[تميم نجد]

بسم الله الرحمن الرحيم .

أخي أرجو منك قراءة جميع النص .. للتعرف على المقصود ...وسع صدرك لي .

صباح غير عادي هو هذا الصباح فبعد أن أديت صلاة الفجر و سمعت ما هم وغم من الأخبار من خلال القنوات الفضائية ، أخذت بطرف ثوبي وجمعته بين فكي و أطلقت ساقي للريح متجها إلى عالم وهمي أدخله من خلال حاسوب و أتحدث به من خلال لوحة مفاتيح ، عالم آخر نحيا به حياة مغايرة تماما لعالمنا الحقيقي و نمثل به شخصيات قد لا تمت إلى شخصياتنا الحقيقة بأية صلة ، عالم ندعي فيه مثالية نفتقدها في واقعنا ، عالم لا نعرف به أحدا ماخلا أنفسنا مع أننا نقابل الكثير بل قد تربطنا مع البعض علاقات قد تمتد لسنوات ، عالم نقول به ما نشاء ونكتب ما نشاء دون حسيب أو رقيب سوى مخافة الله سبحانه وتعالى .

فما أن فتحت{ منتدى بريدة } في هذا الصباح الغير عادي حتى شعرت بضيق شديد فما بها من شئ يسر سوى قاتل و مقتول وظالم ومظلوم ، نكتب من الكلمات مالا يغير واقعا فهي كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف ، كتابات و ردود و نقاشات بدون محصلة ، نكيل من الشتم و السباب ما الله به عليم لكل من يخالفنا الرأي و كأن رأي أحدنا لا يأتيه الباطل من فوقه و لا من تحته ولا عن يمينه ولا عن شماله ، نتحول من متناقشين إلى متجادلين ومن باحثين عن الحق إلى منتصرين للذات ، تأخذنا العزة بالإثم إذا قيل لأحدنا اتق الله وكأن هذه الكلمة من مستغرب القول ومنكره ، كل ما يهمنا هو عدد قراء الموضوع أما عدد المستفيدين فهو سؤال سخيف لا يعنينا من قريب ولا من بعيد و إن أردت الحق فالكثير منا يعتبره غير ذي صلة بالموضوع .

في هذا الصباح الغير عادي أطلقت العنان لقلمي لينثر بين أيديكم خاطرة طالما جالت في نفسي ولكني آثرت السكوت عليها معتبرا إياه من ذهب ، فقررت تكسير كل الحواجز التي كبلت قلمي مؤثرا في هذا الصباح الغريب الفضة على الذهب ، أصدقكم القول أنه في كثير من الأحيان يتصارع في داخلي سؤالان فلا أجد لهما إجابة مقنعة فأحاول جاهدا الهروب من نفسي كي لا أجيبهما إجابة صادقة و كأني تلميذ سأله أستاذه سؤالا لا يعرف له جوابا فتزوغ عينيه يمنة و يسرة كي لا تقع في عيني معلمه حياءا .

في هذا الصباح صمدت أمام نفسي ودارت رحى حرب داخلية دامت وقتا طويلا قبل أن أنتصر عليها أخيرا و أجبرها على قبول هذه الأسئلة و الإجابة عليها سواء كانت تلك الإجابة حلوة أم مرة فالأكثر أهمية أن تكون صادقه ، إن أي كاتب منا يستطيع أن يجيب على هذين السؤالين بإسهاب إجابة إنشائية ترضي غروره يصور نفسه من خلالها أنه البطل المغوار الذي لا يخشى في الحق لومة لائم و المضحي براحته ووقته من أجل الآخرين فهو كالشمعة التي تحترق كي تضئ الدرب للآخرين ، كل من يقرأ هذه الإجابة الإنشائية يضع هذا الكاتب أو ذاك في برج عال لا يصل إليه من وجهة نظر ذلك القارئ إلا من قل من الأفذاذ ، ولكن السؤال المهم هنا هل تطابق هذه الإجابة واقع ذلك الكاتب ؟

لماذا أكتب ؟ كان هذا هو السؤال الأول الذي طرحته على نفسي فكانت النتيجة أن تاهت وحارت و تصارعت الأفكار والإجابات في داخلي كل واحدة تحاول أن تجد لها من المسوغات والمبررات ما يثبت صحتها و أحقيتها بأن تكون أهلا لإجابة سؤال كهذا ، والحق يقال أن لكل واحدة منها من المبررات ما يجعلها جديرة بأن تكون هي الإجابة الصادقة ، ولكن هي النفس البشرية التي تسوق من المبررات لتبرر ما تهوى و من الحجج لتدحض مالا تهوى .

من أجل الشهرة كانت إحدى الإجابات القوية التي طرحت نفسها و ساقت من المبررات الكثير ولكن هذه الإجابة لا ترضي غرور النفس ولا تجعلنا نسمو في عيون الآخرين ، فما كان من النفس إلا أن رفضتها سائقة الحجة تلو الحجة كي تدحضها قائلة أي شهرة ترجوها من اسم مستعار مجهول و من يكون رهيب الكاسر هذا على أرض الواقع ؟ فلن يشار إليك بالبنان و أنت تعلم ذلك جيدا ، نتيجة لهذه الحجج هدأ روع النفس قليلا و أخذت تتمعن بقية الإجابات مختارة ما كان قويا منها .

