بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » النشرة 314 "من يحكم توجهات الشباب" ومواضيع أخرى

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 14-05-2002, 01:43 AM   #1
مفك14
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2002
البلد: خب بريده
المشاركات: 193
النشرة 314 "من يحكم توجهات الشباب" ومواضيع أخرى

النشرة 314 "من يحكم توجهات الشباب" ومواضيع أخرى


مقذوف الصاروخ الفارغ
ماذا أخفى آل سعود عن الأمريكان

تحدثت وكالات الأنباء نقلا عن جهات أمريكية عن عثور السلطات السعودية على مقذوف فارغ لصاروخ مضاد للطّائرات محمول كتفا خارج قاعدة الأمير سلطان العسكرية التي يستخدمها الأمريكان. وأعلن الأمريكان هذا الخبر ولم تعلق عليه السلطات السعودية. وفي حين أبلغت السلطات السعودية الأمريكان عن العثور على هذا المقذوف بسبب قربه من قاعدة سلطان ألا أن السلطات السعودية لم تبلغ الأمريكان قطع أخرى عثر عليها في أماكن أخرى من المملكة قرب تجمعات أميركية أو غربية بعضها عسكري والآخر مدني. وتوصلت السلطات السعودية لمعرفة لغز هذه القطع من خلال علامات وضعت عليها ومن خلال رسائل أرسلت لها بطرق مختلفة مفادها أن تنظيم بن لادن قد وضع هذه الأجزاء من السلاح قصدا لإثبات أنه قادر متى ما أراد أن ينفذ عمليات. ولا يعرف ماذا يريد تنظيم بن لادن من وراء هذه الرسائل لكن يعتقد أنه إعطاء آل سعود فرصة أخيرة قبل أن تنفذ عمليات حقيقية في الداخل. وحين صرح المسؤول الأمريكي بأن وجود المقذوف لغز فهو صادق لأن السلطات السعودية لم تخبر الأمريكان عن بقية ما وجدته في أماكن أخرى ولا عن فحوى الرسائل التي وصلتها بشكل غير مباشر من تنظيم بن لادن. يجب أن يعلم الأمريكان أن السعوديين لا يزالون يخفون عنهم المعلومات خوفا من أن يفقد الأمريكان الثقة بهم وبقدرتهم الأمنية في السيطرة على الوضع في المملكة.


عبد الله يشرع في تنفيذ الالتزامات

تبين من خلال نشاط الأمير عبد الله الأخير أنه شرع فعلا في تنفيذ الالتزامات التي تعهد بها للرئيس بوش والتي أشرنا إليها في نشرة الأسبوع الماضي. ولم يتأخر الأمير عبد الله في جمع القيادات المهمة في العالم العربي في قمة شرم الشيخ واستصدار بيان يدعو لنبذ العنف بكل أشكاله تقدمة لاعتبار كل عمليات المقاومة الفسلطينية جرائم. وأشارت الصحف السعودية إلى أن الأمير عبد الله تصرف في القمة بصفته مبعوثا لرئيس بوش حيث قالت إحدى الصحف السعودية إن الأمير عبد الله "عرض المطالب الأميركية حول إعادة تأهيل السلطة الفلسطينية وتعديلها بحيث يتم إعادة تجميع أجهزة الأمن الفلسطينية تحت قيادة مركزية برئاسة العقيد محمد دحلان رئيس جهاز الأمن الوقائي بغزة، وكذلك إعادة هيكلة السلطة الفلسطينية بحيث يكون عرفات رئيسا شرفيا لها ووضع كافة الأمور في يد رئيس وزراء آخر غير عرفات." هذا الخبر يعني أن الأمير عبد الله مستعجل لأن ينفذ حتى المطلب الذي يدعو لتهميش عرفات ومطلب آخر يدعو لتعيين شخص مركزي في الأمن الفلسطيني يتم اختياره من قبل السي آي أي.


جريدة الرياض
لها مستقبل!!

