بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » ذكرياتٌ لا تُنسى .. (العريمضي) وأيّامُ الصِّبا

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 16-09-2006, 03:16 AM   #17
أبوسلمان الخالدي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 274
(2) إطلالة على حائطي جدي




هما حائطان ، شرق وغربي ، نسبة إلى البيت المحتضن بين النخيل كصبي أبى مفارقة حجر أمه .




لا تزال النخيل تحكي لثمارها كل سنة قصة الطفولة البريئة ، فتسمعها أحواض الماء وسواقيه ، وطيور الحمام واليمام ، وتنقلها العصافير في البكور إلى كل من تاقت نفسه لنسائم الأنس ، وحفيف (العسبان) ، وعبير الزرع ، وعبق الثمار .


الحائط الغربي أو (القبلي) -كما هو المتعارف- محاط بشوارع أربعة في قلب تلك الحارة .

له خصوصيته الطفولية ، (العنبة) ولقيا العجائز والنساء ، ومشروع (الكراث) و (الزنجبيل) ، أثناء حروب (سجالية) بين الصبية .

وله هيبته ، لأن علاقته مع البيت والحائط الشرقي قطعها طريق عشعشت فيه (السعلو) ، وعسكر في مقدمته (حصان القايلة) .


أما الحائط الشرقي ، فهو بالبيت لصيق ، وللصبية نعم الصديق ، يمرحون فيه ويرتعون .

حظيرة الأغنام في طرفه الغربي جهة البيت العظيم .

وبالقرب منها -بين النخل الوارفة كغيد في موكب عرس- (الساقي) المفضل ، (السبحانية) و (البيوت الطينية) من قصص وخيالات بريئة إلى تشييد للبيوت بطريقة خاصة فذة لا أستطيع تقليدها الآن .

حيث يجتمع الأطفال كلٌّ و(محفره) المملوء بالطين والماء ، وتبدأ مهارة البناء ، بين اللبنات الصغيرة والكبيرة .


لا زلت أذكر إبداع (البنات) في القصص وإلقائها ، خيال بريء ، ونغمة خاصة لكل موقف ، يصحبها تفوق في الرسم والتخطيط على صفحة (الساقي) الذي كان يزهو بسماعهن .

أما (العيال) فدورهم الاستماع فقط ، إذ ليس لديهم الشعورية الكافية لابتكار وحبك المواقف المثيرة .


وعندما تنتهي قصصهن نطالب بالمزيد ، ومن ترفض عقابها عدم المرافقة إلى (ساسكو) أو (بقالة التويجري) ، عندها تأتي السيمفونية المعهودة للتسكيت ((بوه أم وابو اوولدهم والبنت وشغالتهم والسواق و ... و ... وجمسهم ...إلخ ...))


كان خيالاً (قروي) الأصل (مدني) النشأة ،
يقطعه صوت الجد الحنون : ((الله يصلحكم .. وراكم هدّيتو التسلاّت)) .


لم أنس لعبة (المغبا) ومغامرات الاختباء ، بين النخيل القصيرة ، فوق (الطاية) ، وبين الأغنام يختبئ صاحب القلب الجسور .


مرح بريء ، ولذة أودّ مزاولتها ، واستمتاع لا ينقطع إلا عند خروج (التيس الأحمر) من الحظيرة يصول ويجول بين النخيل ، لا نملك حينها إلا الجري نحو البيت ((يمّه يمّه .. التيس طلع)) .





وأما البيت فله من عجيب الأسرار ، وطريف المواقف ، وخصوصية البناء ، ما يجعل ذكراه تطول وتطول .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(3) البيت وآله الخمسة

......
...
.
__________________


آخر من قام بالتعديل أبوسلمان الخالدي; بتاريخ 16-09-2006 الساعة 03:37 AM.
أبوسلمان الخالدي غير متصل  
 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:56 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)