|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
Guest
تاريخ التسجيل: Nov 2011
البلد: بالقصيم
المشاركات: 210
|
الخائضون - بغير علمٍ - في مصير الأمة !
بسم الله الرحمن الرحيم
(( 1 )) قال الإمام الزهري رحمه الله تعالى : «مِنْ الله الرسالة ، وعلى الرَّسولِ صلى الله عليه وسلَّم البلاغ ، وعلينا التسليم» . وهذه كلمةٌ بليغة عظيمة؛ ففيها بيان لميزان الحق، وأنَّ الحقَّ هو ما أحقَّه العزيز الحكيم، وأنَّ كلَّ ما خالف ذلك فهو باطل ! ومنه نستفيد أنَّ هذا الدينَ القويمَ هو من شرع الله عزَّ وجل، وأنَّه سبحانه هو الأعلم بما يُصلحه. وعلى هذا فلا يجوز ولا يصح لنا أن نسلك طريقة مخالفة للشرع، ثم نزعم أننا نريد بها إصلاحا لهذا الدين ! فالرؤى الاستراتيجية، والأفكار الدعويَّة، والأصوات الحماسيّة، والدعوات الإلغائيَّة، أو التجميعيَّة، أو الثوريَّة.. وكلّ كلمةٍ تُكْتَب - أو تُقَال - بقلمِ - أو على لسانِ – داعيةٍ، أو مفكرٍ، أو صحفيٍّ .. ويُزْعَم أنّها في سبيل مصلحة المسلمين في دينهم، أو أمنهم .. فليست من الإصلاح في شيء ما لم توافق الشرع القويم، وهي مردودة على صاحبها كائنا من كان ! فالله عزَّ وجلَّ أعلمُ بدينه، وبما يصلِحُه . وقد شرح لنا رسولُنا الكريم صلى الله عليه وسلم معالِمَ هذا الدِّين، وبيَّنه وأظهره. وصحبُه رضوانُ الله عليهم هم حملةُ هذا العلم، وهم أعلم به ممن بعدهم، وتابعُوهم أعلمُ ممن بعدهم، ومن فهم هذا الدين كما فهمه سلفُنا الكريم، وسار على طريقتهم فهو أعلم الناس، وأقربهم إلى الحق ! ومن تنكَّبَ ذلك الطريقَ في فهمِه أو عملِه فقد سار على غير الهدى، وإن ادَّعى لنفسه ما ادَّعى ! ما ذكرتُه هو من بدهيِّ القول ! وأقولُه وأكرِّره تذكيراً لي، ولكم، ولأقوام لفحتهم نيرانُ الفتن، فانطلقت ألسنتهم وأقلامهم ترسم لأمة الإسلام الطريق للخروج من مآزقها المختلفة، والخلاص من مآسيها المتنوعة، وكل ذلك من غير علم ولا هدى ولا اعتماد على مصدر للحق أصيل، بل تخرصٌّ، وثرثرة، وتنفيس لما في النفس المريضة من هموم وأغراض ! والخائضون – بغير علم – في مصير الأمة أصناف؛ فمنهم الغيور الجاهل، ومنهم المتعالم المغرض .. فالأول : رأى تقلُّبَ الأحوال، وكثرة الأقوال .. فطاش فهمه، ونفد صبره، فأطلق للسانه العنان، وأصبح مع القوم الخائضين ! والثاني : رأى في تلك الحال منفذا لإشباع غروره، أو تكثير حزبه، أو إيذاء خصمه .. ! |
![]() |
![]() |
#2 |
Guest
تاريخ التسجيل: Nov 2011
البلد: بالقصيم
المشاركات: 210
|
(( 2 ))
