|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 353
|
[align=justify]تعقيب على تعقيب
بقلم الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء قرأتُ ما كتبه الأخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ تعقيباً عليَّ للمرة الثانية في جريدة (الجزيرة) الصادرة يوم الأحد 6 من جمادى الآخرة العدد 12330 الصفحة (35) حول تضمين مناهج الدراسة في المملكة أحكام الجهاد في سبيل الله كباب من أبواب عقيدة التوحيد التي دعا إليها آباؤه وأجداده في هذه البلاد، وقامت عليها وتبنَّتها تلك الدولة السعودية أيدها الله بنصره وتوفيقه. وقد ركَّز الكاتب محمد - هداه الله لمعرفة الحق - على أن تضمين المناهج الدراسية أحكام الجهاد مخالف لما أبرمه الملك عبد العزيز رحمه الله من المعاهدات الدولية، وأقول له: أولاً: إن المعاهدة بين المسلمين والكفار وأحكامها وما يترتب عليها هي من ضمن أحكام الجهاد التي تدرس في تلك المناهج ليكون الطالب على بصيرة؛ لئلا يفهم الطلاب أن الجهاد كما فهمته أنت مخالف لأحكام المعاهدات فينشأ عن ذلك ما ينشأ من سوء التصرفات. ثانياً: هل الملك عبد العزيز رحمه الله لما أجرى تلك المعاهدات أمر بإلغاء أحكام الجهاد من المناهج الدراسية؟ أرجو أن تثبت ذلك. ثالثاً: هل من بنود تلك الاتفاقيات التدخل في أحكام دين المسلمين بإلغاء أو تغيير؟ هذا ما لم يمر في المعاهدات الدولية قديماً ولا حديثاً كما هو معلوم. رابعاً: إن المعاهدات بين المسلمين والكفار هي من التعامل الدنيوي المباح ما لم تتضمن تلك المعاهدات التدخل في دين المسلمين بالتنازل عن شيء منه، فإن هذا لا يجوز؛ لأنه من المداهنة المحرمة في دين الله عز وجل، قال تعالى: {أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ}، وقال تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}؛ أي: تتنازل لهم عن شيء من دينك. خامساً: إن دراسة أحكام الجهاد ضمن المناهج الدراسية لا تعني إلغاء المعاهدات الصحيحة مع الكفار، ولا تعني إعلان الحرب عليهم؛ لأن هذا يتعارض مع المعاهدة. وأما دراسة أحكام الجهاد والحرب والسلم فهي لا بدَّ منها لئلا يُفهم الجهاد في الإسلام على غير مفهومه الصحيح كما حصل من جماعات التكفير والتفجير نتيجة لعدم دراستهم لأحكام الجهاد، أو نتيجة لتغير أفكارهم بعد دراستها وانحراف سلوكهم عما درسوه إن كانوا قد درسوها؛ فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، وكم من عالم قد ضلَّ بعد هدى، والقلوب بين أصابع الرحمن يقلبها حيث يشاء كما جاء في الحديث الصحيح، وهؤلاء ليسوا حُجَّة على المسلمين. وأخيراً أرجو من الأخ محمد، وهو من بيت علم ودعوة ويؤمل فيه الخير، أن يعيد النظر فيما كتب، وأن يتثبَّت فيما يكتب. وفقنا الله وإياه لمعرفة الحق والعمل به، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه. ------- شبكة الرد ـ الخميس 17 جمادى الآخرة 1427هـ الموافق 13/7/2006م (صحيفة الجزيرة) الخميس 17 جمادى الآخرة 1427 هـ 13 يوليو 2006 م العدد 12341 [/CENTER] |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|