في الوقت الذي أصبح فيه الإعلام العالمي في متناول الناس بإثارته وقوته من خلال الفضائيات والانترنت تطلع لنا جريدة الرياض بمقابلة مع الأمير نايف أثبتت فيها الصحيفة قدرتها على التطور من صحيفة الحائط إلى قصائد المداحين. المصيبة أن الشخص الذي تمت معه المقابلة (الأمير نايف) هو رئيس المجلس الأعلى للإعلام الذي يضع السياسات الإعلامية ويعين رؤساء التحرير والصحفيين. وربما لا نحتاج للتعليق على المقابلة سوى أن نقدم قائمة الأسئلة التي ساقها الصحفي للأمير نايف ونترك للقراء الحكم على مستوى صحافة المملكة:
* سمو الأمير رغبت ان أؤكد لسموكم مشاعر المواطنين وما يكتب في وسائل الاعلام من مشاعر المحبة والولاء والابتهاج بمناسبة نجاح العملية التي اجريتموها.. كلمة سموكم لمحبيك من المواطنين وقادة البلاد؟
* غدا الاربعاء يجتمع اخوانك الأشقاء وزراء الداخلية في مجلس التعاون وسموكم يغيب هذه المرة عنهم بسبب تلقي العلاج وينوب سمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز عن سموكم، كلمة سموكم لاخوانكم وزراء الداخلية بدول المجلس في هذا الاجتماع؟
*لاشك أن سموكم يتابع ما يحدث في العالم وفي الأراضي الفلسطينية وما قامت به المملكة من حملة تبرعات لاخوانهم، كيف يقيم سموكم ما يحدث في المنطقة؟
* سمو سيدي البعض والاعداء بدأوا يبثون السم الفترة تلو الاخرى تجاه المملكة من مزاعم انها بدأت تنتهج التحرر في مبادئها من ذلك ما حدث من دمج في تعليم البنات اضافة للاتهامات بين حين وآخر لاحكام القضاء ونشاط هيئات الامر بالمعروف واستهداف الجامعات الاسلامية وانها معاقل للارهاب. رأي سموكم حيال هذه المهاترات والافتراءات المضللة؟
* سمو سيدي دعني أسأل سموكم سؤالاً فيه شيء من المصارحة.. فالبعض يشكك في ان الدولة أصبحت لا تولي آراء العلماء وان آراءهم مهمشة؟
*سمو سيدي: أرجع مرة اخرى للبرنامج العلاجي.. سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز ذكر انه يأمل ان لا يرجع سموكم للوطن إلا إذا استكملتم العلاج لأنكم إذا جئتم ستعملون، أملاً ـ في حديثه ـ ان تستكملوا المرحلة العلاجية.. كيف يقيم سموكم حرص قادة البلاد حرص سمو الأمير سلمان؛ ثم متى سيعود سموكم؟
* سمو الأمير: عودت أبناءك المرافقين لسموك في الرحلة العلاجية التربية الصالحة، سمو الأمير في ظل هذه المتابعة من أبنائك، ما قول سموكم لأبناء اليوم الذين رموا بعض آبائهم خلف اسوار المستشفيات وشملهم العقوق منذ سنوات؟
لا ندري إن كان الأمير نايف يدري أن الناس يقرأون الصحف العالمية من خلال الانترنت ويشاهدون البرامج الحوارية المثيرة؟


