شكوى لماذا هجر هؤلاء الأخيار المنتدى؟؟؟

راعي بريدة · 11-08-2006, 10:22 PM

اطلعت على هذا الموضوع القيم فآثرت أن تشاركوني الفائدة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين
المتفضل على عباده برحمته، والصلاة والسلام على خير المرسلين نبينا محمد وعلى آله ومن استن بسنته إلى يوم الدين
أما بعد:

فإني أطرح موضوعاً كان السبب في هجرة الأخيار، لا لأنهم ارتحلوا وفارقوا الديار أو لكونهم فارقوا الدنيا ليعيشوا في دار القرار، لكنهم فارقونا لكثرة الجهال والأغرار الذين يكثرون من بذيء القول ولم يعدوا ليوم يسألون فيه أمام العزيز القهار.
لسان حالهم يقول ما قال الشافعي:

[poem=font="Arabic Transparent,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إذا لم أجد خلاً تقياً فوحدتي=ألذ وأشهى من غوي أعاشره
وأجلس وحدي للسفاهة آمناً=أقر لعيني من جليس أحاذره[/poem]

فقد كان الجهال سبب لكي نفارق الأخيار
ولم يهتدي أولئك الجهال من نصوص الكتاب إلى ما يصلح حالهم ويربي نفوسهم ليقتدوا بخير قدوة فداه أبي وأمي الذي قال فيه رب الأرباب وخالق الألباب (وإنك لعلى خلق عظيم) هذا الذي قالت فيه أم المؤمنين المبرئة بنص الوحي والكتاب (كان خلقة القرآن).
هذا هو الرسول الكريم المبعوث رحمة للعالمين ليتمم مكارم الأخلاق.
فأين نحن من الأقتداء بأمره
وكيف تطيب نفس بمخالفة قوله وفعله، وقد قال صلى الله عليه وسلم(إن البر حسن الخلق) وقال (خياركم أحاسنكم أخلاقاً).
وليت الأمر يقف عند ذلك بل إنه ذكر ما يخيف أصحاب العقول ليهجروا الفحش في القول فقال(ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله تعالى ليبغض الفاحش البذيء)فكيف يطيب لك عيش وأنت تعلم أن الله أبغضك، أم أن الران قد كثر على قلبك فنزعت منه خشية من إذا شاء إلى نار جهنم يوم القيامة أولجك.

فإن تبت وأعلنتها توبة نصوح
فإليك أركان حسن الخلق كما ذكرها صاحب مدارج السالكين لترقى بها في منازل إياك نعبد وإياك نستعين

فأولها الصبر: فإنه يحمل على كظم الغيظ، وعدم الطيش والعجلة.

وكما قال الشافعي:
[poem=font="Arabic Transparent,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم:=إن الجواب لبابِ الشر مفتاح
والصمت عن أحمق شرف=وفيه أيضاً لصون العرض إصلاح
إن الأسود لتخشى وهي صامتة=والكلب يخسى لعمري وهو نباح[/poem]

وثانيها العفة: تحمله على اجتناب الرذائل من القول والفعل، وتحمله على الحياء وهو رأس كل خير.
وليت شعري لو سمع بهذه الأبيات

[poem=font="Arabic Transparent,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
والمرء إن كان عاقلاً ورعاً=يشغلهم عن عيوبهم ورعه
كما العليل السقيم يشغله=عن وجع الناس كلهم وجعه[/poem]

وثالثها الشجاعة: تحمله على عزة النفس، وإيثار معالي الأخلاق والشيم وقال نبي الهدى صلى الله عليه وسلم(ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب)

وقد قال علي رضي الله عنه
[poem=font="Arabic Transparent,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سليم العرض من حذر الجوابا=ومن دارى الرجال فقد أصابا
ومن هاب الرجال تهيبوه=ومن يهن الرجال فلن يهابا[/poem]

ورابعها العدل:يحمله على اعتدال أخلاقه، وتوسطه فيها طرفي الإفراط والتفريط.

