[ما عليك زود]

تعج ساحتنا الثقافية والعلمية بالكثير من الأمراض التي هي من أعظم كوارث عصرنا.
ومن أخطر هذه الأمراض إنكار مسلمات الدين جهلاً أو هوى. ومن أخطرها كذلك التقول على الآخرين بما لم يقولوه وإلزامهم بما لم يلتزموه.

ولا يقل عنها خطورة الزعم أن الآراء الاجتهادية أو المقلدة أو الأهواء الشخصية هي الدين الذي من خالفها حكم عليه بالضلال.

ومثل السابقات افتقاد أدب الحوار والمغالطة للحق حباً للظهور أو رغبة في التعالم أو جهلاً بالدين أو جفاءً في الطبع.

تذكرت هذه الأمراض وأنا أتصفح بعض ما كتبه بعض من اعترضوا على بيان المثقفين ولئن كان من حقهم الاعتراض والرد على البيان ومخالفة رأي من وقعوه فليس من حقهم التبديع والتضليل والتكفير بالجملة لمن خالفهم لمجرد خلافه لرأيهم.

والبيان باختصار شديد كما يفهمه الموقعون عليه أو بعضهم على الأقل هو رد على بيان وقعه ستون مفكرًًاً امريكيًاحاولوا فيه أن يشوهوا صورة الإسلام لدى الشعوب الغربية المضللة واتهموا الإسلام ظلمًا وزوراً بأنه يعتمد على الإكراه ويرفض الحوار والإقناع ولا يرى لغير المسلم أي حق في العدل والإنصاف وحفظ حقوقه، فجاء البيان الرد ليخاطب الشعوب الغربية والعقلية الغربية وليقول بالدليل والبرهان أن الإسلام هو دين العدل والعقل والإقناع والحوار وحفظ الحقوق ومنع الظلم وأنه دين الفطرة ومكارم الأخلاق.

وأضاف البيان أن العلمانية التي يسعى الغرب لفرضها في ديار الإسلام مرفوضة من ديننا ولا مكان لها بين شعوبنا.

وأن الظلم الذي تُمارسه أمريكا على شعوبنا سبب كاف لأن يخرج من هذه الشعوب من ينتقم من أمريكا وأن ديننا شرع لنا القتال لدفع الظلم عن الناس ونشر الحق والعدل بينهم.

والحوار مع الآخرين أصل أصيل في المنهج القرآني. قال تعالى: " وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين.. " وقال تعالى: " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ".

والعدل مع الموافق والمخالف أصل أصيل في المنهج القرآني " ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ".

وقبول الحق من أي مصدر كان واجب شرعي وقد قال صلى الله عليه وسلم عن الشيطان: " صدقك وهو كذوب " وصدَّق يهودياً فيما قال حين قال الحق.

لكن مع الأسف الشديد أن في الساحة من لا يقبل الحق مع مخالفيه من المسلمين ولا يؤمن بالحوار معهم ولا يسلم بما لهم من حقوق وإن خالفوه فكيف نتوقع أن يقبل ذلك من غير المسلمين. أليس من الافتراء على معدي البيان القول بأنهم عطلوا الجهاد بل قال البعض أنهم يؤيدون أمريكا في حربها في أفغانستان والكثير من الموقعين على البيان ممن عرفوا بمواقفهم المشرفة في ساحات الجهاد وسيبين التاريخ من أهل الجهاد الحقيقي ومن أهل الجعجعة بلا طحين؟ ومن الذي دورهم هناك شق الصفوف وإثارة الفتن ليس إلاَّ واسألوا عن ذلك أهل أفغانستان وفلسطين والشيشان وكشمير وغيرها.

وقالوا: إن البيان يدعوا لتقارب الأديان، سبحانك هذا بهتان عظيم.

وقالوا: إن البيان أسقط الولاء والبراء، وكأن الحديث عن بعض القضايا من منظور إسلامي والسكوت عن غيرها إسقاط لذلك الغير وبناء على هذا فكل من تحدث عن الزكاة فقط، أسقط الصلاة من الدين.

وإني لأتساءل أين كان هؤلاء حين صدر البيان الأمريكي الذي نال من الإسلام وأهله؟ وهؤلاء لم يحركوا ساكناً.

وأين هم حين كتب بعض المستغربين بيننا يؤيدون كثيراً مما قاله الأمريكان؟

هل هو مصداق لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم عن بعض الغلاة حين وصفهم بأنهم " يقاتلون أهل الإيمان ويدعون أهل الأوثان ".

وإلا فما الذي سيبقى لأهل الغلو ليقولوه حين يتحدث متحدث فيتهم علماء ودعاة بأنهم بعملهم هذا قد أتو << قادحاً في عقيدة الكفر بالطاغوت والبراءة من الكافرين والذي هو أصل التوحيد >>

وأن << البيان المسمى ببيان المثقفين تبرأ من الصدام أو العنف أو التطاحن أو الإرهاب وأن هذا ليس من دين الإسلام.... فهذه مسألة عقدية إنكارها مؤداه إلى الانسلاخ من الدين والعياذ بالله >>

وأن << مسألة الكفر بالطاغوت والبراءة من الكفر وأهله وعداوتهم وبغضهم مسألة عقدية هي أصل من أصول التوحيد وركن من أركان الشهادة القائمة على أصلين ( الإيمان بالله وحده والكفر بالطاغوت فجاء هذا البيان ليهدم هذا الأصل ويداهن الكافرين ويصانعهم ويتولاهم.... وفي هذا البيان من التحريف للنصوص ومسخ الشريعة ما يطول بذكره المقام...... وفي البيان التخليط ومسخ الشريعة ومخالفة العقيدة...>>

وأنه قد << بلغ بهم الانهزام والتخاذل والذلة إلى تغيير الشرع والعبث بأصول الدين ومسخ عقيدة الولاء والبراء والبراءة من الجهاد والمجاهدين ومداهنة الكافرين وتحريف النصوص في سبيل إرضاء حفنة من الصليبيين >>.

وأن << البيان المذكور متهافت وساقط ملئ بالعظائم مخالف للكتاب والسنة وإجماع المسلمين بل ولإجماع أهل البدع.... ومصادم لعقيدة الولاء والبراء ومنحرف عن ملة إبراهيم ومعطل للجهاد في سبيل الله ومغير لشريعة رب العالمين ومداهن للكافرين >>

لقد كفَّر بهذا علماء الشريعة وأساتذة العقيدة وكبار الدعاة والمفكرين الإسلاميين بعشرات المكفرات.

ولا نقول إلا كما قال علي رضي الله عنه:"إخواننا بغوا علينا، فاللهم أغفر لنا ولهم، اللهم إنا نعوذ بك من أن يشغلنا الشيطان بهم.

الشيخ الدكتور – عوض بن محمد القرني - أبها

منقول منقول منقول منقول منقول منقول منقول

بيض الله وجهك يا شيخ عوض....

[الرهيب 2002]

هلا اخوي ماعليك زود

الله العالم انه الشيخ : عائض بن محمد القرني

والله اعلم

[ما عليك زود]

ومشكور

[الفرائضي]

الشيخ عوض القرني

نحسبه من خيرة الناس ولا نزكي على الله أحدا

نسأل الله أن يثبته هو والشيخ سلمان
وجميع المسلمين

وأن يرشد المسلمين إلى طريق الهدى والصلاح