بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » تربية الأولاد

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 11-03-2006, 06:49 PM   #1
د. صالح التويجري
إمام وخطيب جامع الروّاف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
تربية الأولاد

بسم الله الرحمن الرحيم
تربية الأولاد
د. صالح بن عبد العزيز التويجري
25-1-1427هـ

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد ورسوله، وصفيه وخليله. بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده. صلى الله عليه وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد..
لكل أمة حضارتها في عقائدها الإيمانية، وشعائرها التعبدية، وأعرافها الحسنة المرعية، وضوابط علاقاتها الاجتماعية، وكل أمة محترمة تضع لنفسها من المبادئ التربوية، والمناهج التعليمية ما يكفل المناخ السليم؛ لإعداد أجيالها؛ لتلقي هذه العقائد والمبادئ والحماس لها والدفاع عنها.
لقد أسهم انفتاح العالم الإسلامي اليوم على المجتمعات الأخرى في انتشار ألوان من المؤثرات والمغريات، ولم يعد البيت ذاك الحصن الذي يتحكم راعيه فيما يدخله ويخرج منه، بل أصبح معرضاً متنوعاً لما ينتجه العالم بأسره من نتاج فكري، أو مادي لا يخلو من أبعادٍ فكرية وسلوكية، مما يفرض تحديات تربوية أكبر، ويزيد من عبء أولئك الذين يعنون بتربية أبنائهم ورعايتهم.** التربية شغف وإبداع التربية ليست حشدا من المعلومات تحشى به الأدمغة ولا وصفة عقار في المصحات ولا عاطفة رخوة أو سوط فاتك ..التربية مناخ ملائم وهم دائم تفاعل فكري وحضاري ترتقي بالسلوك وتحصن من الانفلات
التربية تجسد أهداف الأمة التي تعيش من أجلها، وتبذل في سبيلها، تجسد العقيدة المستقرة في قلوبها، واللغة التي تنسج بها حضارتها، والمثل الأعلى الذي تتطلع إليه، والتاريخ الذي تغار عليه. بالتربية يرتقي الإنسان حتى يصبح أهلا لرؤية الله تعالى في الجنة، وبنقصها أو تضييعها ينحط حتى يصبح حطبا لجهنم. التربية تعني صناعة الرجال، وصياغة العقول، وصيانة السلوك، ؛ ليكون الإنسان قادراً على السير في هذه الحياة وفق أهدافه النبيلة وغاياته السامية عبر مناهجه الآمنة. التربية تعهد المسلم نفسه بالإصلاح عقيدة وعبادة وخلقًا. هي السعي إلى إصلاح الحياة في كل جوانبها تحقيقا للسعادة في الدنيا والآخرة.
قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاض شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) [التحريم:6] قال قتادة: "تأمرهم بطاعة الله وتنهاهم عن معصية الله، وأن تقوم عليهم بأمر الله وتأمرهم به وتساعدهم عليه، فإذا رأيت معصية قذعتهم عنها، وزجرتهم عنها". (تفسير ابن كثير: 4/391).
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، .." أخرجه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم : "ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يرح رائحة الجنة" متفق عليه.
قال ابن عمر رضي الله عنهما:" أدِّب ابنَك فإنك مسئول عنه: ماذا أدّبته؟ وماذا علمته؟ وهو مسئول عن برك وطواعيته لك". (تحفة المولود لابن القيم77).
ماذا صنعنا وماذا نصنع لأولادنا؟
عباد الله: لا يشك عاقل في أهمية القدوة الصالحة في كل ميدان، فنفسك ميدانك الأول، إن قدرت عليها فأنت على غيرها أقدر ، ابدأ بها فأصلحها يصلح الله لك الرعية. (وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت). ألا إن للمربي الناجح صفات كلما ازداد منها زاد نجاحُه في تربية أولاده، من ذلك القدر الواجب من العلم الشرعي، والقوة الجسدية والعقلية والأخلاقية. والعدل في المعاملة والعقوبة والنفقة والهبة والملاعبة. والحرص المتوقد، والدعاء لهم، والمتابعة الدائمة من غير شك ولا تخوُّن . ولا الدلال الزائد، وملاحقة التجسس وسوء الظن، ولا تلبية جميع الطلبات والرغبات التي تدفع إلى الترف وتنتج العجز.
إن بناء الشخصية الاجتماعية لدى أولادنا يعتمد على شقين: إشباع حاجاتهم النفسية. وإعدادهم لممارسة حياتهم المستقبلية. ومن حاجاتهم النفسية: حاجتهم إلى الاحترام والتقدير والاستقلال كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسلم على الصبيان، ويناديهم بكنىً جميلة، واستئذانه الغلام الذي عن يمينه أن يعطي الأشياخ قبله في المجلس. والطفل من صغره: يفهم النظرات الجارحة ويفرق بين ابتسامة الرضا والاستهزاء.
