[الخبوبـي]

خطاب الزرقاوي يلاقي تأثيرا في الشارع العراقي
2006/04/27

مسؤولون عراقيون وامريكيون يدينون تصريحاته

بغداد ـ القدس العربي ـ من ضياء السامرائي: بعد الخطاب التاريخي الذي بدا فيه زعيم الفرع العراقي لتنظيم القاعدة ابو مصعب الزرقاوي في قوة وشدة لم يشهدهما من قبل. اصبح العراقيون ينتظرون من الزرقاوي ترجمة لاقواله والذي اصبح الشغل الشاغل في الشارع العراقي بين صاحب مساند يجد فيه المنقذ لاسترجاع الحقوق، وبين عدو خائف من انتقام قد يفتك به بشكل يختلف عما سبقه من اعمال قاسية ونوعية في نفس الوقت.
العراقيون في وقت مضي كانوا يشاهدون عبر الشاشات الرئيس العراقي صدام حسين وهو يقف ساعات طويلة يحمل بندقيته يحيي بها الجيش العراقي. ويتحدي بين فترة واخري امريكا والغرب من المساس بارض العراق حتي بدت الصورة اكثر قتامة عند احتلال العراق مما احدث فراغا بوجود رجل قوي يقود الشعب الي الخلاص من الاحتلال الذي مزق اوصال العراق الي طوائف وملل لم يكن يعرفها من قبل. وبين تحميل كل طائفة او عرق الطرف الاخر مسؤولية احتلال العراق.
ظهر ابو مصعب الزرقاوي الذي دخل المسرح العراقي بقوة عبر المنفذ الديني الاقرب الي النفوس مبتعدا بذلك عن كافة الحجج التي تراد ان تصلق به. حتي اصبح الكثير من العراقييين لا يصدقون الا مايفعله وما يقوله الزرقاوي حيث كثرت وعود من جاءوا علي ظهر دبابات الاحتلال وبات العراقيون يرغبون برحيل المزنجرات التي فتكت وعبثت بالجسد العراقي الذي كان الي فترة قريبة موحدا.
الشارع البغدادي راح هوالاخر يعبر عما في داخلة بعد ظهور الزرقاوي لاول مرة علي شريط فيديو يتوعد ويتحدي ويحرض وقد اصاب قسما منه بالفرح والسرور وقسماً اخر بالذهول.
فحسان معد من منطقة بغداد الجديدة يقول الحمد لله الذي اظهر الحق. فقبل ظهور الشيخ ابو مصعب في خطابه العظيم كانت التهم توجه اليه من بعض الحاقدين علي انه صنيعة امريكية وليست له علاقة بالجهاد والمجاهدين. اما الان فقد اقفلت الافواه ولا احد بات ينطق بل اشتد خوف العملاء وبائعي الوطن بابخس الاثمان. واضاف حسان كفي ذلا كفي خنوعا ان حقوقنا منتهكة واصبحنا اذلاء بسبب الاحتلال والحكومة العميلة. انا عن نفسي ساذهب وانخرط في صفوف الجهاد والمجاهدين بعد سماعي نداء الشيخ ابو مصعب حفظه الله. مضيفا ما فائدة الجلوس في بيوتنا ومخطط الاقتصاص مستمر برعاية الاحتلال لاهلنا الابرياء.
اما سعاد الحسيني من سكان الكاظمية فتقول من الواجب الشرعي الان مبايعة الزرقاوي لحكم العراق. ولاسباب مهمة انه ان قال فعل وان فعل اصاب وهذا لم نشاهده بعد رحيل صدام اطلاقا الا منه. واضافت ماذا يفعل حكام المنطقة الخضراء هل تحميهم الترسانات الكونكريتية من هجمات الزرقاوي، في تصوري هو من يستحق العيش بكرامة وهم يستحقون ان يصفهم التاريخ عملاء خونة لا يهمهم العراقي أين يكون وكيف يصبح هل هو في مأمن ام لا؟ اما عبد الحسين كاظم من منطقة زيونة فيقول من الان فصاعدا لم اعد اصدق غير كلام الزرقاوي لانه رجل صادق وليس رجلاً خيالياً من صنع امريكا والموساد كما كانوا يكذبون علينا في المحاضرات الدينية بين فترة واخري . وتسأل لم هذا الكذب؟ في تصوري الانسان الكاذب له اسباب ثابتة اما انه فاقد الشيء الذي لا يعطيه او انسان لايتملك الاخلاق لأن يكون جديرا بالاسلام فلماذا يكذبون علينا بخصوصه؟ فالزرقاوي من خلال خطابه في نظري وعلي الرغم من تحفظي علي بعض عملياته التي تقع بين الابرياء رجل شجاع وتجب مساندته في الوقت الراهن لكي نطرد الاحتلال من ديارنا. ماذا فعلت لنا حرية امريكا غير الدمار الشامل وتحطيم بنية الدولة كاملة ماذا يردون اكثر من نهب النفط والمقدرات الاخري. علينا مساندته بقوة لكي نطرد من اساءوا الي قيمة العراقي فلا مكان للخونة وعباد الدولار.
اما اسامة خير الله من منطقة الدورة فيقول لم اشعر اني عراقي وان هناك من يريد الثأر لي ولكرامة العراقيين كما شعرت عندما شاهدت الشيخ ابو مصعب حفظه الله ورعاه وهو يتحدي بصوته المشحون بالصدق والاثارة .
واضاف لقد ادمعت عيوني عندما شاهدته يسير متوسطا رجاله وهو يتحدي بذلك المشككين بصفاء غايته من اجل تحرير العراق .
وتابع ما الضير في دعم الزرقاوي في كل شي. هل يريدون ان تبقي المليشيات الطائفية والحرس الثوري يفتكان بكل اقاربنا؟ من يحمي العراقي الان من خطر الضياع بعد رحيل صدام. فالواجب الشرعي ان تقف مع من يقوم بالدفاع عن شرفك وارضك لا الوقوف مع من يخون البلد ويصبح عميلا لا مثيل له . لكن المسؤولين العراقيين والامريكيين ادانوا تصريحات الزرقاوي.
وقال الرئيس العراقي جلال طالباني في مؤتمر صحافي مشترك مع نائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي الزرقاوي لايستحق الرد فقد شن هذا المجرم حرب ابادة ضد الشعب العراقي منذ البداية، فالشيعة بالنسبة له كلهم روافض والاكراد كلهم خونة والعرب السنة الوطنيون مرتدون .
واضاف ان الزرقاوي ظاهرة يمكن حلها من خلال تحقيق المصالحة الوطنية وتحقيق الامن والاستقرار مشيرا الي ان الشعب العراقي كله يكره جرائم الزرقاوي البشعة وانه اصبح معزولا .
من جانبه، اعتبر طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي انه لاجديد في هذه التصريحات . واضاف نحن اتهمنا بالردة والتكفير والموقف الذي سمعناه يوم امس (الاول) ليس موقفا جديدا . وعلقت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس التي تزور بغداد علي تصريحات الزرقاوي، فقالت ان الاخير يدرك جيدا ان هذه الحكومة تمثل كل فئات الشعب العراقي، وانها حكومة وحدة وطنية لذلك ربما تشكل التهديد الاكبر لجهوده لاحداث انقسام في صفوف العراقيين .
من جهته، اعتبر الجنرال الامريكي رودي رايت المتحدث باسم القوة المتعددة الجنسية ان الزرقاوي لا يقيم اي اعتبار للشعب العراقي، الزرقاوي والقاعدة اعلنا حربا مفتوحة علي العملية الديمقراطية في العراق، لكنهما علي وشك خسارة هذه الحرب بدليل العملية المستمرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية .
واضاف ان الزرقاوي وعصابة الارهابيين والمجرمين التي يتزعمها هم اعداء العراق الفعليون، الارهابيون والمحاربون الاجانب الذين يجندهم ويدربهم ويجهزهم ينفذون تسعين في المئة من الهجمات الانتحارية التي تستهدف الرجال والنساء والاطفال في العراق، هذه الهجمات قتلت او جرحت الالاف خلال العام المنصرم .
وأكد رايت ان قوات الامن العراقية وقوات التحالف تواصل عملياتها الهادفة الي ازالة التهديد الذي يمثله الزرقاوي والقاعدة للعراق .