[كرمع]

(4)أيها التربويون .. لقد لبس الطالب عقالا !!

(أعتذر أيها الأعزاء عن هذا التأخر فللقلم نبوة وجفوة وهجر لم أستطع معه التعامل بسلاسة وأنتم للعذر أهل)


خطابي هنا ربما يكون موجها إلى شريحة الآباء والمعلمين أيا كان موقعهم

لقد كانت النظرة تهتز تجاه الطالب حديث اللبس للعقال بحجة أنه مال قليلا عن السمت المنتظر منه !!

وأنا أتصور أن هذه النظرة جاءت نتيجة ترسبات عديدة وطبقات اعتقادية تراكمية قاصرة

فمن أول تلك الترسبات ماذكرته في الفصل الأول من وجود نظرة مريبة نحو هذا اللباس الذي لم تثبت الأيام إلا

أنه بريء وبلا شك في ذلك

وإلى عهد قريب قريب كانت العيون تتجه نحو من يلبس العقال بنظرة الناقد الذي رأى أنه أخل بشيء من

سمت المروءة !!!

ناهيك عمن يظن ظن السوء في أن وراء هذا الزي انحرافا مرتقبا لم يكن لبس العقال سوى الإعلان عنه !!

هذه النظرة أيها الأعزاء لم يزل لها أثار مترسبة لدى بعض الرؤوس وبالتالي يكون هذا الظن

الثانية في نظري أن تلك الحساسية إفراز طبيعي لخطأ تداوله الناس بكل انسيابية دون أن يفطنوا إلى مكمن

الخطورة فيه أعني بذلك التصنيف السريع الذي ابتلي به مجتمعنا خذ مثالا على ذلك الإطلاق الذي يلقيه

بعضهم في حديثه بكل سهوله قائلا هذاملتزم !! _ هذاغير ملتزم!!) وهذا الخطأ لم يكن ليأتي بهذه

السهولة لولا خطأ آخر عظيم في نظري وله تماس بيّن في التصنيف ذاك

ألا وهو الاتكاء على المظاهر بشكل اعتمادي في المدح أو التصنيف أو التعريف أوالتقييم !!

وبالتالي صرنا نضع المظاهر هي الحد الفاصل في معرفة الناس !! ولأن المظاهر غير مقننة شرعيا للدلالة

على المخابر رجع الناس إلى ماترسب لديهم من تلك الرواسب التي ذكرناها فقننوا لأنفسهم حدودا فاصلة

ليسهل عليهم التصنيف دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التحري أو عناءالحكم بعد المخالطة أو يصعب عليهم

مدافعة أهوائهم ضد الآخرين أيضا فيأوون إلى ذلك المظهر ويطلقوا عليه التصنيف السريع ذاك

وبهذا صرنا ربما رأينا طالبين يسيران في طريقين متوازيين نحكم على هذا بحكم وعلى هذا بحكم آخر نتيجة

للمظهر مع أنه لايفصل بينهما سوى فاصل دقيق في السلوك سواءا كان سويا أو منحرفا !!

إن حديثي هذا لايخص حالة عينية

إنني أكتبه لكم متمنيا أن نكون ممن يقع على الجرح لا على آثاره فقط

وعليه فإنني أدعو إلى عدم ترسيخ مبدأ المظاهر لدى الطلاب وأنها المعيار الفاصل للتقييم

وأدعوا إلى عدم تزكية النفس اتكاءا على المظهر أيضا كما نسمع في بعض أسئلة الشباب ( أنا شاب

ملتزم ... )

وأدعوا إلى عدم المسارعة للتصنيف وترك ذلك لمن يضطر له فقط

كما أدعو إلى عدم الخلط بين المحرمات والمكروهات والمباحات والمروءات خلطا يجر أخطاءا أخر

كما أدعو إلى تفهم وضع الطلاب الذين بين أيدينا وأنهم لم يضربوا أكباد الإبل إلينا لعلمنا الجم ولا لخلقنا الرفيع

وإنما تم ترشيحنا معلمين لهم في أحيائهم وبالتالي فهم لن يتعلموا إلا في حيهم فلننتبه لهذا حتى لانحتكر

الطلاب ونصب في أذهانهم قناعاتنا التي ربما كانت مما يسعه الخلاف في كثير من الأحيان


أتمنى أن يكون كلامي واضحا كما أتمنى إن لم تكن فهمته أن تعود إليه قارئا متفهما

والله يرعاكم