وكما قال الشافعي:
[poem=font="Arabic Transparent,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إذا ما كنت ذا علم وفضل=بما اختلف الأوائل والأواخر
فناظر من تناظر في سكون=حليماً لا تلج ولا تكابر
يفيدك ما استفاد بلا امتنان=من النكت اللطيفة والنوادر
وإياك اللجوج ومن يرائي=بأني قد غلبت ومن يفاخر
فإن الشر في جنبات هذا=فميز بالتقاطع والتدابر[/poem]

ومنشأ جميع الأخلاق السافلة وأركانها:
أولاً الجهل:فيريه الحسن في صورة القبيح والقبيح في صورة الحسن.

وكما قال علي رضي الله عنه:
[poem=font="Arabic Transparent,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وذي سفهٍ يخاطبني بجهلٍ= فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهةً وأزيد حلماً= كعودٍ زاد بالإحراق طيبا[/poem]

وثانياً الظلم:ويحمله على وضع الشيء في غير موضعه، فيغضب في موضع الرضا، ويرضى في موضع الغضب.
وما خاف من دعاء المظلوم عليه
[poem=font="Arabic Transparent,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
واحذر من المظلوم سهماً صائباً=واعلم بأن دعاءه لا يحجب[/poem]

وثالثاً الشهوة:تحملة على الحرص ،والذل والدناءات كلها.
ورحم الله ابن القيم حينما قال:
[poem=font="Arabic Transparent,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وكذك الايمان في قلب الفتى=غرس من الرحمن في الانسان
والنفس تنبت حوله الشهوات=والشبهات وهي كثيرة الأفنان
فيعود ذاك الغرس يبسا ذاويا=أو ناقص الثمرات كل أوان[/poem]

ورابعاً الغضب:يحمله على الكبر، والحقد، والحسد، والعدوان.

وبعض الإخوة يدفعه غضبه أن يخاصم الإخوة ويعاديهم، ولم يعرف من خبرهم إلا قليل من ما أخطأ به لسانهم أو زل، فينسى كل ما قالوه من قبل، فتضيع حسناتهم بسبب خطأ واحد ولا يعذرهم به.
فكم من رجل أراد النفع فلم يتم له مطلبه فأفسد فينطبق به قول الشاعر:

[poem=font="Arabic Transparent,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
رام نفعاً فضر من غير قصدٍ=ومن البر ما يكون عقوقا[/poem]

فهل نعين شيطانه عليه بقسوتنا فلماذا لا نتقي الله بأخواننا؟

وآخرون يدفعهم غضبهم أن يأخروا إخوانهم الذين وقعوا فيهم من دخول الجنة، لأنهم لم يغفروا لهم وقيعتهم.
ورحم الله الشافعي حينما قال:
[poem=font="Arabic Transparent,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
من نال مني أو علقت بذمته=أبرأته لله شاكر منته
أأرى معوق مؤمن يوم الجزا=أو أن أسوء محمداً في أمته؟[/poem]

وأقول
[poem=font="Arabic Transparent,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فهل سينمو للتسامح بيننا شجر=فقد أراد الكفر من تفريقنا الظفر[/poem]

فهل تقبلون ذلك
وقبل النهاية أهديكم أبيات لعلي رضي الله عنه قال فيها:

[poem=font="Arabic Transparent,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ما للفتى حـسب ألا إذا كـملت=أخلاقه وحوى الآداب والـحسبـا
فاطلب فديتك علماً واكتسب أدباً=تظفر يداك به واستعجل الطـلبــا
لله در فتــى أنـسابه كــرم=يا حبذا كـرم أضـحى له نسبــا
هل الـمروءة إلا مـا تقوم بـه= من الذمام وحفظ الجار إن عتبـا
من لـم يؤدبه دين المصطفى أدبا=محضا تحير في الأحوال واضطربا[/poem]

وفي النهاية أقول
لست أهلاً لأن أكون ناصحاً ولعلي أكون أول المخاطبين في ما كتبت ونقلت ولكني كتبته عسى أن يستفيد من ما قلت رجل فيرتقي بذلك في منازل الجنان وأرتقي معه.

