|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
28-08-2006, 11:20 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 37
|
الابتلاء
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين إخوتي أخواتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوتي الكرام أحبكم في الله وأدعو الله السميع العليم أن يجمعنا تحت ظل عرشه يوم لاظل إلا ظله بمحبتنا فيه. سأل رجل الإمام الشافعي رحمه الله فقال : يا أبا عبد الله ، أيما أفضل للرجل أن يمكَّن أو يبتلى ؟ فقال الشافعي : لا يمكَّن حتى يبتلى فإن الله ابتلى نوحاً وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمداً صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، فلما صبروا مكنهم ، فلا يظن أحد أن يخلص من الألم ألبتة . لذا فإنه لا بد من الابتلاء بما يؤذي الناس ، فلا خلاص لأحد مما يؤذيه ؛ ولهذا ذكر الله تعالى في أكثر من موضع أنه لا بد أن يبتلي الناس ، والابتلاء يكون بالسراء والضراء ، ولا بد أن يبتلي الإنسان بما يسره وما يسوءه ، فهو محتاج إلى أن يكون صابراً شكوراً ، قال تعالى : «إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً » سورة الكهف : الآية 7، وقال تعالى : « و بلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون » ، وقال تعالى : «فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ، ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى » طه : 123-124، وقال تعالى : «أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين» آل عمران : 142. وقال تعالى «أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب» سورة البقرة : الآية 214. وذلك أن النفس لا تزكو وتصلح حتى تمحص بالبلاء ، كالذهب الذي لا يخلص جيده من رديئه إلا إذا ورد النار, فاعلم أخي الكريم أن النفس إذا كانت ظالمة فهي منشأ كل شر يحصل للعبد ، فلا يحصل له شر إلا منها ، قال تعالى: « وما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك» النساء : 79، وقال تعالى : « أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم » آل عمران : 165، وقال : « وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير » الشورى : 30 ، وقال : «ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» الأنفال : 53 ، « وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له وما لهم من دونه من وال » الرعد : 11 . وقد ذكر الله تبارك وتعالى عقوبات الأمم من آدم إلى يوم الوقت المعلوم ، وفي كل ذلك يقول إنهم ظلموا أنفسهم فهم الظالمون لا المظلومون ، وأول من اعترف بذلك هو آدم عليه السلام «قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين » سورة الأعراف : الآية 23وقال لإبليس : « لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين » ، وإبليس إنما اتبعه الغواة منهم كما قال : « فبما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين » ، وقال تعالى « إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين » ، والغي هو إتباع هوى النفس وفي الحديث الإلهي حديث أبي ذر الذي يرويه الرسول عن ربه عز وجل: « يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه» ولله الأمر من قبل ومن بعد , هو مولانا عليه توكلنا وإليه المصير |
الإشارات المرجعية |
|
|