[ناصرالكاتب]

بسم الله الرحمن الرحيم

فتَح أحدُ الإخوة الأفاضل لقاءً حاورني فيه على صفحات أحد المنتديات (الإقليمية)، وسألني عن «الحوار في المنتديات عامة، وذلك المنتدى خاصة» فكان ما يلي –بتصرف يسير-:
[p5s][/p5s]


[align=right]
• تعددت طرق وأساليب الحوار فهل تعتقد أن الإنترنت هو الوسيلة الأفضل للحوار؟!

لا، إلا بضوابط.
ففي الإنترنت يجتمع الجاهل مع المتعلم، والوقح مع المتأدب والمغرض مع الصادق..
والشخوص فيه مجهولة؛ فيسرف (رديء النفس وضعيف العقل ومسلوب الفقه) في (الوقاحة) ما شاء له أن يسرف.


• هل هناك ثمرة تجنى من وراء الحوارات بالمنتدى هنا .. ؟

الأمرُ حسب طريقة الحوار ونوع المحاوِر. فإن كانت القضية المطروحة تستحق النقاش، وكان المتحاورون فيها أهل وعي بما يقولون، وصدقٍ فيما يدَّعون، ويأتون بأدلة على كل دعوى لا يُسلِّم بها الخصم؛ فهذا حوار أرجو أن يكون مثمرا.

وما كل شخص يستحق أن يُحاوَر؛ فبعضهم حين يرى ما لا يشتهي: يحاربك ويرمي عليك من عنيف الرد وسخيف القول، دون أن تظفر منه ببرهان تعرف به وجهَ اجتهاده، أو تقف به على (الحق) إن كنتَ مخطئا.
وقد يزيد على خطلِه: بالتهكم فيك والسخرية بقولك، وتصوير رأيك بأنه شذوذ خارج عن المقبول من الاجتهادات.

فأنتَ مع هذا محروم من حقك في الإنصاف، ومحجوب عن الحوار المفيد الذي تصل به إلى (الإرشاد) أو (الاسترشاد).

• وكيف وجدت هذا المنتدى بعد مرور هذه الأعوام ؟!

تقريرُ الواقعِ قلَّما يخلو من الخَرَصْ. هذه حقيقة أؤمنُ بها. فأنتَ تسمع من يقسِّم الناسَ في إقليم من الأقاليم فيقول لك: «إنَّ ثمانين بالمائة منهم على الوضع الفلاني كذا...». ولو سألتَه: «أأجريتَ استبيانا في هذا» لقال: «لا»!

وأظن لو أنك سألتَ بعض رواد هذا المنتدى عن واقع المنتدى لوجدت من يسرف في الثناء عليه وتجريده من النقائص المنسوبة إليه –قد تجد هذا الصنف-، أو من يحكم على عامة كتاب المنتدى بالسخف، وعلى حال المنتدى بالضعف. أو من ينجذب إلى «منطقة» الوسَط في القول.

والحقُّ مع واحدٍ من هؤلاء؛ لكن أين «البينة» ؟

فمن أثبت دعواه بالبينة؛ فقد ثبت لنا صدقها.

وأنا وإن ظهر في قولي السابق بعضُ تكلف في التحليل أو مبالغة في التصوير؛ إلا أنني أردت جعلَ هذه المقدمة تمهيدا للفكر، قبل أن يحكم.

وأخشى أن في قولي: «تقريرُ الواقعِ قلَّما يخلو من الخَرَصْ»: خرَصًا في تقرير واقعِ الخرَص، لم أنتبه إليه. فمن رأى شيئا من ذلك فليرشدني إلى موضع الصواب؛ دونَ خرص!.

وأقول –ولم أنته من التقعيد والتمهيد-: «إنَّ جودةَ الحوارِ بنتُ وَعْي المُحَاوِرِ في قضية الحوار».

[] [] []

وعلى ما سبق؛ فعلينا أن ننظرَ في حالِ المقتحمين ساحةَ الحوار: أهم على وعيٍ كافٍ بما يصدعون به ويدافعون عنه؟ أم هم كَمَنْ مرَّ بهيشة فكان فيها البطل؟!.

لقد مرَّتْ على المنتدى محاورُ نَشِطَ فيها الحوار... والمحاورُ –كما أشرتُ سابقا- يفتقر إلى مقدّماتٍ تكون أساساً ضابطا لفكرِه عن التخليط، وقلمه عن الطيش.

ولما عَرِيَ كثيرٌ من المحاورين عن العلم بتلك الضوابط: صارَ في دخولهم تلك النقاشات جناية على أنفسِهم وعلى غيرهم؛ إذ وقعوا في «الانتصار للنفس» الذي صعب على بعضهم تمييزه من أنفسِهم؛ لفقدانهم (العلم) الذي يجلي لهم كثيرا من حقائق النفس.. فهو –أي العلم- يضع نظرَك على الفرق بين (العلم) و(دعوى العلم)، وقد قِيل: «إنَّ من مراحل العلم ما تعلمُ فيها أنك لا تعلم!».

فالعاري عما ذكرتُ قد يخلط بين «الانتصار للحق» و«الانتصار للنفس»!

[] [] []

إنَّ من اقتحمَ ميدانَ الحوار، دون وعيٍ بالقضية المختلَف فيها، ثم هو ينضمُّ إلى رايةٍ من رايات الآراء، أو يرفع رايةً أخرى جديدة: فإنه سيُتْعِب المحاوِرَ الذي بنى رأيه على علم؛ لأن (المحاوِرَ الواعي لما يقول) قد يضطر إلى الأخذ بيد ذلك (المقتحم دون وعي) ويشرح له بعض المقدمات الضرورية لفقه هذه القضية.

والحوارُ في خيرٍ إن وقفَ عند ذلك.. لكن الأمر يتعداه إلى إثارة النقع وليس له موعد إلا (الانتصار للنفس)!
وما يهبط الغبار حتى تظهر حزبيات جديدة لخصومات وليدة.

والله المستعان!

ومن المزعج في حال الحوار: التهاب الحساسية من بعض القضايا المطروقة؛ فنرى بين فترة وأخرى قيامَ خصومات جديدة بسبب مقالة نقدية عامة أو خاصة.

ومن حق مَنْ اُنتُقِد بظلم أن يعتَرِض؛ لكن ليس من حقه أن يفسر كلاما عاما بأنه قد قيل فيه، ثم يُطالِب بحقه.
لكن عليه أن يكشف زيفَ هذا الكلام إن كان زائفاً.

أخي الكريم، أظنُّ أنني قد أتيتُ على جانب من واقع الحوار هنا.. أكتفي بما قلتُ، وشكرا لك.[/CENTER]

ناصر الكاتب

[وحيد المعنى]

[تغاريد نجد]

بارك الله فيك

موضوع ممتاز

[عبدالرحمن الحجيلان]

جزاك الله خير

[ناصرالكاتب]

حياكم الله جميعًا.