[المثنى القصيمي]

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي صاحب البقالة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
هذه رسالة من أخ ناصح لك مشفق عليك يتمنى لك الفلاح في الدنيا والأخرة وسعة الرزق
وبركته ..وإنه ليسعدني أن أقدم لك هذه النصيحة التي أرجو أن تلقى منك قبولاً وهذا ظني بك , وإن العاقل المهتدي من إذا استمع القول اتبع أحسنه وأسأل الله لي ولك ولجميع المسلمين الفقه في الدين وأن تكون عضواً صالحاً ومصلحاً في مجتمعك إنه سميع قريب مجيب..
أخي العزيز:قد يخفى عليك حكم شرب الدخان فأقول لك :دلت الأدلة الشرعية على أن شرب الدخان من الأمورالمحرمة شرعاً وذلك لمااشتمل عليه من الخبث والأضرارالكثيرة والله سبحانه لم يبح لعباده من المطاعم والمشارب إلأ ما كان طيباً نافعاً أما ما كان ضاراً لهم في دينهم أودنياهم او مغيباً لعقولهم فإن الله سبحانه قد حرمه عليهم وهو عز وجل أرحم بهم من أنفسهم وهو الحكيم العليم في أقواله وشرعه وقدره ومن الدلائل القرآنية على تحريم شربه قوله تعالى(يسئلونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات) وقال تعالى في نبينا
محمداً صلى الله عليه وسلم ( يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) فأوضح سبحانه بهاتين الآيتين .
أنه سبحانه لم يحل لعباده إلاّ الطيبات والأشربة النافعة أما الأطعمة والأشربة الضارة كالمسكرات والمخدرات وسائر الأطعمة والأشربةالضارة في الدين أوفي البدن أو العقل فهي من الخبائث المحرمة ولقد أجمع الأطباء وغيرهم من العارفين بالدخان وأضراره بأن الدخان من المشارب الضارة ضرراً كبيراً وذكروا أنه سبب لكثير من الأمراض كالسرطان وموت السكتة وغير ذلك .
أخي: لعلك بعد تلك المقدمة فطنت إلى ماأقصدة فإن اللبيب بالإشارة يفهم : يقول الله تعالى
(وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الأثم والعدوان) أريد منك بارك الله فيك أن تكررقراءة هذه الأية فإن معناها جليّ وواضح .. وإذا كّنا أمة القران الأمة المسلمة بربها وخالقها فلابد أن نكون على مايرضاه الله لنا من إمتثال أوامره وشكر نعمه وإجتناب نواهيه وإلاّ فإننا لانستحق أن نكون عبيداً له .
أخي: ماقصدته وفقك الله هو تنبيهك بأن بيع الدخان على إخوانك المسلمين محرم لأنه من التعاون على الأثم والعدوان والذي نهى عنه بقوله (ولاتعاونوا على الإثم والعدوان) كما أن المال الذي تجمعه مالاً حراماً سحتاً وكما ورد في الحديث (أيما جسد نبت على السحت فالنار أولى به) رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه .
إنني أدعوك إلى التوبة إلى الله عز وجل ومقاطعة بيعه إمتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى وحتى يكون ماتكسبه من مال وتنفقه على نفسك وأولادك حلالاً خالصاً لايشوبه مال حرام (لأن الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه) كما ورد في الحديث . وإنني أوصيك بتقوى الله لأنها من أسباب الرزق كما قال تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا*ويرزقه من حيث لايحتسب)
أخيراً :
تذكر ساعة الرحيل والقدوم على الله وتذكر يوم العرض الأكبر عليه سبحانه حين تسأل عن الصغيرة والكبيرة وعن مالك من أين إكتسبته وفيما أنفقته ؟؟ ..

أسأل الله العلي العظيم لك الهداية وأن تكون عضواً صالحاً ومصلحاً في مجتمعك .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوك ... الناصح

---------------------------------------------
نقلاً من كتاب معلومات تهمك لمؤلفه: عبدالله بن جارالله بن إبراهيم آل جارالله .