|
|
|
12-10-2013, 12:42 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2011
البلد: بريدة
المشاركات: 126
|
فقراء حفاة حرّقت الرمال والصخور جلودهم لأداء فريضة الحج
الخليج - خاص - المشاعر المقدسة : مغامرة مثيرة خاضتها "صحيفة الخليج الإلكترونية، فبعد تغليظ العقوبات على المخالفين من حجاج الداخل التي تصل إلى الترحيل الفوري، وعدم دخول المملكة لمدة عشر سنوات، قررت "الخليج" أن تركب الصعاب، وتجتاز الهضاب والجبال لترصد بالكاميرا كيفية الهروب من الأكمنة الأمنية، والمنافذ المؤدية لمكة المكرمة، وهل تلك العقوبات قد منعت المتسللين أو مخالفي الأنظمة؟ كانت الإجابة ليست كما نظن، فجميعنا ينظر إلى المخالف على أنه مجرم يجب توقيفه، ولكننا كنا أمام مسألة إنسانية تعجز المهنية الإعلامية إلا أن تتعاطى معها بمنظورها الإنساني فقط. العشرات يتكبدون المشاق، يهبطون السهول، ويصعدون الجبال، يقضون الأيام والليالي في رحلتهم، فقراء حفاة حرّقت الرمال والصخور جلودهم، ومزقت ندوب الجبال أجسادهم، تسيل دماؤهم، ولم يكن هذا الأمر قاصراً على فئة الشباب، بل الشيوخ والطاعنين في العمر، والمزدحمة أجسامهم بالأمراض، إضافة لمصاعب الطريق ووعورتها. حاورت بعضهم " الخليج" فوجدت قلوباً تهفو إلى بيت الله متكبدين الصعاب مغامرين بحياتهم، وعندما سألناهم عن مخالفتهم ولماذا يعرضون أنفسهم لتلك الأخطار؟ كانت الإجابة من عيونهم الدامعة قبل ألسنتهم، إنهم لا يملكون تلك التكاليف من تصاريح وحملات مستغلة، وأن أجورهم اليومية أو الشهرية تذهب لأسرهم كل شهر دون ادخار، فقلنا إذاً ليس عليكم حج إذا كنتم لا تملكون تكلفته " من استطاع إليه سبيلاً"، فكانت إجاباتهم جميعاً كيف نكون في بلاد الحرمين ولا نحظى بتلك النعمة؟ فإذا كان المنطق يجرّم أفعالنا، فإن قلوبنا المتعطشة لأداء الفريضة الغالية هي التي تحكم تصرفاتنا. لم يكن الأمر قاصراً على جنسية بعينها بل جنسيات كثيرة تقوم بهذا العمل الشاق، لقد سقطت عنا المهنية، وتحكمت فينا إنسانية الموقف، ورسالة المسعى الجلل. ومن تلك المشاهدات في تلك الرحلة الشاقة، أننا وجدنا شباباً سعودياً يؤجرون سيارتهم بمبالغ تصل إلى اكثر من 2000 ريال للفرد الواحد، والوصول بهم أمام المنافذ، ومن ثم تركهم لمصيرهم خوفاً من مصادرة سياراتهم، وإذا وجهت إليهم اللوم، قالوا هذا هو موسم العمل، وتلك الأيام هي التي نعمل فيها لنعول أنفسنا وعائلاتنا طوال العام، فلا وظائف حكومية أو بالقطاع الخاص، فماذا نعمل؟ وجانب آخر تجد شباباً سعوديين نذروا انفسهم لإغاثة هؤلاء الحجاج البائسين ونقلهم مجاناً، بل وتقديم الماء والطعام لهم رغبة في الأجر، تلك الجوانب الإنسانية هزت مشاعرنا، ونحن على بعد سويعات من المشاعر المقدسة، فمازلنا في رحلتنا الجبلية يملؤنا وجع ما لقيناه من بشر قرروا ان يخوضوا تلك الرحلة طمعاً في رضوان الله ورحمته، بللت دموعهم لحاهم البيضاء، ولم ترفق بهم شمس الصحراء، جفت حلوقهم، وتشققت أمعاؤهم جوعاً ونصباً، مخالفين كل الأنظمة التي قد تمنعهم عن حلم حياتهم الأكبر. |
الإشارات المرجعية |
|
|