وقد أخرجتْ الأحداثُ الأخيرة بعضَ خبايا النفوس، من رأيٍ فاسد في قلب قليل الجرأة، أو حقدٍ دفين في صدر لئيم .. ! فللبعض رأيٌ سقيم في علماءِ الدين، انفلت به لسانُه في لحظة جيشانٍ عاطفي. ولمن هم أشبه بالمنافقين أهواء وأمنيات باحوا ببعضٍ منها لما رأوا أن الفرصة قد سنحت. ولذا فإننا نلاحظ مواقفَ مختلفة للناس – لاختلاف أهوائهم - تجاه أحداث التفجير الأخيرة في أرضِ الحرمين الشريفين – حرسها الله من كيد الكائدين - فلكل قوم تفسير خاصٌّ للأسباب، ورأي في العلاج. ومن الأطروحات المخالفة في تشخيص المرض، وعلاجه ما يلي : 1- رأي يقول: إنَّ من أسباب ما حدث من إرهاب هو أن العلماء يعيشون في أبراج عاجيَّة، والعلاج هو : أن ينزلوا من تلك الأبراج ..! وهذه الدعوى قال بها أحد المذيعين في برنامجٍ عن (الإرهاب)، وليس عجيبا أن تصدر تلك الدعوى عن مثله؛ لجهله الظاهر، وبعده عن مجالس أهل العلم. لكن العجيب أن تصدر مثل تلك القالة عمن ينتسب للعلم والدعوة ! فوا أسفا على العلم والدعوة !! وردي على من ينعي على العلماء بعدهم عن الشباب، أو تقصيرهم في علاج التطرف، وغفلتهم عن قضايا الأمة المصيرية : «البينة على المدعي، واليمين على من أنكر». فهذه مجالس العلماء مسجلة على الأشرطة ومدونة في الكتب، شرحوا فيها الإسلام، وبينوا سبيل المؤمنين، ومنهج الاعتدال في الدين، وحذّروا من التطرّف وأشكاله، ووضّحوا العلاج الصحيح للغلو والإرهاب والانحرافات بأنواعها، وأخرجوا – في ذلك - الفتاوى والبيانات، وألقوا الدروس والمحاضرات، وتنقلوا بين القرى والمحافظات، وفتحوا مجالسهم للسائلين، وتحملوا أذى الناس، ومخاصمات الشباب، وكتبوا الكتبَ والرسائل والمقالات، وشجعوا القادرين على تأليفها وقرضوا لهم .. ومع كلِّ ما بذلوه ودعوا إليه يقال عنهم وبكل صفاقة وجه : «يعشون في أبراج عاجيَّة» .. «انغمسوا في جزئيات أخذت عليهم حياتَهم، وتركوا قضايا الأمة الكبرى» .. «علماء حيض ونفاس» .. إلى آخر الأحكام الجائرة .. والمتأمل في تلك الأحكام يعرف دوافعها؛ فمنهج العلماء الربانيين في علاج قضايا العصر قائم على ما شرعه الله عزَّ وجل، أما المخالفون فلهم أراء أخرى مبنية على (الجهل المركب)، والأهواء الشخصية أو الحزبيَّة، ولذا؛ فالعلماء لم يعملوا شيئا – في نظر المخالفين -؛ لأنَّ أقوال العلماء خالفت أراء المخالفين . وقد سُئِل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله – عمَّن يقع في أعراض العلماء فقال: «لا يقع في أعراض العلماء المستقيمين على الحق إلا أحد ثلاثة: إما منافق معلوم النفاق، وإما فاسق يبغض العلماء؛ لأنهم يمنهونه من الفسق، وإما حزبي ضال يبغض العلماء؛ لأنهم لا يوافقونه على حزبيَّته وأفكاره المنحرفة». [حوار مع عالم، جمع وترتيب: عمر العمر: صفحة: 44، حاشية رقم: (1)]. 2- وآخر: من الأسباب (أحادية الرأي، ونبذ الآخر)، والعلاج : أن نفسح المجال للتعدّدية، ونحاور الآخر من دون أن ننابذه أو نقمعه. قلتُ: القائلون بهذا القول درجات، فمنهم من يعني بالآخر : (كفار أمريكا وغير أمريكا)! ومنهم من يقصد أصحاب (الفكر التنويري)، أو أهل البدع والضلالات. وفي جريدة القبس الكويتية، ردَّ الدكتور حمد بن إبراهيم العثمان – وفقه الله – على تلك الدعوى، فكان مما قال : «توصيف الخلل هو بداية الحل، وإلا