[زملطيه]

السلام عليكم أحبتي...
بينما كنت أتصفح الجريده هذا الصباح وقعت عيني
على موضوع شد أنتباهي فحببت أن أقرأه فماذا قرأت؟
قرأت ولله العجب العجاب ولله لشيء يدمي القلوب...
أنه بعنوان:الحجاب..بين خصوصية امهات المؤمنين وعمومية
نساء الآمة..
الموضوع طويل وليس بأستطاعتي نقله لكن من قرأاليوم
جريرة عكاظ عرف كيف يتحدث كاتب الموضوع بكل جرئه
أين رجال الإمه من هؤلاء الذين يحاولون نزع حجاب المرأه
بحجة أنه لايريد تكليفهن بما لم يكلفهن الله.
والله المستعان...

[عاطفي]

وبعد
اليك المقال كامل من غير نقص ولا زياده (على صاحبه من الله ما يستحق)
وارجو التعليق ....!( ( على اخر فقره ...ثالثا: هذه الامم الاسلامية من شرق المعمورة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

.
.الحجاب.. بين خصوصية امهات المؤمنين وعمومية نساء الامة

لقد تردد كثيرا ومنذ مدة الحديث عن حجاب المرأة وهل هو من رأسها الى اخمص قدميها ام ان الوجه والكفين خارجان عن ذلك فقال بعضهم ان الدين اوجب غطاء الوجه وان السفور يدعو الى الفجور وعظائم الامور, وان غطاء الوجه هو طريق الفضيلة وان المرأة جوهرة لا تُصان الا بغطاء وجهها لان في كشف الوجه فتنة للرجال وانها كلها عورة, ودافع البعض الآخر عن ان كشف الوجه مباح وانه ليس في الدين ما يوجب ذلك او يحرم كشف الوجه وان صون المرأة هو في سلوكها وعفتها وليس في غطاء وجهها, وكلهم يقول انه يبني حججه من الكتاب والسنة ومما قاله العلماء والفقهاء.. الخ ما قيل في هذا الكلام.
ونتيجة لذلك اضحى كثير من عامة الناس في حيرة من امرهم ويتساءلون عن الصواب في ذلك. ولقد استغربتُ تناول هذا الموضوع والاختلاف فيه بالرغم من انه حسم منذ القرون الاولى للاسلام فالائمة الاربعة المعتمدون لدى اهل السنة وهم ابو حنيفة ومالك والشافعي واحمد وهم الذين عاشوا بين نهاية القرن الاول وبداية القرن الثالث وكذلك غيرهم من ائمة الحديث والتفسير المشهود لهم, كل اولئك قالوا ان المرأة كلها عورة الا وجهها وكفيها واولئك لم يأتوا بهكذا فتوى من عندهم وانما طبقا لما ورد في القرآن والسنة وما تناقله اهل العلم في هذا الشأن.
ويبدو لي ان هناك من يخلط او التبس عليه الامر بين ما يسمى حجاب المرأة وغطاء وجهها وبين الحجاب الذي جاءت به آية واحدة في القرآن الكريم سميت بآية الحجاب وهو خاص بنساء النبي صلى الله عليه وسلم وسنعرض لبيانه عند ذكر الآية الكريمة ذلك ان الحجاب في اللغة لا يعني غطاء الوجه أو تلحيف الشيء وانما يعني حاجزا فاصلا بين جهتين بحيث لا يرى من اي جهة منهما ما في الجهة الاخرى لا شكلا ولا حجما ولا طولا ولا عرضا.
اما الاغطية التي تستعملها المرأة لوجهها عند العرب فهي ثلاثة: الاول القناع وهو الذي يغطي الوجه بالكامل, والثاني البرقع وهو الذي يغطى الوجه عدا العينين والثالث النقاب وهو ما يغطي الجزء الاسفل من الوجه ويصل الى منتصف الانف وتحت العينين, ولم يأت في القرآن الكريم ذكر لاي من هذه الاصناف الثلاثة, كما ان الآيات التي يعتبرونها آيات الحجاب والتي فيها ذكر غضّ البصر والزينة هي في الحقيقة تبين الاسس والآداب التي يجب اتباعها من المؤمنين والمؤمنات عندما يتعلق الامر بالخروج لحاجاتهن ومقابلة الرجال والنساء خارج المنازل او حتى في المنزل عندما يقابلن اناسا ليسوا محارم لهن.
وعليه وجدت ان من الانسب ان اشارك بما استطيع وذلك باستعراض ما جاء في القرآن والسنة في هذا الباب ونستخلص منها -كما فهمتُ- ما يفيد لحسم هذا الخلاف ولنبدأ بالقرآن الكريم.
تقول الآيات رقم (31,30) من سورة النور ما يلي:
{قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم ان الله خبير بما يصنعون, وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن او آبائهن او آباء بعولتهن او ابنائهن او ابناء بعولتهن او اخوانهن او بني اخوانهن او بني اخواتهن او نسائهن او ما ملكت ايمانهن او التابعين غير اولى الإربة من الرجال او الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا الى الله جميعا ايه المؤمنون لعلكم تفلحون}
هاتان الآيتان الكريمتان هما خطاب من الله سبحانه وتعالى عبر رسوله الكريم للمؤمنين والمؤمنات يبين المبادئ والاسس التي يجب ان يتأدب ويتقيد بها المؤمنون والمؤمنات خارج المنازل وعند لقائهم بغير محارمهم, فأَمَرَ المؤمنين بغضّ البصر وحفظ الفرج وكذلك امر المؤمنات ومطلب غضّ البصر من المؤمنين يعني ان هناك شيئا ظاهرا من المرأة ينبغي غض النظر عنه والا لما طلب منهم ذلك وهذا الشيء الظاهر لا يمكن الا ان يكون الوجه والكفين. ودليل ذلك انه طلب من المؤمنات ان لا يبدين زينتهن الا ماظهر منها وما ظهر منها لا يمكن ان يكون في غير الوجه والكفين ولقد عجبت من تفسير بعضهم لهذا الجزء من الآية بقوله ان ما ظهر منها اي من الزينة التي تتزين بها العباءة ونسي او لم يتبين ان الخطاب الالهي يتكلم عن زينة المرأة وليس زينة العباءة, الم تروا ان الزينة تكررت في هذه الآية ثلاث مرات, فهل تعني الزينة الثانية والثالثة ما بطن من العباءة وهي التي يمكن ان يبدينها لبعولتهن وبقية محارمهن. نعود بعد هذا الى استكمال ما جاء في الخطاب الالهي الشامل وهو امر المؤمنات بان يضربن بخمرن على جيوبهن, والخمر هي جمع خمار وهو غطاء الرأس للمرأة- اي ان يغطين ما يظهر من صدورهن ونحورهن, وهنا تكمل صورة لباس المرأة المحتشمة حسب هذه الآية الكريمة -ثياب تغطي جميع البدن فضفاضة ضافية لا تبين تقاسيم الجسم او مفاتنه باكمام حتى الكفين ثم خمار على الرأس تضرب باطرافه الصدر والنحر- ثم تحدثت الآية عن الاصناف المقربين من المرأة والتي يمكن ان تبدي زينتها لهم وهم ازواجهن وآباؤهن.. كما في الآية.
