[الدكتور أبو عمر]

يا أمين المنطقة .. إني لك من الناصحين.
سعادة أمين منطقة القصيم المهندس صالح الأحمد وفَّقه الله
بادئ ذي بدء لا أنكر ما تشهده مدينة بريدة في السنوات التي توليتم فيها سعادتكم منصب الأمين في مجالات كثيرة، ويبقى المواطن ينتظر أكثر منها بكثير، وتلك من أبسط الحقوق، لا منَّة لأحد عليه، وذلك بفضل الله ثم بفضل حكومتنا الرشيدة، أعزَّها الله، ورزقها البطانة الصالحة.
أقول: بجانب الأعمال الإيجابية للأمانة، فإنَّ هناك إشكالات وتخبُّطات تقوم بها الأمانة، سواء بغير علم الأمين وهذه مصيبة، أو بعلمه وتلك والله مصيبة أعظم.
وسأتناول بين الفينة والأخرى واحدة من تلك التخبطات، وأبدأ اليوم بموضوع خطة الأمانة بسفلتة الأحياء.
وكانت الأمانة قد قامت بعمل أولوية لسفلتة أحياء مدينة بريدة، بحسب عدد السكان، وعدد المساكن، ومساحة الحيّ، ومساحة الكتل المبنيَّة من الحي.
لكني إنني أدعو سعاد الأمين إلى النزول من برجه العاجي إلى الميدان، وإلى الخروج من مكتبه بعض الوقت ليقف على بعض المهازل والممارسات غير المسؤولة تجاه سفلتة الأحياء.
إني أدعوك سعادة الأمين لزيارة حي العكيرشة الواقع شرق قصر العزيزية للأفراح إن كنت لا تعرفه، لأوقفك بنفسي على أعمال السفلتة في هذا الحي.
هذا الحي سعاد الأمين تمت سفلتته وقت تخطيطه قبل خمسة وثلاثين عامًا بعرض لا يتجاوز خمسة أمتار تقريبًا في وسط شوارع عرضها 15 مترًا.
ومنذ سنوات طويلة وأهالي الحي يطالبون بإعادة سفلتته أسوة بأحياء نشأت بعده بكثير، وأُعيدت سفلتتها أكثر من مرة، إلا أنَّ أهل الحي المنسيّ لا يسمعون غير الوعود خلف الوعود، كما يُقال في المثل: يسمعون جعجعةً ولا يرون طحنًا.
وقد عانى هذا الحي الأمرَّين من كثرة الحفر، حتى لا ترى فيه مساحة مترٍ واحدٍ خاليةً من الحفر، ثم لا تٍسأل عن سوء إعادة سفلتة ما تمَّ حفره من شركات آخر زمن.
وبعد معاناة طوبلة من المناداة والمطالبات انتهت السفلتة بالترقيع (نعم بالترقيع)، كل شارع في الحي فيه ما يقرب من عشر رقع أو أكثر.
أيها (الأمين): إن ولاة أمرنا حفظهم الله والذين وثقوا فيكم في تولِّي هذا المنصب لا يرضهم أبدًا ما يتعرض له أهل هذا الحيِّ المنسيِّ من قبل الأمانة، فكان ولاة أمرنا يؤكِّدون في كل مناسبة على القيام بحق المواطنين أفضل قيام.
لم تبخل حكومتنا الرشيدة وفقها الله في ضخّ الملايين بل المليارات في المشاريع المختلفة، لكنها تتوخَّى أن تُصرف هذه الملايين والمليارات في أوجهها الصحيحة.
إن من يتسنَّى له المرور في حيّ العكيرشة ليندهش حقًّا، ويسأل نفسه: هل نحن في السعودية؟ أو في إحدى الدول الفقيرة؟
لا يا عزيزي: أنت في السعودية، لكنَّ بعض المسؤولين مع الأسف الشديد يسيئون من غير قصد لهذه الدولة العامرة.
وللحديث بقية عن أوضاع هذا الحي المختلفة بالحقائق والصور إن شاء الله.
وكتبه:
أ.د. إبراهيم بن صالح الحندود
ج: 0505148308