|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
14-12-2005, 01:44 AM | #1 |
إمام وخطيب جامع الروّاف
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
|
ماذا يريد المجتمع من الطالب الجامعي
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا يريد المجتمع من الطالب الجامعي ندوة علمية - بجامعة القصيم د. صالح بن عبد العزيز التويجري السبت 1/11/1426هـ • أهمية مكانة الدراسة الجامعية اليوم: التعليم والمعرفة العلمية اليوم هما عماد نهضة المجتمعات، حيث لم تعد قوة الدول تحسب بعدد قواتها المسلحة أو عدد دباباتها وطائرتها، بل بعدد علمائها ومفكريها وبنوعية المعرفة السائدة في المجتمع وحالة جامعاتها ومعاهدها العلمية، وكثير من دول العالم اليوم تتبوأ المكانة الأولى في العالم ليس لأنها قوية في عدد جيوشها وعدتها بل بعلومها ومعارفها وبرقي جامعاتها ومراكزها البحثية. • السؤال اليوم لم يَعد كم تُخرج الجامعات بل مَن تُخرج؟ وأين هم؟ • يا طالب الجامعة: يقول ابن القيم: (طالب النفوذ إلى الله والدار الآخرة ، بل إلى كل علم وصناعة ورئاسة بحيث يكون رأساً في ذلك مقتدى به، يحتاج أن يكون شجاعاً مِقْدَاماً حاكماً على وَهْمِه ، غير مَقْهور تحت سلطان تَخَيُّلِه، زاهداً في كل ما سوى مَطْلوبه ، عاشقاً لما توجَّه إليه ، عارفاً بطريق الوصول إليه والطرق القواطع عنه ، مقْدام الهمة ثابت الجأْش ، لا يَثْنِيه عن مطلوبه لَوْمُ لائم ، ولا عذل عاذل ، كثير السُّكُون ، دائمُ الفكر، غير مائل مع لذَّةِ المدح ، ولا ألم الذم ، قائماً بما يحتاج إليه من أسباب مَعُوْنَتِه ، لا تَسْتَفزُّه المعارضات، شعاره الصبر ، وراحته التعب ، مُحِبّاً لمكارم الأخلاق ، حافظاً لوقته ، لا يخالط الناس إلا على حذر ، كالطائر الذي يلتقط الحب من بينهم ، قائماً على نفسه بالرغبة والرهبة ، طامعاً في نتائج الاختصاص على بني جنسه ، غير مرسِلٍ شيئاً من حواسِّه عبثاً، ولا مسرِّحاً خواطره في مراتب الكون ، ومِلاك ذلك هجر العوائد وقطع العلائق الحائلة بينك وبين المطلوب) . ويقول ابن الجوزي: (الدنيا دار سباق إلى أعالي المعالي ، فينبغي لذي الهمة أن لا يقصر في شَوْطِه . فإنْ سَبَق فهو المقصود ، وإن كَبَا جواده مع اجتهاده لم يُلَمْ) . (صفات الطالب الجامعي) • المحافظة على الفرائض والصلاح في الظاهر والباطن. • القدرة على تحمل المسؤولية. وأعباء الحياة المستقبلية. من مسؤوليات الطالب الجامعي في الجامعة: * مراجعة مركز الإرشاد الجامعي للحصول على مساعدة في حالة وجود مشكلة أو صعوبة ما. * الانتظام في حضور المحاضرات والمشاركة فيها. * المشاركة في الأنشطة الصفية واللاصفية. * التفاعل الصفي والتعاون مع الزملاء في الفصل. * التعرف على الخدمات التي تقدمها الجامعة لهم. * أداء الواجبات في مواعيدها. * الاستفادة من الساعات المكتبية. * البحث عن المعلومات وتوظيفها بشكل صحيح. • من مسؤوليات الطالب الجامعي خارج الجامعة: * تنظيم الوقت واستغلال أوقات الفراغ * الاستعداد للمحاضرات