بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » اخطار محيطه مصيبه ومخطئه .. ولطف عظيم عميم

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 04-01-2015, 03:08 PM   #1
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
اخطار محيطه مصيبه ومخطئه .. ولطف عظيم عميم

اخطار محيطه مصيبه ومخطئه .. ولطف عظيم عميم


1 – استهلال


خلق الله الحياة وهي مليئة بالثنائيات التى لا تنتهي ثنائيه الحق والباطل والخير والشر والربح والخساره والفناء والبقاء والضحك والبكاء والفرح والحزن والخوف والامن والعز والذل والفقر والغني ..
وهذه الثنائيات تمر بها المجتمعات والشعوب ويذوقها الافراد في خاصة انفسهم وتقلبت حياتهم .. فكم من ذليل عز .. وفقير أغتني .. ووضيع عز وبز .. ومن الحكم المأثورة لا تحتقر ذليل فربما عز وبز واجبرك الدهر على الركوع له ..
وأخبر ربنا أنه يداول الايام بين الناس .. وأنه يبتلى الناس بالخير والشر فتنه
وقال المفسرون أن الخير والشر العز والذل والفقر والغني والمرض والصحه .



2 – تعريف



الخطر هو الشر الضار في النفس والجسد والمال والاهل .. والمحيط هو الذي يدور حول الانسان من كل جهاته .. أي يجده من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله .. فاذا التفت وجد الخطر في كل مكان .. وهذه الاخطار تارة تبتعد عنك وتارة تقرب منك وتوشك أن تصيبك وتارة تمر من حولك .. وتارة تصبيك أصابة خفيفه وتارة تصيب اصابة عميقه ..


فأنت تعيش في وسط الخطر . ويصاحبك اللطف ويدور معك وبقدر قوة اللطف يدفع عنك البلاء ويرفع ..
واللطف هو الوقايه والحفظ والكلاءه ويجمعه الدعاء اللهم احفظنا بحفظك التام واكلأنا بعينك التى لا تنام .. أي هو الحفظ من الشرور والاعانه على مهمات الامور ..


ويكون اللطف قبل البلاء وفي اثناء وبعده ..

قبله بالوقايه والحفظ .. وبعده بالتخفيف والالهام للمخارج وايجاد الحلول ..
وبعده بحسن الخروج من البلاء والهام الشكر ورؤية قدرة الرب وعزته ورحمته في افعاله ..

وقولنا لطف عميم أي يعم كل الناس وكل انحاء حياتك .. فأنت في الطافه من المهد الى اللحد وهو يكلك ويرعاك ويستر عليك ويلطف بك ..


وقولنا لطف عظيم .. أي عظيم الحجم كثير لا يحاط به .. فهو عطاء دون مقابل بل عطاء فضل ورحمه للعباد مع أنهم مستحقون للعقوبه لانهم مقيمون على معصيته ..



3 – تشبيه


والخطر موجود نفس الجسد وربما خلقه الجسد بأمر الله كالسرطان الذي هو عبارة عن شذوذ خليه وأنقسامها وخروجها عن خدمة الجسد وتعيش لوحدها وربما كانت اكله فتغزو الخلاياء السليمه وتضمها اليها حتى تهلك الجسد كله .. وربما كانت مسالمه فتتكور وتعيش في نطاقها الخاص ..

وكالذئبة الحمراء التى يهاجم فيها الجسد الجسد لسوء ادارك وانقلاب الصديق الى عدو حيث يهاجم جهاز المناعه الخلايا السلميه

وكالفيروسات التى تتخلق من الجسد وتتغذي عليه وتتكاثر بسببه ..


وموجود في النفس حيث أنها مزجت بالحزن والخوف بسبب ايقانها بالفناء وشقائها بالخروج من دار النعيم في الجنه وكون حياتها ملئيه بالصعاب والشدائد وكونها بين نعمة مفقوده ونعمة مسلوبه ونعمة موجوده تخاف عليها


فالنعم المفقوده هي التى تتمنها النفس ولم تحصلها وهذا يوقعها في الحسرات
والنعم المسلوبه هي التى ذاقتها النفس وسلبت منها فهي تعيش تتحسر عليها
والنعم الموجوده وتخاف عليها هي النعم التى ترى أن غيرها اصيب بها فيوقعها في الهم والقلق ..
وموجود في العالم الخارجي .. فكل ما تراه بعينك من بشر وحجر ومدر ونبات وجماد وكل مالا تراه من شياطين وفيروسات هي من جنود الله التى لا تعد ولا تحصى ..


وانت مع جنود الله اما أن يكفوا عنك او يسلطوا عليك أو يسخرو لك ..
فالناس اما ان يكفهم الله عنك .. او يسلطوا عليك .. او يسخرو لك .. حتى الاطفال الرضع والكبار والضعاف والاقوياء ..


والقرن نبه الى هذا ( وهو الذي كف ايديهم عنكم ) ( ولو شاء الله لسلطهم عليكم ) (سخرنا له الريح ) ( وسخر لكم مافي الارض )


قال الوعاظ ..

ان الله سلط الماء على فرعون وسلطه على ابن نوح كنعان .. وسخره لموسى
وسخره للرسول عليه السلام في بدر ( وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان )

وقال بعض المفسرين


في قوله ( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم .. ) الايه
من فوقكم بالامرء يسلطهم عليكم
ومن تحت ارجلكم بالخدم يسلطهم عليكم
واللبس شيعا يفرق بيوتكم وقلوبكم حتى مع اقرب الناس اليكم
ويذيق بعضكم بأس بعض .. بكثرة الفتن والحروب والتطاحن والتحاسد والبغي




4 – تقسيم


واذا نظرنا الى ثلاثية الخطر والابتلاء وجدناها لا تخرج عن ما يلي


الاول من يغلب عليه أللطف


فهو يعيش في الخطر ويدور حوله الخطر ولا يصاب به .. وهولاء ممن من الله عليهم بالكفايه والرعايه .. فهم يجسون بسيارتهم في الفيافي والقفار ويعاشرون الحسده واهل الحقد والغضب والمكارين .. ويخاطرون في اموالهم بأشياء غير محسوبه .. ومع ذالك يقيهم الله بلطفه ويظلهم برعايته ..