وأسأل الله أن يرزقنا خلقاً حسناً، ونفس عن سفاسف الأمور مبتعدة
اللهم اجعلنا من الأذلة على المؤمنين الأعزة على الكافرين
اللهم ارزقني ومن أمن على دعائي شهادة في سبيلك ترضى بها عني وتغفر بها ذنبي وتضحك بها مني
اللهم يسر لي ولمن أمن على دعائي طريقاً للجهاد
اللهم اجعل قتلي هداية لقاتلي يا أرحم الراحمين
اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة
اللهم فلا تردني صفراً

وأعتذر عن الإطالة

سميّة بنت خياط · 11-08-2006, 11:51 PM

[align=justify]أخي راعي بريده ...

لله درك , مقال مرتب الأفكار والأسطر , اجتماعي فكري أدبي في آن واحد ...

تذكر أن المقال سيكون في مدونتي الخاصة ...

شكراً لك ![/CENTER]

12-08-2006, 12:58 AM

اقتباس


	فكم من رجل أراد النفع فلم يتم له مطلبه فأفسد فينطبق به قول الشاعر: رام نفعاً فضر من غير قصدٍومن البر ما يكون عقوقـا فهل نعين شيطانه عليه بقسوتنا فلماذا لا نتقي الله بأخواننا؟

لا فظ فوكـ أخي

إننا بحاجة إلى هذا المعنى الجميل الذي يحملنا
على حسن الظن واللين مع المؤمن إقالة عثرته فما كل مجتهد مصيب

حقيقة من أجمل ماقرأت
بارك الله فيكـ أخي راعي بريدة

أسد.

أبوفارس الخالدي · 12-08-2006, 01:08 AM

رعاك الله ..
وبألف حل أنت ..
نفع الله بما كتبت ..
سأحتفظ بما كتبت في مستنداتي ..
كل الود ..

أبو ولاء · 12-08-2006, 01:27 AM

جزاك الله خيراً أخي الكريم راعي بريدة

اقتباس

المشاركة الأساسية كتبها راعي بريدة


	وكما قال علي رضي الله عنه: وذي سفهٍ يخاطبني بجهلٍ= فأكره أن أكون له مجيبا يزيد سفاهةً وأزيد حلماً= كعودٍ زاد بالإحراق طيبا doPoem(0)

هذا البيت للشافعي

راعي بريدة · 12-08-2006, 01:34 AM

سميّة بنت خياط

أسد العقيدة

أبوفارس الخالدي

أبو ولاء

أشكر لكم هذا التفاعل وأنا لا اصل إلى مستوى هذا الطرح فأنا أقل من أن أكتب هذه المقالة ..

وأنا أذكركم بما كتبته في أول سطرٍ من المقالة ..

اقتباس

اطلعت على هذا الموضوع القيم فآثرت أن تشاركوني الفائدة

**مخاوي الصمت** · 12-08-2006, 01:42 AM

أخي الغالي راعي بريدة

بارك الله فيك وفي إطلاعك
بارك الله فيك وفي نقلك
بارك الله فيك وفي حملك لهذا الهم
بارك الله فيك وفي عملك

أقول لك كما قال أخي أسد
حقيقة من أجمل ما قرأت

جزاك المولى خير الجزاء

أخوك
أبوعبدالرحمن

**الـصـمـصـام** · 12-08-2006, 03:16 AM

أخي
راعي بريدة
نحن مدينون لك بها العرض القيم
.
.
.
لما حُفت الجنة بالمكاره و حفت النار بالشهوات
كان لا بد للإنسان أن يتنازل عن حظوظ النفس التي قد يتضرر إذا لهث ورائها
( فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه و ليٌ حميم وما يُلقاها إلا الذين صبروا وما يُلقاها إلا ذو حظ عظيم )
.
.
.
ما أحوجنا إلى فهم حقيقة الخلق - من غير ضعف -
فيتنازل الإنسان عن حظه من غير ذلة أو ضعف
فيكون عزيزاً باتباعه منهج الله القويم
فيرضى عنه الله و يُرضي الناس عنه
.
.
.
شكرا لكـ أخي المُبارك