ثم نهاهن عن ان يضربن بارجلهن ليتبين ما يخفين من زينة تحت ثيابهن كالخلاخل في السوق وما شابها وهذه الاشارة اللطيفة تحدد مدى ما يجب عليه طول ثوب المرأة, وهو تحت اعقاب القدمين اذ لو كان فوقها لما غطى الخلاخل والتي عادة ما تكون اسفل الساقين.
اذا لم يأت في الآيتين الكريمتين اي نص او ذكر لغطاء الوجه وانما جاء غضّ البصر والذي يدل على ان وجه المرأة سافر. تأتي بعد ذلك الآية رقم (60) من نفس السورة لتعطي الاذن لكبار السن من النساءعامة اللائي ليس لهن ارب ولا رغبة في الزواج ان يتخففن من ثيابهن في الخروج بشرط عدم التبرج بزينة وان يلتزمن بمسلك العفاف وهو خير لهن. (التبرج هو المبالغة في الزينة والتثني في المشي وكل ما يجلب الاثارة) والآية الكريمة هي:
{والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح ان يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وان يستعففن خير لهن والله سميع عليم}.
ننتقل بعد ذلك الى ما جاء في سورة الاحزاب متعلقا بموضوعنا ونبدأ ببداية الآية رقم (6) وهي: {النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم}. وهذا يبين ان زوجات النبي صلى اله عليه وسلم هن امهات المؤمنين جميعا. هؤلاء امهات المؤمنين في فترة من الفترات اثرت فيهن النوازع البشرية وتطلعن الى متاع الحياة الدنيا ورفاهتها, فكثرت طلباتهن على النبي صلى الله عليه وسلم, فأنزل الله عز وجل الآيتان (28-29) من نفس السورة وتسمى آيات التخيير وهي خطاب من الله تعالى لرسوله الكريم ليبلغه لازواجه يخيرهن فيه بين الحياة الدنيا وزينتها, وبذلك يتم فراقهن, وبين الله ورسوله والدار الآخرة وبذلك يفزن بما اعد الله للمحسنات منهن من الاجر العظيم.
{يا أيها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكن واسرحكن سراحا جميلا, وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فان الله اعد للمحسنات منكن اجرا عظيما}.
فعندما خُيرن اخترن جميعهن الله ورسوله والدار الآخرة ونتيجة لهذا الاختيار وهذا الرضى جاء خطاب الله عز وجل لهن مباشرة يبين لهن ما يترتب على هذا الاختيار من تبعات ومسؤوليات واشتراطات وشرف وتفضيل فجاءت الآيات التي تلت بعد ذلك وهي (30-31-32-33-34) والتي بدأت بقوله جل وعلا {يا نساء النبي) وياله من تشريف.
{يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا, ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها اجرها مرتين واعتدنا لها رزقا كريما, يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا, وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى واقمن الصلاة وآتين الزكاة واطعن الله ورسوله انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا, واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ان الله كان لطيفا خبيرا}.
يقول لهن الخطاب ما دمتن اخترتن ذلك فانتبهن الى ما سيأتي: يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة اي ظاهرة كعدم الطاعة والانقياد او العصيان او الخروج عما وافقتن عليه فان العذاب سيكون مضاعفا ومن يقنت منكن لله ورسوله وهو الطاعة والخضوع لله ورسوله وتعمل صالحا نضاعف لها الاجر واعتدنا لها رزقا كريما.
ثم جاء الخطاب الذي يميزهن ويفضلهن عن النساء الاخريات.
{ يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن}.
بشرط التقوى وهذا يبين ما لحق امهات المؤمنين من شرف ورفعة وفضل لكونهن زوجات خاتم الانبياء والمرسل للبشر كافة صلى الله عليه وسلم ثم امرهن بعدم اللين في القول لئلا يطمع الذي في قلبه مرض -وكثير ماهم حتى في ذلك الزمان- وليكن كلامهن فيما يفيد.
ثم امرهن ان يلتزمن بيوتهن:
{وقرن في بيوتكن}
ولا يبالغن في الزينة ويقمن الصلاة ويؤتين الزكاة ويطعن الله ورسوله وختم البيان الالهي لازواج النبي صلى الله عليه وسلم بالغاية من تطبيق هذه الاشتراطات والتعليمات وهي ارادة الله عز وجل ان يكون هذا البيت واهله بعيدين عن الشبهات والشكوك والريب والدنس طاهرا الى ابعد الحدود.
نستخلص من الآيات السابقة انها خاصة بنساء النبي صلى الله عليه وسلم وانهن وان كن يشتركن في الآيات التي جاءت لعامة المؤمنين الا انهن لهن وضعهن الخاص كما جاء في الآيات الخاصة بهن وانهن لسن كأحد من النساء اما من يزعم بأن نساء النبي لا يختلفن عن الاخريات ومن يقل غير ذلك فليأتني بالدليل وهيهات فانما دون ذلك خرط القتاد فيبدو لي انني احتاج فعلا الى خرط القتاد ولكن ليس لاتيانه بالدليل والذي هو واضح في الآية {يا نساء النبي لستن كأحد من النساء}, ولكن لافهامه ان هذه تعني ذلك وهذه الفئة من الناس تريد ان تطبق ما جاء في حق نساء النبي خاصة على عامة نساء المؤمنين وتُوجبه عليهن ويقولون اذا كان نساء النبي وهن من هن قد الزموا بذلك فالمؤمنات الاخريات من باب اولى, ونحن نقول هذه مغالطة وعدم فهم {لستن كأحد من النساء}. وللمقارنة اقول:
1- نساء النبي امهات المؤمنين جميعا والنساء الاخريات لسن الا امهات من يلدن او يرضعن فقط.
2- نساء النبي منعن من النكاح بعده صلى الله عليه وسلم والنساء الاخريات لم يمنعن.
3- نساء النبي يُضاعف لهن الاجر كا يُضاعف لهن العذاب والاخريات لسن كذلك
4- طلب منهن التزام بيوتهن والاخريات لم يطلب منهن ذلك
5- عدم التحدث مع الاجانب عنهن الا من وراء حجاب والاخريات لم يمنعن من ذلك. فأنى يستويان انى?.
