|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
08-11-2006, 08:55 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2006
البلد: تحت أديم السماء
المشاركات: 313
|
اللؤلؤ والزبرجد في سيرة الشيخ محمد ( الحلقة الثانية )
بسم الله الرحمن الرحيم الحلقة الثانية / فجر الأربعاء 17/10/1427هـ الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه , لن أطيل فأنتم بشوق لقراءة هذه الحلقة , ولن أعلق كثيراً بعد إيراد المواقف لأنها تعبر عن نفسها , وأتمنى من الأخوة ممن لديه قصص عن الشيخ أن يفيدنا بها أو يرسلها على البريد الالكتروني الظاهر في التوقيع فأنا سأستفيد منها غاية الاستفادة تواضعه وكرمه تواضعه : كان الشيخ رحمه الله مدرسة في التواضع ولين الجانب لعباد الله وكان التواضع سمة للشيخ عرفها الصغير والكبير , لم يقل : لا يوماً في حياته بشهادة أولاده وأحبابه وطلابه , إذا لم يعجبه الأمر قال : لعل كذا أو ننظر في الموضوع , وهكذا رحمه الله. لقد أحب الناس فأحبوه , لا يفرق بين الكبير والصغير ولا الرفيع ولا الوضيع في ابتسامته وشفاعته وتسامحه , كان يحب الغريب عن البلد والمسكين واليتيم ويسعى في حاجته مهما كلف الأمر كان لا يحب أن يقبل أحداً رأسه , وإذا قال له أحد طلابه يا شيخ قال : أنت الشيخ ولست أنا , وكان يجلس حيث انتهى به المجلس إلا أن يصر عليه صاحب الدار , وكان من تواضعه أن أركب معه في سيارته خادم جامع الراشد روح الأمين ( بنغالي ) ثم يكلم الشيخ على أولاده في البيت ويقول لهم : اسمعوا قراءة أمين فيقرأ ويستمع أهل الشيخ لقراءته فقد كان لسانه جيداً في القراءة إضافة إلى إلمامه بطرف لا بأس به من التجويد , وكان قد تعلم التجويد على الشيخ محمد في الجامع , وقد أراد الشيخ أن يبيع سيارته في آخر حياته وهي : مرسيدس 1995م بسبب قصة حصلت له وهي : أن فقيراً أتى إليه في الجامع وطلب من الشيخ أن يساعده فأدخل الشيخ يده في جيبه فلم يجد سوى عشرة ريالات فأعطاها إياه فقال السائل وكان معتوهاً بعض الشيء قال بلهجته العامية ( اللحين معك هالشبح ولا معك إلا عشرة أريل ) !!! , فبعدها فكر الشيخ أن يبيع سيارته ويشتري سيارة صغيرة تواضعاً لله نحسبه كذلك والله حسيبه , واشترى سيارة صغيره من نوع ( سيدرك ) بجانب ( المرسيدس ) . وقد قال له أحد الدعاة مرة : يا شيخ لو أغلقت بابك دون الناس فإن الناس إذا رأو الباب مفتوحاً دخلوا فقال الشيخ : لا يمكن أن أرد الناس عن بابي , فيا الله يا له من موقف ويا له من استحضار عجيب لنية خدمة عباد الله , ويا له من تواضع لعباده , غفر الله للشيخ وأسكنه فسيح جنانه , ومن تواضعه أنه في يوم من الأيام استوقف أحد الطلاب أتدري لماذا ؟ ليسأله عن عطره الذي وضعه فقد أعجبه ! فما رأيك بشعور الطالب بعد ذلك ؟! إن كريم الأصل كالغصن كلما ازداد علماً تواضع وانحنى ومن تواضعه : أنه ذات يوم في الحرم المكي جاء إلي أحد الأخوة فقال : لقد رأيت عجباً قلت ما لخبر ؟ قال كنت عند درس الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان فالتفت فإذا الشيخ محمد قد أسند ركبتيه وجلس يستمع للدرس , فيا له من تواضع ! حقاً لا ينال العلم مستحيي ولا مستكبر ذكر أحد الأخوة الثقات أن الشيخ ذات مرة إبان إمامته في جامع الجردان في أوائل هذا القرن 1400هـ , أخذ يغسل دورات المياه للجامع فبينما هو يغسل أحد الحمامات إذْ أغلق عليه أحد المارة الباب ولعله من الصبيان فأخذ يطرق الباب حتى أتى أحد منسوبي الجامع وفتح الباب للشيخ ولم يذكر أن الشيخ دعا عليه أو اغتاظ , فلله دره من مربي فهل يعقل أن الإمام يقوم بعمل الخادم ؟ نعم , ماذا لو جربت أخي أن تخدم مسجد حارتك بأي نوع من أنواع الخدمة البدنية والمالية ؟ ستجد أثر ذلك في قلبك برداً وسلاماً . ومن تواضعه إنه إذا هاتف أحداً لا يقول له معك الشيخ أو الداعية لا بل يقول اسمه , حتى إنه كلم أحد التجار ذات مرة فقال التاجر من معي قال : محمد السعوي , فما عرفه وكان بارداً مع الشيخ لأنه لا يعرفه فقال الشيخ : إمام جامع الراشد فعندها انطلق الأخ يعتذر من الشيخ لعدم حسن استقباله للشيخ ثم إنه كلم على أحد أولاد الشيخ وطلب منه أن يوصل اعتذاراً آخر للشيخ . كرمه : كان كريماً جواداً وما إن تراه ينفق ويطعم حتى تظن أنه في عداد الأغنياء , والأمر ليس كذلك , حتى إن كثيراً من أقارب الشيخ لم يعلموا أن الشيخ عليه ديون وأن حالته المادية لا بأس بها إلا بعد وفاته , وإلا فإنهم كانوا يظنون أن الشيخ محمد من التجار لما يرون من بذله وسخائه , وقد وصلته مرة بالبريد فاتورة باسم لم يره من قبل فقام الشيخ وسدد فواتيره وسدد معها فاتورة الرجل الغريب ثم إن الرجل سأل عن الفاتورة بعد ذلك فعلم أن الشيخ هو من سددها عنه فكلم الشيخ وألح عليه أن يقبل المال فقال الشيخ : ضيف حلَّ علينا فأكرمناه ! , وكذلك من كرمه ما حكاه لي خادم جامع الراشد : روح الأمين فقال إن الشيخ ذات مرة أخذ بيده وأركبه سيارته ثم ذهب به إلى محلات الملابس والكماليات وطلب منه أن يشتري من كل نوع من الملابس اثنين فاشترى ثوبين وغترتين ونعلين وهكذا.. حتى إن روح الأمين أراني ثوباً ذات مرة وقال : هذا من الشيخ , فغفر الله له , ويقول أحد المشايخ في المعهد العلمي : لقد أوقف الشيخ ثلث مرتبه على الأسر الفقيرة والمساكين حتى إنه استدان كثيراً لمساعدتهم وبناء بيوت لهم , يقول الشيخ صالح الونيان : جاءني الشيخ مرة ليقترض فقلت : يا شيخ مالي مالك فأبى إلا أن يقترض فقلت للشيخ : بشرط أن تكون لك وليست لأحد غيرك وألححت عليه فقال : هي لي , وعندما مات الشيخ وجدنا ورقة بالديون عليه ومن ضمنها مبلغ الشيخ صالح وقد كتب على المبلغ : استدنته من الشيخ صالح لترميم بيت فقير فلما علم الشيخ صالح تأثر تأثراً كبيراً , ومن كرمه ما ذكره الأخ : حمد القسومي ( مغسل الأموات المعروف ) وهو من أعز أصدقاء الشيخ يقول : دخلت مع الشيخ إلى أحد الورشات فإذا بصاحب المحل مع شاب وقد ارتفعت أصواتهما , والشاب له سيارة يريد أن يخرجها من الورشة وقد كلفت مبلغاً كبيرا ويعده بأن يحضر له المبلغ لاحقاً فهو لا يملكه الآن , وصاحب الورشة يرفض , فأخذ الشيخ بيد الشاب وقال كم كلفت سيارتك ؟ قال : 11ألف ! قال الشيخ لصاحب الورشة أخرج سيارته وحسابها علي سأدفعه لك في نهاية الشهر فلما خرج الراتب أعطاني الشيخ 11 ألف وأوصلتها إلى صاحب الورشة , ودخل أحد المشايخ على ملحمة الجبيلي في حي الهلال في يوم وفاة الشيخ فإذا العامل ( هندي ) يبكي , فسأله الشيخ عن سبب بكائه فقال : بلغته العامية المكسرة ( شيخ محمد سعوي في موت ) ! قال الشيخ : هل تعرفه ؟ قال نعم , قبل أسبوع واحد أتى إلي وأنا أبكي فسألني فقلت : أحد الأشخاص اشترى مني بقيمة 450 ريال ووعدني أن يسدد ولم يحضر وسوف يخصم المبلغ من راتبي فقال الشيخ : هذه خمسمائة ريال 450 للمحل و 50 ريال هدية لك فبكى العامل , وحق له أن يبكي فالشيخ مدرسة في العطاء والجود والسماحة والبذل والكرم . يقول الشيخ عبد الله بن سليمان القفاري ( المشرف العام على الدورة المكثفة لحفظ القرآن في المسجد الحرام وزوج ابنة الشيخ ) أراد الشيخ أن يرمم بيته في حي القويع فكلَّف ذلك ( 35000 ) خمس و ثلاثون ألف ريال , فدفع للمقاول ( 45000 ) خمسة وأربعون ألف ريال ! , فاستغرب المقاول وقال : يا شيخ فيه زيادة ( 10000 ) عشرة آلاف ريال في الحساب فلعلك أخطأت ؟ قال الشيخ لا : الوالدة طلبت مني أن أزيد وهذا فضل من الوالدة لا فضل لي فيه ! فعلاً أمر عجيب فالدنيا والمال في يده وليس في قلبه , ويذكر أخ الشيخ ( إبراهيم ) أن الشيخ أحضر عمالاً للدهان فأعطاهم قبل أن يعملوا ( 700 ) ريال وقال : هذه إكرامية قبل العمل ! وهذا من سخاء الشيخ وحبه للمساكين , وتقول أحد بنات الشيخ رحمه الله : كنت أذهب مع أبي إلى الرياض غالباً وكان والدي يمر بالمجمعة فيقف عند أحد المحطات ليصلي وليتزود بالوقود , وكان من عادته أن يعطي أحد العمال هناك مالاً , وكان الشيخ كلما مر هناك قام العامل وتشوف للشيخ لكي يعطيه المال , وربما قال الشيخ : أين رفيقنا نعطيه ما تيسر , فهذه لمحة من حبه للجود والبذل وحب المساكين . إلى اللقاء في الحلقة القادمة نوح
__________________
[يمنع وضع الإيميل [/center] نوح سابقاً
|
08-11-2006, 12:39 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2006
المشاركات: 239
|
لله دره وكأنها مواقف أبو بكر الصديق أوعمر أو ابن حنبل أنعم وأكرم به من رجل اللهم اغفرله وارحمه
__________________
يقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( أوكلما اشتهيتم اشتريتم ) دعوة للإقتصاد وليست دعوة للبخل. |
08-11-2006, 06:25 PM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بريدة ، دومة الجندل
المشاركات: 1,457
|
تواضع عجيب جداً رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته .
نفع الله بك أستاذنا الغالي ( نوح ) لقد أعطيتنا ما لم يكن عندنا من أخبار هذا العلم رحمه الله .
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية . |
09-11-2006, 04:02 AM | #4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 199
|
جزاك الله خير وأسأل الله أن يجعل ما تخطه في ميزان حسناتك ...
__________________
|
09-11-2006, 11:41 AM | #5 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2006
البلد: تحت أديم السماء
المشاركات: 313
|
amsf1212 : أشكرك لمتابعتك الدائمة .
عمر55 : يوماً بعد يوم أحس بأنك إنسان غير عادي نفع الله بك حبة رمل : شكراً وأعدك بالمزيد
__________________
[يمنع وضع الإيميل [/center] نوح سابقاً
|
09-11-2006, 02:15 PM | #6 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2003
البلد: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
المشاركات: 7,209
|
رحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــمه اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــه
__________________
يــــارب يــــارب يــــارب اشـفـي والـدتـي عـاجـلاً غـيـر آجـل |
10-11-2006, 03:54 PM | #7 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2006
البلد: تحت أديم السماء
المشاركات: 313
|
أخي وحيد المعنى : شكر من الأعماق لتشريفك للموضوع
__________________
[يمنع وضع الإيميل [/center] نوح سابقاً
|
الإشارات المرجعية |
|
|