الثاني من يغلب عليه القهر لا يعيش في الخطر ويصاب به


وهولاء يحذرون من الاخطار في علاقاتهم واجسادهم واموالهم .. ولا يقربون منها ولكنها تصيبهم على حين غره وفي وقت غفله .. فيعتبون على القدر ويلومون انفسهم على ترك التحوط .. وحكمة الرب تريهم ان الفاعل الوحيد في هذا الكون هو الرب تعالي .. وأن الخطر قدر محتوم وسر مكتوم كتبه الله على عباده .. فهذا يمرض وذالك يفتقر وهذا يسلط عليه حاسد او ساحر ..



الثالث من يزواج الله له بين القهر واللطف


ونقصد بالقهر قدرة الرب وجلاله في التصرف التام بعباده كما يشاء . ونقصد باللطف رحمة الرب واحسانه ولطفه بعبده .. وهولاء يصابون ويصيبون .. ويخرجون تارة ولا يخرجون اخرى .. ويسلمون في جهه ولا يسلمون من جهة اخرى .. فالرب سبحانه يزواج لهم في اقدراه بين اللطافه في احيان .. وقهره في احيان كثيره ..



الرابع من يعيش السكون في معظم حياته


وهولاء حياتهم راكده جامده .. لا يعيشون الخطر ولا يحسون به .. ولا يشاهدون اللطف ولا يستمتعون به .. فحياتهم اشبة بالمياة الراكده .. يتساوي عندهم الليل والنهار وتتشابة الايام ولا يكاد يصابون بخطر مقلق ولا لطف مفرح




5 – الاثر


من اثارة تزواج اللطف والقهر في حياة الانسان .. يتبلور مزاجه فتارة خائف وتارة امن وتارة محطم وتارة فرح .. فاذا غلب عليه اللطف جحد وكند ونسب الخير الى نفسه .. واذا غلب عليه القهر تشائم واساء الظن ونسب الشر الى ربه فهو الجزوع الهلوع الذي اخبر الله عنه بقوله ( إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه ألخير منوعا ) والهلوع الذي لا يعامل القهر بالصبر والذل للرب وانتظار الفرج .. ولا يعامل اللطف بالشكر والحياء وأنتظار المزيد من الرب ..



6 – تفريق



الفرق بين اللطف والفرج ..

اللطف اعم من الفرج .. اذ الفرج جزء من اللطف واللطف هو عدم الاصابة بالبلاء والوقاية منه وتخفيفه والاعانه على الخروج منه .. والفرج هو الخروج من البلاء



الفرق بين اللطف والدعاء




اللطف هو فعل الرب بالعبد .. والدعاء هو فعل العبد .. إذ بالدعاء يتوجه العبد للرب ويذل له .. واللطف هو النتيجه .. وقد يأتي اللطف بدعاء او صدقه او او احسان او محض فضل من الرب

الفرق بين اللطف واليسر


اليسر هو تخفيف الصعب وحسن المخرج من البلاء .. واللطف اعم فهو قبل البلاء وبعده وفي اثنائه .. فاليس


7 – اعتراض

أن قيل أننا لا نرى اللطف في معظم حياتنا ؟؟



قلنا سبب عدم رؤية اللطف هو الغفله ونسب الاشياء الى الاسباب الظاهره وعدم رؤية السبب الحقيقي المحرك لهذا الكون وهو الرب سبحانه .. إذ أن مبداء الخضوع لله هو رؤيته في الاشياء من حولك .. فترى قدرته في تصريف الليل والنهار .. وترى قهره في التسلط .. وترى رحمته في التسخير ..
فكل ما حولك من الاشياء يحركها الله .. وهي رسالة من الله لك .. حتى احلامك في منامك وهواجسك في باطنك .. اذ ان الالهام ونقض العزائم والهمم من فعل الرب تبارك اسمه ..



لماذا حصرت الاشياء بالخطر واللطف والامر اوسع من ذالك ؟؟

قلنا لان حياة الانسان مبنيه على ثنائيه الخير والشر ( ونبلوكم بالشر والخير فتنه ) واصل وجود الانسان في الحياة لاجل الابتلاء والاختبار ..
ولا ابتلاء واختبار بدون مفرحات ومبكيات .. ومقلقات ومسكنات .


ثم أن هناك صراع بين عوامل الفناء والبقاء في ذات الانسان .. وفي الاشياء من حوله .. ولا ننسى أن نفوس الناس متبانيه وأن النفس السبعيه المعتديه والملائكيه المحبه للرفعه والحيوانيه الراتعه في الشهوات غالبه على الجنس البشري الا من زكي نفسه بالدين والفضيلة ..


8 – تذييل


حياتك كلها بين خطر واقع وخطر متوقع وخطر يحوم حولك .. وأنت بين لطف واقع تراه ولطف غير واقع لا تراه .. فكم دفع الله من شرور كادت ان تودي بحياتك .. ولكنه لطيف بعباده ..
فأكثر من قول ( اللهم الطف بنا وبالمؤمنين والمؤمنات في قضاءك وقدرك )
الزنقب غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:41 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)