والاستفادة منها * القراءة والمذاكرة * الاستعداد للامتحانات وأدائها وكيفية التغلب على قلق الامتحان * كتابة الأبحاث والتقارير الفصلية * الموازنة بين الحياة الأكاديمية والاجتماعية * تنمية المهارات الشخصية والاجتماعية: وتتناول موضوعات مثل الخجل وتأثيره على الطالب وكيفية التغلب عليه. التغلب على أعراض القلق الاجتماعي، والخوف والتردد من طلب المساعدة من الأساتذة وتصحيح بعض الاتجاهات الشخصية والاعتقادات الخاطئة التي تعوق عملية التعلم الذاتي. • القدرة على النقد (البناء) ، والمناقشة. (التفكير النقدي المبدع عن طريق التحليل والفهم العميق). • الثقة بالنفس . (اختيار تخصصه الملائم لإمكانياته - في تحديد مستقبله) تعتبر المواءمة بين خصائص الطالب ومتطلبات المجال التعليمي أو المهني من أهم الخطوات في توجيه الطالب تعليميا ومهنيا. ذلك لأنها النقطة التي ينطلق منها أهم قرارات الطالب نحو اختيار المجال أو التخصص التعليمي أو المهني الذي قد يكون مصدرا لنجاحه وسعادته في حياته العملية أو سببا في فشله وخيبة أمله. ولا بد من مراعاة الاعتبارات التالية: أولا: الاعتبارات الشخصية: نعني بالاعتبارات الشخصية هنا ميول ورغبة الطالب نفسه في الالتحاق بتخصص معين على أساس أنه من أهم عوامل نجاح الفرد. ثانيا: الاعتبارات البدنية: عند اختيار الطالب لتخصص علمي يؤهله للالتحاق بمهنة معينة عليه أن يلقي نظرة على الاعتبارات البدنية والجسدية المؤهلة للعمل بهذه المهنة لأن أي عمل يحتاج إلى طاقة وقدرة بدنية وعقلية مهما كان هذا العمل بسيطا. ثالثا: اعتبارات تتعلق بطبيعة الدراسة: إن بعض التخصصات يكون بالإمكان العمل بناء عليها مباشرة فور التخرج، مثل: الهندسة، والزراعة، وطب الأسنان.. بينما في تخصصات أخرى يكون الحصول على فرصة عمل من خلالها مرهون بدراسات إضافية تكميلية أكثر تخصصا، مثل: الفلسفة، والآداب، والاقتصاد، أو التربية العامة. رابعا: اعتبارات تتعلق بطبيعة العمل: كما أنه على الطالب عند اختياره لتخصص علمي يؤهله للالتحاق بمهنة معينة أن يعي المتطلبات الخاصة بهذا العمل، ولا بد من وضعها في الاعتبار، مثل توافر صفات شخصية معينة من يفتقدها لا يصلح للعمل فيه. خامسا: اعتبارات اجتماعية واقتصادية: وهي اعتبارات نشعر بها يوميا، ونتحدث عنها مع أقربائنا وأصدقائنا، ومنها مكانة العائلة الاجتماعية، وعمل الأهل، واعتبارات متعلقة بكون الطالب شاب أو شابة فهناك مهن تناسب الرجل، وأخرى تناسب المرأة في مجتمعنا، ولا نجزم هنا أن هذه الاعتبارات النوعية صحيحة؛ لأنها اعتبارات شخصية تختلف باختلاف الظروف الاجتماعية لكل منا، ولكن يجب أخذها في الاعتبار عند اختيار التخصص العلمي والمهني. • علو الهمة. (الكلام موسع عنها في الملحق بالأسفل) • الصبر. (الكلام موسع عنه في الملحق بالأسفل) • النشاط والتفاعل والإيجابية. • الاستقلال في الشخصية، ومحاولة الاعتماد على النفس، وعدم الإثقال على الأهل، تمهيدا للدخول في الحياة الزوجية والعملية. • الجدية في التعامل مع الأمور، لا