مقابلة عبد الله
تحمل الأجوبة في الأسئلة

نشرت صحيفة الشرق الأوسط مقابلة مع الأمير عبد الله حاولت إظهاره كالعادة كما لو كان قد أجاب على الأسئلة شفويا بينما يعرف الجميع أن الأمير لا يستطيع صياغة جملة واحدة من الأجوبة التي نشرت. وبقراءة بسيطة لأسئلة الصحيفة يتبين أنها معدة سلفا وربما عدل واحد أو إثنان منها بعد ذلك حتى يبدو كما لو كان أسئلة حية. لكن المهم ليس كون المقابلة حية أو مكتوبة بل المهم أن المقابلة جاءت على طريقة جريدة الرياض أعلاه في حمل الجواب داخل السؤال لكن بشكل أرقى أسلوبا. وساقت الصحيفة الأسئلة بطريقة تحقن شيئا من الرجولة والمسؤولية التي تبين أنها سحقت بعد سلسلة الخيانات التي قدمتها المملكة لضمان قمع المقاومة الفلسطينية. ولذلك، فحسب أسئلة الصحيفة كان لقاء الأمير عبد الله مع ديك شيني عاصفا، وأن ديك شيني طار قبل الأمير عبد الله للرئيس بوش يخبره بالوضع المتوتر مع عبد الله، وأن الأمير عبد الله نجح في تغيير موقف بوش من القضية الفلسطينية، وأن الأمير عبد الله جلب معه أشرطة فيديو ليطلع الرئيس بوش على صور لفضائع جنين، وأن الأمير عبد الله لم يعمل شيئا إلا بتنسيق مع الفلسطينيين، وأن الأمير عبد الله هدد بإلغاء المبادرة إن لم ينهى الحصار على عرفات، وأن إسرائيل يمكن أن تنتقم بسبب "التدخل السعودي العنيف" الذي غير موقف واشنطن، وأن المبادرة ستؤدي لدولة فلسطينية، وأن المملكة لم تعط أمريكا أي تسهيلات في حرب أفغانستان، وأن المملكة ضد ضرب العراق لأسباب مبدئية، وأن الأمير عبد الله لا يبالي بالإعلام الأمريكي حين عانق عزت إبراهيم، وأن الأمير عبد الله أول من بادر للدفاع عن صورة الإسلام بعد محاولات تشويهه بعد أحداث سبتمبر، وأن المملكة تمتلك قرار النفط بالكامل، وأن المملكة سمحت بتشكيل لجان عمالية وسمحت بحرية الصحافة،... ألخ من الأسئلة التي تلمع الأمير عبد الله وتحمل الجواب في ضمنها. لكن عددا من الأسئلة كان فيما يبدو موجها لأمر آخر هو الرد على ما نشرته الحركة، مثل اختيار فريدمان لأن يكون نافذة لإعلان مبادرة الأمير عبد الله، ومثل قول الحركة أن الأمير عبد الله ناقش قضايا العراق والإرهاب مع الأمريكان، ومثل قول الحركة أن الأمير عبد الله رتب مع الأمريكان على التهيئة لاستبعاد عرفات (انظر الخبر أعلاه)، ومثل قول الحركة أن المبادرة ما هي الا استرضاء للأمريكان بعد أحداث سبتمبر، وقول الحركة بأن المملكة ستسعى لأن تشارك الدول المرضي عنها فقط في مؤتمر السلام، وقول الحركة بأن النظام السعودي يتعرض لتهديدات من حركة بن لادن غيرها. هذان نموذجان للصحافة السعودية الرياض والشرق الأوسط متشابهان جدا في المضمون والرسالة ومختلفان جدا في الأسلوب والعرض.


الملك فهد إلى ماربيا
والأمور لعبد الله!!

ذكرت أحد مصادرالإعلام المحسوبة على الدولة أن الملك فهد سيغادر المملكة يوم الأربعاء متوجها لجنيف ومن ثم لماربيا في "إجازة خاصة" تستغرق شهرين. الظريف أن الخبر جاء بصياغة أن الملك فهد سيكلف ولي العهد الأمير عبد الله بتسيير أمور البلاد خلال تلك الأجازة!!



في خضم المستقبل الغامض
من يحكم توجهات الشباب

كان هذا عنوان موضوح طرح في أحد جلسات البال توك للحركة واقترح عدد ممن حضره إعادة صاغته بشكل مختصر كتابيا، ونحن نزولا عند هذه الرغبة نقوم بذلك.

المجتمع أمس
كان المجتمع في المملكة إلى عهد قريب مجتمعا مستقرا محدد التكوين تزاول فيه الشرائح المختلفة دورها دون تداخل ولا اضطراب. كان للعالم والحاكم والتاجر والفلاح والطالب والمدرس وغيرهم من شرائح المجتمع أدوار معروفة في المجتمع، وكانت الحياة مؤطرة بمتغيرات ومؤثرات محدودة جدا، وكانت التحديات التي تواجه تلك الشرائح غالبا ما تكون في إطار فردي أو في إطار الشريحة المحددة.

