|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#17 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 274
|
(2) إطلالة على حائطي جدي هما حائطان ، شرق وغربي ، نسبة إلى البيت المحتضن بين النخيل كصبي أبى مفارقة حجر أمه . لا تزال النخيل تحكي لثمارها كل سنة قصة الطفولة البريئة ، فتسمعها أحواض الماء وسواقيه ، وطيور الحمام واليمام ، وتنقلها العصافير في البكور إلى كل من تاقت نفسه لنسائم الأنس ، وحفيف (العسبان) ، وعبير الزرع ، وعبق الثمار . الحائط الغربي أو (القبلي) -كما هو المتعارف- محاط بشوارع أربعة في قلب تلك الحارة . له خصوصيته الطفولية ، (العنبة) ولقيا العجائز والنساء ، ومشروع (الكراث) و (الزنجبيل) ، أثناء حروب (سجالية) بين الصبية . وله هيبته ، لأن علاقته مع البيت والحائط الشرقي قطعها طريق عشعشت فيه (السعلو) ، وعسكر في مقدمته (حصان القايلة) . أما الحائط الشرقي ، فهو بالبيت لصيق ، وللصبية نعم الصديق ، يمرحون فيه ويرتعون . حظيرة الأغنام في طرفه الغربي جهة البيت العظيم . وبالقرب منها -بين النخل الوارفة كغيد في موكب عرس- (الساقي) المفضل ، (السبحانية) و (البيوت الطينية) من قصص وخيالات بريئة إلى تشييد للبيوت بطريقة خاصة فذة لا أستطيع تقليدها الآن . حيث يجتمع الأطفال كلٌّ و(محفره) المملوء بالطين والماء ، وتبدأ مهارة البناء ، بين اللبنات الصغيرة والكبيرة . لا زلت أذكر إبداع (البنات) في القصص وإلقائها ، خيال بريء ، ونغمة خاصة لكل موقف ، يصحبها تفوق في الرسم والتخطيط على صفحة (الساقي) الذي كان يزهو بسماعهن . أما (العيال) فدورهم الاستماع فقط ، إذ ليس لديهم الشعورية الكافية لابتكار وحبك المواقف المثيرة . وعندما تنتهي قصصهن نطالب بالمزيد ، ومن ترفض عقابها عدم المرافقة إلى (ساسكو) أو (بقالة التويجري) ، عندها تأتي السيمفونية المعهودة للتسكيت ((بوه أم وابو اوولدهم والبنت وشغالتهم والسواق و ... و ... وجمسهم ...إلخ ...)) كان خيالاً (قروي) الأصل (مدني) النشأة ، يقطعه صوت الجد الحنون : ((الله يصلحكم .. وراكم هدّيتو التسلاّت)) . لم أنس لعبة (المغبا) ومغامرات الاختباء ، بين النخيل القصيرة ، فوق (الطاية) ، وبين الأغنام يختبئ صاحب القلب الجسور . مرح بريء ، ولذة أودّ مزاولتها ، واستمتاع لا ينقطع إلا عند خروج (التيس الأحمر) من الحظيرة يصول ويجول بين النخيل ، لا نملك حينها إلا الجري نحو البيت ((يمّه يمّه .. التيس طلع)) . وأما البيت فله من عجيب الأسرار ، وطريف المواقف ، وخصوصية البناء ، ما يجعل ذكراه تطول وتطول . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (3) البيت وآله الخمسة ...... ... .
آخر من قام بالتعديل أبوسلمان الخالدي; بتاريخ 16-09-2006 الساعة 03:37 AM. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|