11-08-2006, 10:22 PM	#1
راعي بريدة عـضـو تاريخ التسجيل: Aug 2005 البلد: في أرضِ الله... المشاركات: 548	شكوى لماذا هجر هؤلاء الأخيار المنتدى؟؟؟ اطلعت على هذا الموضوع القيم فآثرت أن تشاركوني الفائدة بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين المتفضل على عباده برحمته، والصلاة والسلام على خير المرسلين نبينا محمد وعلى آله ومن استن بسنته إلى يوم الدين أما بعد: فإني أطرح موضوعاً كان السبب في هجرة الأخيار، لا لأنهم ارتحلوا وفارقوا الديار أو لكونهم فارقوا الدنيا ليعيشوا في دار القرار، لكنهم فارقونا لكثرة الجهال والأغرار الذين يكثرون من بذيء القول ولم يعدوا ليوم يسألون فيه أمام العزيز القهار. لسان حالهم يقول ما قال الشافعي: [poem=font="Arabic Transparent,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] إذا لم أجد خلاً تقياً فوحدتي=ألذ وأشهى من غوي أعاشره وأجلس وحدي للسفاهة آمناً=أقر لعيني من جليس أحاذره[/poem] فقد كان الجهال سبب لكي نفارق الأخيار ولم يهتدي أولئك الجهال من نصوص الكتاب إلى ما يصلح حالهم ويربي نفوسهم ليقتدوا بخير قدوة فداه أبي وأمي الذي قال فيه رب الأرباب وخالق الألباب (وإنك لعلى خلق عظيم) هذا الذي قالت فيه أم المؤمنين المبرئة بنص الوحي والكتاب (كان خلقة القرآن). هذا هو الرسول الكريم المبعوث رحمة للعالمين ليتمم مكارم الأخلاق. فأين نحن من الأقتداء بأمره وكيف تطيب نفس بمخالفة قوله وفعله، وقد قال صلى الله عليه وسلم(إن البر حسن الخلق) وقال (خياركم أحاسنكم أخلاقاً). وليت الأمر يقف عند ذلك بل إنه ذكر ما يخيف أصحاب العقول ليهجروا الفحش في القول فقال(ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله تعالى ليبغض الفاحش البذيء)فكيف يطيب لك عيش وأنت تعلم أن الله أبغضك، أم أن الران قد كثر على قلبك فنزعت منه خشية من إذا شاء إلى نار جهنم يوم القيامة أولجك. فإن تبت وأعلنتها توبة نصوح فإليك أركان حسن الخلق كما ذكرها صاحب مدارج السالكين لترقى بها في منازل إياك نعبد وإياك نستعين فأولها الصبر: فإنه يحمل على كظم الغيظ، وعدم الطيش والعجلة. وكما قال الشافعي: [poem=font="Arabic Transparent,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم:=إن الجواب لبابِ الشر مفتاح والصمت عن أحمق شرف=وفيه أيضاً لصون العرض إصلاح إن الأسود لتخشى وهي صامتة=والكلب يخسى لعمري وهو نباح[/poem] وثانيها العفة: تحمله على اجتناب الرذائل من القول والفعل، وتحمله على الحياء وهو رأس كل خير. وليت شعري لو سمع بهذه الأبيات [poem=font="Arabic Transparent,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] والمرء إن كان عاقلاً ورعاً=يشغلهم عن عيوبهم ورعه كما العليل السقيم يشغله=عن وجع الناس كلهم وجعه[/poem] وثالثها الشجاعة: تحمله على عزة النفس، وإيثار معالي الأخلاق والشيم وقال نبي الهدى صلى الله عليه وسلم(ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب) وقد قال علي رضي الله عنه [poem=font="Arabic Transparent,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] سليم العرض من حذر الجوابا=ومن دارى الرجال فقد أصابا ومن هاب الرجال تهيبوه=ومن يهن الرجال فلن يهابا[/poem] ورابعها العدل:يحمله على اعتدال أخلاقه، وتوسطه فيها طرفي الإفراط والتفريط. وكما قال الشافعي: [poem=font="Arabic Transparent,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] إذا ما كنت ذا علم وفضل=بما اختلف الأوائل والأواخر فناظر من تناظر في سكون=حليماً لا تلج ولا تكابر يفيدك ما استفاد بلا امتنان=من النكت اللطيفة والنوادر وإياك اللجوج ومن يرائي=بأني قد غلبت ومن يفاخر فإن الشر في جنبات هذا=فميز بالتقاطع والتدابر[/poem] ومنشأ جميع الأخلاق السافلة وأركانها: أولاً الجهل:فيريه الحسن في