العولمة والاتصالات
بقي استقرار المجتمع على حاله إلى أن أربكت المجتمع مجموعة من العوامل وخلخلت توازنه بشكل كبير. في البداية سهل السفر للخارج، سواء سفر المتعة والسياحة أو سفر الدراسة والإقامة، وتبنت الدولة ابتعات أعداد هائلة من الشباب حدثاء السن للدول الغربية. ثم تساهلت الدولة في استقدام الوافدين وسمحت بدخول الملايين من جميع جنسيات العالم إلى كل مدن وقرى المملكة، وكان الوافدون من كل الطيف البشري جنسا وتخصصا ودينا ومستوى اجتماعي. لكن النقلة الحقيقية كانت في تطور الإعلام من خلال الفضائيات وتطور الاتصال من خلال الانترنت وهما عاملان قضيا على البقية الباقية من محاولات احتكار الكلمة والرأي واحتكار الاتصال.

الحوادث والتحديات
وفيما كان المجتمع يتعرف على العالم من خلال هذه التطورات كانت المنطقة تعج بأحداث عظيمة تطرح في ذاتها مؤثرات تساهم في خلخلة استقرار النسيج الاجتماعي. قتل الملك فيصل وكان قتله مؤذنا بسياسات جديدة ثم حدثت حادثة جهيمان المشهورة والحرب الأفغانية والثورة الايرانية والحرب العراقية الإيرانية ثم الهزة الكبرى في أزمة الخليج ثم ما تبعها من أحداث ومواجهات بين التيار الإسلامي الإصلاحي والدولة وظهور ظاهرة المعارضة الخارجية والتيار الجهادي وأخيرا أحداث سبتمبر وتداعياتها. وخلال نفس الفترة حصلت تغيرات اقتصادية كبيرة في طريقة صرف المال وجمعه وطريقة تشكل الجهات المستفيدة من المال العام وإعادة توزيع مراكز القوى الاقتصادية والسلطوية.

التحديات الفكرية والتربوية
خلال نفس الفترة تعرض المجتمع لتيارين يستهدفان الشباب مباشرة في مجتمعنا، تيار إسلامي يعتبر نفسه امتدادا لما يسمى بالصحوة الإسلامية الحديثة معتمد كليا على جهود ذاتية، وتيار تخريب للأخلاق موجه من قبل الدولة والقوى العلمانية المتضامة معها والقوى الغربية. والعجيب أن التيارات الفكرية الأخرى انتهت اجتماعيا بعد أن هزمتها الصحوة الإسلامية ولذلك قررت أن تحارب الصحوة من خلال التفسخ الإخلاقي ومن خلال الاحتماء بالنخب الحاكمة والحلف معها. وبينما تحاول الصحوة تحقيق مزيد من الاختراق في المجتمع على مستوى الأفراد وبجهد الدعوة الفردية والتربية تسعى القوى المضادة لاستخدام السلطة والإعلام والثقافة الموجهة لإفساد الناس وتخريبهم. وبلغ التحدي بين الاتجاهين ذروته بعد مواجهة بريدة سنة 1994 حين نفذت الدولة برنامج تجفيف المنابع لتحطيم آثار الصحوة الإسلامية. خلق ذلك حشدا لفريقين على شكل مواجهة غير منظورة وحرب بقوى غير متوازية لطرف معه الدين والحماس والعاطفة والصبر والإصرار والتحدي مقابل طرف معه السلطة والقوة والإعلام والقرار السياسي ولكن دون امتداد اجتماعي.