سيما عند الانتقال إلى الحياة العملية بعد الجامعة، ومن صور الجدية خلال دراسته: أ ـ التنظيم : فالطلاب الناجحون دائماً منظمون ، فهم يحضرون دفاترهم لتدوين الملاحظات، ولديهم نوع من الحقائب يسمح بمحل الدفاتر والأقلام وباقي الأدوات، ويخصصون لكل مقرر دفتراً خاصاً أو جزءاً في دفتر، ويمكنك أن تجعل دفتراً واحداً كبيراً لكل المقررات، تقسمه إلى عدة أجزاء لكل مقرر جزء حتى لا تتعدد دفاترك فتحضر الدفتر غير المطلوب وتنسى المطلوب ولكنك ستواجه مشكلة حقيقية لو فقدته أو لو أعرته لأحد زملائك، ، ابحث عن التنظيم الذي يناسبك واستخدمه ليتحسن أداؤك. ب ـ المواظبة : الطالب الناجح يحضر محاضراته منذ بدايتها، وإذا حضر خمسة دقائق قبل بداية المحاضرة يكون أفضل ليتابع كيف يربط المدرس الدرس السابق بالدرس الحالي، أو يكون لديه فرصة للتحدث مع زملائه أو تحضير أدواته والجلوس في اقرب مكان يمكنه الجلوس فيه، وينسخ كل ما يكتبه المعلم على السبورة، فإذا اضطر هذا الطالب للحضور متأخراً فإنه يدخل بعد الاستئذان بهدوء ويجلس في أقرب مكان له، ويعتذر للمعلم عند انتهاء المحاضرة، كما أنه يسجل في دفتره مواعيد تسليم الواجبات أو المتطلبات، ودائماً يقدمها في الوقت المحدد، وبالمواصفات المطلوبة. جـ ـ اختيار مكان مناسب للجلوس في المحاضرة : الطالب الجيد يجلس في الصف الأول، أو في المكان الذي يستطيع فيه أن يستفيد من شرح المعلم بدون إزعاج، وعلى كل حال فالطلاب الذين يجلسون في الصف الأول من القاعة يكونون أهدأ وأكثر التزاماً، حاول ذلك، فإذا كنت ممن يفضلون الجلوس في الأماكن الخلفية ، حاول الجلوس في الصف الأول ستجد نفسك أكثر تركيزاً والتزاماً في الدرس، إنها مسألة عادة يمكن اكتسابها. د ـ تنظيم الوقت : الطلاب المتفوقون يلتزمون عادة بجدول زمني وتنظيم أنشطتهم الأكاديمية، وهذا يساعدهم بالتالي على أداء مهامهم الدراسية على أفضل وجه ممكن، وهم لا يهتمون بمقرر على حساب مقرر، ولا ينسون أن يدرسوا للامتحان أو أن يعدوا الواجبات التي يحددها معلموهم ، أنهم أناس يشعرون بأهمية الوقت ويخافون من ضياعه، ولذلك فهم يحسنون استغلاله. • الإلمام بالثقافات السائدة في عالم اليوم. (لا سيما الثقافة الإسلامية والعالم الإسلامي ). • الإلمام بطرق المعرفة الرئيسة: (الدينية ، التاريخية ، الأدبية ، العلمية ، الفنية ، الفلسفية)، من خلال الاطلاع والقراءة والرجوع إلى المكتبات. • طالب الجامعة بقدر ما هو بحاجة إلى القدوة (الوالدين- المعلم والمربي – الصديق الوفي المخلص – الأبطال والعظماء الذين تقرأ عنهم) بقدر ما يحتاجه المجتمع كقدوة ولذلك فإن المجتمع ينظر إليه بنظرة خاصة. (نظرة احترام – نظرة ترصد – نظرة اقتداء). القدوة: هي نموذج نوعي تصنعه جهود كبيرة وسعي متواصل لنيل الدرجات العُلى. والإقتداء: هو أن تقتفي خطّ السير بأن تقلّد الآخرين الذين تحبّهم ، وتثق بهم ، وتعتقد أن ما يقومون به هو الصواب . والإقتداء هنا هو مدخل من مداخل التربية والتعليم ، لكنّ الحاجة إلى الإقتداء قائمة ودائمة حتى آخر العمر ، وليست مرهونة بالطفولة فحسب . * الحاجة إلى المعلّم أو القدوة حاجة أساسيّة ، وهي ـ كما قلنا ـ تمتد بامتداد العمر. * الحاجة إلى القدوة والأُسوة والمثال والنموذج تنطلق من الحاجة إلى : 1 ـ التعلّم : فبدون القدوة يصعب علينا التعلّم وتنمية المدارك . 