بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » قصة نوح عليه السلام المبكية و( الولاء والبراء )

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 25-10-2006, 04:39 AM   #1
عاشق المستحيل
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 329
قصة نوح عليه السلام المبكية و( الولاء والبراء )

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ لْمُغْرَقِينَ (43)}


هذا هو نبي الله نوح عليه السلام يطلب من ابنه أن يركب معهم وأن يترك ماهو عليه من كفر ، ولكن أمر الله قد نزل وأن الله سبحانه وتعالى لايعرف واسطة بينه وبين خلقه حتى ولو كان أنبياءه عليهم السلام وأن المرء هو خصيم نفسه وأن الله إذا طبع على قلب إنسان لن تنفعه مقولة (( رب ارجعون لعلي اعمل صالحا )) فهذا ولد نوح عليه السلام منعه من النجاة بنفسه وطاعة والده كفره وأن ماأرداه إلى الإصرار على الغفلة والكفر الذي جعله غبيا يرى الماء قد احاط بكل شئ وقد أغرق كل من على الارض ولم يبقى إلا هو كل هذا وأصر أن يصعد الى الجبل ليحتمي من الماء ، يرى قدرة الله على تعذيب من كفر به وحاربه وقد انزل عقابه سوى انه كان معاديا لدين الله عابدا للأصنام يرى والده يدعو قومه الى الاسلام وترك عبادة الاوثان فيزيد عنادا وإصرارا فكان سببا في غفلته حتى في آخر لحظة من حياته فختم الله على قلبه وعلى سمعه وعلى بصره فجعله من الهالكين إلى هذه اللحظات ونوح عليه السلام يدعو ولده ويتحسر عليه ويتقطع قلبه كمدا وحزنا .. كيف لا وهو يرى فلذة كبده يهلك ومصيره الى النار ..

{وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (4) وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45)

انظروا إلى رقة قلب نوح عليه السلام تخيلوا حالكم حاله .. ترون احد اولادكم يعمل المعاصي ولا يصلي لايعرف أجله متى يأتيه؟؟ قد يأتيه في أي وقت .. او أخا أو أختا لك أعزاء على قلبك تحبهم لدرجة أنك تبكي حين يمر على خيالك افتراقك عنهم وقد تراهم يعصون الله فلا يصلون وتطول بهم الايام مقيمين على البعد عن الله .. هذا نوح عليه السلام حاله ليس مثل حالنا نسكت عن كل حبيب في حياتنا ولا ننصحه ولا نعظه بل كان طول عمره يدعو أهله وعشيرته ولكن يأبى الله إلا أن يمحق العصاة والغافلين فلا تنفع شفاعة ولا واسطة عنده سبحانه فهذا هو حال نبي الله نوح عليه السلام فكيف بنا حين نجرؤا ونخون الامانة ونأكل الحرام ونضيع أوقاتنا نذكر فلانا من الناس ونفكر ماذا سنأكل اليوم او غد وعن الله لاهين ... فانظروا ماذا اردف الله سبحانه وتعالى قائلا بعد ان أمر الأرض ببلعي ماءها والسماء بأن تنقلع بغيومها حيث قال سبحانه : بعدا للقوم الظالمين ... ولم يقل الكافرين مع أن سبب إغراقهم هو كفرهم وعبادتهم للأوثان فأطلع عليهم ظالمين فكل من يعصي الله سبحانه ولم يكن هدفه هو الهدف الذي خلق الله من أجله الدنيا والسموات والارض هو ظالم فليس الكفر فقط هو سبب الهلاك وإنما المعاصي إذا انتشرت وتفشت في المجتمع .

{قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46)}


هنا يأتي معنى الولاء والبراء .. فالله سبحانه وتعالى وهو من خلق الخلق وأعلم بهم يأمر نوح عليه السلام المتحسر قلبه على ولده الباكي على غرق فلذة كبده بأن يتبرأ من ولده فتأتي مصيبة على مصيبة موت الإبن حيث كان نوحا عليه السلام ينتظر التعزية والتصبير من الله سبحانه وتعالى فكانت مفاجأة له وصدمة أمر الله بالتبرأ من ولده الظالم العاصي بل وزاد الله على أمره بأن وعظ نوح عليه السلام بقوله تعالى : إني أعظك .. أي أحذرك وأنهاك فلا واسطة ولا شفاعة تنفع عنده سبحانه للظالمين .

{ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ (47)} هنا يتضح الولاء لله سبحانه حتى على فقدان عزيز لنا والبراء منه إن إتضح انه عدو لله .

