|
|
|
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2011
البلد: السعوديه
المشاركات: 612
|
عجباً .. حسنات كجبال تهامة بيضاء يجعلها الله هباء منثورا ... !!!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد :
تخيل معي ياعبد الله يوم القيامة حين العرض والميزان وانت بحاجة الى حسنة واحدة فإذا سجلك يعرض امامك خاليا من الحسنات وانت تذكر صيامك وقيامك وحجك وزكاتك وصلاتك وصدقاتك ونوافلك أين هي فإذا هي قد صارت هباء منثورا أين هي ؟ مااسباب ذهابها ؟ اسمع عن ذلك ... !!! جاء عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا قَالَ ثَوْبَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا الحديث واضح المعنى ، جلي المعالم ، يبين لنا صنفاً من المسلمين تكون حالهم امام الناس لهم نصيب في الظاهر من الاستقامة ، في اللباس ، والصلاة ، والصيام ولكنهم في خلواتهم وانفرادهم بأنفسهم بعيداً عن أعين البشر تكون لهم صولات وجولات بين اروقة المعاصي والمنكرات وربما الفواحش عياذاً بالله فمن هؤلاء من تكون خلواته في مشاهدة الفضائيات الفاسدة ، والنظر في الإنترنت إلى مواقع الجنس الفاضح ، واستعمال أسماء مستعارة للمحادثة والمراسلة مع الأجنبيات من النساء أمثال هؤلاء يخشى عليهم أن تكون حالهم كحال المنافقين الذين يستخفون بقبائحهم من الناس في العلن ، ويجاهرون الله بها في السر قال الله تعالى : ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً ) ناسين ان الله مطّلع على سرائرهم ، وعالم بما في ضمائرهم في الدنيا فحتى وإن اختفوا عن الناس وعن اهاليهم هنا في الدنيا في الغرف الخاصة او غيرها إن لم يتوبوا فإن الله فاضحهم فاضحهم يوم القيامة هناك ( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ) حينما يظهر ما كان في القلوب من خير وشر على صفحات الوجوه وتكون النتيجة ( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ) ففي الدنيا ، تنكتم كثير من الأمور، ولا تظهر عيانًا للناس ، وأما في القيامة ، فيظهر بر الأبرار، وفجور الفجار، وتصير الأمور علانية اين هؤلاء القوم عن استشعار مُراقبة الله تعالى لهم في السِّرِّ والعلانية وأنَّه جل وعز لا يَخفى عليه شيءٌ مِمَّا يفعل الخلق لا في الأرض ولا في السماء قال تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ وقال الله تعالى: { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَاعَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم اين هؤلاء من استشعار شهادة الشهود من الأعضاء التي يمارس بها تلك المعاصي في الخلوات قال الله تعالى ( وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ ) أين حياء هؤلاء سواء من الله أو من الناس فعَنْ أبِي أُمامةَ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليْه وسلَّم وصَّى رجُلاً فقال له: استَحْيِ منَ الله استحْياءَكَ من رَجُلَيْنِ من صالِحِي عشيرتِك لا يُفارِقانِكَ وعن مُعاذٍ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليْهِ وسلَّم قال له: استَحْيِ منَ اللَّه كما تَسْتَحْيِي من رجُلٍ ذي هيبةٍ من أهْلِك أين هؤلاء من العقوبة المعجَّلة وردة الفعل المؤلمة من اسرته في اقتراف مايفعله فالجزاء من جنس العمل فقد يُبتلى الانسان في اسرته الذين يختفي عنهم بفعل القبيح من السيئات فقد تكون اسرته تمارس بالخفاء ماكان يخفيه عنهم فالجزاء من جنس العمل اما بعد : فإن اقوى علاج لمن ابتلاه الله في فعل المعاصي واقتراف الذنوب من الفواحش في الخلوات وبعيد عن الناس عليه أن يتخيل من يُجلهم ، ويحترمهم من الناس انهم ينظرون إليه وهو يفعل ذلك الذنب وعليه أن يتذكر الموت لو أنه جاءه وهو في حال فعل تلك المعصية وارتكاب الذنب فكيف يقابل ربه وهو في تلك الحال وقد حوت صفحات التأريخ نماذج من هؤلاء كما عليْه أن يستشْعِر عظمة الله وخشيته في السر والعلن وهَذا هُو مقامُ الإحْسانِ: أن تَعْبُدَ اللَّه كأنَّك تراهُ فإنْ لم تَكُنْ تراهُ فإنَّه يَراك فاستِحْضارُ العبد قُرْبِ الله سبحانه وتعالى كأنَّه يراه يُوجبُ الخَشيةَ والخوفَ والهَيْبَة والتَّعظيم ان فعل المعصية بالخفاء استهانة بقدرة الله وسعة علمه واحاطته فليحذر كل مسلم مخادعة الله بفعل المعاصي خفية أو جهارا فإن الله له مهين قال الله تعالى { وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ } فاأتقوا الله عباد الله ولاتنسوا الله فينساكم ولاتغتروا بإمهال الله وأحذروا من الخاتمة السيئة نعوذ بالله من خاتمة السوء وعليكم بالتوبة الصادقة العاجلة اللهم اقسم لنا من خشيتك ماتحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ماتهون به علينا مصائب الدنيا ولاتجعل اللهم مصيبتنا في ديننا ونعوذ بك اللهم أن نضل او نُضل أو نزل او نُزل او نظلم او نُظلم اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فإستغفروه وتوبوا اليه إنه هو الغفور التواب الرحيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد الشيخ /فهد عبدالرحمن السرداح
__________________
[flash=http://www.ksa9.net/upfiles/ebN85520.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
|
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|