[د. صالح التويجري]

بسم الله الرحمن الرحيم
خاطرة
حول التشاؤم د صالح بن عبد العزيز التويجري 2/2/1435
لم التشاؤم برغم قنوات التواصل وسرعتها ومواقع الدراسات واساليب التحري والرصد والتنصت وهوس التنبؤات والمتاجرة بالمشاعر . لم تهدا البشرية ولن تهدا الا باليقين بان الله تعالى علام الغيوب وانه الغفور الرحيم والحكيم العليم وان مجال العمل ومساحة الاجتهاد ميدان مفتوح يحاصر الاوهام ويقضي على التخبطات في متهات الخيال والاحلام , فإن العرب والعجم مولعون بمحاولات معرفة المستقبل من احوالهم وما خفي من المكتوب المكتوم عنهم ويتوهمون ان الاصنام والجن والحدوس والارقام تحقق مناهم عبثا عملوا, وحين يكون القلق من المستقبل يعمد الكفار ومن قلدهم من ضعاف النفوس الى محاولات استكناه المجهول بطرق الخرافة التي تنطلي غالبا على من صده الهوى عن الهدى قال الله تعالى عن بلقيس ملكة سبأ ( وصدها ما كانت تعبد من دون الله انها كانت من قوم كافرين )ناهيك عن امة كافرة تبني مستقبلها وتضلل شعوبها على تخرص وتخمين سفرا او تجارة او نسبا,, حربا او سلما او تحكيما وتحاكما . كم هي مأساة تتيه فيها ظلما وجهلا وخرافة وماذا عن مصير شعوب واجيال حين تقاد بقانون غامض يتاجر به كاهن او ساحر اوسيا سي ماكر وتبني مواقفها من الآخرين على ضوء مخرجات ازلام يتقاسمها جبابرة الضلالة وحين يكون الهوس في اكتشاف المستقبل فلا قيد له الا ان يرتبط بالشريعة التي تشيد بالعمل والتوكل على الله واخذ الاسباب المشروعة والحيطة والحذر واعداد القوة واتاحة فرضة للعقل ان يعمل في محيط النص والواقع المتاح حتى يتحرر من الاوهام والطلاسم ويقضي على المتاجرة عبر بوابات الارجاف والتخويف بغائب لا يعلمه الا الله تعالى وحين تكون الامور عظيمة فقد جعل الله لها اشراطا وعلامات فها هي الساعة تسبقها الدابة والنار والدجال ونزول عيس عليه السلام ويأجوج ومأجوج وغيرها ارهاصا لا قطعا فهي بغتة وان جاءت اشراطها وعلى صعيد البشر مع البشر فكما غيبت الحقائق عن الناس ومورس عليهم التكتم وتضليل المعلومة التي تهمهم في امنهم وايمانهم وصحتهم واقتصادهم كلما حاصروها بشائعات تضع اكثر من احتمال ومسار للأحداث لذا فان مواجهة الناس بالحقيقة امن وامان وامانة واعذار ليهلك من هلك عن بينة و يحى من حي عن بينة