَ والمستقبلَ عِنْدَهُ سواءٌ وَلاوُجُودَ لَهُمْ اَصلاً في حِسَابَاتِهِ اِلا مِنْ اَجْلِ التَّقْرِيبِ الى عُقُولِ مَخْلُوقَاتِِهِ القَاصِرَة)*مَنْ بَلَغَتْ دَرَجَتُهُ عَنَانَ السَّمَوَاتِ وَالاَرْضِ عِنْدَ الله؟ وَمَهْمَا بَلَغَتْ دَرَجَةُ اَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانَ فَلَنْ تَبْلُغَ دَرَجَةَ رَسُولِ اللهِ عليهِ الصلاةُ والسلام؟ فَخَبَّاَ اللهُ لَهَا فِي قَضَائِهِ وَقَدَرِهِ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فَتَزَوَّجَهَا؟ وَنَالَتْ مِنَ الشَّرَفِ مَا لَمْ تَحْلُمْ بِهِ نِسَاءُ الاَرْضِ جَمِيعُهُنَّ الى الآن؟ وَاَيُّ شَرَفٍ نِسَائِيٍّ اَعْظَمُ مِنْ هَذَا الشَّرَف؟ اِنَّهُ شَرَفُ حَفْصَةَ اُمِّ المؤمنينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَعَنْ اُخْتِهَا الطَّاهِرَةِ بِنْتِ الاَطْهَار الصِّدِّيقَةِ عَائِشَةَ بِنْتِ الصِّدِّيق رَضِيَ اللهُ عنهُمْ جَمِيعاً؟ فَصَارَتْ بِذَلِكَِ حَفْصَةُ رَضِي اللهُ عنها مِنْ اُمَّهَاتِ المؤمنين مَعَ اَنَّهَا لَمْ تَكُنْ جَمِيلَة خَلْقاً كَمَا يقولُ الرُّوَاة؟ وَلَكِنَّهَا كَانَتْ جَمِيلَةً خُلُقاً؟ وَحِينَمَا اَرَادَ رَسُولُ اللهِ اَنْ يُطَلِّقَهَا اِذَا بِالمَلائِكَةِ فِي السَّمَاءِ تَسْتَنْفِر؟ وَيَنْزِلُ عليهِ جِبْرِيلُ الاَمِينُ قَائِلاً يارسولَ الله اِنَّ اللهَ يَاْمُرُكَ اَلَّا تُطَلِّقَهَا لاَنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَة؟ نَعَمْ اَخِي وَكَثِيراً مَا يُوَجَّهُ الطَّعْنُ الى رَسُولِ الاسلامِ مِنْ هَذَا البَاب؟ وَهُوَ اَنَّهُ تَزَوَّجَ شَهْوَةً الى دَرَجَةِ الشَّبَقِ الجِنْسِيّ؟وَلْنَفْرِضْ اَنَّ هذا الكَلامَ صَحِيح؟ فَاَيُّ عَيْبٍ فِي هَذَا وَاللهُ تَعَالَى يَقُول {مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللهُ لَه} هَلْ يَحْرُمُ عَلَى الرَّسُولِ اَنْ يَسْتَمْتِعَ بِِمُمَارَسَةِ الجِنْسِ مَعَ نِسَائِهِ الى دَرَجَةِ الشَّبَق؟ وَمَا بَالُكُمْ اَنْتُم؟ وَاَيُّ اِنْجِيلٍ اَوْ تَوْرَاةٍ اَبَاحَتْ لَكُمْ مُمَارَسَةَ الجِنْسِ مَعَ نِسَائِكُمْ اَوْ رجالِكُمْ الى دَرَجَةِ السَّادِيَّةِ القَذِرَةِ مِثْلَكُمْ وَالتَّعْذِيبِ حَتَّى المَوْتِ وَخَاصَّةً فِي سُجُونِكُمُ المَشْؤُومَة المخزيةِ اللاَخْلاقِيَّة والتي لَيْسَ فِيهَا ذَرَّةٌ مِنَ الضَّمِيرِ الوُجْدَانِيِّ وَالانْسَانِيَّة؟ حَتَّى اَنَّهَا انْتَقَلَتْ عَدْوَى تَعْذِيبِها الى سُورِيَّا؟ حِينَما بَعَثُوا بِخُبَرَاءَ فِي التَّعْذِيبِ كانُوا يَخْضَعُونَ لِدَوْرَاتٍ تَدْرِيبِيَّة؟ عِنْدَكُمْ وفِي الصِّينِ وَرُوسِيَّا؟ وَبِاَحْدَثِ الاَجْهِزَةِ التَّعْذِيبِيَّة؟ وَالتِي تَحْتَوِي عَلَى الصَّدَمَاتِ الكَهْرَبَائِيَّة؟ وَيَضَعُونَهَا بِاَيْدِيهِمُ القَذِرَةِ عَلَى الاَعْضَاءِ التَّنَاسُلِيَّة؟ ثُمَّ يَبُولُونَ عَلَى مَنْ خَلَقَهُ اللهُ بِيَدَيْهِ وَكَرَّمَهُ فِي اَحْسَنِ صُورَةٍ رَحَمَانِيَّة؟ فَهَلْ هذَا هُوَ التَّسَامُحُ المَسِيحِيُّ الذِي تَتَفَاخَرُونَ بِهِ عَلَيْنَا يَا عُبَّادَ الصَّلِيبِيَّة؟ بَلْ أَيُّ اِنْجِيلٍ اَبَاحَ لَكُمُ الجِنْسَ المِثْلِيَّ اَوْ الحَيَوَانِيَّ اَوْ مَعَ المَحَارِمِ وَالعَيَاذُ بِالله؟ وَلَكِنَّكُمْ كَاذِبُون؟ وَهَذَا الكَلامُ الذِي تَقُولُونَهُ عَنْ رَسُولِ الاِسْلامِ غَيْرُ صَحِيحٍ اَبَداً؟ فََهَل رَاَيْتُمْ فِي حَيَاتِكُمْ شَابّاً كَرَسُولِ اللهِ فِي عِزِّ شَبَابِهِ وَقَدْ بَلَغَ الخَامِسَةَ وَالعِشْرِينَ مِنْ عُمُرِهِ وَقَدْ تَزَوَّجَ الزَّوْجَةَ الاُولَى خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَقَدْ بَلَغَتْ اَرْبَعِينَ سَنَة؟ فَعَنْ أيِّ شَبَقٍ جِنْسِيٍّ تَتَحَدَّثُون؟ وَقَدْ كَانَ مِنْ زَوْجَاتِهِ زَوْجَةً مُتَقَدِّمَةً فِي السِّنّ؟ بِاللهِ عَلَيْكُمْ لَوْ اَنَّ شَابّاً مِنْكُمْ فِي عِزِّ شَبَابِه قَالَ لاَبيهِ اُرِيدُ اَنْ اَتَزَوَّجَ امْرَاَةً مُتَقَدِّمَةً فِي السِّنّ فَهَلْ يُبَارِكُ لَهُ اًَبُوهُ هَذَا الزَّوَاجَ اَمْ يَقُولُ لَهُ اَنْتَ مَجْنُونٌ لَيْسَ فِيكَ ذَرَّةٌ مِنَ العَقْل؟ وحاش لرسول الله ان يكون كذلك؟ وَعَنْ أيِّ سُعَارٍ جِنْسِيٍّ تَتَحَدَّثُونَ؟ وَََقَدْ كَانَ مِنْ زَوْجَاتِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ الاَرَامِلُ؟ نَعَمْ لَقَدْ كَانَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ و مَهْمَا يَكُنْ مِنْ اَمْرِهِ مِنَ البَشَر وَيَمْلِكُ مِنَ الشَّهْوَةِ الْجِنْسِيَّةِ مِثْلَهُمْ وَلَكِنْ لَيْسَ الى دَرَجَةِ الشَّبَقِ كَمَا يَصِفُهُ اَعْدَاءُ الاِسْلامِ اَوِ الذينَ يَجْهَلُونَ حِكْمَةَ الاِسْلامِ فِي ذَلِكَ الزَّوَاجِ النَّبَوِيِّ المُبَارَكِ وَيَجْهَلُونَ الحِكْمَةَ اَيْضاً مِنْ تَعَدُّدِ الزَّوْجَات(وَاِنْ شَاءَ اللهُ نَذْكُرُ هَذِهِ الحِكْمَةَ بِالتَّفْصِيلِ في مُشَارَكَاتٍ قَادِمَةٍ اِنْ كَانَ فِي العُمُرِ بَقِيَّةٌ بِاِذْنِ الله) نَعَمْ اَيُّهَا الاُخوةُ الكِرَام لَقَدْ عَرَضَ عُمَرُ ابْنَتَهُ عَلَى رَجُلَيْنِ وَهُمَا اَبُو بَكْرٍ وَعُثْمَانُ وَلَمْ يَمُنَّا عَلَيْهِ بِقَوْلِهِمَا اَنْتَ تَحْمِلُ ابْنَتَكَ عَلَى ظَهْرِكَ وَتُدَلِّلُ عَلَيْهَا وَتُرِيدُ اَنْ تَرْتَاحَ مِنْهَا وَمِنْ نَفَقَاتِهَا كَمَا يَحْصَلُ فِي اَيَّامِنَا؟ وَاَخِيراً وَلَيْسَ آخِراً اَقُولُ لَكَ اَخِي لامَانِعَ اِذَا رَاَيْتَ اِنْسَاناً كُفْؤاً صَالِحاً اَنْ تَعْرِضَ عَلَيْهِ ابْنَتَكَ اَوْ مَنْ هِيَ تَحْتَ وِلايَتِك؟ وَهَذَا الانْسَانُ الطَّيِّبُ عَلَيْهِ اَنْ يُقَدِّرَ لَكَ هَذَا الشُّعُور؟ فَاِمَّا اَنْ يَرْضَى بِهَا وَيَشْكُرَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ وَاِمَّا اَنْ يَنْصَرِفَ بِاَدَبٍ وَذَوْقِ وَدُونَ تَوْجِيهِ أيِّ طَعْنٍ اَوِ انْتِقَادٍ الى اَحَدٍ وَخَاصَّةً اَمَامَ عَوَامِّ النَّاسِ وَسُفَهَائِهِمْ؟ فَالْعَرْضُ بِهَذَا الشَّكْلِ جَائِزٌ شَرْعاً؟ وَلَكِنْ قَدْ يَقُولُ قَائِل مَنْ اُزَوِّجُ ابْنَتِي؟ وَالجَوابُ عَلَى ذَلِكَ بِسُؤَالٍ وُجٍِّهَ الى اِمَامِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ الاَعْظَم الحَسَنِ ابْنِ عَلِيّ رَضِيَِ اللهُ عَنْهُمَا فَقَالَ السَّائِلُ يَا اِمَامُ مَنْ اُزَوِّجُ ابْنَتِي؟ فَقَالَ الحَسَنُ رُوحِي فِدَاه زَوِّجْهَا التَّقِيّ؟ فَقَالَ السَّائِلُ وَلِمَاذَا؟ فَقَالَ لاَنَّهُ اِذَا اَحَبَّهَا اَكْرَمَهَا وَاِذَا كَرِهَهَا لَمْ يَظْلِمْهَا؟ لاَنَّ التَّقْوَى اَخِي تَمْنَعُكَ مِنَ الظُّلْم؟ فَلا تَظْلِمْ زَوْجَتَك؟ وَلا تَظْلِم اُمَّكَ اَيضاً؟ وَلا اُمَّهَا؟ وَالعَكْسُ صَحِيحٌ بِالنِّسْبَةِ لِلزَّوْجَةِ وَهُوَ اَلَّا تَظْلِمَ زَوْجَهَا وَلا اُمَّهَا وَلا اُمَّه؟ تَرَاهُ وَالعَيَاذُ بِالله اِمَّا مُنْسَاقاً مَعَ زَوْجَتِهِ وَيُهْمِلُ اُمَّهُ وَيُغْضِبُهَا؟ وَاِمَّا اَنْ يَنْسَاقَ مَعَ اُمِّهِ وَلا يُعْطِي زَوْجَتَهُ حُقُوقَها؟ لا يَا اَخِي اِيَّاكَ مِنْ ذَلِكَ؟ فَاَنْتَ مُؤْمِنٌ تَقَِيّ؟ وَعَلَيْكَ اَنْ تَكُونَ مُتَوَازِناً بِاَنْ تُعْطِيَ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّه؟ وَهَذَا هُوَ التَّوَازُنُ الذِي تَاْمُرُ بِهِ التَّقْوَى بِمَعْنَاهَا الشَّرْعِيّ؟ وَلَيْسَ بِمَعْنَاهَا الدَّارِجِ فِي اَيَّامِنَا كَمَا يَحْدُثُ مَعَ الذِينَ{خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى اَبْصَارِهِمْ غِشَاوَة} فَاِنَّهُمْ كُلَّمَا رَاَوْا اِنْسَاناً يَحْمِلُ مِسْبَحَةً اَوْ يَلْبَسُ عِمَامَةً اَوْ يُعْفِي لِحْيَتَهُ قَالُوا عَنْهُ اَنَّهُ تَقِيّ دُونَ اَنْ يُخَالِطُوهُ؟ وَدُونَ اَنْ يُعَامِلُوهُ؟ فَهَلْ نُسَمِّي هَذِهِ تَقْوَى؟ كَلا هَذِهِ لَيْسَتْ تَقْوَى اَيُّهَا الغَافِلُونَ عَنِ التَّقْوَى؟ وَاِنَّمَا التَّقْوَى تَكُونُ بِالتَّجْرِبَة؟ فَلا تَغُرَّكَ هَذِهِ المَظَاهِرُ يَا اَخِي فَقَدْ يَكُونُ هَذَا الذِي تَرَاهُ تَقِيّاً مِنْ اَفْجَرِ النَّاسِ وَالعَيَاذُ بِالله؟ وَلَقَدْ كَانَ الفَارُوقُ عُمَرُ رضيَ اللهُ عنهُ فِي خِلافَتِهِ يَبْحَثُ عَنْ اُنَاسٍ اَتْقِيَاءَ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُوَلِّيَهُمْ اُمُورَ الرَّعِيَّة؟ فَوَجَدَ رَجُلاً يُصَلِّي فِي المَسْجِدِ وَاَعْجَبَهُ مِنْ كَثْرَةِ صَلاتِهِ وَخُشُوعِه؟ ثُمَّ جَلَسَ هَذَا الرَّجُلُ لِيَقْرَاَ شَيْئاً مِنَ القُرْآن؟ فَقَالَ عُمَرُ لِرَجُلٍ آخَرَ اَتُزَكِّي هَذَا الذِي يَقْرَأ القُرْآن(هَلْ تَشْهَدُ لَهُ بِالتَّقْوَى وَالصَّلاح) فَقَالَ الرَّجُلُ نَعَمْ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَر هَلْ سَافَرْتَ مَعَه* (لاَنَّ السَّفَرَ يُسْفِرُ عَنْ اَخْلاقِ الرِّجَالِ وَيَفْضَحُهُمْ حَتَّى يَظْهَرُوا عَلَى حَقِيقَتِهِمْ؟ فَقَدْ يَحْصَلُ مِنَ النَّشْلِ وَالسَّرِقَةِ اَثْنَاءَ السَّفَرِ اَوْ خِيَانَةِ الاَمَانَةِ اَوِ القَتْلِ اَوْ قَطْعِ الطَّرِيقِ اَوْ فِعْلِ المُوبِقَاتِ وَالفَوَاحِشِ وَالعَيَاذُ بِالله؟ مِمَّا يَجْعَلُ السَّفَرَ يَسْتَحِقُّ اَنْ يَكُونَ مَِحَكَّاً حَقِيقِيّاً لِهَؤُلاءِ الرِّجَالِ حَيْثُ يَكْشِفُ الوَجْهَ الآخَرَ المَسْتُورَ مِنْ اَخْلاقِهِمْ؟ وَلَذَلِكَ اسْتَحَقَّ السَّفَرُ بِامْتِيَازٍ اَنْ يكونَ قِطْعَةً مِنَ العَذَابِ فِي البَرّ كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ الله؟ وَاسْتَحَقَّ شَهِيدُ البَرِّ بِالنَّتِيجَةِ اَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُ جَمِيعَ ذُنُوبِهِ اِلا الدَّيْن؟ وَاسْتَحَقَّ سَفَرُ البَحْرِ اَنْ يَكُونَ قِطْعَتَيْنِ مِنَ العَذَابِ المُضَاعَفِ؟ وَبِالنَّتِيجَةِ اسْتَحَقَّ شَهِيدُ البَحْرِ اَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُ جَمِيعَ ذُنُوبِهِ حَتَّى الدَّيْنِ وَاسْتَحَقَّ المُسَافِرُ اَيْضاً اَنْ يُعْطِيَهُ اللهُ رُخْصَةً مِنْ اَجْلِ اَنْ يُفْطِرَ في رَمَضَان ثُمَّ يَقْضِيَ فِي اَيَّامٍ اُخَرٍ وَاَيْضاً اَعْطَاهُ سبحانَهُ رُخْصَةً اُخْرَى مِنْ اَجْلِ قَصْرِ الصَّلاةِ وَجَمْعِهَا تَقْدِيماً اَوْ تَاْخِيراً بِشُرُوط وَذَلِكَ لِيَكُونَ مُنْتَبِهاً صَاحِياً وَعَلَى حَذَرٍ دَائِمٍ مِنْ رُفَقَاءِ السُّوءِ وَكَيْدِهِمْ وَشُرُورِهِمْ وَقَدْ وَرَدَ اَنَّ رسولَ اللهِ عليهِ الصلاةُ وَالسَّلام كَانَ يَخَافُ عَلَى اُمَّتِهِ رُكُوبَ البَحْر وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق صَلاةُ رَبِّي وَسَلامُهُ عَلَيْكَ يَارَسُولَ اللهِ وَاَنْتَ القَائِلُ فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ الى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ الى اللهِ وَرَسُولِه وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ الى دُنْيَا يُصِيبُهَا اَوِ امْرَاَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ الى مَا هَاجَرَ اِلَيْه؟ صلاةُ رَبِّي وَسَلامُهُ عَلَيْكَ يا رسولَ اللهِ حِينَمَا نَرَى شَبَاباً مُسْلِمِينَ وَفِي عُمُرِ الوُرُودِ وَِالزُّهُورِ مُسَافِرينَ الى عِبَادَةِ الشَّيْطَان يَبِيعُونَ دِينَهُمْ مِنْ اَجْلِ امْرَاَةٍ يَتَزَوَّجُونَهَا وَلَمْ تَرْضَ اَنْ يَكُونَ زَوَاجُهَا اِلا تَكْلِيلاً فِي الكنيسةِ اَمَامَ الذينَ يَسْجُدُونَ لِلصُّلْبَان اَكْبَرِ رُمُوزِ الشَّيْطَان عَلَيْهِمْ لَعَائِنُ اللهِ المُتَتَابِعَةِ الى يَوْمِ القِيَامَة)* فَقَالَ الرَّجُلُ لا؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ هَلْ جَاوَرْتَه؟ فَقَالَ الرَّجُلُ لا* (لاَنَّ الجِيرَةَ اَيْضاً هِيَ مِحَكٌّ حَقِيقِيٌّ لِلْجِيرَانِ حَتَّى يَظْهَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِاَخْلاقِهِ عَلَى حَقِيقَتِهَا بِدَليلِ قولهِ عليهِ الصلاةُ والسلام [وَاللهِ لايُؤْمِنُ؟ وَاللهِ لايُؤْمِنُ؟ وَاللهِ لا يُؤْمِنُ؟ قِيلَ مَنْ يَارَسُولَ الله؟ قَالَ مَنْ لا يَاْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ أيْ شُرُورَه(وَقَوْلِهِ عليهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ اَيْضاً [مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَان وَجَارُهُ الى جَنْبِهِ جَائِعٌ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ(حَتَّى وَلَوْ كَانَ هَذَا الجَارُ يَهُودِيّاً؟حَتَّى وَلَوْ كَانَ عَدُوّاً مُحَارباً وَلَكِنَّهُ وَقَعَ اَسِيراً ضَعِيفاً بِجِوَارِ سَجَّانِيهِ المُسْلِمِينَ بِدَليلِ قَوْلِهِ تعََالَى{وُيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ علَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَاَسِيرَا]* فَقَالَ عُمَرُ لِلرَّجُلِ هَلْ عَامَلْتَهُ بِالدِّرْهَمِ وَالدِّينَار؟ فَقَالَ الرَّجُلُ لا* (لاَنَّ التَّعَامُلَ بِالدِّرْهَمِ وَالدِّينَارِ هُوَ مَحَكٌّ حَقَيقَِيٌّ قَوِيٌّ اَيْضاً حَتَّى يَنْكَشِفَ المَسْتُورُ مِنْ اَخْلاقِ النَّاسِ حَتَّى وَلَوْ كَانُوا رجَالَ دِينٍ مُسْلمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِين*(لاَنَّ المسلمينَ اَيضاً هُمْ اَهْلُ كِتَاب وَهُوَ القُرْآنُ الكريمُ صَاحِبُ العَهْدِ الاَخِير؟كَمَا اَنَّ اليهودَ وَالنَّصَارَى اَصْحَابُ العَهْدَيْنِ القَدِيمِ وَالجَدِيدِ هُمْ اَهْلُ الكِتَابِ المُقَدَّسِ اَيْضاً كَمَا يُسَمُّونَهُ وَلَكِنَّهُ فِي حَقِيقَتِهِ مُنَجَّسٌ بِشِرْكِهِمْ وَعَقَائِدِهِمُ البَاطِلَةِ الفَاسِدَةِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {اِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَس(حِسِّيّ وَمَعْنَوِيّ بِسَبَبِ عَقَائِدِهِمُ النَّجِسَةِ التي تَنْقُضُ الاِسْلامَ مِنْ اَسَاسِهِ وَلا اَقُولُ الوُضُوءَ فَقَط)*بَدَلِيلِ قولِهِ تَعَالَى مُحَذِّراً وَمُنَبِّها الى كَيْفِيَّةِ التَّعَامُلِ مَعَهُمْ بِالدِّرْهَمِ وَالدِّينَار{وَمِنْ اَهْلِ الكِتَابِ مًنْ اِنْ تَاْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ اِلَيْك؟ وَمِنْهُمْ مَنْ اِنْ تَاْمَنْهُ بِدِينَارٍ لايُؤَدِّهِ اِلَيْكَ اِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمَا(تُطَالِبُهُ بِحَقِّكَ بِاسْتِمْرَار}وبدليلِ قولهِ تعالى اَيضاً{يَا اَيَّهَا الذِينَ آمَنُوا اِنَّ كَثِيراً مِنَ الاَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَاْكُلُونَ اَمْوَالَ النَّاسِ بِالبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ الله} وَلَمْ يَنْتَشِرِ الاسْلامُ فِي اَكْثَرِ بِقَاعِ العَالَمِ وَمِنْهَا اَنْدُونِيسْيَا اِلا بِسَبَبِ اَمَانَةِ التُّجَارِ فِي التَّعَامُلِ بِالدِّرْهَمِ وَالدِّينَار)* فَقَالَ لَهُ عُمَرُ ظَنَنْتُكَ اَنَّكَ رَاَيْتَهُ فِي المَسْجِدِ يُهَمْهِمُ بِرَاْسِهِ هَكَذَا وَهُوَ يَقْرَأُ القُرْآن(كَمَا يَفْعَلُ اليَهُودُ حِينَمَا يُحَرِّكُونَ رُؤُوسَهُمْ وَهُمْ يَتَّجِهُونَ بِصَلاتِهِمْ الى مَا يُسَمَّى حَائِطَ المَبْكَى) فَقَالَ الرَّجُلُ نَعَمْ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ اِذْهَبْ فَاِنَّكَ لَمْ تَعْرِفْهُ وَلَسْتُ بِحَاجَةٍ الى شَهَادَتِكَ لَهُ؟نَعَمْ اَيُّهَا الاُخْوَة وَلَقَدْ اَخْبَرَنِي اِمَامُ اَحَدِ المَسَاجِدِ اَنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَاْتُونَ اِلَيْهِ وَيَسْاَلُونَهُ عَنْ فُلانٍ مِنَ النَّاس؟ مَاذَا تَعْرِفُ عَنْهُ بَارَكَ اللهُ فِيك؟ لَقَدْ تَقَدَّمَ لِخِطْبَةِ ابْنَتِنَا؟ فَيَقُولُ هَذَا الاِمَامُ وَاللهِ يَا اُخْتُ سندس اَرَى هَذَا الخَاطِبَ يُصَلِّي وَيُحَافِظُ عَلَى الْجُمَعِ وَالْجَمَاعَاتِ؟ وَاَنَا اَشْهَدُ بِمَا اَرَى فَقَط؟ وَلَكِنِّي لا اَسْتَطِيعُ اَنْ اَشْهَدَ بِمَا لا اَرَاه؟ لاَنَّنِي لا اَدْرِي شَيْئاً عَنْ مُعَامَلَتِهِ مَعَ اَهْلِ بَيْتِه مِنْ اَرْحَامِهِ وَوَالِدَيْهِ؟ وَاَصْحَابِهِ؟ وَجِيرَانِهِ؟ وَمَعَارِفِه؟ فَاَقُولُ لِهَؤُلاءِ اذْهَبُوا وَاسْاَلُوا عَنْهُ عِنْدَ هَؤُلاءِ النَّاسِ الذينَ تَعَامَلُوا مَعَهُ وَجَرَّبُوهُ وَنَجَحَ مَعَهُمْ فِي التَّجْرِبَة لَعَلَّ اللهَ يَجْعَلُ لَكُمْ فَرَجاً وَمَخْرَجاً؟ فَقُلْتُ لَهُ لَقَدْ اَصَبْتَ الحَقَّ وَمَا قََصَّرْتَ نِعْمَ الرَّاْيُ رَاْيُكَ وَجَزَاكَ اللهُ خَيْراً؟وَاَخِيراً وَلَيْسَ آخِراً فَاِنَّ اللهَ يَاْمُرُ الاَوْلِياءَ اَنْ يُزَوِّجُوا مَنْ لَيْسَ لَهُ زَوْجَة؟ يَعْنِي وَبِالعَرَبِي الفَصِيح اِذَا اَرَدْتَّ اَخِي اَنْ تَسْمَعَ مِنِّي فَلا تَجْعَلْ كُلَّ سَنَةٍ مِنْ عُمُرِكَ ذَهَاباً وَاِيَاباً الى الحَجّ حَجّ حَجّ حَجّ كُلّ سَنَة عُمْرَة عُمْرَة عُمْرَة؟بَلْ اَحْضِرْ هَذَا المَبْلَغَ مِنَ المَال؟ وَفَتِّشْ عَلَى مَنْ هُمَا بِحَاجَةٍ الى الزَّوَاجِ مِنْ اَبْنَاءِ الاسْلامِ وَبَنَاتِهِ وَسَاعِدْهُمَا؟ فَذَلِكَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حَجِّ النَّافِلَةِ عِنْدَ الله؟ وَذَلِكَ حَتَّى تَمْنَعَ المَفَاسِدَ الاجْتِمَاعِيَّةَ وَغَيْرَهَا؟ وَمَهْمَا جَلَبَ لَكَ حَجُّ النَّافِلَةِ مِنْ مَصَالِحَ دُنْيَوِيَّةٍ وَاُخْرَوِيَّةٍ فَاعْلَمْ اَنَّ تِلْكَ المَفَاسِدَ اَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ مِنْ تِلْكَ المَصَالِحِ اِذَا لَمْ تُسَاعِدْ مُجْتَمَعَكَ الاِسْلامِيَّ بِاَمْوَالِكَ عَلَى الزَّوَاجِ لاَنَّ التَخْلِيَةَ قَبْلَ التَّحْلِيَة وَعَلَيْكَ اَنْ تُقَدِّمَ دَرْءَ المَفَاسِدِ عَلَى جَلْبِ المَصَالِح وَهُمَا قاعِدَتَانِ شَرْعِيَّتَانِ مَعْرُوفَتَان وَذَلِكَ مِنْ اَجْلِ التَّخَلِّي عَنْ تِلْكَ المَفَاسِدِ الفَاحِشَةِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَتَحَلَّى مَعَهُمْ بِفَضَائِلِ الاَعْمَالِ النَّافِلَةِ اِنْ اَمْكَن وَمِنْهَا حَجُّ النَّافِلَة عَلَى اَسَاسٍ مِنْ تَقْوَى اللهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ حَتَّى تَنْهَضَ بِمُجْتَمَعِكَ الى مَحَاسِنِ وَمَكَارِمِ الاَخْلاقِ وَمِنْهَا تَرْكُ الفُجُورِ وَ الكُفْرِ وَالفُسُوقِ وَالعِصْيَان حتَّى اِذَا فَكَّرُوا اَنْ يَحُجُّوا فِي اَشْهُرٍ مَعْلُومَاتٍ كَانُوا مِنَ الذِينَ قَالَ اللهُ فِيهِمْ{فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الحَجّ}وَاِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَظُنَّ اَنَّ العُزُوبَةَ هِيَ اَمْرٌ هَيِّن؟ بَلْ هِيَ لَيْسَتْ مِنَ السُّهُولَةِ بِمَكَانٍ اَبَداً؟ وَاللهِ الذي لا الهَ غَيْرُهُ اِنَّهَا الكَارِثَةُ الكُبْرَى عَلَى الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فِي آنٍ وَاحِدٍ اَنْ تَرَى اِنْسَاناً وَقَدْ بَلَغَ الاَرْبَعِينَ مِنْ عُمُرِهِ اَوِ الخَمْسِين وَلَمْ يَتَزَوَّجْ حَتَّى الآن؟ وَلِذَلِكَ علينا اَنْ نُسْرِعَ فِي تَزْوِيجِ مَنْ لا زَوْجَةَ عِنْدَهُ اَوْ لا زَوْجَ عِنْدَهَا بدليلِ قولهِ تعالى{وَاَنْكِحُوا الاَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَاِمَائِكُمْ اِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيم} وَاِنَّكَ لاتَدْرِي اَخِي كيفَ يُغْنِيهِمْ سبحانه وَيَزِيدُ عَدَدُ الاَغْنِيَاءِ فِي المُجْتَمَعِ بِبَرَكَةِ اللهِ وَوَعْدِهِ الصَّادِقِ الذِي لا يَتَخَلَّفُ بدليلِ قولهِ تعالى {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لايَحْتَسِب؟ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ؟ اِنَّ اللهَ بَالِغُ اَمْرِهِ؟ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرَا} وَقَوْلِهِ عليهِ الصلاةُ والسَّلام[ثلاثةٌ حَقَّ عَلَى اللهِ عَوْنُهُمْ وَمِنْهُمُ النَّاكِحُ يريدُ العَفَاف] وَلاتَعْجَبْ اخي فَمِنَ الجَائِزِ وَالمُحْتَمَلِ جِدّاً اَنْ يُقَتِّرَ اَوْ يُضَيِّقَ اللهُ عَلَيْهِمُ الرِّزْق؟ وَلَكِنَّهُ يَرْزُقُهُمْ غِنَى النَّفْسِ بدليلِ قولهِ عليهِ الصلاةُ والسلام[لَيْسَ الغِنَى عَنْ كَثْرَةِ العَرَض(عَرَضِ الدنيا الفَانِيَةِ وَنَعِيمِهَا وَاَمْوَالِهَا وَمَتَاعِهَا وَزِينَتِهَا) وَلَكِنَّ الغِنَى غِنَى النَّفْس] ويبقى سؤالٌ اَخِيرٌ اَرْسَلَهُ اَحَدُ الاُخْوَةِ اِلَيّ هل يَجُوزُ لِي اَنْ اَسْكُنَ مَعَ زوجتي في بيتِ اَبِي؟ وَاَقولُ لِهَذَا الاَخ اذا كانَ الزواجُ في مكانٍ مَحْصُورٍ فيهِ فلانٌ وفلانةٌ وفلان فيه مضايقة(اِلَّا اِذَا كُنْتَ مِنْ اَهْلِ بَلَدٍ يقولونَ عَنْ بَيْتِ الضِّيق اَنَّهُ يَسَعُ اَلْفَ صَدِيق؟ وَلكِنَّ الزَّوْجَةَ لَيْسَتْ مُلْزَمَةً بِتَحَمُّلِ هَذَا الوَضْعِ اِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهَا) وَانْظُرْ اَخِي الى بَيْتِكَ اِذَا كانَ فيهِ ضَيْفٌ غريب فَاِنَّ حَرَكَتَكَ تَتَعَطَّلُ فيهِ وَقَدْ يَحْجُزُ مِنْ حُرِّيَّةِ زَوْجَتِكَ وَاَوْلادِك بَلْ مِنْ حُرِّيَّتِكَ اَيْضاً اِذَا كَانَ ضَيْفاً ثَقِيلاً يجلسُ مَعَكَ سَاعَاتٍ مَعْدُودَة**(وَكَفَى بِِالضُّيُوفِ الثُّقَلاءِ ذَنْباً وَاِثْماً اَنَّ اللهَ لَمْ يَتَحَمَّلْهُمْ كَمَا تَقُولُ السَّيِّدَةُ عَائِشَة رضي الله عنها وعن ابيها وكما وردَ ذلكَ في سورةِ الاحزاب عندَ قولهِ تعالى{يَا اَيُّهَا الذينَ آمنُوا لاتَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ اِلَّا اَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ اِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ اِنَاه(أيْ غَيْرَ مُنْتَظِرينَ تَحْضِيرَهُ وَطَبْخَهُ على النَّار؟ بمعنى لايجوزُ لَكُمْ اَنْ تَدْخُلُوا اِلَى البُيُوتِ اِلَّا بَعْدَ اََنْ يَجْهَزَ الطعامُ وَبِدَعْوَةٍ مِنْ صَاحِبِ المنزلِ اَيْضاً بدليلِ قولهِ تعالى{وَلَكِنْ اِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَاِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا(أيِ اخْرُجُوا مِنَ المنزلِ فوراً بعدَ تناوُلِكُم لِلطَّعَام{وَلامُسْتَاْنِسِينَ لِحَدِيث(لاَنَّ الزَّوْجَ يحتاجُ اَنْ يَاْخُذَ رَاحَتَهُ وَحُرِّيَّتَهُ مَعَ زَوْجَتِهِ وَاَوْلادِهِ؟ وقد يحتاجُ الى التَّعَرِّي؟ وقد تحتاجُ زَوْجَتُهُ اَيْضاً الى التَّعَرِّي مِنْ اَجْلِ الاسْتِحْمَامِ وَتَبْدِيلِ الثِّيَاب؟وَقَدْ يَحْتَاجُ اَوْلادُهُ الى ذلكَ اَيضاً اَوْ الى الدِّرَاسَة وَلذلكَ{اِنَّ ذَلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ{بمعنى اَنَّهُ يَخْجَلُ اَنْ يقولَ لَكُمُ اخْرُجُوا مِنْ بيتي مِنْ دُونِ مَطْرُودٍ كَمَا يُقَال لاَنَّهُ رُوحِي فِدَاهُ كَانَ يُحِبُّ اُمَّتَهُ كَثيراً وَمَا زَالَ الى الاَبَد الى دَرَجَةِ اَنَّهُ لايَهُونُ عَلَيْهِ اَبَداَ اَنْ يُؤْذِيَهُمْ وَلَوْ بِكَلِمَةٍ صَغِيرَةٍ مُزْعِجَة(وَهُمْ يُؤْذُونَهُ بِبَقَائِهِمْ وَهُمْ مُسْتَاْنِسُونَ بِاَحَادِيثِهِمْ وَلَكِنَّ صَاحِبَ البَيْتِ غَيْرُ مُسْتَاْنِسٍ بِهِمْ دَائِماً وَفِي كُلِّ الاَوْقَات واللهُ تَعَالَى يقول{لاتَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حتَّى تَسْتَاْنِسُوا(اَنْتُمْ وَاَصْحَابُ البَيْتِ معاً وَلَكِنَّ هذا الاسْتِئْنَاسَ لَهُ حُدُود وَتَكُونُ نِهَايَتُهُ بَعْدَ الانْتِهَاءِ مِنْ تَنَاوُلِ الطَّعَام)وَلَكِنَّهُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام كَانَ يَعُزُّ عليهِ اَنْ يَجْرَحَ مَشَاعِرَهُمْ اَوْ يَخْدِشَ حَيَاءَهُمْ بِكَلِمَِة وَلَكِنَّ اللهَ يَهُونُ عليهِ ذَلِكَ لاَنَّ الثُّقَلاءَ يَحْسَبُونَ* ذَلِكَ التَّطَفُّلَ قَبْلَ الطَّعَامِ وَمِنْ دُونِ دَعْوة؟ وَالسَّمَرَ بَعْدَ الطَّعَامِ الى حِينِ غِلْظَة؟ وَدُونَ اَنْ يَنْفَضَّ الرَّسُولُ الكَرِيمُ مِنْ حَوْلِهِمْ رُوحِي فِدَاهُ لاَنَّهُ صَاحِبُ الخُلُقِ العَظِيمِ الحَسَنِ وَالْخِلْقَة؟ وَلَوْ كانَ فَظّاً غَلِيظَ القَلْبِ مِثْلَهُمْ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِهِ وَلَعَفَا عَنْهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ وَشَاوَرَهُمْ في الاَمْرِ وَلَكِنَّ اللهَ يَاْبَى اَنْ يَبْقَى اَحَدٌ فِي بَيْتِهِ بَعْدَ انْتِهَاءِ الطَّعَامِ وَاَكْلِ المَرْقًة؟وَاِرْسَالِ مَا تَبَقَّى مِنْهُ فِي خِرْقَة؟ الى اَصْحَابِ الفَقْرِ وَالعَوَزِ وَالفَاقَة؟ دُونَ اَنْ يَبْقَى لِرَسُولِ اللهِ وَاَهْلِ بَيْتِهِ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ مَا يَسُدُّ الرَّمَقَا؟ لاَنَّهُ بِاَبِي هُوَ وَاُمِّي كانَ اَوَّلَ مَنْ يَجُوعُ اِذَا جَاعَ النَّاسُ وَآخِرَ مَنْ يَشْبَعُ بَعْدَ اَنْ يَشْبَعُوا جَمِيعُهُمْ وَيَحْمَدُوا اللهَ المُنْعِمَ المُتَفَضِّلَ الرَّزَّاقَ الرَّازِقَا؟ نَعَمْ يَحْسَبُونَهُ* هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيم بدليلِ قولهِ تعالى{وَاللهُ لايَسْتَحْيِي مِنَ الحَقّ وَاِذَا سَاَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْاَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَاب( وَهَذَا الحِجَابُ وَفِيهِ هَذَا التَّشَدُّدُ مِنْ شَدِيدِ العِقَابِ دَاخِلَ البيوت؟فَمَا بَالُكَ بِمَنْ تَلْبَسُ البَنْطَلُونَاتِ الضَّيِّقَةَ اَوْ تَخْرُجُ مُتَبَرِّجَةً خَارِجَ بَيْتِهَا دُونَ خَجَلٍ وَلاحَيَاءٍ مِنْ رَبِّ العالمين وَبِالنَّتِيجَةِ فَاِنَّ اللهَ لَنْ يَخْجَلَ اَوْ يَسْتَحْيِيَ مِنْ تَعْذِيبِهَا في حريقِ جَهَنَّمَ اِنْ لَمْ تَتُبْ الى الله)** فَمَا بَالُكَ اخي اِذَا كَانَتْ اِقَامَةً دَائِمَةً فِي بَيْتِ اَبِيكَ مَعَ زَوْجَتِكَ وَكَيْفَ سَتَتَمَكَّنُ زَوْجَتُكَ مِنِ اسْتِقْبَالِ اَبِيهَا اَوْ اَخِيهَا اَوْ بَقِيَّةٍ مِنْ اَهْلِهَا فِي بَيْتِ اَبِيك؟ بَلْ اِنَّ اَبَاكَ وَ بَقِيَّةَ اَهْلِكَ قَدْ يَكْرَهُونك اِذَا اَكْثَرْتَ مِنْ زِيَارَتِكَ لَهُمْ وَاَنْتَ مُقِيمٌ بَعِيداً عَنْهُمْ؟ فَمَا بَالُكَ اِذَا كُنْتَ مُقِيماً عِنْدَهُمْ وَقَدْ يَكُونُ اَبُوكَ اَوْ اَخُوكَ مِنْ اَشْرَفِ النَّاسِ الذينَ يخافونَ الله؟ وَقَدْ يكونُ اَخُوكَ وَالاَخْطَرُ مِنْهُ اِلَى دَرَجَةِ المَوْتِ اَبُوكَ مِنَ الشَّاذِّينَ الذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَمُيُولٌ خَاطِئَة غَيْرُ صَحِيحَةٍ شَرْعاً أوْ شَبَقٌ جِنْسِيٌّ قَوِيٌّ لِلنِّسَاء وَقَدْ تَلْعَبُ عَيْنَاهُمَا عَلَى زَوْجَتِكَ وَالعَيَاذُ بِالله مِمَّا يُؤَدِّي الى عُقُوقٍ اَوْ قَطِيعَةِ اَرْحَامٍ قَدْ تَكُونُ اَبَدِيَّة وَالعَيَاذُ بِالله وَاَنْتَ المَلْعُونُ الاَوَّلُ فِيهَا وَاَنْتَ السَّبَبُ الرَّئِيسِيُّ الاَسَاسِيُّ فِيهَا اِذَا كُنْتَ تَسْتَطِيعُ تَاْمِينَ هَذَا المَسْكَنِ المُسْتَقِلِّ عَنْ اَهْلِكَ لِزَوْجَتِك؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ لِلزَّوْجَةِ الحَقَّ اَنْ يَكُونَ لَهَا بَيْتٌ شَرْعِيٌّ مُنْفَصِلٌ لَهَا وَحْدَهَا خَاصّاً بِهَا؟ وَهَذَا حَقٌّ شَرْعِيٌّ لَهَا لايَجُوزُ لِلزَّوْجِ اَنْ يُهْمِلَهُ اَبَداً وَالحَالَةُ هَذِه؟ وَحَتَّى فِي الحَالَةِ الاُخَْرَى وَهِيَ تَعَدُّدُ الزَّوْجَاتِ فَمِنْ حَقِّ كُلِّ زَوْجََةٍ اَنْ يَكُونَ لَهَا مَسْكَنٌ مُنْفَصِلٌ عَنِ الاُخْرَى مِنْ اَجْلِهَا وَمِنْ اَجْلِ اَوْلادِهَا اَيْضاً؟ وَكَمْ نَسْمَعُ مِنْ اَهْلِ الدَّاخِلِ عِنْدَنَا فِي سُورِيَّا مَا يُشَوِّهُ سُمْعَةَ الاسلام؟ حِينَمَا يَتَزَوَّجُ الوَاحِدُ مِنْهُمُ امْرَاَةً ثَانِيَة وَيُريدُ مِنْهَا بِالقُوَّةِ اَنْ تَسْكُنَ مَعَ زَوْجَتِهِ الاُولَى؟ فَاِذَا لَمْ تَرْضَ بِذَلِكَ فَلا يُوجَدُ غَيْرُ العَصَا مِنْ اَجْلِ ظُلْمِهَا وَلا اَقُولُ تَاْدِيبَهَا لاَنَّ رَسُولَ اللهِ كَانَ اِذَا اَرَادَ تَاْدِيبَ نِسَائِهِ فَاِنَّهُ يَضْرِبُهُنَّ بِعُودِ المِسْوَاكِ الصَّغِير الذي كَانَ يُنَظِّفُ بِهِ اَسْنَانَه وَكَانَ لايَلْجَاُ اِلَى الضَّرْبِ اَبَداً اِلا بَعْدَ عَدَمِ جَدْوَى وَعْظِهِنَّ وَهَجْرِهِنَّ في المَضَاجِعِ(كما امر الله سبحانه في سورة النساء)رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِنَّ جَمِيعاً؟ يَالَطِيف عَلَى هَذَا الجَهْلِ مِنْ هَؤُلاءِ وَالعَيَاذُ بِالله؟ فَاِذَا اعْتَرَضَ عليهِ اَحَدٌ فَيَقُولُ لَهُ بِكُلِّ وَقَاحَةٍ يَا هَذَا مَالَكَ تَعْتَرِضُ عَلَيّ؟ اَلَمْ يَسْمَحْ لَنَا رَبُّنَا بِالزَّوَاج؟ اَلَمْ يَسْمَحْ لَنَا بِالتَّعَدُّد؟ وَاَقْولُ لِهَذَا الاَرْعَنِ الاَحْمَق نَعَمْ كَلامُكَ صَحِيح؟ وَلَكِنَّهُ كَلامُ حَقِّ اَرَدْتَّ بِهِ البَاطِل؟ لاَنَّ اللهَ تعالى اَعْطَاكَ هَذَا الحَقَّ بِالتَّعَدُّدِ نَعَم؟ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَسْمَحَ لَكَ اَنْ تَسْتَعْمِلَ هَذَا الحَقَّ اِطْلاقاً بِشَكْلٍ تَعَسُّفِيٍّ يَنْتُجُ عَنْهُ الظُّلْمُ وَالقَهْرُ وَالاِذْلالُ لِهَذِهِ الزَّوْجَةِ الضَّعِيفَة؟هل تُرِيدُ اَيُّهَا الاَحْمَقُ التَّافِهُ اَنْ تَدْعَمَ البَاطِلَ وَمِنْهُ هَذَا الظُّلْمُ وَالقَهْرُ الذِي تَمَارِسُهُ عَلَى زَوْجَتِكَ بِسِلاحِِ الحَقَّ الذِي تَسْتَغِلُّهُ مِنْ اَجْلِ ضَرْبِ زَوْجَتِكَ الضَّعِيفَةِ وَظُلْمِهَا؟ هَلْ اَصْبَحَ سِلاحُ الحَقِّ رَخِيصاً قَذِراً عِنْدَكَ الى هَذِهِ الدَّرَجَةِ كَقَذَارَتِكَ فِي فَهْمِ الحَقّ؟ اَلَمْ تَعْلَمْ اَنَّ الذي اَعْطَاكَ هَذَا الحَقَّ قَالَ عَنْ نَفْسِهِ{وَلايَظْلِمُ رَبُّكَ اَحَدَا(يَا عِبَادِي اِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيَْنَكُمْ مُحَرَّماً فَلا تَظَالَمُوا}فَاَيْنَ المِيثَاقُ الغَلِيظُ الذِي اَخَذْنَهُ عَلَيْكَ زَوْجَاتُكَ وَقَبِلَتَ اَنْ تَتَحَمَّلَ مَسْؤُولِيَّتَهُ الغَلِيظَةَ يَا غَلِيظَ القََلْبِ القَاسِي والخَالِي مِنَ الخَوْفِ مِنَ الله وَهُوَ اَنْ تُقِيمَ مَعَهُنَّ حُدُودَ اللهِ وَهِيَ السَّكِينَةُ وَالمَوَدَّةُ وَالرَّحْمَةُ التِي اَنْعَمَ اللهُ بِِهَا عَلَيْكُمْ جَمِيعاً وَحَرَامٌ عَلَيْكَ اَنْ تَعْتَدِيَ عَلَى وَاحِدَةٍ مِنْهَا؟ وَلَقَدْ فَاضَتْ رُوحُهُ اِلَى بَارِئِهَا عليهِ الصلاةُ والسلامُ وَهُوَ يقولُ اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً فَاِنَّهُنَّ عِنْدَكُمْ عَوَان (ضعيفات) وَلقَدْ حَكَى لِي مَنْ تَعَلَّمَ في الاَزْهَرِ مِنْ اِخْوَانِنَا المَصْرِيِّينَ اَنَّهُ كَانَ جَالِساً مَرَّةً مِنَ المَرَّاتِ عِنْدَ حَلَّاقٍ يُقَالُ لَهُ (البِرِنْس) فَبَدَاَ هذا الحلاقُ يَشْكِي وَيَنْعِي مِنِ ارْتِفَاعِ الاَسْعَارِ وَمِنْ ضِيقِ ذَاتِ الْيَدِ وَمِنْ قِلَّةِ الرِّزْقِ وَالبَرَكَةِ والعياذُ بالله وَاَنَّهُ يُعِيلُ عَلَى زَوْجَتَيْنِ وَهُمَا فِي رَقَبَتِه؟ فَقَالَ لَهُ الشيخُ الاَزْهَرِيّ وَمَنْ اَجْبَرَكَ عَلَى الزَّوَاجِ بِاثْنَتَيْنِ اَوْ ثَلاث؟ فَاسْتَشَاطَ الحَلاقُ غَيْظاً وَغَضَباً؟ وَوَضَعَ مُوسَ الحِلاقَةِ مِنْ يَدِه ِبعَصَبِيَّةٍ وَنَرْفَزَةٍ قَوِيَّة؟ وَقَالَ بِلَهْجَةٍ مِصْرِيَّةٍ بَدَتْ وَكَاَنَّهَا لِلْوَهْلَةِ الاُولَى وَقِحَة بَرْبَرِيَّة (اِيهْ اِنْتُو بْتُوعْ الاَزْهَرْ بِتْؤُولُو كِدَهْ) فَقَالَ لَهُ الشيخُ الازهري يا اخي اَنْتَ تقولُ اَنَّكَ لَمْ تَعُدْ تَسْتَطِيعُ اَنْ تُنْفِقَ عَلَى وَاحِدَة؟ فكيفَ تَتَزوَّجُ بِثَانِيَةٍ وَثَالِثَةٍ وَرَابِعَة؟ وَلْنَفْرِضْ اَنَّكَ لَمْ تَكُنْ مُتَزَوِّجاً مِنْ اَصْلِهِ وَلاتَسْتَطِيعُ الاِنْفَاق فَلايَجُوزُ لَكَ شَرْعاً اَنْ تَتَزَوَّجَ بِاَرْبَعٍ مِنَ النِّسَاء؟ وَلا بثلاث؟ وَلا باثنتين؟ وَلا حتى بواحِدة؟ وَيُصْبِحُ الزَّوَاجُ عليكَ في هذِهِ الحَالَةِ مُحَرَّماً حتى تستطيعَ الاِنفَاقَ عَلَى حَسَبِ قُدْرَتِكَ عَلَى اَرْبَعٍ اَوْ ثلاثٍ اَوِ اثْنَتَيْن؟ وَاِلَّا عليكَ الاِقْتِصَارُ عَلَى وَاحِدَة(وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ اَيُّهَا الرِّجَالُ اَدْرَى بِنَفْسِه) وَاِلَّا عَلَيْكَ الاقْتِصَارُ عَلَى مُلْكِ اليَمِين (وَلاوُجُودَ لِمُلْكِ اليَمِينِ فِي هذهِ الاَيَّام) وَاِلَّا عليكَ الاقْتِصَاُر على الصِّيَامِ وَغَضِّ البَصَر فَاِنَّهُ لَكَ وِقَايَة(وِجَاءٌُ عظيم) مِنَ الوُقُوعِ في الحَرَام؟*(وَاُشَدِّدُ وَاُؤَكِّدُ كثيراً جِدّاً عَلَى غَضِّ البَصَرِ حتَّى بِالنِّسْبَةِ لِلْشَّاذِّينَ جِنْسِيّاً فَاِنَّهُ عِلاجٌ عَظِيمٌ لَهُمْ وقد يكونُ مِنَ المُفِيدِ جِدّاً لِهَؤُلاءِ المِثْلِيِّين سَوَاءٌ كَانُوا لُوطِيِّينَ اَوْ سُحَاقِيِّين اَنْ يُكْثِرُوا كثيراً جِدّاً مِنَ الصَّلاةِ والسلامِ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رسولِ اللهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام وَخَاصَّةً يَوْمَ الجُمُعَة وَاَنْ يَحْصَلَ الاسْتِنْفَارُ الاَكْبَرُ مِنْ اَجْلِ الصَّلاةِ عَلَيْهِ في جميعِ البلادِ الاسلاميَّة بدليلِ قولهِ عليهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام[مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللهُ بِهَا عَلَيْهِ عَشْرَا؟ قد يقولُ قائل وَمَاذا يَسْتَفِيدُ الشَّاذُّونَ جِنْسِيّاً مِنْ صَلاةِ اللهِ وَمَلائِكَتِهِ عَلَيْهِمْ عَشْرَا؟ وَاَقُولُ لَك بِبَرَكَةِ صَلاةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ مِنَ الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيّ يَسْتَفِيدُونَ فَائِدَةً عَظِيمَةً لامَثِيلَ لَهَا مِنْ نُورِ اللهِ سبحانه بدليلِ قولهِ تعالى{هُوَ الذي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ الى النُّور(فَمَا بَالُكَ اَخِي بِالاِكْثَارِ جِدّاً مِنَ الصَّلاةِ على النبي وكيفَ يَعُودُ عليهِمْ بِفَوَائِدَ كَثِيرَةٍ لاتُعَدُّ ولاتُحْصَى وقد يكونُ مِنْ اَهَمِّهَا نَصْرُ دِينِ اللهِ وَكَلِمَةِ التَّوْحِيد وَرَايَتِهَا)*وَاِلا فَعَلَيْكَ اخي بِالاِقْتِصَارِعَلَى العَادَةِ السِّرِّيَّةِ فِي حَالَةِ الضَّرُورَةِ القُصْوَى فَقَطْ وَالخَوْفِ الشَّدِيدِ جِدّاً مِنَ الوُقُوعِ فِي الحَرَام*(واللهِ الذي لا الهَ غَيْرُه كُلَّمَا ذَكَرْتُ هذا الحُكْمَ الشَّرْعِيّ تَذَكَّرْتُ الامَامَ اَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلَ رَحِمَهُ اللهُ بِالبُكَاء؟ وكيفَ اَنَّهُ هُوَ الوَحِيدُ الذي اَنْقَذَ شَبَابَنَا مِنَ الوُقُوعِ فِي الحَرَام؟وَحُجَّتُهُ فِي ذَلِكَ القَاعِدَةُ الشَّرْعِيَّةُ المَعْرُوفَةُ وَهِيَ اَنْ يَقَعَ المُسْلِمُ بَيْنَ فَكَّيْ كَمَّاشَة وَلَكِنَّهُمَا فَكٌّ كبير وَفَكٌّ صغير فَعَلَيْهِ اَنْ يَبْدَاَ بِالضَّغْطِ عَلَى الفَكِّ الصَّغِيرِ حَتَّى يَتَخَلَّصَ مِنَ الكَمَّاشَة؟وَكَذلِكَ الحَالُ اِذَا كَادَ اَنْ يَقَعَ في فَخٍّ كَبِيرٍ مِنَ الفَوَاحِشِ وَهِيَ الضَّرَرُ الاَكْبَرُ بِالنِّسْبَةِ اِلَيْهِ وَلَايَسْتَطِيعُ التَّخَلُّصَ مِنْهُ اِلا بِضَرَرٍ اَخَفّ وهوَ مُمَارَسَةُ العَادَةِ السِّرِّيَّة؟وَكذلكَ الحَالُ اِذَا اَصَابَتِ الغَرْغَرِينَا رِجْلَهُ وَكَادَتْ اَنْ تَصِلَ الى بَقِيَّةِ جِسْمِهِ وَهُوَ الضَّرَرُ الاَكْبَرُ الذي قد يُؤَدِّي الى الموت وَلايَسْتَطِيعُ اِنْقَاذَ نَفْسِهِ مِنْهُ اِلا بِضَرَرٍ اَخَفُّ وَهُوَ قَطْعُ رِجْلِهِ الْمَنْكُوبَة؟ كُلَّمَا تَذَكَّرْتُ هَذَا النَّجْمَ اللامِعَ مِنْ نُجُومِ الفِقْهِ الاِسْلامِيِّ الحَنْبَلِيّ اَبْكِي عليهِ مُتَاَثِّرَةً جِدّاً مِنَ الذينَ يَتَّهِمُونَهُ بِالتَّشَدُّد؟ وَاَيْنَ التَّشَدُّدُ يَا عِبَادَ الله اِذَا كَانَ رَحِمَهُ اللهُ هُوَ الوَحِيدُ مِنٍْ بَيْنِ المَذَاهِب التِي حَرَّمَتْ جَمِيعُهَا هذهِ العَادَةَ وَلَكِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ اَبَاحَهَا رَحْمَةُ اللهِ عليه)*وَاِلَّا فَعَليْكَ بِقَوْلِهِ تَعَالى{وَلْيَسْتَعْفِفِ الذِينَ لايَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِه} وَهَذَا مَا سَنَعْرِفُهُ في مُشَارَكَاتٍ قَادِمَةٍ اِنْ شاءَ الله؟نَعَمْ اخي اُنَاشِدُكَ اللهَ اِذَا كُنْتَ تَسْتَطِيعُ مُسَاعَدَةَ الشَّبَابِ المُسْلِمِ عَلَى الزَّوَاجِ اَنْ تَفْعَلَ؟ فَاِذَا لَمْ تَفْعَلْ فَبِاللهِ عَلَيْكَ اَخِي هَلْ تَرْضَى اَنْ تَكُونَ مِمَّنْ قالَ اللهُ فِيهِمْ في سورةِ النُّور{اِنَّ الذينَ يُحِبُّونَ اَنْ تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الذينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ اَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة}اِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَظُنَّ اَنَّ الصَّلاةَ وَحْدَهَا تَكْفِي مِنْ اَجْلِ الانْتِهَاءِ عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَر بَلْ لابُدَّ مِنْ اِيتَاءِ الزَّكَاةِ اَيْضاً كَمَا اَمَرَ اللهُ بِهِ فِي القُرْآنِ فِي اَكْثَرِ مِنْ ثَمَانِينَ مَوْضِعاً تَاْكِيداً عَلَيْهِمَا بِقَوْلِهِ {وَاَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاة}لاَنَّكَ اَخِي اِذَا آتَيْتَ الزَّكَاةَ فَاِنَّكَ تُطَهِّرُ قُلُوبَ الفُقَرَاءِ مِنَ الحِقْدِ وَالحَسَد وَتُطَهِّرُ قَلْبَكَ مِنَ البُخْلِ وَالشُّحّ{وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَاُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُون}وَتُطَهِّرُ قُلُوبَ النَّاسِ اَيْضاً مِنْ هَذِهِ المُيُولِ الشَّيْطَانِيَّةِ الى الفَاحِشَة وَِتُطَهِّرُ اَجْسَامَهُمْ وَاَعْضَاءَهُمُ التَّنَاسُلِيَّةَ مِنَ الاَمْرَاضِ الخَطِيرَةِ اِذَا سَاعَدْتَّهُمْ اَيُّهَا الاَخُ الكَرِيمُ الطَّاهِرُ بِاَمْوَالِكَ الطَّاهِرَةِ الحَلالِ عَلَى الزَّوَاجِ بدليلِ قولهِ تعالى{خُذْ مِنْ اَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} فَيَا اَخِي اَرْجُوكَ اَنْ تُنْقِذَ اَبْنَاءَ الاِسْلامِ مِمَّا لايُحْمَدُ عُقْبَاه؟ اَرْجُوكَ يَا اَخِي وَاَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ وَاَنَا الآنَ فِي مَقْهَى مِنْ مَقَاهِي الانْتِرْنِت اُرْسِلُ اِلَيْكَ اَخِي هَذِهِ المُشَارَكَة؟ فَهَلْ تَدْري اَخِي كَيْفَ يَتَصَفَّحُ رُوَّادُ هذا المَقْهَى وَهُمْ شَبَابٌ بِعُمْرِ الوُرُود لَمْ اَرَاَجْمَلَ مِنْهُمْ حَتَّى الآن؟ وَهَلْ تَتَوَقَّعُ اَخِي اَنَّهُمْ يَتَفَرَّجُونَ علَى اَفْلامِ الدَّعَارَة التِي تَحْصَلُ بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَاَة؟ سَتَبْكِي دَماً بَدَلَ الدُّمُوعِ اخي اِذَا قُلْتُ لَكَ اَنَّهُمْ يَتَفَرَّجُونَ عَلَى اَفْلاَمِ الدَّعَارَةِ التي تَحْصَلُ بَيْنَ رَجُلٍ وَرَجُلٍ مِثْلِهِ مِمَّا لَمْ اُشَاهِدْ اَقْذَرَ وَلا اَوْسَخَ وَلا اَحَطَّ وَلا اَنْجَسَ وَلا اَحْقَرَ مِنْهُ فِي حَيَاتِي كُلِّها مِنْ هَذِهِ المُمَارَسَاتِ التي لايَرْضَى الحَيَوَانُ اَوِ الخِنْزِيرُ اَنْ يُقَلِّدَهَا؟ وَمَعَ ذَلِكَ هَلْ تَدْرِي اَخِي اَنَّكَ تَسْتَطِيعُ اِنْقَاذَ هَؤُلاءِ جَمِيعاً اِذَا سَاعَدْتَّهُمْ عَلَى الزَّوَاجِ الحَلالِ الذِي يَطْرُدُ الشَّيْطَانَ مِنْ نُفُوسِهِم وَقُلُوبِهِمْ وَعُقُولِهِمْ؟ وَاُقْسِمُ باللهِ العظيم اَنَّ الزَّوَاجَ هُوَ اَقْوَى سِلاحٍ عَلَى شَيْطَانِ اللِّوَاطِ لَعَنَهُ الله حَتَّى اَنَّهُ يَجْتَمِعُ مَعَ اَوْلادِهِ الشَّيَاطِينِ يَوْمِيّاً فَِي حَفْلَةٍ صَاخِبَةٍ خَلِيعَةٍ مَاجِنَةٍ حَقِيرَة وَلايَضَعُ لاَحَدٍ مِنْهُمْ تَاجَهُ عَلَى رَاْسِهِ اِلا لِمَنِ اسْتَطَاعُوا{اَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ المَرْءِ وَزَوْجِهِ} وَيَقُولُ لَهُ اَنْتَ اَنْتْ مِنْ اَحَبِّ اَوْلادِي اِلَى قَلْبِي تَعَالَ حَتَّى اَضُمَّكَ اِلَى صَدْرِي كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ صَحِيح؟ اللَّهُمَّ عَلِّمْنَا مَا يَنْفَعُنَا؟ وَانْفَعْنَا بِمَا عَلَّمْتَنَا؟ وَتَقَبَّلْ صَالِحَ الاَعْمَالِ مِنَّا؟ وَاخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ اَعْمَالَنَا؟ وصلى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى جَمِيعِ الاَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِين وَمِنْهُمْ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ رسولُ الله وعلى ازواجهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَعَلَى اِخْوَانِنَا مِنَ المَلائِكَةِ وَالْجِنِّ وَالاِنْسِ المؤمنين ؟ وَسَلامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي اللهِ سُنْدُس؟ وَآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالمين |
![]() |
![]() |
#2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2012
البلد: القصيم
المشاركات: 230
|
°
° أتمنى تلخيص الموضوع وتنسيقه لكي تسهل القراءة ° °
__________________
°° girnaaas alyaaami °° |
![]() |
![]() |
#3 |
Registered User
تاريخ التسجيل: Apr 2012
البلد: دياربني عبس
المشاركات: 215
|
ا
لكبيسي عرف عنه التشرذم والتشتت والتخبط الفكري منذ سنين عديده
فهوا خاوي العقل لايعرف طريقاً للمراجعات وكل سنة يخرج بخزعبالات جـــــــــــــــــــــديدة |
![]() |
![]() |
#4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2012
البلد: السعوديه
المشاركات: 120
|
بارك الله فيك لم استطع قراءة الموضوع كاملا للمعلوميه
|
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|