|
|
|
|
![]() |
#1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jun 2009
البلد: جوار ضريح أمي .
المشاركات: 623
|
*
مَلَاكِيْ , مَرِّرِيْكِ إِلَيَّ تُطِلُّ مِنْ نَافِذَتِهَا وَتُخَاتِلُهُ النَّظَرَاتِ .. تَرْقُبُهُ , تَرْصُدُ , حَيْرَتَهُ , .. هِيَ لا تُرِيْدُ مِنْهُ إِجَابَاتٍ , عَلَى أسْئِلَتِهَا الغَضَّةِ .. فَبَيَاضُهَا النَّاصِعُ يَأْبَى سَوَادَ إجَابَاتِهِ الغَامِضَةِ.. تَخْشَى الاجَابَاتِ , تَخْشَى ارْتِطَامَاتِ كَذِبِ الكِبَارِ .. فَالْحَقَائِقُ بَشِعَةٌ وَقَاسِيَةٌ لأنَّهَا بِبَسَاطَةٍ أشْيَاءُ عَارِيَةٌ .. تَجَرَّدَتْ مِمَّا نُلْبِسُهُ إِيَّاهَا مِنْ زَيْفٍ .. أَكْبَرُ أَمَانِيْهَا أنْ يَعُودَ .. فَقَطْ يَعُوْدُ كَمَا كَانَ , تُرِيْدُ بَسْمَتَهُ المَسْلُوْبَةَ .. وَإِنْ هُوَ حَاوَلَ اسْتِرْدَادَهَا بـِ افْتِعَالَاتِهِ المَفْضُوْحَةِ .. فـَ لَطَالَمَا اسْتَجْدَى آهَاتِهِ وَدُمُوْعَهُ أنْ تَصْمُدَ أَمَامَهَا .. وَعِنْدَمَا تَخْلُوْ بِهِ لـِ تَفْتِكْ وَتُدَمِّرْ كَمَا تَشَاءُ .. تَوَقَّفَ عِنْدَ بَابٍ طَالَمَا وَلَجَتْ مِنْهُ وَحْدَهَا وَعَيْنَاهُ تُشَيَّعُهَا .. هَذِهِ المَرَّةَ تَبَاطَأَتْ بِالنِّزُوْلِ , فَقَدْ أدْرَكَتْ بِفِطْرَتِهَا المَلَائِكِيَّةِ .. أنَّهَا لَيْسَتْ اللحْظَةَ المُوَاتِيَةَ للنِّزُوْلِ .. لِوَدَاعَاتِ الحٌبِّ الّتِي عَوَّدَهَا إِيَّاهَا , سَبَّابَتُهُ تَرْبِتُ بِهِدُوْءٍ عَلَى المِقْوَدِ .. هِيَ مُطْرِقَةٌ تَرْنُوْ إِلَى مَوْضِعِ قَدَمَيْهَا .. صَمْتٌ يُمَزِّقُهُ نَبَضَاتُهَا , وَيُمَزِّقُ نَبَضَاتِهَا أَنْفَاسُهُ الثّاثِرَةُ .. تِلْكَ الَّتِي تَعُوْدُهُ عِنْدَ صُعُوْدُ الدَّرَجِ .. يَصْحَبُهَا إِشْفَاقُ زُمَلَائِهِ ( سَلَامَاتْ يَا بُو.... ) أَدَارَ مُحَرِّكَ سَيَّارَتَه وَتَوَجَّهَ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ .. مَا يُرِيْدُهُ الآنَ فَقَطْ المَزِيْدَ مِنْ الوَقْتِ مَعَهَا .. المَزِيْدَ مِنْ عِنَاقِ النَّبَضَاتِ .. المَزِيْدَ مِنْ الارْتِمَاءِ فِيْ أحْضَانِ المُعَانَاةِ .. فَهْوَ السَّبِيْلُ لِلْخُرُوْجِ مِنْ شَرْنَقَتِهَا .. ذَهَبَ حَيْثُ أَمَاكِنَ تَعْشَقُهَا .. أَسْمَعَهَا وَأغْدَقَهَا أشْيَاءَ تَطْرَبُ لَهَا , تُحِبُّهَا.. وَهُوَ عَلَى يَقِيْنٍ أنَّهَا كَعَادَتِهَا سَتَغْفِرُ لَهُ فَـ الذِيْنَ نَتَرَبَّعُ فِيْ قُلُوْبِهِمُ دَائِمًا مَا يَتَوَعَّدُوْنَنَا .. يُهَدِّدُوْنَنَا بِالرَّحِيْلِ , لَكِنَّهَمْ لَا يَفْعَلوْنَ .. لِأَنَّ مِثْلِ هَذِهِ القَرَارَاتِ خَارِجَ سَيْطَرَتِهِم .. بَعْدَ أَقَلَّ مِنْ سَاعَةٍ عَادَ لِذَاتِ المَكَانِ .. مُبَاشَرَةً نَزَلَتْ , كَانَ البَابُ مَفْتُوْحًا وَمُكْتَظّا بِأَتْرَابِهَا .. وَحَالَمَا اقْتَحَمَتْ جَمْعَهُمْ حَانَتْ مِنْهَا الْتِفَاتَةٌ .. وَدُوْنَ أَنْ تُعِيْرَهُمُ أيَّ اهْتِمَامٍ , فَكَأنَّهَا لِوَحْدِهَا .. هَتَفَتْ لَهُ : ( يُبَاااااه ,, أنَا أَحِبِّكْ ) ![]() ![]() *
__________________
. . . ما أقربك يا الله ! . |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jun 2009
البلد: جوار ضريح أمي .
المشاركات: 623
|
*
Room 7 قُبَيْلَ دُخُوْلِهَا أصَابَتْنِي رَعْشَةٌ .. سَرِيْرُهُ فِيْ أَقْصَاهَا , حَيْثُ النّافِذَة المُطِلَّة .. أَزَحْتُ السِّتَارَةَ , وَدُوْنَ أنْ يَنْظُرَ إِلَيَّ أوْ أَتَحَدَّثَ .. عَلِمَ بِوُجُوْدِي ,وَقَالَ : تَأَخَرْت .. رغم يقينه ..أنني أخَافُ شُحُوْبَ وُجُوْهِ الأحِبَّةِ , أَخْشَاهَا حَدَّ الفَزَعِ .. أَنْفَاسُهُم الثَّائِرَةُ تُرْبِكُنِي , فَيَمُوْتُ الكَلَامُ فِي لِسَانِي وَأَنَا الثَّرْثَارُ ! تَبًّا لَكِ أيَّتُهَا الَكَلِمَاتِ , كَانَ عَلَيْكِ أنْ تُسْعِفِيْنِي الآنَ .. أَوْ تَمُوْتِي إِلَى الأَبَدِ .. فَشِلْتُ مِرَارًا أنْ أكُوْنَ مِثْلَهُ .. أَطْبَعُ أثَرَ قَدَمِي فَوْقَ آثَارِ أقْدَامِهِ .. ذَاتَ اقْتِفَاءٍ قَالَ لِي : إِنْ ظَلَلْتَ تُطَاوِعُ انْبهَارَكَ التَّائِهَ فَلَنْ تَتْرُكَ أثَرًا لِذَاتِكَ .. أَجَبْتُهُ : وَهَذَا مَا أُرِيْد .. وَدِدْتُّ لَوْ كُنْتُ طَيْفًا أعْبُرُهُم جَمِيْعًا دُوْنَ أَنْ يَشْعُرُوا .. طَيْفٌ أَسْكُنُ زَوَايَا الأَمْكِنَةِ , شَرْطَ أَنْ أَخْتَارَهَا .. فَـ الَّذِيْنَ نَتْرُكُ فِيْهُمْ أَثَرًا جَمِيْلًا ثُمَّ نَرْحَلُ عَنْهُم .. يَتَأَلُمُوْنَ كَـ أُولَئِكَ الذِيْنَ تَرَكْنَا فِيْهِمْ أَثَرًا قَبِيْحًا .. بَلْ أَشَدُّ ! وَقَبْلَ أنْ أُغَادِرَهُ بَادَرْتُهُ بِابْتِسَامَةٍ .. لَكِنَّهُ لَمْ يُقَايِضْنِي بِمِثُلِهَا .. فَقَطْ أَخَذَ كَفِّي وَقَبَّلَ رَاحَتِي .. وَضَمَّ أصَابِعِي إِلَى مَوْضِعِ قُبْلَتِهِ .. وَهَمَسَ لِي : خَبِّئْهَا , وَبِبَرَاءَةِ طِفْلٍ طَاوَعْتُه .. وَعِنْدَمَا انْزَوَيْتُ , أيْضًا وَبِسَذَاجَةِ طِفْلٍ بَسَطْتُّ يَدِي .. وَفِي خَلَدِي أنْ سَيُحَلِّقُ مِنْهَا أسْرَابُ الفَرَاشَاتِ .. حِيْنَهَا أفَقْتُ عَلَى َخَيَالٍ شَاحِبٍ .. وَكَفٍّ مَبْسُوْطَةٍ صِفْرٍ .. إِلَّا مِنْ دِفْءِ قُبْلَةٍ . *
__________________
. . . ما أقربك يا الله ! . آخر من قام بالتعديل معاني17; بتاريخ 26-02-2013 الساعة 10:07 PM. |
![]() |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|