بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » واجب الفرد في إصلاح المجتمع

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 16-06-2002, 03:45 AM   #1
اللاجئ إلى الله
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 276
واجب الفرد في إصلاح المجتمع

بسم الله الرحمن الرحيم

واجب الفرد في إصلاح المجتمع

من خصائص النظام الاجتماعي في الإسلام تحميل الفرد مسؤولية إصلاح المجتمع ، بمعنى أن كل فرد فيه مطالب بالعمل على إصلاح المجتمع وإزالة الفساد منه على قد طاقته ووسعه ، والتعاون مع غيره لتحقيق هذا المطلوب ، قال تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) ومن أعظم التعاون التعاون على إصلاح المجتمع ، وإذا كان الفرد مطالبًا بإصلاح المجتمع ، فمن البديهي أنه مطالب بعدم إفساده ، قال تعالى : ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ) . من القواعد الفقهية : [ ما حرم أخذه حرم إعطاؤه ] ؛ لأن إعطاء الحرام للغي من الفساد والإفساد ، وأن المسلم إذا عجز عن الإصلاح فعلى الأقل عليه أن يمتنع من الإفساد وتكثير الفساد ، وعلى هذا لا يجوز إعطاء الرشوة كما لا يجوز أخذها ، ولا يجوز إعطاء الربا كما لا يجوز أخذه ، جاء في الحديث : ( لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ) ، وفي حديث آخر : ( الراشي والمرتشي والرائش بينهما ) .

- أدلة مسؤولية الفرد عن إصلاح المجتمع :
* أولاً : من القرآن الكريم :
قال تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) والمعروف اسم جامع لكل ما طلبه الشرع الإسلامي ، والمنكر اسم جامع لكل ما نهى عنه ، ويدخل في ذلك بداهة ما يصلح المجتمع ويطهره من الفساد وفي وصية العبد الصالح لقمان لابنه التي قصها الله علينا : ( يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ) .

ويؤكد القرآن الكريم مسؤولية الفرد عن إصلاح المجتمع بما يقصه من أخبار الأمم السابقة التي فرط أفرادها بواجب الإصلاح فلحقهم الذم والهلاك ، حتى يعتبر كل مسلم بما حل بهم فلا يفرط تفريطهم لئلا يصيبه ما أصابهم ، قال تعالى : ( فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلاً ممن أنجينا منهم ) ، أي هلا كان من الأمم التي قبلكم أولوا بقية أي أصحاب طاعة ودين وعقل ينهون قومهم عن الفساد في الأرض . وقال تعالى : ( فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ) فهذه الآية الكريمة دلت على أن الذين نجوا من العذاب ، إنما نجوا بسبب نهيهم عن السوء والفساد ، فدل ذلك على وجوبه .

* ثانيًا : من السنة النبوية :
وفي السنة النبوية أحاديث كثيرة تقرر مسؤولية الفرد عن إصلاح المجتمع ، منها الحديث الشريف : ( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ) وإصلاح المجتمع وإزالة الفساد عنه ، والتفكر في تحقيق ذلك من الاهتمام بأمور المسلمين ، وفي حديث آخر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) فهذا الحديث الشريف صريح في تحميل الفرد مسؤولية إزالة الفساد المطلوب من المسلم إزالته ، وهذا الحديث الشريف يأمر أيضًا بأن يكون المسلم في حالة استعداد وتهيؤ للإصلاح وإزالة الفساد ، وهذا المعنى يفهم من عبارة ( فإن لم يستطع فبقلبه ) ؛ لأن التغيير بالقلب يعني كراهية المنكر ، يقول الإمام النووي : ( فبقلبه معناه فليكرهه بقلبه وليس بإزالة وتغيير منه للمنكر ولكنه هو الذي في وسعه ) فالتغيير بالقلب يعني كراهية المنكر وهو وإن لم يكن إزالة وتغييرًا كما يقول الإمام النووي إلا أنه مقدمة للتغيير وتهيؤ له وإعداد النفس لتغييره فعلاً ؛ لأن الإنسان عادة لا يزيل شيئًا يحبه وإنما يزيل ويغير شيئًا يكرهه ، فكراهية الشيء مقدمة لإزالته وسابقة لتغييره ، فجاز إطلاق اسم التغيير على كراهية القلب للمنكر بهذا الاعتبار ، وكراهية القلب للمنكر يجعل القلب حيًا عامرًا بالإيمان ذا حساسية كافية ضد المنكرات والفساد ، ولا يسع المسلم ترك هذه الكراهية وإذا فقدها كان ذلك علامة مرض قلبه فليسارع إلى تطبيبه بعلاج الإيمان قبل فوات الأوان ، وقد اعتبر الإمام ابن تيمية - رحمه الله - عدم الإنكار القلبي ردة عن الإسلام ، فقد قال - رحمه الله - : ( والمرتد من أشرك بالله تعالى أو كان مبغضًا للرسول - صلى الله عليه وسلم - ولما جاء به أو ترك إنكار منكر بقلبه ) .

ومن السنة أيضًا قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرًا ولتقصرنه على الحق قصرًا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم ) وهذا الحديث الشريف صريح في الدلالة على تحميل الفرد مسؤولية إصلاح المجتمع ورفع الفساد عنه ، وفيه تأكيد على منع الظالم من الظلم ؛ لأن الظلم من أعظم الفساد في الأرض .


- أصول الدعوة ، تأليف : د. عبدالكريم زيدان ، ص132-134 .
__________________
( اتق الله حيثما كنت )
من السهل جدًا أن نستخدم الإسلام ، ولكن من الصعب جدًا أن نخدم الإسلام
اللاجئ إلى الله غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 03:08 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)