|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
01-09-2006, 03:26 PM | #1 |
إمام وخطيب جامع الروّاف
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
|
مضايق القرار(ومخارج المآزق)
بسم الله الرحمن الرحيم
الرأي والمشورة خطبة جمعة جامع الرواف د/ صالح بن عبد العزيز التويجري 8/8/1427هـ إن الحمد لله نحمده ونستعينه............ نقع في مغامرات ونفاجأ بسقطات وتحولات عنيفة. وامام الناس مشاريع زواج وتجارة وتعليم فمن يتولى حسن التوجيه ويقدم الدراسة للشخص وطموحه.وفي الوقت ذاته تطالعك صحف ومجلات بعنوان الرأي ومدارات حديث في القنوات تطرح الراي والراي المعاكس ومقابلات مع مشاهير الكلام نكرات الراي والافهام والكارثة انهم يتحدثون في قضايا مصيرية لوعرضت على عمر رضي الله عنه لجمع لها اهل بدر فياترا من يتحكم بابنائنا ومن خلف الستار اهي الاصابع الخفية والاسماء الوهمية في شبكات النتر نت ومن يحاسب تلك المنابر التي مازالت تزج بشباب الامةالى حيث العنت تفسيرا للمواقف وانتقادات للقيادات وسبق للاحداث وقفزا على الحبال وفي النهاية وقوعا في الشراك وليس لديهم مايخسرون وفي النهاية نحن الذين ندفع الضرائب ونصطلي بنار المجازفة كانت العرب والمسلمون في الصدر الاول لا يعقدون حربا اوسلما ولا يتخذون قرارا حتى يراجعوا ذوي الحجا والراي المسدد واصحاب الحل والعقد ان الامور اذا الاحداث دبرها دون الشيوخ ترا في سيرها الخللا فمن يؤكد التواصل مع الكبار والمجربينمن الوالدين والمسؤلين ومن عركتهم الحياة والتجارب ومتى تعاد حلق التواصل بين الكبار والصغار والى متى تختزل الامة في فرد تعارف الناس عليه فليس من الحكمة ان نكون اسرى اشخاص ونقدس راي الفرد الى حد تجريم المخالف ولقد أصلّ الإسلام فقه الاستشارة وحث عليها؛ بل أمر بها نبيه صلى الله عليه وسلم مع أنه متصل بوحي السماء وما ذلك إلا لتأسيس هذا السلوك في الأمة. قال تعالى: (وشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )[آل عمران: 159]. وقال مادحاً خير جيل {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38] ولجلالة موقع المشورة ذكرها مقرونة بالإيمان وإقامة الصلاة، . وكان هذا سلوك العقلاء فهذه ملكة سبأ لم تتخذ قراراً بشأن كتاب سليمان حتى جمعت أهل الرأي من قومها واستشارتهم( قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ ) [النمل : 32]. وذكروا أن أهل الشورى عندها كانت عدتهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً . والتشاور ليس مقصوراً على قضية اومجال محدد بل حتى في القضايا الاجتماعية ونحوها قال تعالى : {فَإنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا} [البقرة: 233] . * والسنة النبوية طافحة بتأصيل هذا الهدي من ذلك : 1. مشاورة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في أسارى بدر. فقد استشار أصحابه في ثلاثة مواقف بغزوة بدر : الأول قبل أن تبدأ المعركة والثاني أثناءها والثالث بعد انتهائها. 2. أخذه بمشورة سلمان الفارسي بحفر الخندق. 3. أخذه بمشورة أم سلمة في معالجة تأخر الصحابة في الاستجابة لأمره لهم بالتحلل في صلح الحديبية. 4. قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر:"لو اجتمعتما في مَشُورَة ما خالفتكما". رواه الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن غُنم رضي الله عنه. ومشاورة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه إنما كانت فيما لم يأته به وحي . وكانوا إذا اعترضوا على أمر سألوه أولاً هل هو وحي ام رأي, فإن قال وحي سلموا وأذعنوا, وإن قال الرأي وكان لديهم خلافه أشاروا به. وهذا من التربية على بناء شخصيات ذات استقلالية وقوة و { المستشار مؤتمن } اشارة الى معالم مهمة في شخص المستشار رواه الترمذي من حديث أم سلمة وفي إسناده مقال . نماذج وكان الأئمة سائرون على هذا الهدي قال المروذي : كان أبو عبد الله ( الإمام أحمد بن حنبل )لا يدع المشورة إذا كان في أمر حتى إن كان ليشاور من هو دونه.[الآداب الشرعية 1/323]. وقال عمرو بن العاص : ما نزلت بي قط عظيمة فأبرمتها حتى أشاور عشرة من قريش , فإن أصبت كان الحظ لي دونهم , وإن أخطأت لم أرجع على نفسي بلائمة . .[الآداب الشرعية 1/326]. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستشير في الأمر وقد استشار امرأة فأبصر في رأيها فضلا .