بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » ( قطع الَلَسَن .. من تراث الدكتور حَسَن ) كتاب مفتوح للتأليف والقراءة ..

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 23-11-2006, 09:29 PM   #11
عباس محمود العقاد
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 355
أيّها الأمير ألا تحب أن يغفر الله لك؟
د. حسن بن فهد الهويمل


كلُّ من سمع تشنُّجات وزير داخلية العراق (بيان جبر صولاغ) التي ردّ بها على تحذيرات وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير (سعود الفيصل)، أُصيب بالغثيان والاشمئزاز والإحباط، وأحسّ أنّ العراق سيظلُّ مرتهناً لمن لا يحسن الصدور ولا الورود، حتى يقيِّض الله له من يقيل عثرته، ويدرأ عنه عوادي الزمن، ويأذن بعودته إلى الصف العربي متخلِّياً عن الإيضاع في الفتن، وإذكاء الطائفيات والعرقيات، والاتجاه صوب التقسيم. والذين صدمتهم هذه الاهتياجات الرعناء، تنوّعت عندهم ردود الفعل، وكلُّها على حساب بلد مهيض الجناح. وبقدر الاستياء، جاءت السخرية من الذين شهدوا نكوص الوزير على عقبيه عبر صحيفة (الشرق الأوسط) 6-9- 1426هـ، ومحاولته مواراة سوأته، وذلك بعد أن تبيّن له أنّه شقّ عصا الطاعة، وخالف سياسة بلاده، وأحرج قادتها، وأكرههم على الاعتذار والتخلِّي عمّا بدر منه {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ}، والمستاؤون والساخرون من القول ونقيضه يزدادون احتقاراً له وللواقع الذي وسع مثله، والحكماء يقولون:- لا تقولنَّ شيئاً تحتاج معه إلى الاعتذار، ولا تدخلنَّ في أمر حتى تقدر على الخروج منه.
والخوف والإشفاق من أن تشكِّل هذه المتناقضات موقفاً عدائياً من العراق الجريح، وتصوِّره خصماً واعياً لخصومته لدول الجوار وللمملكة على وجه الخصوص. ومن ذا الذي يستطيع امتصاص الاحتقان الشعبي، والتأكيد على أنّ هذا الرد غير الموفّق نزوة أحمق، وليس قرار أُمّة. ويقيني أنّ أسلوب المواجهة - عندي على الأقل - مختلف جداً، فما (العراق) وبعض مسؤوليه الموتورين والمتوتِّرين والشانئين إلاّ كما المريض الذي يهذي تحت تأثير المخدر، وحقه على كلِّ مسلم أن يواسيه أو يأسوه أو يتوجّع.
لقد سمعت مع السامعين تلك التجشؤات الفارغة من رجل مغلوب على أمره، يمشي على أشلاء أهله وعشيرته، ولمَّا يستطع لملمة تلك الأشلاء الطافحة فوق حمام الدم والمهترئة تحت أقدام الراقصين على الجراح ومواراتها. وردّ المسؤول العراقي المتدنِّي إلى حد التخلُّف على تحذيرات سمو الأمير، ردٌّ غير مسؤول، يكشف عن خبيئة المتفوه، ولا يصيب المقصود بسوء. وما هو إلاّ ترديد للعنتريات الثورية التي يجترّها ببلاهة معتقة المسلِّعون للخطاب البلاغي أمثال (نزار قباني) و(أحمد مطر) وشعراء الهزيمة وكتّابها ورغاتها، فلقد ساءهم تفجير الله لكنوز الأرض لمن أخذها بحقها، ولم يجدوا من المآخذ إلاّ غرابة الجمع بين الإبل والنفط، والبدوي الذي مر من فوق الأرض على جمله فامتلكها. وإذ يكون الاختلاف في وجهات النظر مشروعاً، وتحفظ الدولة المعنيّة على ما تراه في غير مصلحتها الخاصة من حق مسؤوليها فإنّ هناك أساليب وقنوات (دبلوماسية) يمارس من خلالها الاختلاف والرد. وما دامت المملكة حمَّالة المآسي، وعاقلة الجناة، وسموم الفتن تشوي أطرافها، فإنّ مراجعة مسؤوليها لا يكون بهذا المستوى، كما أنّ إبداء النصح ليس من الوصاية ولا من التدخُّل في شؤون الغير. وأحداث العراق الدامية يمتد دخنها إلى دول الجوار، ومن حقهم الرصد والمتابعة وإبداء التخوُّف وإسداء النصح. وكم نسمع من يعيب الصمت العربي، ويلوم المتخاذلين من أهل الشأن.
ولقد كنت ممن يفضِّلون مرور الكرام، واستذكار مقولة الشاعر:-