آية الحجاب: وقصة هذه الآية انه بدا من بعض ضعاف النفوس والمنافقين ما يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم في بيته واهله وبلغ هذا الاذى وعدم الالتزام بالادب اوجه يوم بناء النبي صلى الله عليه وسلم بزوجه زينب بنت جحش رضي الله عنها فبعد الوليمة انفض الناس الا بعضا منهم ولم يراعوا مكانا ولا زمانا ولا مناسبة الامر الذي دعاه صلى الله عليه وسلم للخروج من بيته والعودة اليه وهم لا يزالون ثم كرر ذلك حتى عاد ولم يجدهم وقد تأذى صلى الله عليه وسلم من تصرفهم ذلك وعندها نزلت هذه الآية وهي بيان هام استهل بيا أيها الذين آمنوا:
{ يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم الى طعام غير ناظرين اناه ولكن اذا دعيتم فادخلوا فاذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث ان ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق واذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابدا ان ذلكم كان عند الله عظيما- ان تبدوا شيئا او تخفوه فان الله كان بكل شيء عليما}.
هذه الآية رقم (53) من سورة الاحزاب وما تلتها من آية تابعة لها وهي رقم (54) جاءت بيانا شاملا للذين آمنوا ينهاهم عن دخول بيوت الني الا اذا كان هناك وليمة يدعون اليها ويكون طعام الوليمة جاهزا لا ان تأتوا وتنتظروا نضجه وتجهيزه, فاذا دُعيتم فادخلوا وبعد الاكل مباشرة يذهب كل منكم الى حال سبيله ولا تبقوا بحجة ان الحديث شيّق وان المجلس لا يمل لان هذه التصرفات منكم تؤذي النبي وهو يستحي من ضيوفه والله لا يستحي من الحق وهو ان تنصرفوا وتتركوه يرتاح مع اهله, ثم تحول الخطاب الى المعاملة مع اهل بيت النبي فقال {واذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب} اي اذا اقتضت الحاجة ان تسألوهن شيئا من متاع فليكن ذلك من وراء حجاب اي من وراء ستر ولم يعد لكم ان تروهن وتكلموهن مباشرة ولا هن يرونكم ويكلمونكم مباشرة (ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن}, اي ان في ذلك وقاية لكم ولهن وذلك لما في النفوس البشرية من ضعف وذلك بلا شك وقاية ورحمة بالمؤمنين, اذ كيف يكون الاثم على من ينظر بعين خبيثة الى زوجة من زوجاته صلى الله عليه وسلم, كما ان الله سبحانه وتعالى يعلم ما تخفي السرائر فلقد كان في ذلك الوقت من يُسر او يجهر بانه سيتزوج بفلانة او بفلانة من زوجاته صلى الله عليه وسلم وقد جاء النهي صريحا وواضحا في الاية اذ قال تعالى: {وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابدا}.
اذ ان هذا يعد من الامور المنكرة العظيمة عند الله.
ثم جاءت الآية بعدها لتبين لهم ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون هذه هي آية الحجاب ورأينا ان المقصود بالحجاب - كما تبين لي- ليس غطاء الوجه وانما هو ساتر أو حائط او ستارة تفصل بين حيزين بحيث لا يكشف احدهما الآخر والآية تقول {من وراء حجاب} وهو امر خاص بزوجاته صلى الله عليه وسلم لا غيرهن.
بقيت آية واحدة في هذا الخصوص وهي الاية رقم (59) من سورة الاحزاب وقصة هذه الاية ان النساء كن يخرجن في اول الليل الى الخلاء لقضاء حاجتهن, حيث لم يكن في البيوت امكنة لقضاء الحاجة في ذلك الزمان ولنتصور ان اهل المدينة كلهم رجالا ونساء عبيدا واماءً يخرجون في اوقات متقاربة لقضاء هذا الامر فكان الاشرار والفساق ينتهزون ظلمة الليل فيتبعون الاماء للعبث بهن, وكانت النساء احرارا او اماء يكاد يكون لباسهن متشابها في خروجهن لهذه الحاجة, ولظلام الليل فإنه كثيرا ما كان الاحرار ايضا يتعرضن للاذى من اولئك الخبثاء, فانزل الله تعالى هذه الآية وهي خطاب لازواجه وبناته صلى الله عليه وسلم ولنساء المؤمنين عامة:{يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما}.
والآية خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم بان يبلغ زوجاته وبناته ونساء المؤمنين بان يضعن عليهن من جلابيبهن وذلك حتى يتميزن عن الاماء ويعرفن بهذه الجلابيب لا يتعرضن للاذى, (والجلباب خمار واسع كالملحفة تغطي به المرأة رأسها وصدرها) اما يدنين عليهن فلم اجد لها تفسيرا خيرا من (يضعن) أو (يلبسن) أو (يتجلببن), (ادنى ان) معناها حتى, ويصبح المعنى -حتى يعرفن- ولها مثيلات في القرآن {ادنى ان تقر أعينهن} اي حتى تقر أعينهن وغيرها.
ونستخلص من هذه الآية الكريمة ان الغرض من لبسهن الجلباب او تقريبه عليهن انما هو للتعريف بهن حتى لا يتعرضن لاذى الاشرار كما انه لم يرد اي شيء يفيد غطاء الوجه في هذه الآية. وعلى كل فالاحاديث التي سأوردها ربما ترجح صحة ما ذهبت اليه (وهنا اود الاشارة الى خطأ بسيط ورد في الجزء من الاية التي استشهد بها سمو الامير ممدوح بن عبدالعزيز في تعقيبه على الاستاذ عبدالله ابو السمح المنشور في عدد (عكاظ) رقم 12981 الثلاثاء 28 من ذي الحجة 1422هـ حيث ذكر ما يلي: (وهذا امر واضح وصريح بان غطاء الوجه مأمورون به والا كيف نفهم قوله تعالى -ذلك ادنى ان لا يعرفن- وصوابه- ذلك ادنى ان يعرفن- بدون لا, لذا وددتُ التنويه اهـ) كما ان ثقتي في سعة صدر الامير كبيرة اذا كان يرى في ما كتبت مخالفا لما جاء في تعقيبه, وهدفنا جميعا هو الوصول الى الصواب ما امكن بعون الله وفضله,
الاحاديث النبوية:
1- (عن عائشة رضي الله عنها قالت كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا مر بنا ركب سدلنا الثوب على وجوهنا ونحن محرمات فاذا جاوزنا رفعناه) وبصرف النظر عن قوة سند الحديث فهو لا يتنافى مع ما ذكرنا (وهو ان نساء النبي صلى الله عليه وسلم مأمورات بالحجاب وهذا لا يعني ان النساء الاخريات امرن بفعل ذلك).
2- حديث اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنهما التي دخلت مرة على النبي صلى الله عليه وسلم في لباس رقيق يشف عن جسمها فاعرض النبي عنها وقال: يا اسماء ان المرأة اذا بلغت المحيض لم يصح ان يرى منها الا هذا, واشار الى وجهه وكفه) وهذا يؤيد ما قلناه وهو ان الوجه والكفين ليسا بعورة.
