[أحمد المهوس]

أخي العزيز / دكتور عربي , تحية طيبة مذيلة بما يذيله المحب لحبيبه . . .

أما قبل :

أرحب بك في منتداك , والله أسأل أن تجد ما أمَّـلت فيه , وما رجوت منه , و ما سعدت به , فقد حرصت على أن تنهل من أطروحات مرتاديه ما يكون أغلب الظن عندك أنها تزيد من معارفك , وحسبك أن تأنس بها وهو أقل القليل .
وبما أنك قد تمنيت المشاركة , ذهابـًا بنفسك أنها لتلاقح الآراء ؛ فاسعد بما أبديه لك , وبما أسطره إليك , فقد رأيتك تتوق إلى إبداء رأي من رأى دون من سمع .

أما بعد :

فآمل أن تتقبل ما أعرضه بصدر رحب كما تقبلت موضوعك بمثله :

1 – ساكنوا بريدة مثلهم مثل غيرهم , وبما أنك وددت الحديث عمن يسمى بـ ( المطوع ) فهاك القول :

ليست مدينة بريدة بدعًا من المدن الأخرى , فهي كغيرها , تحفل بأمشاج شتى من بني البشر , إلا أنه يغلب فيهم التدين كما ذُكر لك - آسفًا على ضموره عند كثير من الشباب - وأعني بالرجل المتدين أي الأكثر تدينًا , ولست بمن يشق الصدر لأطلع على صدقه من ريائه , وإنما أحسبه كذلك والله حسيبه , ولا أزكي على الله أحدًا .
لست أجزم بأن المتدين جاف الطبع , أو شدته شدة من غير علم , وإنما يتوهم مثل هذا من يأنف من النصح في الله , وتقويم الخطأ بالتي هي أحسن , ذلك أنك تجده ربيب بيت قد اعتاد على ما نهى الشارع الحكيم عنه , فلا يجد حرجًا في أن يتعاطاها , وأخص بالذكر ساكني تلك الجهة التي ذكرتها, وبمعنى أدق , أولها من جهة القصيم , فإنك تعلم أن نسبة كبيرة منهم كانوا – وإلى عهد قريب – ممن اتخذ الفيافي والمهامه والبيد مسكنًا لهم , فأنى لهم أن يفقهوا في الدين حين كان غيرهم يتفقه فيه ! وقد نزل في أمرهم من القرآن أن الأولى ألا يعلموا حدود ما أنزل الله , أما إذا سكن المدينة فقد انتفى الوصف عنه .

2 - المال عديل الروح , وما من أحد يعاب عليه حين يكون صائنًا لماله , ألا ترى أن الله حذر من التبذير ونهى أن نؤتي أموالنا سفهاءنا ؟ فالمحافظة عليه واجبة كأشد ما يكون الوجوب , أما مسألة إخفاء الرجل وكتمان أمر ماله ؛ فهو حق لا لبس فيه , ألا تجد أن الزوج المطرق في العواقب بحنكة يخفي ما تحت يده من مال على زوجته ؟ متقيـًا ما يعلمه المحصن من الرجال , ولك في القرآن أسوة حسنة , فقد نبه إلى أن الإنفاق بالمعروف واجب في كل أوجهه .

3 - لا يخلو جسد من حسد , فالكريم يخفيه , واللئيم يبديه , ويكذب عليك من يقول إنه لا يحسد أحدًا , ولو من النظرة الأولى لأنها ليست له وله الثانية ؛ وبما أن الله قد أنظر إبليس إلى يوم الدين , فلن تجد النفس عنه مهربًا , وإنما تستبدلها سريعًا بالغبطة .

4 – من الأشياء الغريزية في الإنسان محبة الاستطلاع لأي أمر كان , ألا ترى ما يكون من أمر الدعايات التجارية ؟ ألا تراهم يشوقونك لتنقاد إلى ما أنفقوا عليه لتسويقه ؟
وبما أنك من مدينة الرياض , فكم مرة أغلق طريق الملك فهد أو الطريق الدائري ؟ ألا تراه يصطك ازدحامًا من حادث عابر , أو من مشاجرة مراهقة , أو من رقص بعض المراهقين ؟؟


5 – شأن الزواج شأنه مناط بما بينه الشارع الحكيم , ولو أن أمره كما ذهبت إليه , لما استحب كثير من راغبي الزواج من مدينتك بالزواج من فتياتنا ؛ ذلك أنهم يعلمون من أمرهن ما زهدهم ببعض فتيات مدينتك .

أشكر لك طرحك , وجميل عرضك , فقد كان كما كنت ؛ ضيفًا خفيف الظل , يدل على محبة استطلاع , ورغبة في التقييم ....

تحياتي إليك مشفوعة بالود الصادق ......