2 ـ التربية : ومن غير قدوة نتأسّى بها ، سنجد صعوبة في التنشئة والتربية حتى يصبح أحدنا بشراً سويّاً ، وإنساناً نافعاً . 3 ـ الرقيّ : وإذا لم تكن هناك قدوة حيّة نتمثّلها ، فقد نراوح مكاننا ، ولا نحصل على مستوى أفضل من النمو والتطور ، لأ نّنا قد نستشعر القناعة فيما نحن فيه ، كما يفعل بعض أبناء القرى والأرياف الذين لا يخرجون من دوائرهم الجغرافية الضيّقة ، ولا يطوّرون حياتهم نحو الأحسن . 4 ـ رفع المعنويات والحماسة والرغبة : فمن غير القدوة المناسبة التي تمتلك صفات تفوق صفاتنا ، تبرد حماسة الانسان وتفتر همّتة ، وربّما يزهد في الإندفاع نحو تحقيق الأفضل والأكمل والأجمل ، لأنّ مجال المقارنة بين منسوب عطائه وبين مناسيب عطاءات أكبر وأقوى وأكمل ، سيكون معروفاً . 5 ـ تصحيح الأخطاء : فالقدوة مرآة ، وكما ترى في المرآة محاسنك وعيوبك ، فتحافظ على المحاسن وتزيد فيها ، وتعالج العيوب وتمحوها ، فكذلك القدوة تصنع ، فمن خلال النموذج يمكن أن نطابق سلوكنا مع سلوكه ، وأسلوبنا مع أسلوبه ، لنعرف كم نحن على صواب ، وكم نحن على خطأ . * صفات القدوة الصالحة : 1 ـ اقتران القول والعمل . 2 ـ حيازة مؤهلات وصفات مؤثرة . 3 ـ الثبات على المبادئ . 4 ـ العمل على السجيّة وعدم التكلّف. 5 ـ تعترف بالخطأ وتسعى لتصحيحه : القدوة قدوتان : قدوة معصومة لا يتطرّق الخطأ إلى أقوالها وأفعالها ، كما هم الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) الذين يشبههم البعض بالشموس الساطعة التي كلّها نور ، ولأنّ المراد منها أن تنير عقول الناس وقلوبهم وحياتهم ، فلا يصحّ أن يكون هناك شيء من الظلمة ولو قليلا . وهناك قدوة غير معصومة ، قد يصدر عنها الخطأ لكنّها تسارع إلى معالجته وتفاديه والاعتراف به وعدم الإصرار عليه أو تكراره مستقبلاً ، وبذلك تكون قدوة حتى في صراحتها وشفافيتها ، وفي سعيها إلى تصحيح ما تقع به من أخطاء . وعلى فرض أ نّك لم تجد في محيطك قدوة تتأسّى بها وتكون مثالك الذي تقتفي خطواته ، فلتصنع من نفسك قدوة لغيرك ، أي حاول أن تؤسِّس للقدوة في المحيط الاجتماعي والعملي الذي أنت فيه ، بل حتى مع وجود القدوات الصالحة ، ليعمل كلٌّ منّا في أن يكون قدوة منافسة في الخيرات . إنّ زيادة قدوة أخرى يزيد في رصيد القدوات الصالحة بين الناس ، ويرفع المجتمع من درجة مجتمع تقليدي يراوح مكانه ، إلى مجتمع يرتقي إلى الأعلى ، ذلك أنّ القدوة هي نموذج نوعي تصنعه جهود كبيرة وسعي متواصل لنيل الدرجات العُلى. ألم تقرأ في كتاب الله المجيد قوله تعالى : (واجعلنا للمتّقين إماما )([14])فأنت لا تطلب أن تكون تقيّاً وحسب ، بل أن تكون قدوة وأسوة للمتّقين ، فالإمامة مثل أعلى ، والمأموم