[عبدالرحمن بن دواس]

كثر الهرج و المرج ، في أوبريت الدورة الرياضية الخامسة التي نظمتها إدارة التربية و التعليم بمنطقة القصيم مؤخراً

كانت الأحاديث مترامية الأطراف بين معارض و مؤيد ، على إطلاقهما .

و يسر الله لي أن أشاهد الحفل عبر القناة السعودية الرياضية التي نقلت الحدث و على الهواء مباشرة لملاين البشر لتعكس الصورة الغير صحيحة لمنطقة القصيم عموماً و لمدينة بريدة على وجه الأخص و الخصوص .

***

إدارة التربية و التعليم

جهة ذات اختصاص تربوي و تعليمي للجيل القادم ، تحمل في رسالتها تربية النشء على معالي الأمور و إبعادهم عن سفاسفها المقيتة

و عل ذلك الأوبريت كسر و خرق تلك المبادئ التي على أثرها تم إنشاء هذا الركن التعليم الهام في الدولة و الذي قاد زمامها كأول وزير لها القائد المحنك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله و كان وزير للتعليم آنذاك

حيث قادها إلى السمو و التميز في الطرح التعليمي التربوي و لا يزال هذا المنهج قائماً حتى الآن و لله الحمد لولا بعض الأعمال التي أعتبرها من وجهة نظري تحمل شذوذاً في المسيرة التعليمية التي لا زلنا نأمل منها الكثير و الكثير ، لا سيما بعد تولي (العبيد) زمام الأمور هناك و عشمنا فيه الكثير و عل من بوادر ذلك تُظهر في اعتذاره عن حضور ذلك المحفل الأوبريت الذي حمل الكثير من الأخطاء التربوية و التي تعاكس الموج و التيار التعليمي الذي تعكف عليه الوزارة جاهدة ممثلة بالمرشدين و الأكاديميين و المعلمين و كل من له يد خير و ولاية في أي صرح تعليمي .

و الذي أصبح موقفه قمة في الحرج بعد أن تبنت الإدارة بصريح العبارة بعض المخالفات سواء كانت الشرعية المختلف فيها أو الاجتماعية التي صادمت بها المجتمع المحافظ .

***

أود أن أسئل كل من له صلاحية في صناعة القرار من المسئولين بإدارة التعليم بعض الأسئلة التي وقف عقلي البشري عن استنتاج جواب شافي كافي لها ..

السؤال الأول

كنا في القديم نحفل بالكثير من المهرجانات الإنشادية و الأوبريتات المتميزة و التي لها وقع جيد على الكثير من أبناء و رجال القصيم المستهدفين و عل على قائمة تلك الأوبريتات أوبريت الرسالة ، الذي يحكي المسيرة الناجحة لموحد الجزيرة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه و الذي شارك فيها أبرز المنشدين من الساحة الفنية المحافظة و هم الأستاذ محمد المساعد ، الأستاذ عمر الضحيان ، الأستاذ فهد الهديب

و كان بحق قمة في الروعة و الأداء الفني الراقي ، بعيداً عن الإيقاعات و الأصوات الشاذة التي قد تسمى مغالطة (إيقاع) أو أصوات بشرية .

سؤالي هو كالتالي :

بما أن النجاح كان و لا زال موجوداً ، فما هو الداعي لإدخال هذه المدخلات المريبة و التي أزعجت الكثيرين حتى من غير المحافظين أو من يسمون (المطاوعة)

لا سيما و أننا و لله الحمد نقع داخل مجتمع محافظ من الجانب الشرعي ، و ليس من الحنكة الإدارية في شيء معاكسة التيار القصيمي و فتح هامش التصنيف و سوء الظن في التوجهات و الفكر للقائمين على المهرجان ، و حق لهم ذلك الظن على سوءه لأن العين الحانقة لا ترى سواء التصنيف السلبي البحت الذي قد يكون صحيحاً كاحتمال من الاحتمالات.

السؤال الثاني

هل من الرؤية التربوية الثاقبة زج المراهقين في ساحة مترامية الأطراف لهز الجذوع و التمايع و التراقص أمام جموع من البشر ، هل هذه هي الرسالة التربوية التي ننتظرها من النشاط اللامنهجي من إدارة التربية و التعليم بمنطقة القصيم .

هل هذه هي المفاخر التي نفتخر بها عندما نرى أبنائنا يظهرون برقصات مائعة و كأننا مستلقين أمام كليبات روتانا بطريقة الرقص و الهز في المقدمة و المؤخرة لا سيما أن المسرح يحوي أجناس مختلفة من الشباب منهم الوسيم و منهم دون ذلك و منهم غير ذلك .

ألا تعتقدون أن مثل تلك الأجواء تهيئة أنيقة لخلق بعض العلاقات بين بعض الشباب المراهق و استغلالها استغلال غير حميد .

أنقبض قلبي عندما بدأت أشاهد أبناء هذا البلد يتمايعون بهز أجسادهم الطرية و مؤخراتهم على إيقاع القصائد الصوتية التي نظمها أحد أدباء هذا البلد و أحد رجال التربية و التعليم لدينا .!

هل هذا عشمنا في رجال المستقبل و قادته ، هل أملنا في أبناء أن يخرجون يجيدون عرض أجسادهم التي أصبحت فاتنه في هذا العصر ..!

ألا يكون مثل هذه المحافل تشجيع لولائك الأحداث لمحاكة هذه الأفعال التي حدثت تحد إشراف رسمي من أول جهة تربوية

هل سنرفض هذا السلوك عندما نشاهد مقاطع البلوتوث تحوي طلعات شبابية برقص و طرب بأحد الاستراحات !

نتمنى من المسئولين بالإدارة إعادة النظر في تلك الظاهرة من جانب تربوي و أكاديمي بحت و هل هي مع أم ضد المسيرة التربوية التي تقودها الوزارة .

حقيقة أنا أعتبر هذا الأوبريت سقطة جديدة لإدارة التربية والتعليم و التي نظمت و أقامت الكثير من الأوبريتات المشابهة في مهرجان الصيف و الأعياد و غيره

و نتمنى منهم و أملنا فيهم كبير إعادة النظر بعين التعقل و الرزانة في مثل هذه الأمور و عدم الميل مع أهل الرغبات الشاذة الذي ربما تكون ثقافاتهم تختلف جذرياً مع الثقافة العامة للبلد و لا تعكسها بالشكل الصحيح .

السؤال الثالث و الأخير

هل من البر في شيء ، و هل من رد المعروف لأهل الخير أن يمرح أهل بريدة برقصهم في أستاد الملك عبدالله و رجل بريدة و أبنها البار الشيخ صالح السلمان يصارع الموت .!

هل هذا هو رد الجميل لذلك الرجل الفاضل الذي قدم الكثير و الكثير .

أعتقد أنه من أقل ما يقدم لذلك الرجل من تلك الإدارة إلغاء المحفل بالكامل كتعبير عن حزن أبناء مدينة بريدة بالكامل في وفاة الشيخ صالح السلمان و هذا من أقل القلائل في حقه

و الذي تزامن خبر وفاته ، قبل وقت الحفل بساعات .

رحمه الله رحمة واسعة و أسكنه جنات النعيم

***

كلي أمل من اللجان و المسئولين و مدير التعليم أخذ ردود الأفعال المتزنة بشيء من الاهتمام

شكراً للجميع

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[المسفهل]

ما شاء الله عبد الرحمن بن دواس هُنا ... فلا داعي للتعليق بعده ... فقد كفّى وأوفى ..

شُكراً لغيرتك أبو محمد ...