ولكن مع شدة الحزن والألم ومحاولة التصبر لم يكن أمام نوح عليه السلام سوى التسليم لأمر الله وطاعته سبحانه وتقديم محبة الله على محبة سائر الخلق وأن محبته سبحانه توجب البراء من العصاة المفسدين ومناصحتهم بما يثبت المحبة لله تعالى فلا ننصح تارك الصلاة بالصلاة وفي اليوم التالي نجالسه ونضاحكه مع إستمراره بترك الصلاة بل نجعل مع مجالستنا له نوع من النصيحة والاستمرار فيها بأسلوب المحبة فإن كان يمتعظ ويتقلب وجهه عندما تذكر عنده امر الصلاة فلا سبيل لنا سوى ان نقاطعه ونهجره هجرانا لايدل على انه هجران لدنيا بل هجران خوف ووجل عليه لأننا نحبه ولكن مالنا بد من الولاء والبراء فهؤلاء أنبياء الله عليه الصلاة والسلام تبرؤا من أهاليهم العصاة كنوح ولوط تبرأ من إمرأته وأمره الله الا يلتفت حين نزول العذاب إلا إمرأته إنه مصيبها ماأصاب قومها فلم يخبرها عما أخبره الله لئلا يكون من العاصين بل حبا لله وطاعة له ، نغضب يوما او يوما او مدة من الايام في سبيل رضى الرحمن وحتى يهدي الله لنا أحبتنا فلا يصير حالنا مثل حال نوح عليه الصلاة والسلام فقد تكفل الله بتثبيت قلوب أنبياءه على طاعته وعلى تقبل المصائب فكيف حالنا إذا رأينا من نحب يرحل عنا وهو ظالم لنفسه .

هذا والله أعلم تعتبر أول آية في البراء حيث قال نوح عليه السلام : إني أعوذبك أن أسألك ماليس لي به علم فيدل على ان حكم البراءأول ماأنزل قد أنزل في نوح عليه السلام من ولده وتبعه بعد ذلك سائر الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام .
{ قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49)}


والآن وقد قضي الأمر وأنتهى كل شئ وعادت الحياة كما كانت قبل الطوفان وأثبت نوح عليه الصلاة والسلام إخلاصه لله سبحانه وتعالى وولائه له وبرائته ممن عصى الله وكابر واستمر في عداوته لله .. يخاطب الله نوحا عليه السلام بكل محبة .. محبة الله لعباده المخلصين الأوفياء .. يخاطبه بكل لطف ورقة ( اهبط بسلام منا وبركات عليك ) ولكن ومع ذلك أتبع الله سبحانه وتعالى كلامه بأنه سيكون هناك أمم ستعصي الله سبحانه مع علمها بما حدث لما سبقها من الأمم وسيكون حالها حال ولد نوح عليه السلام .. تشاهد معجزات الله وتشاهد عذاب الله ينزل في من جاورها من البلاد والعباد العصاة ولكن تغمض عينيها وتصم أذنيها وتخرس ألسنتها عن نهي تلك الأجناس عن معصية الله بل تستمر في معاصيها لله مع ماتراه من زلازل وطوفان وأمراض فتاكة وإهلاك للحرث والنسل والبهائم فلا تعير لذلك اهتماما كولد نوح بل تستمر بترديد مقولته : سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ... قائلة : نحن شعب الله المختار لايصيبنا عذابه ولدينا مايكفي لمواجهة الامراض والزلازل ... فحين تقوم أمة تعظ وتذكر وتنادي بالتوبة الى الله حتى لايصيب الامة ماأصاب بعضها من طوفان وزلازل الا ويخرج من يقول : هذا سخف وهراء كيف يعذب الله الاطفال والنساء .. سنأوى إلى جبل يعصمنا من الماء ...... وفي نهاية القصة المبكية يطلب الله من نوح عليه السلام أن يصبر على مفارقة من عصى الله وعلى البراءة منه ولا يجعل حزنه لذلك فإن العاقبة للمتقين ... الذين يصدقون الله فيصدقهم الوعد وينجز لهم ماوعدهم .. ولكن ومع كل ذلك هناك من يتهكم بالحور العين .. عاقبة المتقين .


إنتهي .. وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا الذرية الصالحة وأن يهديها للإيمان وأن يجعلها أمة مجاهدة وأن يرحمنا ويرحم والدينا وإخواننا واخواتنا وسائر المسلمين والمسلمات .
عاشق المستحيل غير متصل   الرد باقتباس


قديم(ـة) 25-10-2006, 05:46 PM   #2
عكاشة
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2004
البلد: مع الخوالف
المشاركات: 97
جزاك الله خيرا
عكاشة غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 25-10-2006, 08:32 PM   #3
يوسف 5
عـضـو
 
صورة يوسف 5 الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 1,190
الله يجزاك خير ويبارك فيك وجعله الله في موازين حسناتك
يوسف 5 غير متصل   الرد باقتباس
إضافة رد

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 05:25 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)