في حالة اقتداء مستمر بالإمام ، لكنّه وهو يقتدي بغيره لا بدّ أن يكون قدوة لغيره . واللاّفت في الآية الكريمة أنّ الطلب يمثل مستوى الطموح ، فالإمامة المطلوبة ليست للمسلمين ، أو المؤمنين ، بل للمتقين ، فإذا كانت التقوى هي معيار التفاضل بين الناس وفقاً لقوله تعالى : (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم )([15]) فإنّك يمكن أن تكون قدوة لأفضل الناس وأحسنهم وأكرمهم ، والطريق إلى ذلك مفتوح ، وليس حكراً على أحد . هل تفكّر أن تكون قدوة للمتقين الصالحين ؟ ليس مع العزيمة والإرادة مستحيل . وبعد عرض صفات الطالب الجامعي يستطيع الطالب الذي يحمل نفسه على التحلي بها على تحقيق ما يريده المجتمع منه، فما الذي يريده المجتمع من الطالب الجامعي.. ـــــــــــــــــــــــــ ( ماذا يريد المجتمع ) • المجتمع يريد من طالب الجامعة الكفاءة في تخصصه. ( أحوال كثير من المدرسين اليوم، والمستوى المتدني الملاحظ على الطلاب) فالمجتمع يريد المعلم المؤتمن على تعليم أبنائه. • المجتمع يريد من طالب الجامعة الرقي بالوضع الراهن في كافة المجالات الحياتية. (العالم الرباني، والمسؤول الأمين، ورجل الأمن المخلص، والمعلم الناجح، والطبيب المتقن، والمهندس المبدع، والموظف المنجز، والاقتصادي .. ). • المجتمع ينظر إلى طالب الجامعة ما الذي سيقدمه للمحافظة على دين المجتمع وسلوكه وأخلاقه وعاداته الحميدة، ويكون غصة في حلوق الأعداء، لا خادما عميلا لأعداء يحارب دينه وثقافته ويدعو إلى التغريب ويطعن في الدين وأهله. • المجتمع يريد من طالب الجامعة المحافظة على أمنه ورغد عيشه. • المجتمع يريد من طالب الجامعة المشاركة الفاعلة في قضايا الساعة عبر الإعلام المرئي، والصحف، والندوات، والكتب، والإذاعات، والنشرات.. • المجتمع يريد من طالب الجامعة استشعار المسؤولية المناطة به بحسب تخصصه. ملحق بالموضوع: ( كيف تحقق النجاح يا طالب الجامعة في كل ما سبق؟ ) ملخص من كتاب كيف تحقق النجاح لمتعب بن سعود الجعيد هناك أمران قبل كل شيء: أولاً : الاستعانة بالله والتوكل عليه . لأنه المعين على كل مقصد ، ولا حول ولا قوة إلا به ، وهو المستعان ، فاستعن بالله؛ لأنه هو الذي يمنحك القوة لتبدأ ، وتوكل عليه ؛ لأنه هو الذي يهديك وييسّر لك السبل ، اطلب دائماً العون منه والتوفيق ، وأَظْهِر فقرك وحاجتك له في كل الأحوال تكن أغنى الناس وأقواهم ، فمن توكل على غير الله وُكِل إليه ، وكانت نهايته إلى خسار ، ولو حصَّل شيئاً من النجاح في هذه الدنيا. ثم ابذل الأسباب المعينة على بلوغ ذلك الطريق ، واعلم أنه ليس هناك سبب يستقل بإيجاد المطلوب ، بل لابدّ من أمر خالق الأسباب ، فالجأ إليه ، وتوكّل عليه تأوِ إلى ركنٍ شديد . قال ابن القيم رحمه الله : (شهدتُ شيخ الإسلام ـ قدَّس الله روحه ـ إذا أَعْيَتْه المسائل واستصعبتْ عليه : فرَّ منها إلى التوبة والاستغفار والاستغاثة بالله واللَّجَأ إليه واسْتِنْـزَال الصواب من عنده والاستفتاح من خزائن رحمته؛ فقلَّما يَلْبث المَدَدُ الإلهي أن يتتابع عليه مَدَّاً ، وتَزْدَلِفُ الفتوحات الإلهية إليه بأيَّتِهِنَّ يَبْدَأ) . إذا لم يكنْ عونٌ من اللهِ للفتى فأولُ ما يَجْني عليه اجتَهادُهُ ثانياً : الإيمان والرضا بالقضاء والقدر . بعد إتيانك بالأمر السابق ، وبعد أن بذلتَ الجَهْد ، وعملتَ بالأسباب ، فلا تحزن إن فشلتَ أو لم يتحقق هدفك ، بل ارْضَ بما قَسَم الله لك ، واعلم أن الخيرة فيما اختاره الله. التفكير والتخطيط: أمور لابد من استشعارها حتى يصبح التفكير ناجحاً أولاً : أن يعلم الإنسان أنَّ من أعظم نعم الله على العبد أن وهبه عقلاً يفكِّر به ، ويميّز به ثانياً : أن هذا العقل إنما يستفيد منه حق الاستفادة مَن كان يريد أن يصنع الحياة ثالثاً : كثرة التساؤل عن ما يراد تحقيقه مطلب مهم، إذ الأسئلة تستثير الأفكار ، وتوقظها وتجعلها في حالة تطور وتكاثر لا يتوقف . رابعاً : ابدأ العمل من حيث انتهى الآخرون لا من حيث بدءوا ، فإن مَنْ يَسِيْر في خُطى الآخرين لا يَتْرُك أثراً مهما طال مسيره ، ثم استغل الأفكار الإبداعية. خامساً : التفكير هو مبدأ العمل ، ولا يستطيع أحدٌ أن يعمل دون أن يُفكِّر سادساً : لا تحتقر أيَّ فكرة مهما بدأ أنها سَطْحية لأول وَهْلَة ، فقد تكون عند التَّمْحِيص فكرة قيَّمة ، سابعاً : حاول الإبداع ، والارتقاء بالعمل إلى الأفضل . التخطيط: الأول : وضع الأهداف : وضع الهدف هو البداية الصحيحة للطريق ، فالسير دون هدف مَضْيَعَة للوقت والجهد،بل ربما يصبح المرء كالمُنْبتِّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى . وهنا أمور: تحديد الهدف بدقة ووضوح كون الهدف واقعياً وملائماً لقدرات صاحبه . سهلاً جداً بحيث لا يشكِّل تحدِّياً لصاحبه تجزئة الهدف إذا كان كبيراً : إلى أهداف جزئية مرحليّة تحديد وقت معين لتحقيق هذا الهدف كتابة ذلك كله حتى يَتَذَكَّره المرء دوماً الثاني : التخطيط : النقطة التي تَلِي وَضْع الأهداف هي : وضع المُخَطَّط المتوقَّع للوصول إلى ذلك الهدف . وهنا أمور: تقسيم العمل إلى مراحل . تحديد خطوات كل مرحلة . إعطاء كلِّ خطوة وقتَ بداية ، ووقتَ نـهايةٍ . كتابة الخطة ومراحل تنفيذها البُعْد عن التعقيد والمثالية في وضع الخطة ، بل تكون الخطة واضحة سهلة . الثالث : تنظيم الوقت : للوقت أهمية كبرى ، ومزيَّة عظمى ، فهو غنيمة لمن أحسن استغلاله ، ومَرْبَح لمن أجاد اغتنامه ، بل الوقت هو الحياة . قال ابن عقيل يرحمه الله : (إنّ أجلّ تحصيل عند العقلاء بإجماع العلماء هو الوقت ، فهو غَنِيْمَة تُنْتَهَز فيها الفُرَص ، فالتكاليف كثيرة ، والأوقات خَاطِفة) . توفير الوقت اللازم للتنفيذ ، وهذه تكون بأمرين : أولاً : مراعاة حال الشخص وظروفه عند وضع الخطة . ثانياً : المحافظة على ما خُصِّص من وقت لتنفيذ هذا العمل مِنْ أَنْ تَطْغى عليه أعمال أخرى . قواعد في تنظيم الوقت : أولاً : تحديد الأولويات : فلا بد للمرء من تحديدها حتى يُقدِّم الأهم على المهم ، والمهم على غير المهم ، وحتى يحذر من الخَلْط بين المهم والعاجل فلا