(ولقد أمر على اللئيم يسبني
فمضيت ثمة قلت لا تعنيني)


ولكن طائفة من الردود العنيفة، تدعو إلى القطيعة، وتخلي المملكة عن دورها الرائد في الأخذ على يد السفهاء والأخذ بيد المتعثِّرين، هذه الكلمات الحادة غيَّرت وجهة نظري، وفتحت شهيَّتي للكلام التطميني، ليس رغبة في التصعيد، ولا حبّاً في توتير الأعصاب، ولا حاجة في استعداء المقصود بالكلمات الهجائية المسفة. وإنّما تحرُّفاً لإطفاء الضغائن، وتهوين الأمر، والتذكير بواجب الأخوة الإسلامية على حد:-



(إذا احتربت يوماً ففاضت دماؤها
تذكرت القربى ففاضت دموعها)


وعلى حد لفتات (المتنبي) ل(سيف الدولة)، وهو يطارد فلول (بني كلاب):-



(وكيف يتم بأسك في أناس
تصيبهم فيؤلمك المصاب
ترفّق أيّها المولى عليهم
فإنّ الرفق بالجاني عتاب)


وأخشى أن يكون مثل هذه البذاءات غير المقبولة من الجرم الذي يجره السفهاء على قومهم، ثم يحل على غير جارمه العذاب. والعراق الذي يتقلّب على سفود الفتن منذ نصف قرن بحاجة إلى من يسارعون لإنقاذه، لا إلى من يطربهم نحيب ضحاياه وهذيان محموميه.
وفي تلك الأجواء المكفهِّرة أذكّر الأمير المتعذب من واقع أُمّته بكلِّ ما يتوفّر عليه من رحابة صدر واستجابة لله ولرسوله إذا دعاهم، أذكِّره بما هو أعلم به مني، وأسوق له مواقف مشرقة في سير أعلام النُّبلاء، ولمَ لا يكون له بمن سلف أُسوة حسنة، وهو سليل أُسرة لها عراقتها في الشأن السياسي، ففي (حديث الإفك) دروس وعبر، أصبحت نبراساً لكلِّ من فتح الله عليه ووفّقه. فمن الذين أشاعوا الفاحشة على (عائشة) أم المؤمنين رضي الله عنها (مسطح بن أثاثة)، وكان (أبوبكر) الصديق رضي الله عنه، ينفق عليه لقرابته وفقره، ولما أن علم أنّه ممن أسهم في إشاعة الفاحشة على ابنته، بعدما نزلت براءتها في كلام يُتلى إلى يوم القيامة، أقسم ألاّ ينفق عليْه، وأن يقطع برّه وصلته. فنزل قول الله تعالى: -{وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، فما أن سمع هذا الأمر، وهذا الوعد، حتى قال بملء فمه:- (بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي). فأمدّ (مسطحاً) بما كان يمدُّه به قبل أن يشترك في إشاعة الفاحشة:-



(وما قتل الأحرار كالعفو عنهم
ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا
مضر كوضع السيف في موضع الندى
ولكن تفوق الناس رأياً وحكمة
كما فقتهم حالاً ورأياً ومحتدا)


ومثلما بدرت تلك المواقف الإنسانية الفذة من (أبي بكر) بدر مثلها من أبي حفص (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه، حين قدم عليه (عيينة بن حصن) برفقة ابن أخيه (الحر بن قيس) الذي شفع له بالدخول على عمر، و(الحر) أحد القراء الذين يدنيهم عمر، ويقبل شفاعتهم، فقال (عيينة) ل(عمر) حين أذن له بالدخول عليه:- (هِيْ يا ابن الخطاب! فو الله ما تعطينا الجزل، ولا تحكم بيننا بالعدل) فغضب عمر، وهمّ بمعاقبته، فبادره (الحر) قائلاً:- (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)، وإنّ هذا من الجاهلين، فكفَّ عمر، وكان وقَّافاً عند كتاب الله.
وشاعر الحكمة والتروي زهير بن سلمى يقول:



