|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
![]() |
#1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
|
42- اذا غضبت فلا تتكلم .. واذا ظننت فلا تتحقق الاصل في الحكم على الناس أن يكون حكم موضوعي يقيني وضد ذالك احد امرين الاول ان يكون الحكم انفعالي او عاطفي كالغضب الثاني ان يكون شكي او ظني كالوهم والشك هذه الحكمه تحذر الانسان العاقل من الانسياق الى الغضب لان الغضب اعمي ومتوحش وحذره من ان ينساق وراء الظنون والاهاوم التى لا برهان يقني لها واذا ظن فلا يبحث عن ادله تسند وتدعم وهمه وظنونه الكاذبه ومن المعلوم ان النفس اذا توجهت لشي جمعت كل الادله عليه وبررت وجوده وأصبحت تنظر اليه في كل ما حولها واذا غضبت رأت كل قبيح وبحثت عن النقص والعيب وفتشت بالمناقيش عن الزلال والخطاء .. وبناء على قاعده بحث النفس عما يدعم اتجاهاتها فإن الوهم يبحث عما يبرره .. والغضب يبحث عما يبرره فلا يعجز الواهم الذي يحكم على نفسه وغيره بالظنون ان يلقى مزيدا من الاشارات والادله الظنيه التى تحمل الامر ما لا يحتمل وكثير من الناس اذا توهم شي بداء يراه في كل ما حوله من الاشياء بل بعضهم يراه في الاحلام وربما في كلام الناس وتلميحاتهم وربما فسر بعض مصادفات القدر بما يبرر وهمه ويعززه وهذه الفكره توضح كيف ان المشركين من عباد القبور والاضرحه والاصنام يتعلقون بشي يتوهمون أنه ينفع ويضر من دون الله رغم انه ليس لها من النفع والضر شي .. والجواب بلا شك هو ان وهم وظن وجد له ما يبرره من الواقع لان النفس اذا اتجهت الى شي بدأت تنظر اليه في كل ما حولها فالخلاصه عند الغضب لا تتكلم .. لان الكلام في حال الغضب كلام جنوني وغير منطقي وعاقل وعند الظنون لا تبحث عما يبررها ويسندها الا اذا كان يقين لان اليقين لا يرفعه الا يقين مثله .. |
![]() |
![]() |
#2 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
|
44 - من اكثر من شي عرف به الناس يحكمون عليك من خلال الاشهر والاكثر والاظهر من اعمالك فالاشهر هو ما نقله الناس عنك والاكثر هو ما غلب على افعالك والاظهر هو ما ظهر من اعمالك والمشكله انك قد تكثر من شي في وقت من الاوقات .. وقد تشتهر بشي رغم انه ضعيف فيك او ليس بقوى .. وقد يظهر منك اشياء وتخفي اشياء وما يخفي يختلف او يناقض ما يظهر ولذا كانت احكام الناس عند العقلاء لا تدل على اليقين وانما تدل على الظن لان الاشهر والاكثر والاظهر ليس هو كل سلوكك وليس كل شخصيتك فعندك سلوكيات غير مشهوره ولا تكثر منها وغير معروفه وهي ركن اساسي في شخصيتك ولنا ان نقول ان للانسان شخصيه اجتماعيه ظاهره وله شخصيه خاصه يعرفها هو والمحيطين به وله شخصيه حقيقه قد يعرفها وقد لا يعرفها فالشخصيه الاجتماعيه هي ما يعرفه الناس عنك والشخصيه الخاصه هي ما تعرفه عن نفسك والشخصيه الحقيقه هي صفاتك الموجوده فيك ولو كنت لا تعرفها او لا يعرفها الناس لماذا نفترض وجود شخصيه حقيقه قد تخفى على الناس وقد تخفي على صاحبها ؟؟ لان طبع الانسان انه يعمي عن رؤيه نفسها او لا يرى ما فيها من نقاط ضعف ونقاط قوه واقل القليل من الناس من يعرف نفسه واذا كانت النفس خفيه حتى على صاحبها فكيف يعرفها الناس وهي شي باطن ومن المعروف انحياز الناس لعواطفهم وانفعالتهم وقليل من الناس من يكون له بصيره بغيره ويكون حكمه موضوعي ولذا فالواجب ان لا تحكم على نفسك ولا على الاخرين من خلال ما ينقل عنهم او ما يشتهرون به او ما يعرفون به .. لان هذا حكم انطباعي ظني غير يقيني مبني على انحياز وقلة بصيره بالنفس وعيوبها ونذكر هنا ان الغزالي اعتزل ما يقارب الخمس سنوات لكي يكتشف نفسه ويقول كلاما معناه انني رأيت لها تعلقات بالناس ولها صفات ما كنت اتوقعها من نفسي رغم انني شيخ وعالم بالفقه والحديث فالبصيره هي الموضوعيه وهو ان ترى نفسك كما هي بدون تضليل اجتماعي مادح او قادح او تضليل نفسي مادح او قادح وهذا يحتاج الى خلوه ومصارحه وبصيره ومراقبه للذات وخواطرها وتصرفاتها وانفعالتها ومخاوفها ووقت طويل حتى تنكشف النفس كما هي بدون مكياج اجتماعي مضلل |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|