[الزنقب]

رحم الله والدتك واسكنها فسيح جناته ..


اسمح لي بالتعليق على القصيده


1 - يتضح ان الشاعر يطالب عينه بالبكاء ويلومها على التقصير في الدموع لان فجيعة

قلبه اقوى من مقدر دموعه .. وكأن الشاعر يرى انه لابد من الانسجام بين المشاعر

الداخليه والتعابيرات الجسديه ..



2 - استخدم الشاعر قافية الميم والتى تعبر عن الحزن .. ذالك ان الحزين يعبر عن حزنه

بالميم ومن ان البكاء الصامت ينتهي بحرف الميم (( امممم اممممم ))

وهو بكاء الكبار وبكاء شرعي ..

لان دمع العين مسموح به دون رفع الصوت بالنحيب


3 - يتضح الايمان بالاخره وأن ما عنده الله خير مما كانت فيه وهذه العقيده اقوى

مايكون في اطفاء الحزن وتهدئة اللوعه

بأعتقاد ان الحبيب مضى الى دار نعيم .. وانه سوف يجتمع به

مع من يحب في الاخره ..


4 - الشاعر يرى والدته عاشت حياة الضراء والسقم والمرض مع الرضى بالقدر

وأنها لم تكتمل في نعيمها الدنيوي وصحتها الجسديه ومشاعرها النفسيه

وهذا قلب المحب


حيث ان المحب يرى ان محبوبه لم تكتمل معيشتة وسعادته حتى ولو كانت الدنيا

كلها عنده .. وكأن خلف سطور الشاعر ان والدته لم تكتمل سعاداتها .. ولم تعيش

حياة الهناء والسعاده



5 - تأثير الطفوله في نفسيه الشاعر فهو يتذكر الرائحة والفم والوجه والجسد

ورائحة الوالده امتزجت في عظمه ولحمة ودمه ..

ولاشك ان للوالده اثر على ولدها في الحياة الحشويه وحياة الرضاعه

فهو عاش على لحمها ودمها وغذائها سنوات


6 - ذكر مرحلة الشباب مع الوالده في نفسيه الشاعر ذالك انه ذكر الامر بالخير وبالصلاه

وهذا يكون بعد البلوغ الى قريب من الزواج تقريبا ..


والقصيده ذكرت مراحل حياة الشاعر مع والدته في طفولته وشبابه وكهولته



7 - وذكر الاوراد والذهاب الى مكه هذا بعد ان استقل الشاعر ببيته واصبح يأتي

الى والدته وهي في مصلها تذكر الاوارد وطلبها الذهاب الى مكه

وهذه مرحله الكهوله والانفصال عن الوالده ببيت مستقل


فأنت ترى ان الشاعر ذكر حياة الطفوله التى تتميز بالرائحه

وحياة الشباب التى تتميز بالامر بالصلاه

وحياة الكهوله التى تتميز برؤية الوالده في مصلها وطلبها الذهاب الى مكه

وكأن شريط حياة الشاعر مع والدته اختصره في هذه القصيده


8 - الاستعاره التى جمعت بين الاصاله والمعاصرة في قوله (( كنشر الخزمي

في روضة ملهم ))


فمن المعروف ان الشعراء استخدموا رائحة الخزامي في الكلام الطيب

والشاعر اضاف اليها روضة ملهم وهي روضة معاصره معروفه شرق

القصيم ..


9 - ولعل جوهر الحياة النفسيه لوالدة الشاعر يمثله هذين البيتين


إذا حَدَّثَتْنَا كانَ طِيبُ حَدِيثِها
كنَشْرِ الخزامى وسْطَ روضَةِ مَلهَمِ


تَسُرُّ حَوَالِيها وتُبدِي بَشَاشَةً
وتَبرقُ عيناها بِحُسْنِ التَّبَسُّمِ



فبعد ان ذكر الشاعر وجه والدته وائحتها وجسدها وهو الشكل الخارجي


ذكر في هذين البيتين سماتها النفسيه

وهي طيب الكلام وادخال السرور على الاخرين وحسن التبسم ومعرفة

ما في داخلها من خلال عيونها

مع ان الشاعر ذكر في السابق الرضى بالقدر والديانه المتينه للام الحنون


في اخر القصيده يذكر الشاعر موقفه من والدته وبيتها وكونها سكنت

دمه وعينه وصار بيتها كمحل للاشباح


والقصيده عموما توضح تفاعل الشاعر مع والدته في سنوات عمره

وبيان مقدر حبه وحزنه على والدته


اسأل الله ان يغفر لوالدتك ويسكنها فسيح جناته