[الزنقب]

تأمل قوله ( وما أبرى نفسي أن النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي )

تجد في الاية ثلاثة حقائق

الاولي الاعتراف بوجود النفس الاماره (وما ابرى نفسي )

جأت بأقوى صيغ القصر ( النفي والاثبات )

الثاني الاقرار بسيطرتها على السالك ( امارة بالسوء )

أتت بصيغة المبالغه ( فعاله ) لتوكد قوة سيطرتها وكثرة امرها

وأكدت الجمله ب ( أن ) واللام المزحلقه ( لا مارة )

وكل هذه المؤكدات تدل على قوة سيطرتها على السالك ..

الثالث الاعتراف بأن النجاة منها عزيز ( الا ما رحم ربي )

ولا يكون الا بالله واتى بصغية القصر المشعر لنفي غيره ..


وهذه الثلاث غائبة عن السواد الاعظم من السالكين الى الله تعالي ..

فهم لا يعون أن في ذواتهم نفس امارة .. واذا اقرو بذالك لم يراقبوها .. واذا رقبوها

لم يقاوموها . واذا قاوموها لم يستمروا على مقاومتها .. واذا اصابت منهم النفس

الامارة شي لم يعترفوا بهذا التقصير





ماهي النفس الامارة ..؟؟

هي النفس الحيوانيه السبعيه الملائكيه الموجوده فيك ..

الحيوانيه هي الراتعه في الملذات وغذائها الشهوه

والسبعيه هي المعتديه على الغير وغذائها الغضب

والملائكيه هي المرتفعه على الخلق وغذائها الكبر


ما امرها بالسوء ؟؟


الامر بالشهوة المحرمه كما حصل لامرة العزيز ..

الامر بالغضب المهلك .. الامر بالكبر على الخلق ..


مافائدة الاعتراف بالنفس بوجود النفس الامارة ؟؟

الايقان بكثرة الاخطاء .. ووجوب المراقبة والمحاسبه .. ولزوم المجاهده

والمكابدة والعصيان لها ..


واذا ظن الانسان انه من ( اولياء الله ) الصالحين .. وهو غافل عن نفسه

وأمرها بالسوء وتدثرها بلبوس الديانه والزهد وهي منطوية على كبر وحقد وشهوة

فهذا والله هو الهالك ..

اثر عن ابي بكر أنه حين جأة مرض الموت أوصى عمر بقوله

( يا اعمر احذر نفسك التى بين جنبيك .. فأنها اعدى اعدائك )

هذا ابوبكر يقوله لعمر .. فكيف بنفوسنا الضعيفه كيف نبرأها


وأنت تلاحظ

ان كثير من السالكين واقع في عيوب غيره مبرى لنفسه من الاثم

والخطاء .. يدافع عنها ويرفعها على الخلق ..

وأول حقيقه للسالك هي الازراء على نفسه والانشغال بعيوبها واخطائها

وعدم تبرئتها من الخطاء والمعصيه والاثم كما يعفل بعض السالكين مع الاسف ..





الخلاصة يجب عليك اخي ان

1 - تعتقد بوجود نفسك امارة في داخلك مليئة بالشهوة والغضب والكبر

2 - أن تراقب نفسك وتتابعها وتسألها ولا تتركها

3 - ان تقاومها وتجاهدها وتأطرها على الحق

4 - ان تفتقر الى ربك في اصلاحها كما في الحديث ( الهم ات نفسي تقواها وزكاها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها )

5 - أن توقن ان صلاحها وزكاتها رحمة من الله تعالي ..

[حسن باسليمان]

جميل الموضوع

[حربي عابر دربي]

سلمت يمينك

جزاك الله خير على الموضوع الرآئع والتفصيل الجميل