[الأكاديمي]

الحمد لله رب الأرباب الحمد لله مسبب الأسباب الحمد لله هازم الأحزاب مصلياً عل خير العباد محمد عابد الوهاب أما بعد أيها الأخوة الأحباب فكلمتي لكم من عن شيء لاُ يتصور أن يحصل ولكن كما قيل لاتستغرب شيئاً في هذا الوقت فالفتن أعاذنا الله منها بدأت تظهر فنحن في آخر الزمان والشيء الذي حصل هو:أنني لما رجعت في طريقي إلى المنزل وقاربت على الوصول إلى الإشارة الضوئية من مسافة بعيدةٍ نوعا ما فوجئت بانتشار اللون الأحمر الذي ينير من المصابيح الخلفية آتياً من السيارات التي أمامي مصطفةوكأنها في طابور مدرسي من الزحام فقلت في نفسي:لعله تفتيش من رجال المرور وبعد قليل تبين لي عكس ذلك المسألة ومافيها أن الفريق المجاورللإشارة قد فاز وعاشقوه إن صح التعبير قد سدوا الطريق لإنشغالهم بمعشوقهم الذي حقق نصراً لايضاهى وفتح مبين أنساهم إيقاف سياراتهم في الأماكن المخصصة النظامية ولكن مانوع هذا النصر؟؟؟هل هو نصر المسلمين على اليهود في فلسطين أما فتحُ أفغانستان أم ماذا؟؟؟ الجواب وبكل استحياء أن فريقهم الذي يلعب كورة القدم قد فاز ،يا للعار وياللبؤس دماء المسلمين بكل أرض تسيل والعدو يثخن فينا الجرح هل أنعدم لدينا الإحساس إلى هذه الدرجة أما قد مات الضمير ؟؟استطاع المخططون الحاقدون أن يخدروا شبابنا لا بالإبر المخدرة المحسوسة وإنما بالأمور التي تنسيهم أن لهم إخوان إن لم يمدوا لهم يد العون فسوف يصيبهم ماأصاب أخوانهم خدروهم بالكرة وبالغناء و بالفضائيات و...إلخ
ولوامتدينا في ذكر ملهياتهم لطال الكلام .
تعصب مقيت يخرج عن إطار المعقول إلى إطار الجنون الذي لاينفع بعده علاج بعد ذلك ،الغالب من هؤلاء المشجعين قد ضحى بوقته وجهده وماله وربما أناء بأهله جانبا مقدماً مبارة فريقه على كل الواجبات، ناسياً أنه من أمة تكالبت عليها أحزاب الكفر من كل ناحية ومتناسياً أنه وقف بجانب صف العدو من حيث لايشعر ،السؤال الذي يطرح نفسه هل يستفيد من هذا التشجيع فائدةً تذكر؟
إنه لن يستفيد حتى من الجانب الدنيوي إن سلمنا به فلو فاز الفريق هل سيعطونه مبلغاً من المال مقابل وقوفه إلى جانب الفريق من البداية حتى النهاية لن يعطونه شيئاً يذكر ومن الجانب الإجتماعي لن يرضى به فلو تقدم مثلاً للزواج من إحدى الأسر التي لاتعطي بناتها لأي انسان فلن يقبلوا به لأن من ضيع وقته وماله في سبيل شيء تافه فهو لأسرته أضيع ومن الجانب الشرعي أن الوقت والمال مسؤول عنه الإنسان يوم القيامة وقد خص الرسول ذكر الشباب بذلك فقال: ((عن شبابه فيما أبلاه))وقال((وعن ماله فيم أكتسبه وفيم أنفقه)) وكفى بضياع الوقت خسارة وقيل: الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك وفوات الوقت لايعوض بمال ، فبعد هذا الكلام أيصح لك أيها الأخ العاقل أن تستمر في ظلام لاتفكر فيما تعمل دون محاسبةً جادة ،ولايغرك فلان وفلان من الناس ولاتنظر لمن هلك كيف هلك ولكن انظر إلى من نجا كيف نجا،ولم يضيع أكثر الشباب إلا التقليد الأعمى بدون استقلالية في الرأي ،فأسأل الله الصلاح لي ولكم ولسائر المسلمين إنه سميع مجيب .