فإن الجهود كلها ستفرغ من حقيقتها. والتوصيف الذي تذكره مؤسسات الدولة الدينية هو أن الخلل في التزام رأي واحد، والبعض يلقي المسؤولية على أهل السنة أو السلفيين، إما تصريحا أو تعريضا. كما أن التوصيف الخاطئ استتبعه علاج خاطئ، وذلك من خلال توظيف مؤسسات الدولة الدينية لنشر الفكر الخرافي ودعوة رموز هذا الفكر إلى البلاد. علماء أهل السنة في الجزيرة وهم سلفيون اعتقادا ومنهجا، ما كانوا يوما ما دعاة تطرف، فالعلامة عبد العزيز بن باز في المملكة وهو إمام المسلمين، وعلامة الكويت محمد بن سليمان الجراح، نموذجان للمنهج السلفي، والإسلام الفطري، وهما من دعاة القول الواحد فيما لا يحتمله إلا قول واحد. فمسائل العقيدة والإيمان بأصول الدين للأمور الخبرية الثابتة كأسماء الله وصفاته والإيمان بالملائكة وغيرها من مسائل الدين، لا يمكننا أن نقول فيها بأكثر من قول، فالملائكة مثلا خلقها الله من نور، فلا يمكن أن نقول إن الله خلقها من طين، أو نقول إن التعدد في هذه المسألة جائز. وأهل السنة فيما يجوز فيه التعدد والتوسعة يقولون بذلك ولا يضيقون، فمن جهر بالبسملة ومن أسر، فالأمر واسع، وكذلك رفع اليدين في تكبيرات الجنازة بعد التكبيرة الأولى، فمن رفع فلا حرج عليه، ومن لم يرفع فلا حرج أيضا، دعاة التعدد استصحبوا هذا الأصل حتى في أخطر المسائل التي لا تحتمل التعدد ..» ثم قال : «وقبل أن اختم مقالي لعلي أصحح العبارة المشهورة لدى العامة «الخلاف لا يفسد للود قضية»، فهذا بعيد إعماله في كل خلاف، فكيف أود من يكفرني ويستبيح دمي ومالي وعرضي؟ والصواب أن يقال كما قال ابن السيد البطليوسي «إن اختلاف الناس في الحق، لا يوجب اختلاف الحق في نفسه». والله أعلم» اهـ. |
![]() |
![]() |
#3 |
Guest
تاريخ التسجيل: Nov 2011
البلد: بالقصيم
المشاركات: 210
|
(( 3 ))
3- وآخر: من الأسباب (المناهج الدراسيَّة)؛ ففي مناهجنا ما يدعو إلى الإرهاب !. وقد ردَّ على تلك الفرية فضيلة الشيخ: صالح بن فوزان الفوزان في عدد من المقالات الصحفيَّة. ومن ذلك قوله حفظه الله: «.. فعلينا أن نتمسّك بهذه المناهج القيمة ونواصل السير عليها لتوالي عطائها وخيرها. ولا نلتفت لمن ينادي بتغييرها أو إضعافها. لأن هذا إضعاف أو إزالة للأساس الذي قامت عليه الدولة. وهذا ما يريده المغرضون – كفانا الله شرَّهم وردَّ كيدهم في نحورهم – إنَّ هذه المناهج تعلِّم الوسطيَّة والاعتدال وتحارب الغلو والتطرف. لأنها مبنيَّة على الكتاب والسنة ومنهج السلف الذي يحارب منهج الخوارج والبغاة الغلاة. ويحارب منهج المنحلّين وأصحاب الأهواء والشهوات الذين قال الله فيهم: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً} [النساء:27]. ويحارب منهج أهل الأهواء والبدع والانحرافات الذين قال الله فيهم: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنّ} [المؤمنون:71]. علينا أن نحذر هؤلاء وهؤلاء» [مجلة