(ومن لم يصانع في أمور كثيرة
يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم)


والذين خاضوا معترك السياسة، وليسوا من أهلها، يأتون بما لا يستطاع احتماله، وما أضاع الشعوب، وهدَّم الديار، وأهلك الحرث والنسل إلاّ أغيلمة وجدوا أنفسهم بالصدفة على مدرجة السياسة المليئة بالألغام، فمشوا دون أن ينظروا إلى مواقع أقدامهم. وهل أحد لا يرثي ل(العراق) بكلِّ ما ينطوي عليه من عراقة وحضارة؟ وهل تغني أمجاد التاريخ عن قوم لا يفقهون؟ ومن أراد أن يرى الاستقرار والأمن والرخاء والتلاحم غضاً طريّاً فليزر بلاد البدو الذين يمتطون الجمال، ويشربون من ألبانها، ويتخذون من أوبارها بيوتاً، يستخفونها يوم إقامتهم ويوم ظعنهم. وكم من مكلوم يتمنى أن يجد دفء البلاد ورخاءها واستقرارها وتلاحم جبهتها الداخلية. وإذ تكون البلاد مهوى أفئدة الطائعين، فهي مسرح عيون الطامعين، وحين جمع الله لها من كلِّ شيء أحسنه، وفَّقها للمساندة والمساعدة، وممارسة الصُّلح والنُّصح.
لقد قدَّمت البلاد وأهلها تضحيات لا يمكن تصوُّرها، فضلاً عن حصرها لكلِّ دول الجوار وشركاء الهم والعقيدة والمصير. تضحيات: مادية ومعنوية، عرَّضت خطط التنمية للتعثُّر والإبطاء، ووضعت مثمِّنات البلاد تحت طائلة المكر، وكادت تمس استقرارها بلا اضطراب. ولما لم نكن ملزمين بهذا القدر من الدعم فإنّ بإمكاننا ألاّ نفعل، بل كان بإمكاننا أن نكون كغيرنا قوَّالين غير فعَّالين. ولكنّنا مع النكران والمكر والإزلاق لمَّا نزل نستبق الخيرات بفتح الجسور الجوية للإمداد والرحلات المكوكية للإصلاح، وسنظل كما كنا، نفك الأسير، ونطعم العاني، ونواسي المصاب، فتلك سجية فينا. وإن قوبل إحساننا بالإساءة ومعروفنا بالنكران، فكم من أيدٍ كسرنا قيدها حتى إذا ذاقت طعم الحرية رمتنا بالحجارة وأزلقتنا بالأبصار، وكم من بطون جائعة أشبعناها حتى إذا أمتنا سعار الجوع سعَّرت تحت أقدامنا نار الحقد والضغائن. ومع كلِّ خيبات الأمل سنبقى كما كنا نطعم القانع والمعتر، لوجه الله، لا نريد منهم جزاءً ولا شكوراً. ولما نزل مع طبعنا نقابل الإساءة بالإحسان والذنب بالعفو، نفعل ذلك طبعاً لا تطبُّعاً، ونقف حيث يجب علينا أن نقف، ولو كان وقوفنا في جفن الردى، وهو مستيقظ لا نائم.
أيُّها الأمير المسكون بهم أُمّته وقضاياها، لا يثنيك حاسد ولا حاقد ولا جاهل عما أنت قائم به ف:-



(على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
ويعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم)


لقد كنت وراء مصالح أُمّتك، مترجماً إرادتها، ومعبِّراً عن سياسة حكومتك، تنصح وترشد وتحذر وتعد وتتوعّد، وقد لا يستبينون النُّصح ولا في ضحى الغد، ولو استبانوه لما آلت أمورهم إلى وضع لا يُطاق، ومرض لا يرجى برؤه، ف({كُلَّ مَا رُدُّوَاْ إِلَى الْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا}. والكلمات السوقية التي أطلقها مَن لا خلاق له إن هي إلاّ صراخ طفل جريح في وجه طبيبه الذي يضمد جراحه، دون أن يعلم أنّ العافية والسلامة بذلك التدخُّل الجراحي.
وكيف لرجل مثلك في تجاربه أن يطلب عند المبتدئين ما عند نفسه، وأن يتصوَّرهم آذاناً واعية، وقلوباً حافظة، ونوايا حسنة، ومقاصد سليمة، إنّ هذا تكليف للأشياء فوق طباعها:-