يُقدِّم العاجل غير المهم على المهم العاجل وغير العاجل ؛ لأن هذا يُرْبِك ما سبق أنْ خُطِّط له، ويؤجِّل إتمام كثير من الأشياء المهمة . قال ابن الجوزي يرحمه الله : (ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه ، وقدر وقته ، فلا يُضيع منه لحظة في غير قُرْبة ، ويُقدِّم الأفضل فالأفضل من القول والعمل) . ثانياً : تحديد مواعيد الانتهاء من الأعمال : حيث إن تحديد وقت الانتهاء والالتزام به تَحَدٍ يَشْحذ الذهن ، ويُعِيْن على التركيز ، بل يهيئ الجسم للانصراف نحو العمل المطلوب. ثالثاً : العمل بكل وسيلة تساعد في حفظ الوقت ومن الوسائل المساعدة لحفظ الوقت ما يلي : 1ـ حسن التعامل مع الهاتف . 2ـ تحديد مواعيد للزيارات الروتينية،وينبغي أن تكون محصورة بين عملين معروفين، كصلاة المغرب والعشاء مثلاً . 3ـ التخطيط للخروج من المنـزل بحيث يقضي المرء أكبر قدر ممكن من الأعمال في كل مرة يخرج فيها ، ولا يجعل لكل عمل خروجاً مستقلاً . 4ـ تفويض ما يمكن تفويضه من الأعمال ، ولو كَلَّفَ ذلك بعض المال،ولْيتذكر المرء أن الوقت لمن يحتاجه ويحسن استغلاله : أغلى من المال . كان الشيخ جمال الدين القاسمي ـ رحمه الله ـ يتحسَّر عندما يَمُرُّ أمام مقاهي دمشق ، ويرى الناس يمضون أوقاتهم في لهو وثرثرة ، ويَتَمَنَّى لو استطاع شراء أوقاتهم منهم . 5ـ تحديد مواعيد الالتقاء مع الآخرين بدقة ، وعدم الرضا بالمواعيد المطاطة . 6ـ إدارة الاجتماعات بفعاليّة ، واستثمارها جيداً . أمور تُعْين على تنفيذ العمل وإنجازه وجعله مثمراً ، نذكر منها ما يلي : • الثقة بالنفس: إن عدم الثقة بالنفس لَتَدْعو الإنسان لَيَثَّاقل بنفسه عن المبادرة ، وتُعْطِيه النتيجة مقدَّماً قبل المحاولة بل قبل التفكير : أنّه فاشل . كيف تبني ثقتك بنفسك ؟ سؤال تجيب عنه أمور ثلاثة ، وهي كالتالي : 1ـ اعرف نفسك ! أول خطوة في طريق بناء الثقة بالنفس هي معرفة الإنسان نفسه فيتأملها ، ويعرف مميزاته وكيف يستثمرها ، ولا شيء أضرّ على الإنسان من احتقاره لنفسه، والنظر السلبي لها . 2ـ طوِّر نفسك ! بحيث يحدِّد الإنسان نقاط قوته ويسعى في تطويرها ، ويجتهد في التعلم والتدرب والتمرن. 3ـ تخلّص من عيوبك ! وذلك بتحديد نقاط الضعف وجوانب النقص ، ومن ثمَّ يسعى المرء في علاجها وإصلاحها. • علو الهمة : لولا علو الهمة ما سَمَتْ أفكار العظماء إلى إنجاز ، ولَقَنَعَ كلٌ بالموجود ، ولَكَان شعار الكل : (ليس في الإمكان أحسن مما كان !) . قال ابن الجوزي يرحمه الله : (ما ابتُلي الإنسان قطُّ بأعظم من علو همته ، فإنَّ مَنْ عَلَتْ همته يختار المعالي ، وربما لا يُسَاعد الزمان وتَضْعُف الآلة ويَبْقى في عذاب) . • الجدّ : الجدّ هو أخذ الأمر بحزم وقوة ، وعدم التراخي في التعامل مع الأشياء ، وهو الروح التي تسري في العمل ، فتجعله يُثْمِر ، وبدون الجد تُصْبِح الأعمال ميّتة مملَّة . قال الشيخ بهجة الأثري : "انقطعتُ عن حضور درس العلاّمة أبي المعالي محمود شكري الآلوسي في يوم مزعجٍ شديدِ الريح غزيرِ المطر كثيرِ الوحل ؛ ظناً مني أنه لا يَحْضُر إلى المدرسة ، فلما حضرتُ في اليوم التالي إلى الدرس صار يُنْشِدُ بلَهْجَة الغضبان : ولا خير فيمن عاقه الحرُ والبردُ .." تكتسب صفة الجد ؟ مصاحبة الجادّين، قراءة سير العظماء ، المقارنة بين نتائج أعمال الجادّين وأعمال غيرهم ، الابتعاد عن مصاحبة الهازلين. • الصبر : ويكون بالدوام على الجِدّ . والصبر هو حبس النفس على ما تكره لمصلحة ، وبدونه لا يحصل خير دنيوي ولا أُخْرَوِي ، وقد قيل : (بالصبر واليقين تُنَال الإمامة في الدِّين) . فبالصبر تحصل البُغية ، ويتحقّق المُراد بإذن الله تعالى . قال المحدِّث أبو بكر الأبهري ـ رحمه الله ـ : "قرأت مختصر ابن عبد الحكم خمسمائة مرة ، والأسدية : خمس وسبعين مرة ، والموطأ : خمس وأربعين مرة ، ومختصر البرقي : سبعين مرة ، والمبسوط: ثلاثين مرة" . أَخْلِق بذِي الصَّبْرِ أَنْ يَحْظَى بَحَاجَتِهِ وَمُدْمِن القَرْعِ للأبوابِ أَنْ يَلِجَا • العلم : مَن أراد نيل مراده ، وتحقيق هدفه : فلْيَسْع إلى تعلُّم أفضل طريق موصل إليه ، ولْيَسْتفد من خبرات الآخرين . قال ابن القيم يرحمه الله : (الجهل بالطريق وآفاتها يوجب التعب الكثير مع الفائدة القليلة). هناك عوائق عدة تحول بين المرء وبين إنجازه لعمله ينبغي عليه التخلص منها أولاً : الإحساس بالفشل . ثانياً : الالتفات للنقد غير البنّاء . ثالثاً : عدم التفكير فيما يساعد على النجاح . رابعاً : عدم استشعار ثمرات العمل ، والاستسلام للملل والكسل. خامساً : التأجيل والتسويف . سادساً : عدم تحديد الأولويات . سابعاً : تشتيت الجهد وتَشَعُّبه . ثامناً : المبالغة في تطلُّب الكمال .
__________________
1) الملاحظات. 2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع. الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني: saleh31@gmail.com حفظكم الله ... |
14-12-2005, 12:12 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2002
البلد: حيث السمو يكون .
المشاركات: 3,480
|
شيخي الفاضل : د. صالح
لي عدة وقفات مع المقال أولاً : بالنسبة ماذا يريد المجتمع من الطالب الجامعي ؛ فأنا باعتقادي إن الطالب إذا اعتمد على دكاترته وحدهم فلن يتقدم كثيراً كما هو حال المدرسين الحاليين ، بل يجب أن يكون له قراءات خارجيه بعيدة عن المنهج وحضور الدورات المفيدة سواء في التخصص أو حوارية أو اتصالية مع الآخرين . الثانية : أنا أعتقد في ظل المدنية ينعدم تحديد وقت صارم كما أسلفت بل يجب أن يكون فيه قليلٌ من المرونة التي لاتطغى على وقتٍ آخر مثلاً / لو تواعدت أنا وأحدهم بعد صلاة المغرب فلا حرج لو أتى بعدها بعشر ، والسبب كما أسلفت هي زحمة المدنية ، وأما بالنسبة للاهتمام بالوقت كثيراً كثيراً فلي وجهة نظر فيه إذا أن هذا التقسيم شديد جداً يصل إلى حد الغلو ، بل يجب الموازنة وقراءة الواقع قبل الحكم على مثل هذا الرأي الذي باعتقادي أنه جانب الصواب . لك بالغ التقدير والاحترام
__________________
|
الإشارات المرجعية |
|
|