الدعوة، العدد: 1949، 13 جمادى الأولى 1425هـ]. وكتب الشيخ: عبد العزيز بن فيصل الراجحي وفقه الله مقالةً مفيدة بعنوان (وقفات مع اعترافات أصحاب التفجيرات) قال فيها: «يجب على ولاة أمرنا وعلمائنا وكلّ مسؤول بما في يده ويستطيعه: بيانُ الحق في هذه المسائل، ونشرُ العلم الذي به يُرْفـَعُ الجهل، وعقد الدّروس والمحاضرات، وتأليف المؤلفات في ذلك، واستثمار وسائل الإعلام كافة في نشر ذلك. كما أَنَّ هذا الأمر، يدلنا على فساد رأي مَنْ يَرَى وجوب حذف مسائل الإيمان والتكفير ونواقض الإسلام مِن مناهجنا الدراسية ! وأنـّها - بزعمه- تسبّبتْ في هذه الانحرافات الفكرية. والصّوابُ: أَنّ مناهجنا - مع ما فيها من خير - بحاجّةٍ ماسّةٍ إلى تكثيف هذه المواضيع، لا إلى حذفها. وبحاجةٍ إلى تحصين شبابنا وناشئتنا أن يُسْتغلَّ ضعفهم وجهلهم في هذه الأبواب، فيـُدْخـَل عليهم منه، وقد حدث هذا واستغله المبطلون كما سبق. ولو قدر: أَنَّ هذه الأبواب والمسائل غير موجودة في مناهجنا: لكان مِن الدّين والحكمة والعقل إضافتـُها لا حذفـُها ! وحذفُ هذهِ الأبواب: سيكون له تبعاتٌ سيئة ٌ كثيرةٌ، وسيكونُ بابًا كبيرًا لشرٍّ كثير، ومتى كان الدّاء دواءً ! والمرضُ شفاءً ! وهذا بعينه ما يريدُه أصحابُ الأفكار الهدّامة: أَنْ تخلو مناهجُنا مِمّا يُقاومُ فكرَهم المنحرف، ويُبْقي لهم الميدانَ خاليا دون عِلـْمٍ صحيح، ورأي رشيد. فيقرّرون ما يريدون، ويضعون ما يشاؤون ويحبون ! وقد ذكر المعترفون في اعترافاتهم المذكورة: أَنّ دعاة الضّلالة الذين أضلـّوهم، استغلوا جهلهم، فأدخلوا عليهم أمورًا فاسدة باسم الدّين والشّرع. وخافوا على أولئك الشباب أَنْ يُبْصروا الحقَّ، لو جلسوا إلى أحد المشايخ والعلماء: فحذّروهم مِنهم ! فهل تساعدُ الجهاتُ التعليمية في بلادنا - حفظها الله - دعاة الضّلالة أولئك، فتحذف تلك الأمور مِن مناهجنا، لتخلو السّاحة للمنحرفين، ويَعُمّ الجهلُ في تلك المسائل مِن الدّين؟! أخشى أَنْ يكون ذلك. فإن كان: فسيستغلـّه المنحرفون، ورؤوس الضّلال، بنشوء جيل لم يدرس تلك الأبواب، ولم يعرف ضوابط تلك الأحكام بكلام أهل العلم الربانيين العدول، فيدخلون على الناشئة ما شاءوا. لهذا فإني أُكرّر نصحي ودعوتي إلى المسؤولين في وزارة التربية والتعليم كافة، أَنْ يكثفوا تدريس هذه الأبواب بكلام أهل العلم الربانيين، وأَنْ يردّوا إلى كتب التّوحيد ما حذفوه منها، فبالعلم يُرْفـَعُ الجهل، وبالحق يظهر الباطل، ولا يُرْفـَعُ الجهل بالجهل، ولا يتضح الباطل بالباطل ». [جريدة الرياض يوم الجمعة الماضي 24/11/1424هـ]. قال فضيلة الشيخ المحدّث: عبد المحسن بن حمد العبَّاد – حفظه الله - : « إنَّ بعضَ مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – من جملة المقررات الدراسيَّة في المملكة العربيَّة السعودية من زمنٍ طويل، وكنتُ مِمَّن درس «الأصول الثلاثة» و«كشف الشبهات» و«آداب المشي