صورة القبيح والقبيح في صورة الحسن. وكما قال علي رضي الله عنه: [poem=font="Arabic Transparent,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] وذي سفهٍ يخاطبني بجهلٍ= فأكره أن أكون له مجيبا يزيد سفاهةً وأزيد حلماً= كعودٍ زاد بالإحراق طيبا[/poem] وثانياً الظلم:ويحمله على وضع الشيء في غير موضعه، فيغضب في موضع الرضا، ويرضى في موضع الغضب. وما خاف من دعاء المظلوم عليه [poem=font="Arabic Transparent,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] واحذر من المظلوم سهماً صائباً=واعلم بأن دعاءه لا يحجب[/poem] وثالثاً الشهوة:تحملة على الحرص ،والذل والدناءات كلها. ورحم الله ابن القيم حينما قال: [poem=font="Arabic Transparent,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] وكذك الايمان في قلب الفتى=غرس من الرحمن في الانسان والنفس تنبت حوله الشهوات=والشبهات وهي كثيرة الأفنان فيعود ذاك الغرس يبسا ذاويا=أو ناقص الثمرات كل أوان[/poem] ورابعاً الغضب:يحمله على الكبر، والحقد، والحسد، والعدوان. وبعض الإخوة يدفعه غضبه أن يخاصم الإخوة ويعاديهم، ولم يعرف من خبرهم إلا قليل من ما أخطأ به لسانهم أو زل، فينسى كل ما قالوه من قبل، فتضيع حسناتهم بسبب خطأ واحد ولا يعذرهم به. فكم من رجل أراد النفع فلم يتم له مطلبه فأفسد فينطبق به قول الشاعر: [poem=font="Arabic Transparent,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] رام نفعاً فضر من غير قصدٍ=ومن البر ما يكون عقوقا[/poem] فهل نعين شيطانه عليه بقسوتنا فلماذا لا نتقي الله بأخواننا؟ وآخرون يدفعهم غضبهم أن يأخروا إخوانهم الذين وقعوا فيهم من دخول الجنة، لأنهم لم يغفروا لهم وقيعتهم. ورحم الله الشافعي حينما قال: [poem=font="Arabic Transparent,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] من نال مني أو علقت بذمته=أبرأته لله شاكر منته أأرى معوق مؤمن يوم الجزا=أو أن أسوء محمداً في أمته؟[/poem] وأقول [poem=font="Arabic Transparent,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] فهل سينمو للتسامح بيننا شجر=فقد أراد الكفر من تفريقنا الظفر[/poem] فهل تقبلون ذلك وقبل النهاية أهديكم أبيات لعلي رضي الله عنه قال فيها: [poem=font="Arabic Transparent,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] ما للفتى حـسب ألا إذا كـملت=أخلاقه وحوى الآداب والـحسبـا فاطلب فديتك علماً واكتسب أدباً=تظفر يداك به واستعجل الطـلبــا لله در فتــى أنـسابه كــرم=يا حبذا كـرم أضـحى له نسبــا هل الـمروءة إلا مـا تقوم بـه= من الذمام وحفظ الجار إن عتبـا من لـم يؤدبه دين المصطفى أدبا=محضا تحير في الأحوال واضطربا[/poem] وفي النهاية أقول لست أهلاً لأن أكون ناصحاً ولعلي أكون أول المخاطبين في ما كتبت ونقلت ولكني كتبته عسى أن يستفيد من ما قلت رجل فيرتقي بذلك في منازل الجنان وأرتقي معه. وأسأل الله أن يرزقنا خلقاً حسناً، ونفس عن سفاسف الأمور مبتعدة اللهم اجعلنا من الأذلة على المؤمنين الأعزة على الكافرين اللهم ارزقني ومن أمن على دعائي شهادة في سبيلك ترضى بها عني وتغفر بها ذنبي وتضحك بها مني اللهم يسر لي ولمن أمن على دعائي طريقاً للجهاد اللهم اجعل قتلي هداية لقاتلي يا أرحم الراحمين اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة اللهم فلا تردني صفراً وأعتذر عن الإطالة __________________ :: قال الإمام عبدالله عزام ـ رحمه الله ـ : " تظنون المبادئ لعبة أو لهوا أو متاعاً، يبلغها إنسان بخطبة منمقة مرصعة بالألفاظ الجميلة، أو يكتب كتاباً يطبع في المطابع ويودع في المكتبات، لم يكن هذا أبداً طريق أصحاب الدعوات!! إن الدعوات تحسب دائماً في حسابها أن الجيل الأول الذين يبلغون؛ هؤلاء يُكبّرون عليهم أربعاً في عداد الشهداء " ::

