[عاشق المستحيل]

مفكرة الإسلام (خاص): وبائع النفس بالفردوس سلعته.. بالنوق ديتها لكن مولاها.. حين اشتراها بعقد زاد قيمتها.. فضلاً لمن بالغيب سواها.
هذه آخر كلمات كتبها مقاوم عراقي ودعته بغداد بالدموع اليوم حيث سقط مضرجًا بدمه أثناء اشتباك مع فرقة من المارينز الأمريكية في منطقة البو عيثه جنوبي بغداد قرب الدورة.
وقد حصل مراسل "مفكرة الإسلام" على نص تلك الرسالة التي كتبها المقاوم الشهيد لأمه، وكان هذان البيتان آخر ما كتبه "أبو عبد" في رسالة وافقت والدة الشهيد على نشرها، لكن رفاقه في إحدى الفصائل الكبيرة والمعروفة طلبوا من المراسل عدم نشرها لأغراض أمنية؛ خوفًا على زوجة الشهيد ووالدته وأطفاله الأربعة.
ومما جاء في تلك الرسالة :"أنا على ثقة بالله تعالى أنه لن يذلكم من بعدي، ولن يجعلكم تحتاجون أحدًا غيره ولو قايضني الله على روحي بغير الجنة لاخترتكم أنتم لكنها كما تعلمون إنها .. الجنة، وأهم منها مرضاة الله تعالى علي، كما أن موتي يعني حياة لي بإذن الله تعالى"، ثم كتب الشهيد رسالته العائلية التي رفضت المقاومة نشرها كاملة.
وبعد هذه المقدمة إليكم التقرير الإخباري للعاصمة العراقية بغداد لهذا اليوم الأربعاء، حيث شهدت العاصمة العراقية بغداد اليوم الأربعاء عدة عمليات مزلزلة استهدفت الاحتلال والصفويين معًا في مناطق عدة من العاصمة، كان أبرزها قيام الاحتلال باعتقال ثمانية من أفراد شرطة حي الرشاد شرقي بغداد تبيّن أنهم عناصر شرطة متعاونون مع جيش المهدي الصفوي، وكانوا يوقفون أهل السنة ويقومون باعتقالهم ثم بيعهم لجيش المهدي كل حسب سعره. فللإمام والخطيب سعر خاص، وللطالب سعر خاص، والمواطن له سعره الخاص، وكذلك الطبيب أو الأستاذ الجامعي له سعره الخاص. وحسب مصادر مقربة من الجيش الأمريكي لمراسل "مفكرة الإسلام" فإن هؤلاء الأفراد اعترفوا على أفراد آخرين، كما أدلوا بمعلومات مهمة منها أنهم قاموا ببيع خمسين سنيًا خلال أربعة أيام فقط لجيش المهدي، بينهم ثلاثة علماء دين كان سعر عالم الدين 700 دولار.
وعن العمليات العسكرية للمقاومة العراقية، افتتح الجيش الأسلامي في العراق أولى عمليات اليوم في بغداد؛ عندما دكت صواريخه مقر القوات الأمريكية الرئيس غربي بغداد، والمعروف باسم مقر الأركان قرب العامرية، حيث أمطرته بستة صواريخ من نوع كراد في الساعة السادسة صباح اليوم، حسب مصدر في الجيش الإسلامي أشار إلى أن الصواريخ أصابت أهدافها بكل دقة.
وتوالت بعد ذلك عمليات المقاومة بمختلف فصائلها في بغداد طيلة ساعات النهار، حيث انفجرت سيارة مفخخة كانت موضوعة على جانب الطريق لدى مرور دورية لمغاوير الداخلية الصفوية، أسفرت عن مصرع سبعة منهم ومقتل مدني واحد وجرح عشرة آخرين بينهم سبعة من أفراد المغاوير، وذلك في منطقة الطالبية شرقي بغداد بالقرب من مدينة الصدر معقل جيش المهدي مقابل مطعم المضيف.
وفي منطقة الحسينية انفجرت سيارة أخرى ركنت على جانب الطريق استهدفت رتلاً أمريكيًا؛ مما أسفر عن تدمير آلية واحدة ومصرع طاقمها حسب مصدر في الشرطة العراقية.
فيما انفجرت اليوم في بغداد وحدها ثلاث عشرة عبوة ناسفة، توزعت على جانبيها، الكرخ والرصافة، استهدفت قوات الاحتلال ودوريات للشرطة وتجمعات صفوية، حيث أفاد مراسلنا في الغزالية أن عبوة ناسفة استهدفت رتلاً للاحتلال في الساعة الثامنة صباح اليوم؛ أسفرت عن مصرع جندي وجرح ثلاثة آخرين، وذلك على مقربة من مقر هيئة علماء المسلمين.
وفي محلة معروف الكرخي استهدف رجال المقاومة دورية راجلة للاحتلال بعبوة ناسفة زرعت تحت كوم من النفايات على جانب الطريق أسفرت عن وقوع إصابات بينهم دون قتلى.
وفي العامرية بمنطقة المحامين أدى انفجار لغم أرضي على عربة أمريكية من نوع همر إلى إعطابها ومقتل جنديين فيها وجرح ثلاثة آخرين، سُمع عويلهم كالنساء من قِبل أهالي المنطقة.
وإلى ذلك تصاعدت ظاهرة الشجار المستمر والمتكرر بين جنود الاحتلال وآمريهم، حيث شهد شارع فلسطين اليوم عراكًا بالأيدي ولكمات بين ضابط مارينز وجندي أمريكي، حيث نقل مراسلنا في بغداد أن دورية أمريكية راجلة كانت تجوب الشارع من صباح اليوم، وشُوهد تشاجر جندي مارينز مع آمر الدورية وسمع صياحهما الذي تطوّر إلى عراك بالأيدي ولكمات بين الطرفين انتهى بعد قيام الجنود الآخرين بسحب الجندي إلى عربته وأخذ الضابط بعيدًا، الذي حاول قتل الجندي بعدما قام الأخير بتوجيه عدة لكمات قوية إلى وجهه دون أن يعرف سبب الشجار، إلا أن المراقبين يرون أن السبب الرئيس وراء ازدياد تلك الظاهرة هي انهيار معنويات ذلك الجيش وفساد قضيته التي يحارب من أجلها.
وبينما يعلن جيش الاحتلال عن حصيلة خسائره المعدلة والمخفضة التي قال عنها إنها ثلاثة وتسعون قتيلاً منذ بداية هذا الشهر لقي خمسة جنود أمريكيين مصرعهم في اشتباك مسلح بين عناصر من المقاومة ورتل أمريكي بمنطقة الدوانم جنوبي بغداد، حيث نصبت إحدى الفصائل كمينًا محكمًا للاحتلال أوقعته فيه وانهالت عليه بالقاذفات والرشاشات المتوسطة؛ مما أسفر حسب مصدر في المقاومة عن مصرع خمسة جنود وجرح تسعة آخرين.
وفي الغزالية أدت عبوة ناسفة محلية الصنع إلى هلاك سبعة من أفراد المغاوير قرب أسواق الثمانية وتدمير آليتهم، فيما أدى انفجار عبوة ناسفة إلى مصرع أربعة صفويين من جيش المهدي عند تقاطع الوشاش وسط بغداد.
كما أعلن مصدر طبي عراقي عن مصرع ثلاثين من جيش المهدي وجرح خمسة عشر آخرين خلال اشتباك بين أفراد جيش المهدي وأهل السنة في السيدية والدورة؛ وذلك عندما هاجم الصفويون مسجدي إبراهيم الخليل وجامع الرضوان في كل من الدورة والسيدية.
بينما أدى سقوط أربع قذائف مورتر على مقر لجيش المهدي في أبو دشير جنوب بغداد إلى مصرع ثلاثة من جيش المهدي وجرح عشرة آخرين.
وفيما توالت ضربات المقاومة على رؤوس تلك العصابات الإجرامية، والتي شكلت جبهة ثانية عليه إضافة إلى جبهة الاحتلال، برزت منذ يومين جبهة ثالثة وجديدة وهي جبهة العصابات الكردية المتمثلة في البشمركة، حيث أفاد مراسلنا في بغداد الجديدة أن المقاومة أعدمت خمسة عناصر كردية تورطت في اغتيال أربعة ضباط سابقين من أهل السنة أول أمس الاثنين.
وفي الرستمية قال مراسلنا: إن خمس قذائف مورتر سقطت على قاعدة للاحتلال صباح اليوم أسفرت عن تصاعد أعمدة دخان كثيف من تلك القاعدة.
وعلى مستوى الجثث عُثر اليوم على خمس عشرة جثة لشهداء من أهل السنة تم اعتقالهم يوم أمس من قِبل مغاوير الداخلية في منطقة البياع وعليهم آثار تعذيب وحشية، فيما عثر على ثلاث وخمسين جثة تعود لأفراد من عصابات جيش المهدي وعناصر في الحرس العراقي ومغاوير الداخلية في مناطق متفرقة من بغداد وجنوبها، حيث وجدت أغلبها في نهر القائد السابق غربي المحمودية.
بينما لا يزال الجيش الأمريكي يواصل عملياته في مناطق العبيدي والأورفلي والمشتل والكمالية التي تعتبر من معاقل جيش المهدي، وقال شهود عيان خلال اتصال هاتفي مع مراسل المفكرة: إن الاحتلال قتل حتى الآن سبعة من كبار عناصر جيش المهدي واستولى على أربعة مخازن أسلحة تعود لجيش المهدي، وكانت دعوات أهل السنة اليوم عليهم: اللهم أشغل الظالمين بالظالمين، وأخرجنا من بينهم سالمين غانمين.