حاجتهم إلى الحب والحنان: وهي من أهم الحاجات النفسية، وقد حفلت السنة بكثير من مظاهر هذا الحب، وتختلف من مرحلة لأخرى. وعدم إشباع هذه الحاجة يؤدي إلى انعدام الأمن وعدم الثقة بالنفس، فيصعب على الطفل التكيف مع الآخرين ويصاب بالقلق والانطواء والتوتر. وفي مقابل ذلك فإن الإفراط في الحب وفي التعبير عنه يمنع المربي من الحزم في تربية الطفل. وربما دعاه ذلك إلى العجز عن مواجهة الواقع.
حاجتُهم إلى الترفيه والترويح وفيه فوائدُ نفسيةٌ وبدنيةٌ وتربويةٌ واجتماعيةٌ. فيه استنفادُ الجهد الفائض، والتنفيس عن التوتر. فيه تعليمهم الخطأَ من الصواب، وبناءُ العلاقات الاجتماعية، وتعلمُ التعاونِ والأخذِ والإعطاء. ويجدد النشاطَ والمهارات المختلفة.
عباد الله: إن إعداد الأولاد لممارسة الحياة يكون بزرع الثقة في نفوسهم، واعتمادهم عليها بعد الله عز وجل، وتقوية إرادتهم وعزيمتهم وتنمية مواهبهم. إعدادُهم يكون بتعويدهم على الصبر، و الترف الهادف، يكون بتعويدهم التعاون مع السلطة المرشدة التي تضبط سلوكهم وتحد من رغباتهم المتهورة، ليتوافقوا مع المجتمع الذي يعيشون فيه بخضوعهم للقيم الاجتماعية المتعارف عليها مما لا يخالف الشرع المطهّر.
إعدادُهم: يكون بتعويدهم على طلب الكمال وإحسان العمل في الخلق والدين ومحاسن الأعمال، وليس في اللباس والطعام والمسكن والمركب.
يكون بربطهم بالقضايا الكبرى والقدوات العالية. يكون برفع مستوى الاهتمام وفقه الموقف وحسن التصرف. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
عباد الله: وماذا عن دور الأم في هذا الميدان؟
إدارة الأسرة أهم مؤسسة في الحياة وهي شركة يتقاسم الجهد فيها الأبوان والأولاد وثمة نساء صنعن علماء.
إن دور الأم عظيم، وتكمن أهميته في موضوع التربية من حين اختيارها شريكة للحياة. ( وقد قيل: المرء على دين زوجته، لما يستنزله الميلُ إليها من المتابعة، ويجتذبه الحبُ لها من الموافقة فلا يجد إلى المخالفة سبيلا، ولا إلى المباينة والمشاقة طريقا). قال أبو الأسود الدؤلي لبنيه: (قد أحسنت إليكم صغارا وكبارا، وقبل أن تولدوا، قالوا: وكيف أحسنت إلينا قبل أن نولد؟ قال: اخترت لكم من الأمهات من لا تُسَبون بها).
فأول إحساني إليكم تخيري لماجدة الأعراق بادٍ عفافُها
الأم مدرسة تتميز: بعاطفتها الدفاقة، وصبرها الطويل، وحنانها الصادق، وشفقتها الدافئة، تتميز بعملها الدءوب ورعايتها لبيتها وزوجها وأطفالها، تتميز بحفظها بيتَ زوجها وعفافها وحيائها، تتميز بدينها وأخلاقها.
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم أستاذ الأساتذة الأولى شغلت مآثرهم مدى الآفاق
عباد الله: هل فكرنا أن نأخذ دورة في كيفية تربية أولادنا، أو تطوير مهارات التربية لدينا؟
هل تتبنى القطاعات الخاصة محاضن تربوية هادفة، تجمع بين الجوانب الترفيهية والتعليمية.هل تصبح المراكز التربوية مؤسسات إنتاجية يحقق فيها العنصر البشري تميزه وليست استهلاكية تجارية .
هل يحاسب الآباء أنفسهم ممن شغلوا بلقمة العيش أو الترويح عن إعطاء أولادهم حقوقهم؟ هل من الممكن أن تقام دوريات تدريبية منتظمة هادفة تعنى بالأسرة وتربي من يرغب تطوير ذاته ويواكب ركض الزمن ، يكون محلها الحي بمرافقه الحكومية والأهلية وتستهدف كل المستويات ويعنى بها مختصون في التربية وعلم النفس والاجتماع وخبراء الحياة من المجربين من يعلق الجرس أو تتاح الفرصة للقطاع الخاص أن يسد هذه الثغرة ويرمم الحصون بترويج ثقافة المناعة وليس المنع.
__________________
1) الملاحظات.
2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع.

الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني:
saleh31@gmail.com

حفظكم الله ...
د. صالح التويجري غير متصل  


قديم(ـة) 11-03-2006, 07:01 PM   #2
أبوفارس الخالدي
عـضـو
 
صورة أبوفارس الخالدي الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
البلد: واحة النجوم
المشاركات: 3,304
فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه ..

الأب هو من يصنع أبنه ..

وهو من يختار الأصدقاء الذين يضعون ابنه في المكان الذي هم فيه ..

شكراً لك ياشيخ ..
__________________
(يابني أركب معنا ) ..


لم أعد أكتب بمعرف [ أبوفارس الخالدي ]
وذلك لوجود من انتحل هذا الاسم في منتديات كثيرة وهو ليس لي
مع فائق الود والتحية .
أبوفارس الخالدي غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:29 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)