3- حديث الترمذي عن ام سلمة رضي الله عنها انها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وميمونة او عائشة قالت فبينما نحن عنده اقبل ابن ام مكتوم فدخل عليه وذلك بعد ما امرنا بالحجاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجبا منه فقلت يا رسول الله اليس هو اعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افعمياوان انتما? الستما تبصرانه (وهذا يؤيد ما قلناه من ان الحجاب الذي فرض على زوجاته صلى الله عليه وسلم لايبيح لاحد ان يراهن ولا هن يرين احدا, الا من سمح لهن بهم) {ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن} والحديث الآتي يبين ان ما ينطبق على زوجاته صلى الله عليه وسلم لا ينطبق على الاخريات من نساء المؤمنين.
4- فذلك الصحابي ابن ام مكتوم الذي امر النبي صلى الله عليه وسلم ازواجه بالاحتجاب عنه, امر فاطمة بنت قيس بقضاء عدتها في بيته وذلك انه لما طلقها زوجها امرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تعتد في بيت ام شريك الانصارية ثم قال: (ان تلك امرأة يغشاها اصحابي, اعتدي في بيت ابن ام مكتوم فانه رجل اعمى تضعين ثيابك) وهنا نرى ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يطبق على هذه المرأة ما طبقه على ازواجه فضلاً عن انها كانت تعتد والمعتدة يتطلب منها حرصا اكثر على التستر.
5- الحديث الذي ورد في البخاري في مواضع كثيرة والذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لزوجته سودة بنت زمعة رضي الله عنها (احتجبي عنه يا سودة) وهو ايضا خاص بزوجاته عليه الصلاة والسلام.
6- ونختتم هذه الاحاديث النبوية بحديث جاء في صحيح الامام البخاري في كتاب الحج- باب حج المرأة عن الرجل- (حدثنا عبدالله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن سليمان بن يسار عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: كان الفضل رديف النبي صلى الله عليه وسلم فجاءت امرأة من خثعم فجعل الفضل ينظر اليها وتنظر اليه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل الى الشق الآخر فقالت ان فريضة الحج ادركت ابي شيخا كبيرا لايثبت على الراحلة. أفأحج عنه, قال نعم وذلك في حجة الوداع).
هذا الحديث جاء في حجة الوداع وفي صبيحة يوم النحر بالتحديد لان الفضل كان رديف النبي عليه الصلاة والسلام من المزدلفة الى منى وهذا يعني انه جاء بعد يوم عرفة الذي نزلت فيه الآية {اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا}. وما يهمنا من هذا الحديث في هذا المقام هو ان الفضل جعل ينظر الى المرأة التي جاءت تسأل رسول الله والمرأة تنظر اليه (وفي رواية ان المرأة كانت وضيئة وان الفضل كان وضيئا) وهذا يعني ان المرأة كانت سافرة اي كاشفة عن وجهها وانها لفتت الانظار اليها. ماذا فعل النبي عليه الصلاة والسلام معلم هذه الامة والذي كان خلقه القرآن, ادار وجه الفضل ليصرف نظره عنها الى الناحية الاخرى هكذا بكل سهولة ولم يرد عنه عليه الصلاة والسلام انه نهرها او عنفها او طلب منها ان تغطي وجهها كي لا تفتن الناس, حتى انتهت المرأة من سؤالها واخذت الجواب وانصرفت راشدة رضي الله عنها وجزاها عن الامة الاسلامية خير الجزاء حيث بينت من موقفها هذا ان كشف الوجه امر مألوف لا اعتراض عليه ولو كان عليه مأخذ لنهاها عليه الصلاة والسلام عن ذلك.
مما تقدم من آيات بينات واحاديث واضحات يتضح ان الوجه والكفين ليسا بعورة, وللمرأة ان تكشف وجهها اذا ارادات مع غضّ البصر وستر كل ما أمرت بستره وان تكون محتشمة في لباسها وسيرها وكل ما يصدر عنها.
ومن ارادت منهن ان تغطي وجهها او تتنقب فلها ذلك وهناك من النساء الاول من كن يفعلن ذلك خاصة النقاب ولا يلحظ عليهن احد.
ونحن بما قدمنا لا نعترض على غطاء الوجه لكننا نوضح لمن يرى وجوبه شرعا.
اما من يتذرعون بفساد الزمان والناس وغير ذلك من الذرائع فانني اقول لهم اولا: ان الفسق والاذى ليسا جديدين وانه كان حتى في زمن النبوة والآيات تشهد على ذلك وليس هذا مبررا على ان نوجب شيئا لم يوجبه الله. ثانيا: لا يمكن ان يكون المؤمنون اكثر غيرة على الخلق من خالقهم فهو الذي خلقهم وبرأهم وفطرهم ولو كان غطاء الوجه فيه مصلحة لهن لجاء ذلك صراحة في القرآن الكريم ولحث عليه النبي عليه الصلاة والسلام وهل مررتم بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يطلب او يأمر فيه امرأة بان تغطي وجهها غير زوجاته?.
ثالثا: هذه الامم الاسلامية من شرق المعمورة الى غربها لا يغطون وجوههم فهل حصل فيهم التفسخ والانحراف بسبب ذلك واننا نحن المجتمع الفاضل بسبب تمسكنا بالغطاء? ونحن نرى العجب العجاب من تصرفات الشباب.
رابعا: الوجه هو عنوان الانسان ذكرا كان ام انثى وهو اشرف شيء في الجسم البشري وبه يعرف وتؤخذ سماته فلا بد ان يظهر وان كان ذلك لم يكن ضرورة في الاوقات السابقة فانه في الوقت الحاضر اصبح ضرورة ملحة وهناك من يعرف ضرورة ذلك اكثر مني.
خامسا: النساء هنّ شطر الامة الذي اوصانا نبينا عليه الصلاة والسلام بهن خيرا فلنتق الله فيهن ولا نكلفهن ما لم يكلفهن به الله.
واخيرا ارجو ان اكون قد وفقت في جمع ما يمكن ان يفيد في هذا الموضوع وان اكون قد اسهمت في تبديد الحيرة فيما التبس على بعض الناس في هذا الامر آملا من الله الاجر والثواب وما توفيقي الا بالله.
سبحانك اللهم وبحمدك لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك, وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.