إلى الصلاة» في المرحلة الابتدائية فيما بين عام (1368-1371هـ)، ثم كتاب التوحيد بعد المرحلة الابتدائيَّة، وكان للتعليم قبل إنشاء وزارة المعارف مديريَّة عامة، مقرَّها مكة المكرمة، وكان مديرها العام الشيخ العلامة محمد بن عبد العزيز المانع رحمه الله، وهو من أهل العلم والفضل، وقد وُضعت مناهج التعليم في ذلك الوقت، ولَمَّا أُنشِئتْ وزارة المعارف بعد وفاة الملك عبد العزيز – رحمه الله – في عهد الملك سعود رحمه الله، كان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز – حفظه الله – أول وزير للمعارف، فأقرَّ مناهج التعليم، ثمَّ تعاقَبَ على الوزارة بعده أربعة وزراء والمناهج التعليميَّة على ما هي عليه لم يُوجَّه إليها تهمة في هذه العهود المتتابعة، وقبل سنتين تقريباً، وبمناسبة الحملة الحاقدة على هذه البلاد المباركة من أعداء الإسلام، اتَّهم بعضُ الذين يميلون إليهم مناهجَ التعليم بأنَّها سبب التطرف والتكفير، وما تبع ذلك من تدمير وتفجير، وهذه المناهج بريئة من هذه التهم، ومتَّهِمُها هو المتَّهم، ثم لماذا تأخَّر هذا الاتهام إلى هذا الوقت، ولم تُتَّهم في عهد الملك عبد العزيز والعهود بعده؟! ومن المعلوم أنَّ الكثيرين من العلماء والأمراء والوزراء وغيرهم قد درسوا هذه المناهج ولم يحصل لهم منها إلا الخير والسلامة. هذا، وإن تنازلنا عن شيءٍ من أصولنا تحقيقاً لرغبة أعدائنا من الكفار والمنافقين بتغيير المناهج وإخلائها من عقيدة الولاء والبراء يسخط ربَّنا ولا يُرضي أعداءَنا، كما قال الله عنهم: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء: 89]، وقال: {وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} [الممتحنة: 2]، وقال: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} [البقرة:120]، وفي صحيح ابن حبان عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « مَن التمس رضا الله بسخط الناس رضيَ اللهُ عنه وأرضى عنه الناس، ومَن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس». اهـ. [منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التأليف: 44 – 46]. 4- وآخر يقول: (المرجع الديني في المملكة)، وبعبارة أخرى : (الفكر السلفي) أو (الوهابي)؛ فالفكر الوهابي الذي تتبناه المراجع الدينية في السعودية، هو في الحقيقة يمثل منبعا من منابع (الإرهاب) !. قلتُ : وهذا القول ليس ببعيد عن سابقه ! وقد ردَّ على هذه الفرية الشيخُ: د. عبد السلام بن برجس العبد الكريم – رحمه الله – حيث كتب مقالة بعنوان : «الشيخ محمد بن عبد الوهاب يحاربهم.. فكيف ينسب إلى معتقداتهم؟»