(ومكلف الأشياء فوق طباعها
كملتمس في الماء جذوة نار)


والأمير الممتلئ بهموم أهله وعشيرته الأقربين وبقضايا أُمّته من واجبه أن يريح قلبه من غمِّ العداوات والمناكفات والتلاسن، وأن يدفع الشر الذي تفيض به نفوس المرضى والمأزومين بالتي هي أحسن، وكيف لا تبادر إلى مثل هذه الفرص النادرة وطريق المغفرة والجنة في كظم الغيظ والعفو عن الناس.
إنّ المؤمن كما النخلة في الثبات والارتفاع على الترهات، وليس من المعقول أن يجاري الشرفاء أصحاب الخلق الدنيء، والشاعر العربي يقول:-



(إذا جاريت في خلق دنيء
فأنت ومن تجاريه سواء)


وما العيب إلاّ أن تكون مسابباً لمن لا خلاق له - كما يقول الشافعي -، وكم من الفرق بين الضعة والتواضع، بين الحلم والضعف، وقد يتصوّر ذوو الأنفة أنّ العفو من الذل والهوان. صحيح أنّ من يهن يسهل الهوان عليه، ولكن عفو المقتدر يُعَدُّ من صفح التفضُّل.
والذين يطلقون الكلمات المسفة، ولا يلقون لها بالاً يفتقرون إلى أبجديات اللغة السياسية، وتنقصهم الخبرة والتجربة، وهؤلاء إثمهم أكبر من نفعهم، وحسبهم مرور الكرام. وها هو بعد أن بدت له سوأة كلامه، يلعق إمضاءه، ويراجع نفسه، ويصف سياسة المملكة بالحكمة والتوازن والهدوء، وينفي أن تكون تصريحاته رسمية أو معبِّرة عن رأي الدولة. وهو إذ يتخلّى عن تصريحاته فإنّما يؤكد من حيث لا يدري أنّه ركب مركباً صعباً ليس من أهله، لقد وصف تجاوزاته الشخصية بأنّها سحابة صيف، وما أكثر سحب الصيف التي تمر بأجوائنا ممن نتوقّع منهم الاعتراف بالجميل.
وهو بهذه الحماقات الهوجاء لم يكن بدعاً من الأمر، فلقد تعرّضت المملكة وأبناؤها لتجاوزات من الذم والسخرية لو قيلت بحق غيرها لثارت ثائرته، وأفقدته السيطرة على مشاعره، ويكفي ما تعرّضت له البلاد بعد احتلال الكويت من إقبال المغفلين بسكاكينهم لاقتطاع حصتهم من (الكعكة) الشهية التي صوَّرها لهم جشعهم وسوء مقاصدهم، ولما خيّب الله ظنّهم، أقبلوا يردِّدون محفوظهم:- {عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف}ومرت كما سحابة صيف، وستظل سحائب الصيف يأخذ بعضها برقاب بعض، ونحن نتجرّع مرارات نكران الجميل. والكتّاب الذين انبروا لِصدِّ هذه المفتريات، أنحى بعضهم باللائمة على بلد مهيض الجناح، وما كان من القول السديد أن نجهر بالسوء، وألاّ تزر عندنا وازرة وزر أخرى، وبخاصة حين يبتدر الكلمات المجتثة من فوق الأرض من لا يغيِّر من الأمر شيئاً. وعلينا أن نروِّض أنفسنا على استقبال سحائب الصيف، وسماع عفا الله عما سلف، ولكن يجب ألاّ تكون ذاكرتنا مخروقة، ومن أغضب ولم يغضب فهو ....!
__________________
ولي فرس للحلم بالحلم ملجم × ولي فرس للجهل بالجهل مسرج
فمن شاء تقويمي فإني مقوم × ومن شاء تعويجي فإني معوج
وما كنت أرضى الجهل خدناً وصاحباً × ولكنني أرضى به حين أحرج
عباس محمود العقاد غير متصل  
 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 09:55 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)