أحمد بن بكر الحبشي




من جريدة عكاظ .......

[ألــــــــــم]

ويأبى الله إلا أن يتم نوره ..
ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة ..
والله سبحانه تعهد بحفظ دينه ..
كل ذلك يدعونا إلى الثقة ..
بأن النصر قادم ..




فقط ..
دع القافلة تسير والكلاب تنبح ..




أستغفر الله ..





ألم

[مدحت شوقي بريده]

زملطيه / مشكور عل اثارة الموضوع

عاطفي / مبدع كما عهدنا ميدك

كاتب المقال / نسأل الله ان يحشرك مع فرعون

[شعاع الاسلام]

القافلة تسير والكلاب .........

عليك من الحي الذي لا ينام ...... ما تستحق ......


مخلوق ضعيف ...... يجاااااااهر بكلام مضاااااااد لقول الخالق عز وجل ......

سبحانك ربي........ تمهل ولا تهمل ......

لا اله الا أنت آمنت بما أنزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم......

وكفرت بما يكتب كل علمااااااني ......

والله يا أخوتي ...... أن العلماااااني أشد على بني الأسلام حتى من اليهود.....

ذلك لأن اليهود نعرف عداوتهم لنا بينما العلمااااااني ...... للأسف منا وفينا.....

الله يأخذ كل من تسول له نفسه بمثل هذا الكلام ..... لجهنم وبئس القرار .......

أستغفرك ربي وأتوب إليك

[علوان]

فعل المنافقون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم الأفاعيل حادثت الأفك وأبطلها الله
جلى وعلى بقرأن يتلى الى يوم القيامه
لاكن الشيطان هو وقرنأه لا ييأسون من اثارت الفتنه
فمن يعمل مثقل ذره خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره

ولله جلى وعلى تكفل بحفض دينه بعزعزيز او ذل ذليل
ويأبى الله إلا أن يتم نوره ..
ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة ..


اتوقع ان خطبة الشيخ السديس 3 ربيع الأول1423
تصب في هذ المحور

[عاطفي]

عندماءءء يختلف العلماءءء؟!!!!!!!

. وعلى كل فالاحاديث التي سأوردها ربما ترجح صحة ما ذهبت اليه (وهنا اود الاشارة الى خطأ بسيط ورد في الجزء من الاية التي استشهد بها سمو الامير ممدوح بن عبدالعزيز في تعقيبه على الاستاذ عبدالله ابو السمح المنشور في عدد (عكاظ) رقم 12981 الثلاثاء 28 من ذي الحجة 1422هـ حيث ذكر ما يلي: (وهذا امر واضح وصريح بان غطاء الوجه مأمورون به والا كيف نفهم قوله تعالى -ذلك ادنى ان لا يعرفن- وصوابه- ذلك ادنى ان يعرفن- بدون لا, لذا وددتُ التنويه اهـ) كما ان ثقتي في سعة صدر الامير كبيرة اذا كان يرى في ما كتبت مخالفا لما جاء في تعقيبه, وهدفنا جميعا هو الوصول الى الصواب ما امكن بعون الله وفضله, ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!


وش رايكم بهذا السطر السطر السطرالسطر.......>>>>>>>لا يمكن ان يكون المؤمنون اكثر غيرة على الخلق من خالقهم فهو الذي خلقهم وبرأهم وفطرهم ولو كان غطاء الوجه فيه مصلحة لهن لجاء ذلك صراحة في القرآن الكريم ولحث عليه النبي عليه الصلاة والسلام وهل مررتم بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يطلب او يأمر فيه امرأة بان تغطي وجهها غير زوجاته?.......مليون استفهام فوق رأسي؟؟؟؟؟؟؟الخ

[مفك14]

هذا رابط جريرة ( آسف) جريدة حمالة الحطب كما يسميها البعض

http://www.okaz.com.sa/okaz/

[مفك14]

هذا رابط جريرة ( آسف) جريدة حمالة الحطب كما يسميها البعض


http://www.okaz.com.sa/okaz/

الجمعة 14 يونيو 2002 3/4/1423هـ / العدد 362

[مثلث برمودا]

يا شباب .. مهلكم .. هل يصح أن تكون هذه أخلاقنا و نحن أبناء الإسلام

إنكم أسرفتم في إطلاق رصاصات كلامية من العيار الثقيل النتن .. لا يليق بأمثالنا في هذا المنتدى المبارك ..

أكاد أجزم أن الكثير منا لم يقرأ المقال بأكمله أو أنه قرأه بحكم مسبق قبل البدء .. وأتمنى أن يكون ظني خائباً ..


المسألة فقهية و الخلاف فيه قوي وله ما يدعمه و يؤيده .. حتى لو أن الذي طرح الموضوع كما ذكر بعض الأخوة يحمل توجه أو فكر معين بغض النظر عن هذا حتى لو طرح الموضوع من لا ينتسب لديننا هل هذا مستوى حوار يليق بأمثالنا ، أين تقبلنا للحوار مع الآخر في أي مسألة فضلاً عن أن يكون ذلك نقل لإجتهاد ملتزماً بأصول الحوار .. مهما كان تفسيرنا لطرحه في هذا الوقت أو مقصد كاتب المقال أو خلافه .. هذا لا يبرر هذا المستوى الهزيل المخجل من هذه العبارات .. وأعلم أن هذه لم يصدر إلا غيرة من الأخوة على هذا الدين ولكن " ما هكذا تورد الإبل يا سعد " و أين نحن من قول فقيه الفقهاء :

رأيي صواب يحتمل الخطأ .. ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ..

عن نفسي ..
خرجت من هذا المقال بعدة أمور نافعة .. بغض النظر عن إختلافي معه أو موافقتي له وإذا كنا نخالف ما سبق علينا رد الحجة بالحجة ، ولا يحق لنا مهما كن أن نلزم غيرنا بأخذ رأينا ما دام المخالف يستند على حجج معتبرة ..


تنبيه :
إلى الأخ : مدحت شوقي بريدة - ألم - شعاع الإسلام وباقي الأخوة
أعتقد أنكم تجرأتم أصلحكم الله بكلام على أخيكم أعلم أنكم قد تكونوا تعجلتم به أو غلبتكم عواطفكم على عقولكم ، وأعتقد أنه حق عليكم تقديم إعتذار بذلك ، وكم من كلمة قالت لصاحبها دعني ..

و دوماً على دروب الخير و العلم و النور نلتقي .،

[مؤمن آل فرعون]

أنا لم أقرأ المقال لضيق الوقت ... ولكن
بغض النظر عن توجه كاتبها هل هو يريد بيان الحق وأن المسألة خلافية اجتهادية أم يريد تحقيق مآرب تصبو إليها نفسه ،
قال الشيخ سليمان العلوان حفظه الله تعالى في أحد مجالسه العلمية التي تقام في بيته بعد صلاة الظهر: ( فالعلماء القائلون بجواز الكشف والذين لايقولون بجوازه من باب أولى مجمعون على أن المرأة يجب ان تغطي وجهها زمن الفتنة ، وأي فتنة أعظم من فتنة عصرنا ، وبالتالي بالإجماع يجب أن تغطي المرأة وجهها)
وأنصح من يريد الحق قراءة بعض الرسائل لأهل العلم الموثوق بعلمهم في مسألة الحجاب ككتاب (عودة الحجاب) لمحمد المقدم

أخوكم مؤمن آل فرعون
immune_10@hotmail.com

[مؤمن آل فرعون]

بسم الله الرحمن الرحيم
ماذكرته في الأعلى سماعا سمعته أما ما نقلته في الأسفل فهو رسالة كتبت كتابة
صاحب الفضيلة الشيخ / سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0
فأسأل فضيلتكم عن حكم كشف المرأة لوجهها مع تغطيتها لرأسها ، ورقبتها بحيث لا يظهر إلا وجهها للأجانب 0
أفيدونا مأجورين . والله يحفظكم ، ويرعاكم 0
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0

الأخ المكرم .............................. حفظه الله تعالى
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته 0
الجواب : يأتي الحجاب بمعنى تغطية رأس المرأة وشعرها ، وعنقها ، وهذا واجب عن الأجانب بالإجماع ، ومن لم تأت به فهي آثمة عاصية ، ومن جحدت وجوبه ، وأنكرت ذلك فهذا تكذيب لكلام الله ، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، وتحليل للحرام المجمع على تحريمه ولا يختلف العلماء أن هذا كفر 0
ويأتي الحجاب ، بمعنى الجلباب الذي تغطي به المرأة وجهها ، وهذا مختلف في وجوبه دون سنيته ، والصواب أنه يجب على المرأة تغطية وجهها ، وفي وقت الفتنة أشد لقوة الأدلة في هذا من كتاب الله تعالى ، ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم 0
قال الله تعالى { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً } 0
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، في تفسير الآية : أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ، ويبدين عيناً واحدة . أخرجه ابن جرير في تفسيره ، وفي صحته خلاف ، فقد رواه عن ابن عباس علي بن أبي طلحة ، ولم يسمع منه ، ولكن ثبت أنه يروي بواسطة مجاهد ، وعكرمة وهما ثقتان ، فانتفت علة الانقطاع 0
وفي إسناده عبد الله بن صالح كاتب الليث . مختلف في توثيقه ، وقد اعتمد الإمام البخاري رحمه الله تعالى على صحيفته التي رواها عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما 0
ووثقه عبد الملك بن شعيب ، وابن معين ، وجماعة 0
وقال عنه الحافظ ابن حجر ( صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة ).
وهذا الأثر من كتابه ، وليس من حفظه ؛ فإذا لم يخالف غيره من الثقات فصحيفته مقبولة . والله أعلم 0
وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في معنى الآية قول آخر ، والصواب من ذلك ما وافق الأدلة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم من تغطية الوجه ، وأنه عورة لا يجوز كشفه لأجنبي 0
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( المرأة كلها عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان ) قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح 0
وهذا الأصل في المرأة فلا تكشف من بدنها شيئاً بدون دليل صحيح صريح ، ولا يختلف ذلك ، من بلد إلى آخر ، ولا من امرأة إلى أخرى ، وحكم المحرمة في ذلك حكم غيرها . وقد روى مالك في الموطأ بسند صحيح عن هشام بن عروة ، عن فاطمة بنت المنذر أنها قالت : كنا نخمر وجوهنا ونحن محرمات . ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها 0
وقال عمر رضي الله عنه وافقت ربي في ثلاث ، قلت : يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى؟ فنـزلت ( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ) وآية الحجاب ، قلت يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن فإنه يكلمهن البر والفاجر ، فنـزلت آية الحجاب ، واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه ، فقلت لهن : عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن ، فنزلت هذه الآية . أخرجه البخاري في صحيحه (402) من طريق حميد ، عن أنس رضي الله عنه 0
وأساس الفضيلة في المرأة الحياء ، فهو الذي يبعث على الحشْمة والعفة ، فإذا ذهب تهيأت لكل رذيلة ، واندفعت في التبرج والزينة ، والصدور للرجال ، في الشوارع والممرات ، والقنوات الفضائية ، والصحف ، بدون غطاء الوجه ، ولا حشمة 0
وجاء البخاري في صحيح البخاري (4758) من طريق ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : يرحم الله نساء المهاجرات الأول ، لما أنزل الله (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) شققن مروطهن فاختمرن بها .
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (8/490) أي : غطين وجوههن 0
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة) فقالت أم سلمة : فكيف يصنعن النساء بذيولهن؟ قال (يرخين شبراً) فقالت : إذاً تنكشف أقدامهن. قال (فيرخينه ذراعاً لا يزدن عليه) أخرجه الترمذي في جامعه (1731) والنسائي في الكبرى (9735) من طريق أيوب ، عن نافع ، عن بن عمر رضي الله عنهما وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح 0
وهذه بعض الأدلة في وجوب تغطية المرأة وجهها ، ولا تختلف زوجات النبي صلى الله عليه وسلم عن نساء المؤمنين ، ولم يثبت التخصيص ، فقد أمر الله المؤمنات بذلك وجاءت الأدلة عامة ، والذين يجيزون للمرأة كشف وجهها لا يملكون الأدلة القوية بحجم أدلة المحرمين ، وكيف يجيز الشرع الحكيم ، كشف وجه المرأة ، ويحرم كشف ما هو أدنى من ذلك بمراتب ، وهو وجوب تغطية ضفرها ، وستر قدميها ، فإن هذا من أضعف التصور ، وأبعد ما يكون عن المنطق السليم ، ونحن نرى أن الخاطب إذا أراد النظر إلى مخطوبته أول ما ينظر إلى وجهها ، وليس إلى يديها وقدميها 0
وقد أجمع العلماء على أن كشف الوجه في زمن الفتن ، وكثرة المغريات ، وانتشار الدعاة إلى الرذيلة ، أنه من المحرمات 0
وجاء في روضة الطالبين للنووي (7/21) في توجيه قول أبي محمد والإمام في منع النظر إلى الوجه والكفين . قال :
ووجهه الإمام باتفاق المسلمين على منع النساء من الخروج سافرات ، وبأن النظر مظنة الفتنة ، وهو محرك للشهوة ، فاللائق بمحاسن الشرع ، سد الباب فيه ، والإعراض عن تفاصيل الأحوال ، كالخلوة بالأجنبية 0
وقال ابن رسلان الشافعي اتفق المسلمون على منع النساء أن يخرجن سافرات الوجوه ؛ لا سيما عند كثرة الفساق 0
والمجيزون لكشف المرأة وجهها ، ليس لديهم دليل صحيح صريح يبيح ذلك ويأذن فيه فأدلتهم ما بين صريح ليس بصحيح ، أو صحيح ليس بصريح ، وأقوى ما لديهم حديث جابر . أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى النساء ، فوعظهن وذكرهن وقال تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم ، فقامت امرأة من وسط النساء سفعاء الخدين .... 0
وهذه اللفظة (سفعاء الخدين) جاءت في صحيح الإمام مسلم من رواية عبد الملك ابن سليمان ، عن عطاء ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما 0
ورواه البخاري ومسلم من طريق ابن جريج ، عن عطاء ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، وليس فيه هذه الزيادة 0
وابن جريج في عطاء أوثق من عبد الملك بن أبي سليمان 0
قال الإمام أحمد رحمه الله : عبد الملك من الحفاظ إلا أنه يخالف كان يخالف ابن جريج في إسناد أحاديث ، وابن جريج أثبت منه عندنا 0
والقول بأن الزيادة من ثقة فيجب قبولها ، دعوى غير صحيحة ، فإن أكابر المحدثين لا يحكمون على الزيادات بحكم كلي يعم كل الأحاديث ، بل يعتبرون القرائن ويحكمون على كل زيادة بما يترجح عندهم 0
وحين نعلم أن ابن جريج أوثق من عبد الملك في عطاء فإننا نقدم روايته ، ونحكم على رواية عبد الملك بالشذوذ 0
وأما حديث عائشة الوارد عند أبي داود (4104) من طريق سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن خالد بن دريك ، عن عائشة : أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق ، فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال (يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح لها أن يري منها إلا هذا وهذا) وأشار إلى وجهه وكفيه 0
فهذا خبر ضعيف . فخالد بن دريك ، لم يسمع من عائشة رضي الله عنها 0
وقد أشار إلى ذلك ، الإمام أبو داود فقال عقبه : هذا مرسل خالد بن دريك لم يدرك عائشة رضي الله عنها 0
وفيه علل أخرى لا أطيل بذكرها 0
وقد رواه أبو داود في المراسيل من طريق هشام ، عن قتادة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .... ) وهذا هو المحفوظ ، ولا تثبت به حجة ، والأحاديث الصحيحة على خلافه 0
وأما النظر إلى المرأة الأجنبية ، أو نظرها إلى الرجل ، فهو على ثلاث مراتب :
الأولى : النظر بشهوة ، فهذا حرام بالإجماع 0
الثانية : قصد النظر إلى المرأة ، أو قصد المرأة النظر إلى الرجل ، بدون حاجة فهذا حرام ، ولو بدون شهوة ، لقوله تعالى { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ . وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ } 0
ومنه حديث أم سلمة رضي الله عنه قالت : كنت أنا وميمونة عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء ابن أم مكتوم يستأذن ، وذلك بعد أن ضرب الحجاب ، فقال (قوما) فقلنا : إنه مكفوف ، ولا يبصرنا ، قال : (أفعمياوان أنتما لا تبصرانه؟) رواه أبو داود (4112) والترمذي (2778) وقال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح 0
وصححه ابن حبان (12/387) 0
وقال الحافظ ابن حبيب العامري المتوفى سنة (530هـ) : إن الذي أجمعت عليه الأمة ، واتفق على تحريمه علماء السلف والخلف من الفقهاء والأئمة هو نظر الأجانب من الرجال والنساء بعضهم إلى بعض وهم من ليس بينهم رحم من النسب ولا محرم من سبب – كالرضاع وغيره – فهؤلاء حرام نظر بعضهم إلى بعض ، وهو كل من حرم الشرع تزويج بعض منهم ببعض على التأبيد ، فالنظر والخلوة محرم على هؤلاء عند كافة المسلمين لا يباح بدعوى زهد وصلاح ، ولا توهم عدم آفة ترفع عنهم الجناح ، إلا في أحوال نادرة من ضرورة ، أو حاجة فما سوى ذلك محرم سواء كان عن شهوة أو غيرها ...) 0
ولم يزل العلماء العاملون ، والأئمة المهديون ، يحذرون من اللحظات فهي سهم مسموم ، من سهام إبليس ، ويوجبون حفظ البصر ، وغض الطرف ، وقد جاء في الصحيحين عن أبي سعيد رضي الله عنه . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أعطوا الطريق حقه) قالوا : وما حقه يارسول الله؟ قال (غض البصر ، وكف الأذى ، ورد السلام ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ) 0
قال الشاعر :
وكنت متى أرسـلت طرفك رائداً لقلبك يوماً أتعبتك الـمناظر
رأيت الذي لاكـله أنت قـادر عليه ولا عن بعضه أنت صـابر
وقال بعض العلماء ( الصبر على غض البصر ، أيسر من الصبر على ألم ما بعده) 0
الثالثة : أن يكون النظر غير مقصود لذاته ، ولا يترتب عليه مفسدة ، فهذا مباح ومنه نظر عائشة إلى الحبشة وهم يلعبون بالدرق . والخبر في الصحيحين 0



أخوكم
سليمان بن ناصر العلوان
19/2/1425هـ