|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#23 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2005
المشاركات: 434
|
بسم الله الرحمن الرحيم - ليس من عادتي ، ولم أكُ مستعدًّا قطُّ = أن أدخل في موضوعات تكثر فيها المهاترات ، والمناوشات ، والقيل والقال . - إلا أن بعض المشاركات التي صادفتُها في هذا الموضوع ، وعجبت منها ، إذ لم أتوقع من كُتّابها كتابتَها = أجبرتني على المشاركة بما في جعبتي ، والإدلاء بدلوي ، على ما في جعبتي من عِلاّتٍ ، وما في دلوي من كَدَر. - هذا الرجل ( عبد المحسن بن ناصر العبيكان ) رجلٌ دار حولَهُ الكثير من التساؤلات ، ووقع عليه الكثير من التعجُّبات ، وأثير حوله الكثير من الغبار ، فما بين غالٍ فيه مبجِّلٍ معظِّمٍ ، وبين غالٍ فيه محقِّرٍ مُسَفِّهٍ ، والوسط قليلٌ . - لا يُنكر أحدٌ - إلا مكابرٌ أو جاهل - أن لدى الرجل قدرًا من العلم ، وإلا لما استطاع أن يواجه الناس بدليلٍ من الكتاب أو السنة ، ولما استطاع أن يشرح مغني ذوي الأفهام ، وهو أشهر إنتاجه العلمي . - ولا يُنكر أحدٌ - إلا مكابرٌ أو جاهلٌ أيضًا - أن لدى الرجل شطحاتٍ غريبة ، وفتاوى عجيبة ، واستدلالاتٍ خاطئة ، وآراءَ مستنكرَة ، وحتى مناصروهُ ومادحوهُ والمثنون عليه = نبَّهوا على أخطائه ومخالفاته . - ولكنَّ الجانب الثاني - في هذه الأيام - طغى كثيرًا على الجانب الأول ، وكثُرت منه الغرائب والعجائب ، وردَّ عليه الكثير . - ومهما كان له من فضلٍ ، وعلمٍ ، ومهما كانت له من فتوى ، أصاب فيها أو أخطأ ، تابع سلفًا له أم لم ، مهما كان = إلا أن هذه الصورة التي رأيناها في مطلعِ هذا الموضوع لا تُقبل له ، ولا تُرضى ، ولا تُمَشَّى ، ولا تُستساغ ، ولا يمكن أن يَمُرَّ عاقلٌ عليها مرور الكرام ، وما كأن شيئًا قد حدث ! وإني لفي عجبٍ من إخوةٍ عقلاءَ كنتُ أرى فيهم الحكمةَ والدرايةَ وبُعدَ النظر ، أخذوا في الكلام عن الفتاوى التي حملها غلاف المجلة ، وعن التثبُّتِ منها ، وكأنهم لم يروا الصورة ! والعجب يزداد إذا قرأنا لهؤلاء الإخوة ما يشبه السخرية بالمنكرين على ( العبيكان ) ! - أيها الأحباب ! أمامكم صورة رجل غطَّى الشيبُ لحيَتَهُ ، وخطَّ العمرُ في وجهه ، يطالع مجلةً بُثَّت على غلافها صور النساء السافرات الكاشفات عن وجوههن ، والعابثين اللاهين العصاة المجاهرين - نسأل الله السلامة والعافية - ، ولا ندري - والله - ما في داخلها ، والظنُّ بِهِ أنَّهُ أسوأُ بكثير ، فالعهدُ بهذه المجلات = المجونُ والفسقُ والخلاعة ، ولا يُرجى من مجلةٍ هذا غلافها أن تكون صفحاتها طاهرةً نقيّةً . - دعونا من فتاواه ، وآرائه ، وهل صدقت المجلة في هذه العناوين الكبيرة أو كذبت ، بالله عليكم - معشر العقلاء - ، ألا تسوؤكم هذه الصورة ، لشخصٍ يخرج هنا وهناك يعلِّمُ الناس دينَهُم ؟!! - أيها الأحباب ! هل جاز عندكم النظر إلى صور الفاتنات من النساء ؟! أم ترون أنَّ هذا أمرٌّ مختلفٌ فيه ، وتقولون - بحسب القاعدة المشهورة الخاطئة خطأً كبيرًا - : لا إنكار في مسائلِ الخلاف ؟! - ثم يأتي البعض ، ويقول : العلماء لحومهم مسمومة ! فإن سلّمنا أنه ( عالم ) - وما أكبر ( عالم ) ! - ، أمَا وقد جاهر بهذا الخطإِ البَشِع ، فلا بدّ من الإنكار عليه ، وتبيين خطئه ؛ لئلا يَغتَرَّ به مُغتَرٌّ ، أو ينخدعَ بتصرُّفِهِ سفيه ، وليتَهُ ستر على نفسه ، ولم يُظهر هذا !! - يا أحبة يا كرام ! الغيبة محرّمة بنص القرآن ، وحرّمها ربُّنا - جلَّ وعلا - بكلماتٍ واضحة ، وشبَّهها بتشبيهٍ بليغٍ ، تشمئز به النفوس منها ، وليس يُجيزها - مطلقًا - ذو بصيرةٍ وفقه ، وفي المقابل : فإن الدينَ النصيحة ، والأمرَ بالمعروف والنهيَ عن المنكر معدودٌ في أركان الإسلام ! وشتان ما بين غيبةٍ ونصيحةٍ ؛ وسبٍّ وإنكار ! - أما من أَنكَرَ على الناصح الآمر بالمعروف = بأنه مغتابٌّ سابٌّ ، فكأنه نظر بعينٍ ، وأغمض الأخرى ، والحقُّ أنه لا يُنظر في هذه المسائل إلا بعينين فاحصتَين ، من كل الجوانب ، ومن مختلف الجهات . - فلستُ داعيًا إلى غيبَتِهِ ، بل أُنكِرُ على من اغتابَهُ ، وأستغفر الله إنْ نَدَّ من حروفي ما يُفهم أنه غيبة ، أما أن يُنكَرَ على ما جاهر به من خطأ ، فمطلوبٌ مُتحَتِّم . - يا إخوان ! إن تركنا حبلَ ( العبيكان ) على غاربِهِ ، وتركناه يخوض لُجَّة المعاصي مجاهرًا بها بدعوى : ( لحوم العلماء مسمومة ) = رُزئنا غدًا بمن يحتجُّ بتقليده ومتابعته ، وحينئذٍ ؛ لنبكِ على أنفسنا ، ولْنعضّ على أصابع الندم ، لأن من كنّا نحذّرُهُ ونزجرُهُ وننصحُهُ عن المجلات والصور والمشاهد المحرمة = أصبح ذا حجةٍ ، لأنه يقلّد من عددناهُ ( عالمًا من العلماء ، لحمُهُ مسموم !! ) . - وإن أنسَ ، لا أنسى أن أُنبِّه كل الأحباب ، إلى أن كل ابن آدم خطَّاء ، والجميعُ معرَّض للفتنة ، فلا تأخذنا الشماتة ، ولنسأل الله العافية والسلامة ، والهداية والصلاح لأخينا ، فإن المرءَ لا يدري ، فقد يكون اليومَ منكِرًا ، وغدًا مُنكَرًا عليه ، فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن ، كقلبٍ واحدٍ يصرفه حيث يشاء ، وما سمي القلبُ قلبًا ؛ إلا لتقَلُّبِهِ . فاللهم يا مقلّبَ القلوب ، ثبّت قلوبنا على دينك . اللهم ربَّ جبريل وميكائيل ، فاطرَ السماوات والأرض ، عالمَ الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادِكَ فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدنا - جميعًا - لما اختلف فيه من الحقِّ بإذنك ، إنك تهدي من تشاءُ إلى صراطٍ مستقيم . سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهدُ أن لا إله إلا أنت ، أستغفرُك وأتوبُ إليك .
__________________
كثرت ذنوبي ، فلذا أنا نادم . أسأل الله أن يتوبَ عليَّ ، ويهديَني سبيل الرشاد . وما أملي إلا ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم ﴾ . أبو عبد الله
|
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|