المجتمع اليوم
بعد هذه التحديات والتغيرات والأحداث اضطرب المجتمع فعلا ولم يعد مستقرا ثابتا بشرائح معروفة وعلاقات محددة. أصبح كل فرد عرضة لكل أنواع التحديات والتأثير وله القدرة أن يستخدم معظم وسائل التعرف على العالم فضلا عن البلد نفسه. لكن هذا الاجتياح للمجتمع لم يحصل في وضع شفاف وبطريقة ناضجة وأمام مؤسسات مدنية تستوعب التحدي بل حصل في مجتمع رباه الحكام على ثقافة الكتمان والتضليل والرعب والشك بالآخر، مجتمع اتكالي رباه الحكام على أن أي شيء إسمه مسؤولية فهو من شؤون الحاكم، مجتمع أفراده يعيشون ثقافة فردية بعد أن رباهم الحكام على تحريم أي نشاط جماعي تلقائي من عندهم. هذه الصورة للمجتمع هي أضعف ما يمكن من ناحية التحصين الحضاري في مواجهة هذا الاجتياح لمتغيرات متناقضة كثيرة. لقد أدت قوة الهجمة لهذه المتغيرات مقابل ضعف التركيبة الاجتماعية إلى حتمية الفردية في نوعية التأثر عند الناس واضطرار الشرائح المتشابهة أن تستعيض عن التشكيلة المدنية السليمة بعدد هائل من الجيوب والتكتلات المخفية تسترها ثقافة السرية والتضليل في المجتمع. هذه الجيوب والتكتلات التي تحتوي على كل نماذج المجتمع من داعية مستقل إلى إسلامي في عمل حركي إلى أحد أتباع الجامية إلى شاب في "شلة" ملاحقة بنات إلى آخر مبتلى بالمخدرات إلى آخر يعمل في المباحث إلى آخر منحرف فكريا ويتبنى فكرا علمانيا إلى غير ذلك من أشكال التنوع الاجتماعي.

خطورة التشرذم الثقافي
ليس الغريب وجود هذه النماذج لكن الغريب هو كونها مستورة خلف سور ثقافة السرية والتضليل والشك التي يمارسها المجتمع كله وليس الدولة فقط. ومع غياب ميادين الحوار وغياب وسائط الاتصال المعلن بين هذه الشرائح وانعدام المؤسسات المدنية يصبح المجتمع حقيقة في أسوأ حالات التشرذم الثقافي والاجتماعي وفي أضعف ما يمكن في مواجهة الأزمات الكبرى. وحتى نقرب الفكرة نقول إن العائلة الواحدة ربما يكون فيها الملتزم في عمل إسلامي حركي والآخر في تيار جامي والثالث في عصابة مخدرات والرابع في تيار علماني ولا يعرف بعضهم عن الآخر أو يعرف ولكنه لا يستطيع مطلقا أن يعرف حدود ارتباطه بتلك الشريحة. هذا التشرذم المستور بغطاء السرية عبارة عن قنبلة اجتماعية خطيرة جدا لأنه هو الذي يوطئ للفوضى القادمة عند حصول أي تخلخل في الوضع السياسي. والسيطرة على المجتمع وضبطه مع هذا التشرذم أصعب بكثير من مجتمع متناسق أو على الأقل متعود على الحوار المعلن والمؤسسات المدنية الاجتماعية.

تيارات الشباب الحالية
تحت هذا التشرذم يوجد في الجملة تياران للشباب تيار إسلامي أو ما هو في حكمه وتيار شهواني لا مبالي أو ما في حكمه. وما يجب وضعه في الذهن عند الحديث عن تيارات الشباب أن شريحة الشباب بحاجة ماسة لقيادة خاصة في مثل مجتمعاتنا التي تحترم فارق السن. لكن المشكلة أن شريحة المتمكنين من القيادة الفكرية والاجتماعية والإعلامية وقبل ذلك السياسية ليسوا مؤتمنين على قيادة صالحة للشباب، بل بالعكس يغلب على المتمكنين منهم الرغبة في تخريب الشباب وإفساد عقولهم وأخلاقهم. ومع أن التيارات العلمانية والمعادية للدين لا يمكن أن تروج لأفكارها عقائديا ألا إنها تستطيع بسهولة أن تفعّل الشريحة الشهوانية وتتقوى بها وتكاثر وتحاول الظهور بمظهر المتفوق اجتماعيا. ومن جهة أخرى تستطيع هذه الفئة المتمكنة من تحييد التيارات الإسلامية وذلك من خلال إرهاب القيادات الإسلامية ومن ثم شلها أو إجبارها على التميع والقبول بممالأة الفئة المتكنة. أما نفس شريحة التيار الشبابي الإسلامي فيسهل التعامل معه بعد تعطيل قياداته وتجريدها من أدوات الاتصال ووسائل التوجيه التي تتحكم بها الفئة الحاكمة والمتسلطة. وما دام التيار الإسلامي موزع لشرائح مختلفة بينها درجات متفاوتة من الشك والريبة فلا تحتاج الفئة المتمكنة لأكثر من ترسيخ وتعميق هذا الشك وتحويله إلى سوء ظن واستحالة التفاهم. نحن إذن أمام مشكلة أعقد من مجرد تشرذم المجتمع، نحن أمام محاولة النخب الفاسدة السيطرة على المجتمع كله وتحويله إلى مجتمع شهواني لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا.