، وقال فيها: «فالذين يصرخون بأن كتب محمد بن عبدا لوهاب وتلامذته هي منشأ هذه الأفكار العنيفة، لا يخفى عليهم أن اعتماد الجماعات الإسلامية المنحرفة في باب التكفير والجهاد على كلام عالم لا يعني أن هذا العالم يوافقهم، كما انهم عندما يحتجون على ضلالهم بكتاب الله عز وجل لا يعني ذلك أن كتاب الله يؤيدهم. وبيان ذلك: أن هذه الجماعات انتقت من كلام الشيخ وأبنائه وتلامذته ما يظنون انه يوافقهم، وعندما نورد عليهم كلام الشيخ ومدرسته فيما ينقض ما فهموه يردونه ولا يقبلونه. وعندي مثالان تاريخيان يفصحان عن ذلك: أ - قدم فارسيان من "إيران" إلى بلد "الأحساء فأقاما بها وفي سنة 1264ه اعتزلا الجمعة والجماعة، وكفروا المسلمين في "الاحساء" وحجتهم: أن الشيخ ابن فيروز كافر، وأهل الاحساء يخالطونه ولا يكفرونه، فهم كفار. فرفع أمرهم إلى قاضي الاحساء الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب، قال الشيخ: "فأحضرتهم وتهددتهم، وأغلظت لهم القول. فزعموا أولا انهم على عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وان رسائله عندهم" 1ه فانظر - رعاك الله - إلى هذين الدخيلين على الدعوة وأهلها، لقد نسبوا باطلهم إلى دعوة الشيخ مستغلين الخلاف بينه وبين ابن فيروز. لكن ما هو موقف علماء الدعوة من هذه الجناية، استمع إلى الشيخ عبد اللطيف وهو يواصل الحديث عن المذكورين، قال: " فكشفت شبهتهم، وادحضت حجة ضلالتهم بما حضرني في المجلس. وأخبرتهم ببراءة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من هذا المعتقد والمذهب، وانه لا يكفر إلا بما اجمع المسلمون على تكفير فاعله من الشرك الأكبر، والكفر بآيات الله ورسوله، أو بشيء منها، بعد قيام الحجة، وبلوغها المعتبر" ا ه هذا نص قاطع إذا وقف عليه من يرجو الله واليوم الآخر علم علما جازما أن ابن عبد الوهاب ومدرسته براء مما يفتري المفترون، وان تعلق أهل الغلو بكلمات للشيخ دون فهمها الفهم الصحيح لخدمة آرائهم، وتأييد باطلهم جناية وتهمة قديمتان، وجد علماء الدعوة أذى وبلاء منهما، يقول الشيخ عبد اللطيف مواصلا حديثه عن هذه البلية وعن هذا الجسم الغريب على الدعوة وأهلها: "وقد أظهر الفارسيان المذكوران التوبة والندم، وزعما أن الحق ظهر لهما. ثم لحقا بالساحل – أي عمان - بمكاتبة الملوك المصريين، بل كفروا من خالط من كاتبهم من مشائخ المسلمين، نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى، والحور بعد الكور" ا ه فتأمل - أيها المنصف - فيما جرى لإمام المسلمين فيصل بن تركي آل سعود، آنذاك من تكفير، وما جرى لعلماء الدعوة - أيضا - من تكفير، فكيف يقول من عرف هذا: أن دعوة الشيخ محمد، ومدرسته هي التي افرزت الأفكار المنحرفة في التكفير والجهاد "هذا - والله - بهتان عظيم". ثم يستمر الشيخ عبد اللطيف في تقريع رجل اسمه: عبد العزيز الخطيب وجماعته عندما سلكوا مسلك الفارسيين السابقين، فيقول: "وقد بلغنا عنكم نحو من هذا، وخضتم في مسائل من هذا الباب، كالكلام في الموالاة والمعاداة، والمصالحة والمكاتبات، وبذل الأموال والهدايا، ونحو ذلك من مقالة أهل الشرك والضلالات، والحكم بغير ما أنزل الله عند البوادي ونحوهم من الجفاة" ثم