11-08-2006, 11:51 PM	#2
سميّة بنت خياط عـضـو تاريخ التسجيل: Sep 2005 المشاركات: 237	[align=justify]أخي راعي بريده ... لله درك , مقال مرتب الأفكار والأسطر , اجتماعي فكري أدبي في آن واحد ... تذكر أن المقال سيكون في مدونتي الخاصة ... شكراً لك ![/CENTER] __________________ المرءُ بأصغريه ...قلبهِ ...ولسانه ...!

12-08-2006, 01:08 AM	#4
أبوفارس الخالدي عـضـو تاريخ التسجيل: Feb 2005 البلد: واحة النجوم المشاركات: 3,304	رعاك الله .. وبألف حل أنت .. نفع الله بما كتبت .. سأحتفظ بما كتبت في مستنداتي .. كل الود .. __________________ (يابني أركب معنا ) .. لم أعد أكتب بمعرف [ أبوفارس الخالدي ] وذلك لوجود من انتحل هذا الاسم في منتديات كثيرة وهو ليس لي مع فائق الود والتحية .

12-08-2006, 01:42 AM	#7
مخاوي الصمت قد ثلمت من الإســلام ثلمة تاريخ التسجيل: Sep 2001 البلد: اللهم ........................... إغفر لي ما لا يعلمون............. واجعلني خيراً مما يظنون......... ولا تؤاخذني بما يقولون.............. المشاركات: 3,708	أخي الغالي راعي بريدة بارك الله فيك وفي إطلاعك بارك الله فيك وفي نقلك بارك الله فيك وفي حملك لهذا الهم بارك الله فيك وفي عملك أقول لك كما قال أخي أسد حقيقة من أجمل ما قرأت جزاك المولى خير الجزاء أخوك أبوعبدالرحمن __________________ " والله يا إخوة بقدر ما تعطي أي قضية من وقتك بقدر ما تكون هناك نتائج إذا تعطي أي قضية فضلة الوقت أيضا أنت تأخذ فضلة من النتائج أما أن تعطيها كل وقتك وتعيشها تعطيك كل شي " القائد الشهيد خطاب تقبله الله في الشهداء

12-08-2006, 03:16 AM	#8
الـصـمـصـام عبدالله تاريخ التسجيل: Jun 2004 البلد: . المشاركات: 9,705	أخي راعي بريدة نحن مدينون لك بها العرض القيم . . . لما حُفت الجنة بالمكاره و حفت النار بالشهوات كان لا بد للإنسان أن يتنازل عن حظوظ النفس التي قد يتضرر إذا لهث ورائها ( فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه و ليٌ حميم وما يُلقاها إلا الذين صبروا وما يُلقاها إلا ذو حظ عظيم ) . . . ما أحوجنا إلى فهم حقيقة الخلق - من غير ضعف - فيتنازل الإنسان عن حظه من غير ذلة أو ضعف فيكون عزيزاً باتباعه منهج الله القويم فيرضى عنه الله و يُرضي الناس عنه . . . شكرا لكـ أخي المُبارك __________________ ياربي ..افتح على قلبي .. و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك .. [عبدالله] من مواضيعي : آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات ) ::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة)