[برق1]

أختي الكريمة شيمو :

أكبر فيك مشاعرك النبيلة تجاه صديقتك

أمّا عن السكّري وحالها معه فأقول :

أولا :

على الأخت ألاّ تنس أن ما أصابها لم يكن ليخطئها فهذا قدر الله , والمسلم يؤمن بأن ما أصابه خير له ما صبر واحتسب , فقد قال عليه الصلاة والسلام : { عجبا لأمر المسلم , أمر المسلم كله خير إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرله } أو كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلّم

ثانيا :

لا أدري لماذا ضعفت نفس الأخت تجاه هذه المشكلة حتّى صارت تشعر أنها مسكينة تستجدي العطف , فهي بهذه النفسية مخطئة , ولا يصلح أن تظل هكذا
يصف الأطبّاء مرض السكري بأنه المرض المسالم
فهو مرض ليس له أثر في حياة الإنسان ما دام ملتزما المنهج السليم في التغذية
ولذاك فعلى أختنا أن تتقيّد بالنظام الغذائي والفحص السهل الذي تجريه هي هذا إضافة إلى المحافظة على مواعيد الأنسولين التي لم يعد حقنها يمثّل مشكلة كبيرة الآن
أعرف شخصا تلفت لديه البنكرياس ؛ فاستأصلها وصار يعتمد بعد الله على الأنسولين والنظام الغذائي , ولكنّه يطبق النظام ويلتزم مواعيد الأنسولين بدقّة , فالعجيب في أمره أنه صار أكثر نضارة وأفضل صحّة من ذي قبل ( قبل استئصال البنكرياس ) والسبب في هذا أن النظام الغذائي عبارة عن مقادير محدّدة من الأغذية المتنوعة هي التي تفي تماما بحاجة الجسم إلى المواد المختلفة , وهذا ما يفسّر كونه الآن من أفضلهم صحّة وحيويّة
لكنّه ملتزم بهذا النظام ومواعيد الحقن , وليس بحاجة إلى زيارة المستشفى إلا فترات متباعدة للاطمئنان فقط , ولم يسجّل لديه أي عارض بسبب حتى الآن منذ سنين بحمد الله
ولهذا فهو متمتّع بحياته منشرح النفس يشاركنا رحلاتنا البريّة وغير البريّة ويظل معهم أيّاما في البراري
حقّا أن من لديه السكّري لا يأكل كلّ ما يعرض عليه , في أي وقت , فله برنامج غذائي متوازن مع مواعيد الحقن , وهذا يتطلّب بعض الصبر في التكيّف مع هذا البرنامج , ومع مرور الأيام على الالتزام به , تألفه النفس ويكون أخف مما يتصوّره المرء

الذي أنصح به الأخت الغالية ما يلي :

1- أن تكون أكثر عزيمة في التزام النظام الغذائي ومواعيد الحقن , فإني لمست من كلامها ضعف عزيمتها في هذا المجال .

2- عليها أن تبعد عن نفسها شبح الخوف من نظرات الشماتة أو الرأفة بكونها مريضة , فهذا الشعور بالحرج هو المرض بعينه . وهو الذي يخشى منه أن يقودها إلى أمراض نفسيّة من دلائلها هذه العزلة , وأمراض النفس تنتج مع مرور الزمان أمراضا عضويّة , فعليها أن تقبل على الحياة بعين الرضا بواقعها , والاستقلال بذاتها عن أن تكون مُسضيَّرة بنظرات الآخرين

3- السكّري من أمراض العصر الشائعة في العلم , وخاصة عندنا في السعودية كما أثبتت ذلك الإحصاءات , ولهذا فلا مبرّر للحرج منه , فقد ألفه الناس , و لم يعودوا يستنكروا أن يصاب به أحد

4- هناك مساع جادّة تيشّر بخير لمساعدة المصابين بالسكّري على السيطرة عليه بطرق أخف من طريقة حقن الأنسولين الشائعة , وتوابعها , وهذا مما يزيد المصابين تفاؤلا بالتخفيف من عبئ الحقن والنظام الغذائي

المهم في الأمر ألا تنهزم أختنا داخليا من أمر وإن كان مزعجا فإنه لا يمثّل مشكلة كبيرة , فعليها أن تقبل على الحياة بنفس غير منهزمة

أسأل الله أن يرزق أختنا الصبر ولاحتساب , وأن يزيدها قوّة وعزيمة , وأن ييسّر أمرها إنه خير من دُعي وخير من أجاب