|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
16-03-2006, 06:37 PM | #1 |
إمام وخطيب جامع الروّاف
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
|
الفرج بعد الشدة (رؤية حول الأسهم) خطبة للجمعة القادمة
بسم الله الرحمن الرحيم الفرج بعد الشدة (رؤية حول الأسهم) د. صالح بن عبد العزيز التويجري 17-2-1427هـ إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد ورسوله، وصفيه وخليله. بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده. صلى الله عليه وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد.. إن الحياة الدنيا مليئة بالمحن والمتاعب والبلايا والشدائد والنكبات، إن صفت يوماً كدرت أياماً، وإن أضحكت ساعة أبكت أياماً، لا تدوم على حال (وَتِلْكَ ٱلاْيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ) [آل عمران:140]. فقر وغنى، عافية وبلاء، صحة ومرض، عز وذل. أيها المؤمنون: لقد مر كثير من الناس بأزمة في سوق الأسهم كادت تعصف بهم ولعلها عصفت بالبعض. وربما انجر شرها إلى من هم حول الشخص المصاب. وها قد جاء الفرج. فماذا بعد المصائب؟ لقد قص الله سبحانه من قصص تفريج كربات أنبيائه عند تناهي الكروب بإنجاء نوح ومن معه في الفلك، وإنجاء إبراهيم من النار، وفدائه لولده الذي أمر بذبحه، وإنجاء موسى وقومه من اليم، وقصة يونس وقصص محمد – عليه وعلى جميع الأنبياء المرسلين أفضل الصلاة وأتم التسليم – مع أعدائه، وإنجائه منهم كقصة الغار ويوم بدر والأحزاب وحنين وغير ذلك. يقول الضحاك بن قيس رضي الله عنه: اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة، إن يونس عليه السلام كان يذكر الله تعالى، فلما وقع في بطن الحوت قال الله تعالى عنه: فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبّحِينَ لَلَبِثَ فِى بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ [الصافات:143-144]. أخرج الإمام أحمد وابن ماجه من حديث ابن رزين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيِرَه ينظر إليكم أزلين قنطين فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب" . إن الشدائد تستجيش مكنون القوى ومذخور الطاقة، وتفتح في القلب منافذ ومسارب ما كان ليعلمها المؤمن في نفسه إلا تحت مطارق الشدائد. فالالتجاء إلى الله وحده حين تهتز الأسناد كلها. وتتوارى الأوهام وهي شتى، ويخلو القلب إلى الله وحده. لا يجد سنداً إلا سنده وفي هذه اللحظة تنجلي الغشاوات وتتفتح البصيرة وينجلي الأفق. (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المفلحون). من هنا يأتي الفرج، وعند المضايق يأتي دور الاستخارة، وتبرز لنا أهميتها. مع تقليل الاستشارة التي تذبذب القرار. إن على المسلم العاقل ألا يجعل من الأزمات سبباً لتوسيع دائرة المشكلة، ويجر إليها أسرته وزوجته وأولاده وأهله وأقاربه. فيصبح جاهزاً لافتعال أي مشكلة بمجرد قليل من الاستفزاز غير المقصود ممن حوله. فالمشاكل الأسرية قنابل موقوتة وألغام مدفونة تثيرها الأزمات. فالحذر الحذر. إن من الدروس والعبر التي يقطفها الفطناء ويستقيها أولوا الألباب من كوارث الدهر ألا يجعل البيض في سلة واحدة، ولكن الضرب بسهم في كل غنيمة. وكما أن التنويع في الأعمال الصالحة والقرب؛ يكون ذلك في الجانب المادي المالي، وكذلك التنوع في المهن والنواحي الاجتماعية حتى في الأصدقاء فصديق للاستشارة وآخر للمحن، وثالث للمناصحة ورابع للملاذ والرأي في الأزمات، وبهذا تكتمل شخصية العاقل بتنوع المؤثرات من حوله. عباد الله: أخرج الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: ((غرز عوداً بين يديه، وآخر إلى جنبه وآخر بعد، فقال: أتدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: هذا الإنسان، وهذا الأجل – أراه قال – وهذا الأمل فيتعاطى الأمل، ويختلجه الأجل دون الأمل)) . قال علي رضي الله عنه: "إنما أخشى عليكم اثنتين: طول الأمل، واتباع الهوى، فإن طول الأمل ينسي الآخرة، وإن اتباع الهوى يصد عن الحق". كم من مستقبل يوم لا يستكمله، ومنتظر غداً لا يبلغه، لو تنظرون إلى الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره. [شرح السنة 14 / 286.]. إن من الدروس التي يستفيدها الإنسان من هذه الحياة ألا يبالغ في الأمل. كما أن عليه ألا يبالغ في اليأس. ومتى فرح الإنسان بنعمة وهبها الله له، فليتذكر أصحاب المآسي والمصائب من حوله. حتى يعتدل فرحه. إن فرح الإنسان للآخرين وكأنه يعيشه هو فرح له يعوضه عن الخسائر، ويقضي على ضغناء القلوب وحسدها، ويدفعها إلى الاستبشار بالخير وقع في يدك أو يد أخيك. وبهذا تكسو الحياة المودة والألفة وتطيب للمستبشرين. بارك الله لي ولكم القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: عباد الله: الربا شح، وقذارة ودنس ، وأثرة وفردية. ولم يبلغ من تفظيع أمر أراد الإسلام إبطاله من أمور الجاهلية ما بلغ من تفظيع الربا، ولا بلغ من التهديد في اللفظ والمعنى ما بلغ التهديد في أمر الربا. والبشرية الضالة التي تأكل الربا وتوكله تنصب عليها البلايا الماحقة من جراء هذا النظام الربوي، في أخلاقها ودينها وصحتها واقتصادها. إن الله هو مالك كل موجود. استخلف الجنس الإنساني في هذه الأرض، ومكنه مما ادخر له فيها من أرزاق على عهد منه وشرط. ولم يترك له هذا الملك العريض فوضى، وإنما في إطار من الحدود الواضحة. منها أن يلتزم في تنمية أمواله وسائل لا ينشأ عنها الأذى للآخرين. ولا يكون من جرائها تعويق أو تعطيل لجريان الأرزاق بين العباد. يقول الله تعالى: (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا). ويقول سبحانه: (يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم) فما من مجتمع يتعامل بالربا ثم تبقى فيه بركة أو رخاء أو سعادة وطمأنينة وقد ترى العين هذا في ظاهر الأمر لكن البركة ليست بضخامة الموارد بقدر ما هي في الاستمتاع الطيب الآمن بهذه الموارد. عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا، وموكله، وشاهديه وكاتبه، وقال: هم سواء. أخرجه مسلم وأحمد والترمذي وأبو داود. لقد ترك الله لآكل الربا ما سلف إن هو تاب وحثه على التوبة، وأوكل ذلك إلى إيمانه. (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين . فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله) حرب رهيبة معروفة المصير، مقررة العاقبة.. فأين الإنسان الضعيف الفاني من هذا الوعيد. ألا وإن الاحتيال على الربا لا يقل خطورة عنه، بل الاحتيال صفة من صفات اليهود الذين ذمهم الله عليها في كتابه بل جعل عاقبة أصحاب السبت أن مسخهم قردة خاسئين بسبب تحايلهم وعدوانهم. إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم. فرصدوا شباكهم يوم الجمعة ليقع فيها صيد السبت ثم أخذوها يوم الأحد وقالوا لم نصد يوم السبت. قال تعالى: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ). ويقول صلى الله عليه وسلم : قاتل الله اليهود، لما حرم الله عليهم شحوم الميتة جملوه –أي: أذابوه- ثم باعوه -ودكاً- فأكلوا ثمنه". إن الحيلة على الأمور المحرمة لا تقلبها حلالاً؛ بل تزيدها شدة وقبحا. أيها المسلمون: إن وقوع المصائب المادية والكوارث الاقتصادية لهي محطات لأن يحاسب كل فرد منا نفسه في مصداقية التكسب وشرعية التعامل الذي يمارسه وحلِّه. ولا يخفى على كل مسلم أن طيب المكسب سبب لإجابة الدعاء، وأيما جسد نبت من سحت فالنار أولى به. عباد الله: لكل تجارة ومهنة فن تختص به وأصول تجري عليها. فالتجارة العشوائية التي يدخل فيها المستثمر دون أي استعداد سابق لإتقانها وتعلم أصولها وقراءة واقعها ومتغيراتها مؤشر كاف لخسارة المال. فهل يُعنى المستثمرون الجدد في سوق كسوق الأسهم بأخذ دورات في فنون هذا السوق قبل الخوض في مغامراته المرة. وما مدى مسؤولية الجهات المختصة في تثقيف الناس، وتبيين خطورة الخوض في ميدانها دون سابق علم، ونشر ثقافة التعامل مع متغيراتها، والتحلي بأخلاقياتها؟ (الدعاء)
__________________
1) الملاحظات. 2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع. الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني: saleh31@gmail.com حفظكم الله ... |
16-03-2006, 07:56 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 255
|
شيخنا ...
نفع الله بك وبعلمك ... وجعلك ذخرا للإسلام والمسلمين ... اللهم آمين . |
16-03-2006, 08:00 PM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2005
البلد: الــريــاض / بـــريــــدة
المشاركات: 92
|
الله يجزاك خير يا شيخنا الفاضل |
17-03-2006, 12:37 AM | #4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 121
|
نشكركم ياشيخنا الفاضل على استجابتكم لطلبي لعله يستفيد منها الخطباء
|
17-03-2006, 01:14 AM | #5 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2002
البلد: buraydah city
المشاركات: 6,344
|
بارك الله فيك فضيلة الشيخ صالح
و نفع الله بكم .. . . . بريماكس
__________________
|
17-03-2006, 01:42 AM | #6 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2003
البلد: بريدة الغاليــــــة
المشاركات: 1,796
|
جزاكم الله خير الجزاء ونفع بعلمكم
__________________
قد يكون وراء الباب الموصد أبواب مفتوحه .. |
17-03-2006, 02:56 AM | #7 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2003
المشاركات: 562
|
جزاك الله خيراً شيخي ودكتوري الفاضل
الطلاب يدعولك معطينا A+
__________________
|
الإشارات المرجعية |
|
|