إجابة أخرى كان لها من المبررات ما جعلها إجابة جديرة بالمناقشة قد يستغربها الكثيرون ألا وهي التسلية و إضاعة الوقت ، فكان من الطبيعي أن تحاول النفس جاهدة دحض هذه الإجابة بشتى الوسائل والحجج المتاحة بين يديها ، فهل بلغ منك السخف مبلغا يجعلك تقضي هذه الساعات الطوال من أجل التسلية فقط ، خذ مثلا موضوعك هذا كم من الوقت قضيت حتى تخرجه بهذا الشكل بعد تفكير و مسودات و تبييض ثم كتابة في الحاسوب ، كانت النتيجة أن ذهبت هذه الإجابة أدراج الرياح غير مأسوف عليها .

أما قلت لكم أنها النفس تبرر ما يوافق هواها وتدحض ما يخالفه !! فما كان منها حين لاحت في الأفق فكرة ترضي غرورها و تجعلها تسمو في عيون الآخرين إلا و تلقفتها تلقف ما جاع من الصقور لما لذ طعمه من الطير ، من أجل إنارة الطريق للناس و إرشادهم و نقل ما أملك من خبرات إليهم كي يستفيدون منها أي باختصار شديد أكتب من أجل خدمة الناس وليس لأهداف شخصية أرجوها من وراء هذه الكتابة كانت هي الإجابة الموافقة للهوى ، فمن أجل فرضها ساقت من المبررات ومن العبارات الإنشائية ما يسوقه الكاتب عادة عندما يوجه إليه مثل هذا السؤال أمام جمع من الناس ، ولم تكتفي بذلك فقط بل حاولت إقناعي أنا أيضا بهذا بشتى الطرق متناسية في نفس الوقت أني الوحيد على وجه المعمورة الذي لن تنطلي عليه حيلتها .

كانت النتيجة العادلة بعد هذه الحرب الصامتة بيني وبين نفسي نتيجة غامضة مبهمة فلا هي ولا أنا استطعنا أن نمرر ما نشاء من أفكار و إجابات فهل يعني ذلك أن الإجابة الحقيقة قد تكون خليطا بين كل هذه الأسباب ؟ أي من المحتمل أن يكون لكل موضوع سببه الخاص به ، فموضوع قصدت به الشهرة و موضوع قصدت به التسلية و آخر قصدت به خدمة القراء و إفادتهم . الله أعلم !!!

ما إن انتهيت من إجابة ذلك السؤال المزعج أو بمعنى أصح ما إن توقفت عن إجابته حتى طفا إلى السطح سؤال آخر مكشرا عن أنيابه مهددا إياي زاعما أنه لا يقل أهمية عن سابقه طالبا في ذات الوقت إجابة فورية صادقة لا تحتمل التأويل وكأنه يحتج بطريقة غير مباشرة على إجابتي لسالفه .

ما إن حانت له الفرصة حتى عرض نفسه قائلا : هل ما تكتب يمثلك حقيقة ؟ أو بمعنى آخر هل من يتعرف علي أو يقابلني من خلال سطوري و كلماتي لا ينكرني في واقعي ؟ أي هل نطبق ما ننادي به من خلال الكتابة على أنفسنا أولا قبل أن نناشد الآخرين بتطبيقه ؟ أي هل نؤمن بما نكتب ؟ كل هذه الأسئلة هي في حقيقتها سؤال واحد ذو إجابة واحدة لا تحتمل التأويل تلقتها النفس و صعقت بها فلم تتوقع أن تكون المواجهة قاسية إلى هذه الدرجة فما كان منها إلا أن قدمت من الأعذار الكثير كي تتهرب من الإجابة أو على الأقل التأجيل حتى وقت آخر تصفو به النفس وتكون قادرة على الصدق و لو مع نفسها على الأقل .

اعلم أيها الكاتب أنه مهما كانت أسبابك للكتابة و مهما كنت تطبق ما تنادي به أم لا فإن هناك آلاف يقرؤون ما تكتب غير أبهين بذلك كله فلا تلقي من الكلمات إلا صادقها فرب كلمة لا تلقي لها بالا تهوي بك في النار سبعين خريفا ،

فهذه رسالة قوية توجهها وزارة الداخلية الخاصة بكل واحد منا ألا وهي مخافة الله مفادها أنك محاسب أيها الكاتب إن عاجلا أم آجلا عن كل تكتب فإن استطعت أن تتخفى في هذه الدنيا خلف الستارة المسماة الاسم المستعار فأعلم أنك لن تستطيع التخفي يوم الحساب عمن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور خلف أي ستارة كانت ، و أعلم أن هناك ملكان عن يمينك و شمالك يسجلون جميع ما تكتب تحت اسمك الحقيقي وليس المستعار فإن خير فخير و إن شر فشر وتذكر قوله تعالى في محكم التنزيل ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) .

منقول من أجل المناصحة الاخوية .

رهيب الكاسر

[البوارق]

بارك الله فيك

وجعلها الله في موازين حسناتكم

[سليل المجد]

مشكور على نقولاتك المفيدة

[مــازن]

Thanks

[فـــن]

جزيت خيراً وزوجت بكراً .. .. ..

أسأل الله أن يوفقك دنياً وأخرة . . .

[المميز للاعلان]

مشكورا

[noon]

جزاك الله خير

[تميم نجد]

[align=right]

البــــوارق

سليـــل المجـــد

مـــــــازن من وين لك ؟؟

فــــــــــن أنت كذا !!!

المميـــــــــــز للإعلان

نــــــــــون ...


شكرآ لكم جميعآ ... وأرجو أنكم قد استمتعتم بالقراءة

.[/CENTER]

[يتيم50]

الساحات هي من تعني وممكن تحولها لماتريد