|
|
|
10-12-2006, 11:32 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2006
البلد: الخليج العربي
المشاركات: 104
|
قصة وعبرة
[frame="1 80"][bor=FF0033]
قصة وعبرة .............حقيقة المغتاب قال الأصمعي : " اغتاب رجلٌ رجلاً عند قتيبة بن مسلم ، فقال له قتيبة : أَمْسِكْ ـ أَيُّها الرجل ـ فوالله ؛ لقد تَلَّمَظْتَ بِمُضْغَةٍ طالما لَفَظَها الكِرَام " . هذه قصة قصيرة المبنى ، عظيمة المعنى ، فيها من العبر والفوائد كثير ، فمنها : كريم خُلُق قتيبة بن مسلم ـ رحمه الله تعالى ـ حيث أبى أن يُغتاب أحدٌ في مجلسه ، وهذا خُلُقٌ إسـلامي أصيل ، غاب عن أكثر مجالسنا ، حيث أصبح المغتابون يلوكون أعراض النَّاس بألسنتهم ، ولا يجدون من يدفع عن الغائب ، ويردع المغتاب ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما من امرئ يخذل امرأ مسلماً ـ عند موطن تنتهك فيه حرمته ، وينتقص فيه من عرضه ـ إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته ، وما من امرئ ينصر امرأ مسلماً ـ في موطن ينتقص فيه من عرضه ، وينتهك فيه من حرمته ـ إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته )) رواه الإمام أحمد وأبو داود . ومنها : أنَّ ردع المغتاب ، والدفع عن عرض المسلم الغائب من أنجع الوسائل المانعة من تسلط المغتاب ، وخوضه في أعراض المسلمين ، ولو علم كلُّ مغتابٍ أنَّه سيجد من يدفع عن عرض أخيه المسلم بالغيب ؛ لما تجرأ على الغيبة ، ولما جاهر بها في وسط المجالس . ومنها : أنَّ الغيبة داء تنفر منه طباع الكرام ، أهل الشيم والخلق الحسن ، لكونها دليل جبن ، ونقص شجاعة ، وإلاَّ لما احتاج صاحبها إلى التخفي ، وذكر غيره في غَيْبَتِهِ . ومنها : أنَّ الغيبة داء يلازم أهل الفراغ ، البعيدين عن الجدِّ ، المتفرغين للهو ، وإن كان ظاهرهم خلاف ذلك ، وأنَّ أهل الجدِّ من أبعد النَّاس عنها ، لكونهم مشغولين بإصلاح عيوبهم ، وشحذ هممهم ، واغتنام أوقاتهم لما هم في إقبال عليه من العمل والاجتهاد ، وكان قتيبة بن مسلم ـ رحمه الله ـ منهم ، لذلك مكَّنه الله في الأرض ، وفتح على يديه من البلاد ما نعلم يقيناً أنَّه لو كان من أهل البطالة لما فتحها ، لذلك لم يحتمل سماع مغتاب يغتاب مسلماً في مجلسه حتى نهاه وردعه . والله الموفق . منقول[/bor][/frame] |
الإشارات المرجعية |
|
|