[الآداب الشرعية 1/327]. قال الشاعر : إن اللبيب إذا تفرق أمره فتق الأمور مناظرا ومشاورا وأخو الجهالة يستبد برأيه فتراه يعتسف الأمور مخاطرا وقال آخر: عقل الفتى ليس يغني عن مشاورة كحـدة السيف لا تغني عن البطل ج فحين يُشْكِل الأ مر في قضية . و عندما تتعدد الحلول للمشكلة . وعندما تريد التأكد من صواب القرار وعندما تريد التوصل إلى الأيسر والأنسب من الحلول الصالحة المتعددة. وعندما يكون الأمر ليس خاصاً بفرد، بل يعم مجموعة من الناس أو الجماعة المسلمة كلها. فإنه يلجأ في هذه الحالات إلى من يعتقد أن لديه القدرة على القيام بذلك مع الأمانة والصدق فيما يشير به، ويطلب منه أن يعاونه برأيه في تلك المسائل، وقد يطلب ذلك من فرد أو مجموعة من الناس, وقد يكرر الاستشارة في الأمر الواحد إذا لم يتضح له وجه الصواب، وقد يكتفي بإشارة أول من يشير عليه إذا تبين له صواب رأي المشير وصلاحه.على ان المبالغة في تكرار الاستشارة تزعزع القرار بارك الخطبة الثانية من تشاور: عند المشاورة لابد أن نعرف من نشاور فكل قضية نشاور فيها صاحب الفن والاختصاص. ففي المسائل العلمية نشاور العالم وفي القضايا الاجتماعية نشاور الشخص الذي خبر أحوال الناس وله دربة في حل مشاكلهم, وهكذا. ولهذا عرف بض المعاصرين المشورة بأنها: ( استطلاع الرأي من ذوي الخبرة فيه للتوصل إلى أقرب الأمور للحق ). قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : شاور في أمرك من يخاف الله عز وجل . وقيل لرجل من عبس ما أكثر صوابكم ؟ قال : نحن ألف وفينا واحد حازم ونحن نشاوره ونطيعه فصرنا ألف حازم . وقال بشار بن برد: إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن برأي نصيح أو نصيحة حازم وقال الشاعر وإن باب أمر عليك التوى فشاور لبياً ولا تعصه ومر حارثة بن زيد بالأحنف بن قيس فقال : لولا أنك عجلان لشاورتك في بعض الأمر قال : يا حارثة أجل كانوا لا يشاورون الجائع حتى يشبع , والعطشان حتى ينقع , والأسير حتى يطلق , والمضل حتى يجد , والراغب حتى يمنح وكان يقال استشر عدوك العاقل , ولا تستشر صديقك الأحمق , فإن العاقل يتقي على رأيه الزلل كما يتقي الورع على دينه الحرج , وكان يقال لا تدخل في رأيك بخيلا فيقصر فعلك , ولا جبانا فيخوفك ما لا يخاف , ولا حريصا فيبعدك عما لا يرجى . وقال سليمان بن داود عليهما السلام لابنه : يا بني , لا تقطع أمرا حتى تشاور مرشدا , فإنك إذا فعلت ذلك لم تندم . مراكز الاستشارات : • ومع تعقد الأمور في الوقت الحاضر لم تعد الاستشارة الفردية ذات جدوى على كل حال بل هناك قضايا كبرى وأمور إستراتيجية ومسائل تحتاج إلى أهل اختصاص فلابد من أيجاد مكاتب استشارات متخصصة في جميع الجوانب الاقتصادية والتجارية والعسكرية و السياسية. • فدراسة الجدوى تمثل الجانب المعاصر للاستشارات الاقتصادية والتجارية, والدراسات الإستراتيجية تمثل المشورة في الجوانب السياسية والعسكرية..وهكذا. فوائد الاستشارة: قال ابن الجوزي : ومن فوائد المشاورة أن المشاور إذا لم ينجح أمره علم أن امتناع النجاح محض قدر فلم يلم نفسه, , قال علي رضي الله عنه الاستشارة عين الهداية وقد خاطر من استغنى برأيه , والتدبير قبل العمل يؤمنك من الندم . وقال بعض الحكماء : ما استنبط الصواب بمثل المشاورة , ولا حصنت النعم بمثل المواساة , ولا اكتسبت البغضاء بمثل الكبر . فإذا بذل الإنسان وسعه وطاقته في تحري الصواب فلم يوفق له، فقد اجتهد، وهو مأجور ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وإن وفق للأمر بعد اجتهاده فله أجران، فإذا هو غانم غير غارم على أي حال. ولذلك قال الشاعر إن المشـاور إمـا صـائب غرضا أو مخطئ غير منسوب إلى الخطل وقال الآخر: وأكـثر من الشورى فإنك إن تصب تجد مادحا أو تخطئ الرأي تعذر ومن غنم الاستشارة نضوج الرأي واستوائه فقد قيل: "من شاور الرجال شاركهم عقولهم". ومن استبد برايه ضل وزل وذل ’’ والمشورة دربة وممارسه شريطة ان يكون حسن المزاج معتدل الذوق سوي العقلية بعيدا عن الحسد والهوى فانهما يطمسان الحقيقة وصلوا دعاء...................
__________________
1) الملاحظات. 2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع. الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني: saleh31@gmail.com حفظكم الله ... |
الإشارات المرجعية |
|
|