قال الشيخ عن هذه القضايا الكبيرة، الواجب أن "لا يتكلم فيها إلا العلماء من ذوي الألباب، ومن رزق الفهم عن الله وأوتي الحكمة وفصل الخطاب" ا ه فهذا هو المثل الأول، لم نسمع أحدا من أصحاب تلك الأقلام المجموعة يذكره. فهم إنما يرددون كلام الأعداء القديم، دون تحرير أو إنصاف {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}. ب - "الإخوان" في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله تعالى - ظهر منهم انحرافات في مسائل التكفير والتفسيق والتبديع والهجءر، ونسبوا ذلك إلى كتابات للشيخ محمد بن عبد الوهاب، فانتصب العلماء آنذاك إلى الرد عليهم، وبراءة الشيخ محمد بن عبد الوهاب منهم ومن دعواهم. من هؤلاء العلماء الشيخ سليمان بن سحمان في عدة مؤلفات من أبرزها: "منهاج أهل الحق والاتباع في مخالفة أهل الجهل والابتداع" وهو كتاب حافل بتقرير ما نحن فيه من نماذج ما ذكره في شأن بعض أهل البادية الذين جاءهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب وهم لا يعرفون شيئا عن الإسلام حتى اسمه، فدعاهم وعلمهم وبيّن لهم أن ما هم فيه من قبل كفر. فقام "الإخوان" واخذوا كلام الشيخ محمد في هؤلاء قبل إسلامهم وجعلوه في البادية الذين هم من المسلمين على عهد الملك عبد العزيز. فيقول الشيخ ابن سحمان: "أن كلام الشيخ الذي تقرؤونه على الناس في قوم كفار ليس معهم من الإسلام من شيء، وذلك قبل أن يدخلوا في الإسلام، ويلتزموا شرائعه.. وأما بعد دخولهم في الإسلام فلا يقول ذلك فيهم إلا من هو أضل من حمار أهله، وأقلهم دينا وورعا، ومقالته هذه أخبث من مقالة الخوارج الذين يكفرون بالذنوب وهؤلاء - أي الإخوان - يكفرونهم بمحض الإسلام" ا ه. فهذه جماعات سالفة وضعت كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب في غير موضعه، وقام علماء الدعوة في مراحل زمنية متفاوتة بالرد عليهم، وبيان ضلالهم في فهم كلام الشيخ، وكذبهم عليه، فهل يبقى بعد ذلك أدنى شبهة في براءة الشيخ منهم، ومباينته لهم، فلم هذه المخادعة - أيها الكتاب - أهذا حق العلماء عندكم؟ أهذا حق الأمانة عندكم؟ أهذا جزاء الفضل؟ اللهم اهدهم إلى سواء السبيل». [جريدة الرياض : الجمعة 29 ربيع الأول 1424]. |
![]() |
![]() |
#4 |
Guest
تاريخ التسجيل: Nov 2011
البلد: بالقصيم
المشاركات: 210
|
العلامة ابن عثيمين رحمه الله: (( من أراد أن تكون العامّة ( عامة الناس ) مُشَاِركَةٌ لولاة الأمور في سياستها وفي رأيها وفي فكرها , فقد ضلَّ ضلالاً بعيدا , وخرج عن هدي الصحابة وهدي الخلفاء الراشدين وهدي سلف الأمة )).
صالح اللحيدان : (( التكفير دخيل على بلادنا )) الشيخ السدحان: (( اتهام كبار العلماء بالتقصير في احتواء الشباب، وإيصال العلم إليهم، حتى حصلت هذه التفجيرات والفتن !)) مصدر بعنوان: [سلسلة ( فتاوى العلماء في الأحداث ) |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|