الحل إذا
النخب الفاسدة تمكنت من خلال إمساكها بأدوات التغيير وهي السلطة والمال والإعلام وتمكنت كذلك من خلال تفعيل الشريحة الشهوانية الخالية من أي فكر وتمكنت كذلك من خلال تفكيك التيار الإسلامي فماذا يجب أن يحصل في مقابل ذلك؟

أولا: لا مفر من السعي لشكل من أشكال التمكين سواء بالسلطة أو بالمال أو بالإعلام، حتى يصبح هناك توازن مقابل تمكن النخب الفاسدة. وما دام الإعلام هوالأسهل والأضمن فليكن التركيز عليه ابتداء إلى أن يمكن التمكن في المال والسلطة. ومع قوة وسائل الإعلام حاليا وقدرتها على الوصول للناس في كل مكان ومخاطبتهم خطابا يمكن أن يتكون خارج نطاق السلطة فإن الإعلام يصبح أولوية في مثل هذه الظروف.

ثانيا: لا بد للقيادات الإصلاحية الإسلامية أن تكون أكثر استعدادا للتضحية والإقدام ما دام الوضع بهذه الخطورة وما دام دورها بهذه الأهمية. وحتى لو سجن البعض أو أوذي الآخر فإن كل سجن أو تعرض لإيذاء يترك أثرا تربويا بعيد المدى لا يحس به إلا من يرصد المجتمع على المستوى الاستراتيجي. وإذا لم تتصور القيادات الإسلامية أن القضية ملحة وتحتاج لعمل إسعافي وتدخل فوري بكل تبعات التدخل فلربما تفوت الفرصة في تدارك هذه الشرائح الشبابية أن تتحول لشراذم متنافرة.

ثالثا: ينبغي أن نفهم أن التيار الشهواني ليس خطيرا إلا بتفعيل النخب الفاسدة له ولذلك ينبغي السعي حثيثا لإصلاح هذا التيار وتجنب استفزازاه، لأن استفزازه يؤدي إلى إجباره على التكتل ضد التيار الإسلامي. والمتصدي لمسألة التغيير ينبغي –على كل حال- أن يفرق بين المنحرف خلقيا والمنحرف فكريا وعقديا.

رابعا: ينبغي كذلك السعي للتعجيل في نشر ثقافة التنظيم المدني خوفا من أن تفاجئنا التطورات التي تأتي بالفوضى للبلد ومن ثم ينكشف التشرذم الذي أشرنا إليه ويدخل المجتمع في أتون الفوضى الخطيرة ثم يصبح الوقت متأخرا جدا للتفكير في تنظيم مدني. وقد أشرنا إلى هذه القضية وطرحنا تصورا لوسائلها في نشرة سابقة.

خامسا: بنبغي أن ننشر ثقافة الأخوّة والأئتلاف ونمنع التنازع المؤدي للفرقة والتنافر. ويصح ذلك تجاه الشرائح المختلفة داخل التيار الإسلامي كما يصح تجاه المصنفين غير إسلاميين خطأ ممن ظلموا بسبب آراء وأفكار خالفت مسلمات اجتماعية ولم تخالف الشرع.
مفك14 غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 05:02 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)